تاريخ الفكر التطوري
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الفكر التطوري هو الاعتقاد بأن الأنواع تتغير مع الوقت، له جذور في العصور القديمة، وله وجود في الفكر اليوناني، والروماني، والصيني. وعلى كل، فقد كان التفكير البيولوجي الغربي حتى القرن 18 يقوم على الجوهرية، أي الاعتقاد بأن كل الأنواع الخصائص الجوهرية غير قابلة للتغيير. بدأ هذا المفهوم بالتغير خلال عصر التنوير عندما انتقلت أفكار علم الكونيات التطوري والفلسفة الميكانيكية من العلوم الفيزيائية إلى علوم تاريخ الطبيعة. بدأ علماء الطبيعة بالتركيز على تنوع الكائنات؛ مع ظهور علم الإحاثة ومفهوم الانقراض لتقويض النظرة الثابتة للطبيعة.في القرن 19، قام جان-باتيست لامارك بوضع نظريته تحول الأنواع، أولى النظريات العلمية الكاملة للتطور.
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من |
في عام 1858، نشر تشارلز داروين وألفرد راسل والاس نظرية جديدة للتطور تم شرح تفاصيلها في كتاب داروين أصل الأنواع (1859). على عكس لامارك، اقترح داروين سلف مشترك وفروع لشجرة الحياة. تقوم النظرية على فكرة الاصطفاء الطبيعي، وقد لخصت مجموعة من الأدلة من تربية الحيوانات، الجغرافيا الحيوية، والجيولوجيا، وعلم التشكل، وعلم الأجنة.
بداية نظرية داروين حدثت خلال فترة ناشطة بشكل مكثف والتي بدأت عندما عاد تشارلز داروين من رحلة مسح للبيجل، مع سمعته باعتباره أحد هواة جمع الحفريات والجيولوجيا التي أنشئت بالفعل.وقد اعطي ترخيص من والده ليصبح عالم طبيعة بدلا من رجل دين، وكانت أولى مهامه لإيجاد خبراء مناسبين لوصف مجموعته، اسرف في كتابة مجلاته وملاحظاته، وقدم اوراق على اكتشافاته إلى الجمعية الجيولوجية في لندن.
أدى الجدل حول أعمال داروين لقبول سريع للمفهوم العام للتطور، لكن الآلية المحددة التي اقترحها، الاصطفاء الطبيعي، لم تلق قبولا إلى أن تم بعث الفكرة بالتطورات التي حدثت في علم الأحياء خلال أعوام 1920 إلى عقود 1940. وقبل ذاك الوقت تجادل العلماء حول العوامل الأخرى المسببة للتطور. اقترحت العديد من البدائل خلال كسوف الداروينية منها وراثة الخصائص المكتسبة (اللاماركية الجديدة)، أي تحرك غريزي للتغيير (تطور تدريجي)، وطفرات كبيرة مفاجئة (تطفر). مع تجميع الاصطفاء الطبيعي وعلم الوراثة المندلية في أعوام 1920 وأعوام 1930 أوجد هذان العلمان علم وراثة السكان. وفي أعوام 1930 وأعوام 1940، أصبحت الوراثة السكانية متكاملة مع باقي العلوم الأحيائية الأخرى، منتجة تطبيق تطوري واسع النطاق ويستخدم في علم الأحياء بشكل كبير (الداورينية الجديدة المركبة).
بعد تأسيس الأحياء التطوريّة، ازدهرت الدراسات حول الطفرات الوراثيّة والتنوُّع الوراثيّ في الجماعات الطبيعيّة، بالإضافة إلى الجغرافيا الحيويّة والنظاميّات، مما أدى إلى نماذج سببيّة ورياضياتيّة مُعقَّدة عن التطور. سمح علم الإحاثة والتشريح المقارن بتركيبات أكثر تفصيلًا للتاريخ التطوريّ للحياة. بعد صعود علم الوراثة الجزيئيّة في خمسينات القرن الماضي، ازدهر علم التطور الجزيئيّ بناءً على تتابعات البروتين والاختبارات المناعيّة، التي دمجت لاحقًا دراسات الدنا والحمض النووي الريبوزي. ظهرت النظرة المتمركزة حول الجين للتطور إلى النور في ستينات القرن الماضي، ثم تبعتها النظريّة المحايدة عن التطور الجزيئيّ، مما أدى لنشوء مناظرات حول التكيفيّة، وحدة الانتقاء الطبيعيّ، والأهميّة النسبيّة للانحراف الوراثيّ بالمقارنة مع الانتقاء الطبيعيّ كأسباب للتطور. في نهاية القرن العشرين، أدى تسلسل الحمض النوويّ إلى علم الوراثة العرقيّة الجزيئيّة/الفيلوجينيّة الجزيئيّة وإعادة تنظيم شجرة الحياة إلى نظام النطاقات الثلاث على يد كارل ووز. علاوة على ذلك، قدَّمت العوامل الجديدة عن النشوء التعايشيّ والنقل الجينيّ الأفقي المزيد من التعقيد إلى النظرية التطوريّة. كان للاكتشافات في الأحياء التطوريّة أثر كبير على الفروع التقليديّة للأحياء بالإضافة إلى المجالات الأكاديميّة الأخرى مثل علم الإنسان وعلم النفس وعلى المجتمع بصورة عامة.[1]