بهائيون موحدون
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عندما توفيّ بهاء الله عام 1892، ترك لأتباعه تعليماتٍ واضحة وصريحة تتعلّق بمن يتوجهون إليه من بعده. فعيّن في وصيّته الّتي تُسمّى كتابُ عهدي والّتي خطّها بيده، ابنه الأكبر عبد البهاء مركزًا لعهده وميثاقه. بموجب هذه الوصيّة، أبرم بهاء الله مع أتباعه ميثاقًا أو عهدًا محكمًا متينًا، يتولّى بحسبها عبد البهاء إدارة شؤون الدّين البهائيّ.[1][2] فقد بيّن بهاء الله في وصيّته بأنّ محور هذا العهد هو عبد البهاء، وهو الشّخص الوحيد الّذي له صلاحيّة تفسير وتبيين تعاليم بهاء الله، وهو مصدر السّلطة في إدارة شئون الدّين البهائيّ.[3][2] كما ورد في الوصية أن ميرزا محمد علي جاء في المرتبة الثانية بعد عبد البهاء.[2] وبالرّغم من وضوح المقام الّذي عيّنه بهاء الله لعبد البهاء في وصيّته، لم يَرُق ذلك لبعض أقربائه وغيرهم، فشرعوا يقاومون عبد البهاء بكلّ عداء، وكان منهم أخ عبد البهاء غير الشّقيق ميرزا محمّد علي الّذي عمل خلافًا لوصيّة بهاء الله، وقام بمعارضة عبد البهاء في البداية سرًّا ثم علنًا، [4] وقام بنشر الأكاذيب والافتراءات، إلّا أنّ هذه الاعتراضات والأكاذيب فشلت في تقويض ولاء الجماهير البهائيّة نحو عبد البهاء. لذا، بدأ ميرزا محمّد علي بالتّآمر مع السّلطات العثمانية لإلحاق الضرر بعبد البهاء ونفيه. ولكن خابت وفشلت جميع تلك المحاولات، وذلك نتيجةً لقوّة العهد الميثاق الّذي أبرمه بهاء الله مع أتباعه، وتعيينه الصّريح لعبد البهاء ليتولّى شؤون الدّين البهائي بعد وفاته.[5]
وكان من بين الّذين شاركوا في معارضة عبد البهاء أيضًا إبراهيم خير الله. لقد آمن بالدّين البهائيّ وهاجر بعد ذلك إلى الولايات المتّحدة.[6] وبعد فترة، أصبح خير الله الّذي أراد الاعتراف به كزعيمٍ دينيّ للبهائيّين في الولايات المتّحدة، معارضًا لعبد البهاء، وبدأ بالتّعاون مع ميرزا محمّد علي الّذي أرسل إليه ابنه شعاع الله ليسانده. ومن ثمّ، تبعته مجموعةٌ صغيرةٌ جدًا من البهائيّين في الولايات المتّحدة، أطلقوا على أنفسهم اسم «موحّدين»، ولكن أعدادهم تراجعت تدريجيًا، [7] وفشلت جميع محاولاتهم لاحقًا لجذب النّاس إليهم.[7] فأصبحوا جماعةً ضئيلة ليس لها أيّ كيان أو نشاط بعد الخمسينيّات.[8] وبعد وفاة خير الله، أصبح شعاع الله قائدًا لهذه المجموعة الصّغيرة، وقام بنشر مجلّة باللغة الإنجليزيّة تُسمّى «كوارترلي» (بالإنجليزية: Beha'i Quarterly) لمدّة ثلاث سنوات فقط من عام 1934 إلى عام 1937، روّجت لكتابات ميرزا محمّد علي وآخرين في المجموعة.[9][10][11]
لقد ردّ عبد البهاء على جميع الافتراءات والأكاذيب، وأكّد على مبدأ العهد والميثاق بين البهائيّين، وقام بإرساء قواعد الوحدة والاتّحاد بين البهائيين، وحماهم من الانقسام والانشقاق، وشجّعهم على تطوير قدراتهم من أجل خدمة الإنسانيّة. كما كرّس فترة ولايته لتعزيز وترويج المثل العليا للسّلام والوحدة والاتّحاد بين جموع الناس في كلّ مكان [12] ولهذا تضاءل عدد أفراد تلك المجموعة (البهائيّون الموحّدون) تدريجيًّا، وفشلت المحاولات اللّاحقة لجذب المزيد من النّاس.[7] وتلاشت هذه المجموعة بمرور الزمن، ولم يعد لها وجود حالياً.[13]