تاريخ إيران
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يتقاطع تاريخ إيران في البقعة الجغرافية التي عرفت حتى منتصف القرن العشرين باسم بلاد فارس مع تاريخ منطقة أكبر، عرفت باسم إيران الكبرى، التي تحدها منطقة الأناضول والبوسفور ومصر غربا إلى حدود الهند القديمة ونهر سيحون في الشرق، ومن القوقاز والسهوب الأوراسية في الشمال إلى الخليج العربي وخليج عمان جنوبا.
وصفها المصدر |
---|
أحد جوانب |
---|
تعد إيران موطنًا لأقدم الحضارات الكبرى في العالم، حيث يعود تاريخ مستوطناتها الحضرية والتاريخية إلى 7000 قبل الميلاد.[1] وساهم الجزء الغربي وجنوب غربي الهضبة الإيرانية مع تاريخ الشرق الأدنى القديم بعيلام مع بداية العصر البرونزي، ثم تلتها شعوب أخرى مختلفة مثل الكيشيين والمانيون والجوتيون. وقد وحد الميديون إيران كأمة وإمبراطورية سنة 625 ق.م.[2] ثم أضحت الإمبراطورية الأخمينية (550-330 ق.م) التي أسسها قورش الكبير أول قوة عظمى عالمية حقيقية[3] وحكمت من البلقان إلى شمال إفريقيا بالإضافة إلى آسيا الوسطى عبر قارات ثلاث من مقر سلطتهم في تخت جمشيد عاصمة فارس التاريخية. فكانت من أكبر الإمبراطوريات وأولها عالميا.[4] وهي الحضارة الوحيدة في التاريخ التي ربطت أكثر من 40٪ من سكان العالم، وهو ما يمثل حوالي 49.4 مليون من سكان العالم البالغ عددهم 112.4 مليون نسمة قرابة سنة 480 ق.م.[5] وقد خلفتها كلا من السلوقية والبارثية والساسانية، التي حكمت إيران على التوالي لما يقرب من 1000 عام وجعلت إيران مرة أخرى قوة رائدة في العالم. كان الخصم اللدود لبلاد فارس هي الإمبراطورية الرومانية وخليفتها الإمبراطورية البيزنطية.
بدأ التاريخ الإيراني في العصر الحديدي بعد مجيء الشعوب الإيرانية. تلك الشعوب التي أدت إلى ظهور إمبراطوريات الميديين والأخمينيين والبارثيين والساسانيين في العصور الكلاسيكية القديمة.
كما كانت إيران ذات يوم إمبراطورية كبرى، فقد تعرضت بعدها لغزوات المقدونيون والعرب والترك والمغول. إلا أنها أكدت بديمومة هويتها القومية على مر القرون، وتطور كيانها السياسي والثقافي المتميز.
أدى الفتح الإسلامي لفارس (633-654) إلى إنهاء الشاهنشاهية الساسانية، فكانت نقطة تحول في التاريخ الإيراني. حدثت أسلمة إيران مابين القرنين الثامن والعاشر، الذي أدى في نهاية الأمر إلى تراجع الزرادشتية ومعها العديد من تبعياتها. ومع ذلك لم تندثر إنجازات حضاراتها السابقة، بل استوعبها وبقوة النظام السياسي والحضارة الإسلامية الجديدة.
إيران وبتاريخها الطويل من الثقافات والإمبراطوريات القديمة، إلا أنها عانت وخصوصا أواخر العصور الوسطى وأوائل العصر الحديث من العديد من غزوات القبائل الرحل، التي أصبح قادتها حكامًا في هذا البلد، مما أثر عليها سلبًا.[6]
بدأ توحيد إيران لتكون كيان مستقل في سنة 1501 من قبل السلالة الصفوية، والتي جعلت الإسلام الشيعي هو الدين الرسمي لها،[7] مما مثل إحدى أهم نقاط التحول في تاريخ الإسلام.[8] وعملت مرة أخرى لتكون قوة عالمية رائدة، وهذه المرة أمام الدولة العثمانية المجاورة وخصمها اللدود لعدة قرون. كانت إيران ملكية يحكمها شاه أو شاهنشاه دون انقطاع تقريبًا منذ 1501 حتى الثورة الإيرانية سنة 1979، عندما أصبحت إيران رسميًا جمهورية إسلامية في 1 أبريل 1979.[9][10]
وخلال النصف الأول من القرن 19 فقدت إيران العديد من أراضيها في القوقاز، والتي كانت جزءًا منها لعدة قرون،[11] لصالح الإمبراطورية الروسية جارتها المنافسة الآخذة في التوسع والنمو بسرعة، بعد حروب اندلعت بينهما في الفترة من 1804-1813 و1826-1828.[12] وهي مناطق شرق جورجيا [الإنجليزية] وداغستان وجمهورية أذربيجان وأرمينيا.