تاريخ أوكرانيا الحديث
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
برزت أوكرانيا كأُمة، والأوكرانيون كقومية، مع ظهور النهضة الوطنية الأوكرانية التي يُعتقد أنها بدأت في وقتٍ ما في نهاية القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر. وفقًا للمؤرخ الأوكراني ياروسلاف هريتساك، ارتبطت الموجة الأولى للنهضة بنشر الجزء الأول من قصيدة «أنييد» من قبل إيفان كوتليارفسكي في عام 1798.[1] نُشر كتاب (تاريخ الروثينيين أو روسيا المُصغرة) في عام 1846 في مدينة موسكو. شُكّل المجلس الروثيني الأعلى خلال الربيع الأوروبي في مدينة ليمبيرغ (تُعرف حاليًا باسم لفيف) والذي أعلن أن الروثينيين الجلالقة هم جزء من الأمة الأوكرانية الكبيرة. اعتمد المجلس اللونين الأصفر والأزرق لتشكيل العلم الأوكراني.[1]
البداية | |
---|---|
المنطقة |
فرع من | |
---|---|
تفرع عنها |
أعلنت أوكرانيا استقلالها للمرة الأولى بعد الغزو البلشفي في نهايات عام 1917. قُسّمت أوكرانيا مجددًا بين بولندا وجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية وذلك بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وتوقيع معاهدة ريغا. كانت جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية صنيعة الحزب الشيوعي، وقد شُكلت من الأراضي الواقعة تحت سيطرة البلاشفة.
في عام 1922، اشتركت كل من جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية وجمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية وجمهورية بيلاروس الاشتراكية السوفيتية وجمهورية ما وراء القوقاز السوفيتية الاشتراكية في تأسيس الاتحاد السوفيتي. قتلت المجاعة السوفيتية المعروفة باسم هولودومور، والتي حصلت خلال السنتين 1932 و1933، ما يقارب 6 إلى 8 ملايين شخص من سكان الاتحاد السوفيتي، وكان غالبيتهم من الأوكرانيين.[2]
استُبعد الاتحاد السوفيتي من عصبة الأمم مع بداية الحرب العالمية الثانية، واجتاحت ألمانيا وحلفاؤها الآخرون الاتحاد السوفيتي في عام 1941. اعتبر الكثير من الأوكرانيين في البداية أن جنود فيرماخت (هو اسم القوات المسلحة الموحدة لألمانيا في ذلك الوقت) قد جائوا لتحريرهم من سطوة السوفيتيين، في حين شكّل أوكرانيون آخرون بارتيزانًا سوفييتيًا مناهضًا للنازية الألمانية. شُكّل جيش التمرد الأوكراني من قبل بعض العناصر الأوكرانية القومية الخفية والذي قاتل كل من القوات السوفيتية والنازية الألمانية على حد سواء. بعد ترحيل تتار القرم، حُوّلت ملكية شبه جزيرة القرم من جمهورية روسيا الاتحادية الاشتراكية السوفيتية إلى جمهورية أوكرانيا الاشتراكية السوفيتية وذلك في عام 1954.
أصبحت أوكرانيا دولةً مستقلة، وذلك بعد تفكك الاتحاد السوفيتي في عام 1991. أُضفي الطابع الرسمي على هذا الاستقلال من خلال الاستفتاء الشعبي الذي أجري في الأول من شهر ديسمبر من عام 1991. أصبحت أوكرانيا منطقة نفوذ متداخلة بين الاتحاد الأوروبي وروسيا الاتحادية، وذلك عقب توسيع الاتحاد الأوروبي في عام 2004. اتضح ذلك جليًا بعد ظهور انقسام سياسي بين أوكرانيا الشرقية الموالية لروسيا وأوكرانيا الغربية الموالية لأوروبا، مما تسبب في فوضى سياسية متواصلة ابتدأت بالثورة البرتقالية في عام 2004 وبلغت ذروتها في عام 2014 مع اندلاع ثورة الميدان الأوروبي وأزمة القرم، والتي وقعت فيها جمهورية القرم ذاتية الحكم تحت سيطرة روسيا الاتحادية.