تاريخ جنوب إفريقيا (1652-1815)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
على الرغم من الإنجاز البرتغالي البحري المتمثل في استكشاف الرأس بنجاح، إلا أن البرتغاليين لم يظهروا سوى قدر ضئيل من الاهتمام بالاستعمار. شكلت السواحل الصخرية والطقس العنيف في المنطقة تهديدًا لسفنهم، وانتهت العديد من محاولاتهم للتجارة مع مجموعة الخويخوئيين المحلية بنشوب صراعات. وجد البرتغاليون أن الساحل الموزمبيقي أكثر جاذبية، مع وجود القريدس، والخلجان الجذابة التي يمكن استخدامها كمحطات محلية، والوصلات لخام الذهب في المناطق الداخلية.
كانت هنالك منافسة طفيفة للبرتغاليين في المنطقة حتى أواخر القرن السادس عشر، ذلك عندما بدأ الإنجليزيون والهولنديون في تحديهم على طول طرق التجارة. زادت محطات التوقف عند الطرف الجنوبي للقارة، وأصبح الرأس بمثابة محطة توقف منتظمة للطواقم المنكوبة بداء الأسقربوط.
في عام 1647، تحطمت سفينة هارلم الهولندية في خليج تابل الحالي. بعد إنقاذهم، أوصى الطاقم الذي انقطعت به السبل بإنشاء محطة دائمة في الخليج.[1] لم يكن لدى شركة الهند الشرقية الهولندية (في أو سي)، التي كانت أحد المنازل التجارية الأوروبية الكبرى التي تبحر في طريق التوابل إلى الشرق، أي نية لاستعمار المنطقة، بل انحصرت رغبتها فقط في إقامة قاعدة آمنة بإمكانها إيواء السفن المارة، وليتمكن البحارة الجياع من تخزين مخزونهم من اللحوم الطازجة والفواكه والخضروات فيها. تحقيقًا لهذه الغاية، وصلت بعثة صغيرة للفي أو سي تحت قيادة يان فان ريبيك إلى خليج تابل في 6 أبريل 1652. كان الرأس تحت الحكم الهولندي من 1652 إلى 1795 ومرة أخرى من 1803 إلى 1806.[2]