تاريخ إنجلترا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يهتم تاريخ إنجلترا بدراسة ماضي الإنسان في أحد أقدم الأقاليم الأوروبية وأكثرها تأثيرًا. فالصورة التي توجد عليها إنجلترا الآن، وهي دولة داخل المملكة المتحدة، كان يسكنها الإنسان البدائي قبل 800000 عام كما أشار اكتشاف الأدوات المصنوعة من الحجر الصوان في هابسبيرج (Happisburgh) في نورفولك.[1] وكان أول الدلائل على وجود إنسان معاصر في الشمال الغربي لأوروبا هو اكتشاف عظام فك في ديفون في كنتس كافرن (Kents Cavern) في 1927م، والتي تمت إعادة تحديد تاريخ وجودها في عام 2011م ليبلغ عمرها ما بين 41000 سنة إلى 44000 سنة.[2] ويعود تاريخ السكنى الدائمة للإنسان في إنجلترا إلى حوالي 12000 سنة مضت مع نهاية العصر الجليدي الأخير. وتمتلئ المنطقة بعديد من آثار العصور الميزوليتية والعصر الجليدي الحديث والعصر البرونزي مثل ستونهنج وأفيبري. في العصر الحديدي كانت إنجلترا مثل بقية المناطق البريطانية التي تقع جنوب نهر فيرث أوف فورث (Firth of Forth) يسكنها الكلتيون الذين عرفوا باسم البريطانيون، وبعض من قبائل البلغ (مثال اللأتريباتس (Atrebates) والكتاوفيلاوني (Catuvellauni) وترينوفانتس (Trinovantes) وغيرها) في الجنوب الشرقي. وفي عام 43 م، بدأ الغزو الروماني لبريطانيا وحافظ الرومان على سيطرتهم على ولاية بريطانيا حتى القرن الخامس الميلادي.
وصفها المصدر |
---|
أحد جوانب | |
---|---|
فرع من | |
تفرع عنها |
أتاحت نهاية الحكم الروماني لإنجلترا فرصة استقرار الأنجلوساكسونيين في بريطانيا، الذين يعدون في بعض الأوقات هم أصل منشأ إنجلترا والشعب الإنجليزي. أسس الأنجلوسكسونيون وهم مجموعة متنوعة من الجرمانيين العديد من الممالك التي أصبحت القوى الأساسية فيما يُدعى الآن إنجلترا وأجزاء من جنوبي اسكتلندا.[3] وقد قدموا اللغة الإنجليزية القديمة التي حلت محل اللغة البريطانية. حارب الأنجلوساكسونيون دويلات الخلفاء البريطانيين في ويلز وكورنوال ومنطقة هن أوجليد (Hen Ogledd) (منطقة الشمال القديمة وهي الأجزاء التي كانت تتحدث البريتونية في شمال إنجلترا وجنوب اسكتلندا) وحاربوا بعضهم بعضًا. زادت الغارات التي يشنها الفايكنج بعد حوالي 800م وسيطر النورسيمن (Norsemen) على مساحات شاسعة مما تسمى الآن إنجلترا. وخلال هذه الفترة، حاول حكام عدة توحيد الممالك الأنجلوساكسونية المختلفة وتلك الجهود أدت إلى نشوء مملكة إنجلترا بحلول القرن العاشر الميلادي.
غزا النورمان إنجلترا وفتحوها في عام 1066م. وخاضت البلاد الكثير من الحروب الأهلية والمعارك مع الدول الأخرى خلال العصور الوسطى. كانت مملكة إنجلترا دولة سيادية حتى حكم الملك ريتشارد الأول (Richard I) الذي جعلها تابعة للمملكة الرومانية المقدسة عام 1194م. وفي عام 1212م أثناء حكم أخيه جون لاكلاند (John Lackland)، أصبحت المملكة بدلاً من ذلك ولاية تابعة تدفع خراج الكرسي الرسولي إلى الإمبراطورية الرومانية[4] حتى القرن السادس عشر الميلادي عندما قام هنري الثامن بكسر شوكة الكنيسة الكاثوليكية. وحكم إنجلترا أسرة تيودورأثناء عصر النهضة. غزت إنجلترا ويلز في القرن الثاني عشر الميلادي وبعد ذلك اتحدت مع اسكتلندا في أوائل القرن الثامن عشر الميلادي لتصنع دولة سيادية جديدة تُدعى بريطانيا العظمى.[5][6][7] أصبحت بريطانيا العظمى بعد الثورة الصناعية تحكم إمبراطورية هي الأكبر في جميع أنحاء العالم. وأصبحت الأغلبية العظمى من الإمبراطورية دولاً مستقلة بعد عملية الجلاء عن المستعمرات في القرن العشرين الميلادي، إلا أن أثرها الثقافي كان قويًا وعميقًا في عديد من الدول الحالية.