انقراض الهولوسيني
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
انقراض الهولوسين أو انقراض العصر الهولوسيني هو مصطلح يطلق على الانقراض الجماعي الجارٍي في الوقت الحاضر[1][2][3]، حيث أنَّ تاريخ البشرية الحديث يعد جزءاً من فترة حقبة الهولوسين التي بدأت قبل 10,000 عام، ويُطلَق عليه أحياناً الانقراض العظيم السادس لاعتباره الانقراض الجماعي الكبير السادس في تاريخ الأرض. أثبتت دراسات علميَّة أجريت على مدى القرن العشرين أنَّ مُعدَّل الانقراض السنويِّ للمخلوقات الحية على كوكب الأرض يعادل حالياً 100 إلى 1,000 ضعف المعدَّل الطبيعي، الذي توصَّل العلماء إليه من خلال دراسة سجل الأحافير.[4] وتعد الأنشطة البشريَّة الحديثة وعلى رأسها الصيد الجائر وتدمير البيئة والتلوث المسبِّبات الرئيسية لهذا الانقراض، ممَّا يجعله أول انقراضٍ جماعي في تاريخ الأرض تتسبَّب به أنواع من الكائنات الحية نفسها.
انقراض الهولوسيني | |
---|---|
نوع الانقراض | انقراض جماعي |
عصر الانقراض | الهولوسيني |
تعديل مصدري - تعديل |
يُعتَقد أن المعدل العالمي للانقراضات يبلغ حالياً قرابة 500 نوعٍ في اليوم، و200,000 نوعٍ في العام، ومن ثمَّ تذهب بعض التقديرات إلى أنَّ نحو 20% من الكائنات الحية على الأرض ستكون انقرضت بحلول عام 2022. رغم ذلك، فإنَّ معظم هذه الكائنات غير معروفة بعد وتنقرض دون أن يعرف العلماء بوجودها حتى.[5][6]
يشمل انقراض الهيلوسين اختفاء الحيوانات الأرضية الكبيرة المعروفة بالحيوانات الضخمة، ابتداء من نهاية العصر الجليدي الأخير. أظهرت الحيوانات الضخمة خارج قارة أفريقيا، والتي لم تتطور جنبًا إلى جنب مع الإنسان، حساسية عالية عند ظهور الافتراس الجديد، ومات العديد منها بعد فترة قصيرة من بداية الإنسان البدائي بالانتشار والصيد عبر الأرض (انقرض العديد من الأنواع الأفريقية أيضًا خلال الهولوسين، ولكن -مع بعض الاستثناءات- لم تتأثر الحيوانات الضخمة في البر الرئيسي بشكل ملحوظ سوى منذ مئات السنين). إن تلك الانقراضات، الحادثة بالقرب من نطاق العصر الحديث الأقرب والعصر الهولوسيني، يُشار إليها أحيانًا بحدث الانقراض الرباعي.
تشير أكثر النظريات شيوعًا إلى الصيد الجائر للأنواع الذي نفّذه البشر بالإضافة إلى ظروف الضغط الموجودة بالفعل إذ إن الانقراض تزامن مع ظهور البشر. على الرغم من الجدل الدائر بشأن كيفية تأثير الافتراس البشري على انحدار تلك الأنواع، ارتبط انحدار أنواع بعينها بشكل مباشر بالنشاط البشري، مثل أحداث الانقراض في نيوزيلندا وهاواي. بجانب البشر، ربما يكون التغير المناخي عاملًا مؤثرًا في انقراضات الحيوانات الضخمة، وخاصةً في نهاية العصر الجليدي.
بيئيًا، اعتُبر الإنسان «مفترسًا علويًا» غير مستدام في الحقبة الهولوسينية. بينما تواجدت بقية المفترسات العلوية الموجودة على كوكب الأرض في بقية الفترات، مثل الروبيان الشاذ في المحيط الكمبري، كان تأثير البشر أكثر تطرفًا. افتُرس البشر البالغون من قبل المفترسات العلوية الأخرى باستمرار، ما كان له تأثيرات في جميع أنحاء العالم على الشبكات الغذائية والعمليات التطورية. في تلك الفترة، كان هناك انقراضات للأنواع في كافة كتل اليابسة وكافة المحيطات: هناك العديد من الأمثلة المشهورة في أفريقيا، وآسيا، وأوروبا، وأستراليا، وأمريكا الشمالية والجنوبية، وعلى الجزر الأصغر. بشكل عام، يمكن ربط الانقراض الهولوسيني بتأثير البشر على البيئة. يستمر الانقراض الهولوسيني حتى القرن الحادي والعشرين، مع استهلاك اللحوم، والصيد الجائر للأسماك، وتحمض المحيطات، والانحدار في أعداد البرمائيات كونها بعض الأمثلة الأوسع على الانحدار العالمي في التنوع البيولوجي. تُعتبر زيادة تعداد البشر والزيادة في الاستهلاك لكل نسمة من العوامل الرئيسية لهذا الانحدار.[7][8][9][10]
قدّر التقرير العالمي لتقييم التنوع البيولوجي وخدمات النظم البيئية، المنشور في 2019 بواسطة المنبر الحكومي الدولي للعلوم والسياسات في التنوع الحيوي وخدمات النظم البيئية، بأن قرابة المليون نوع من النباتات والحيوانات يواجه الانقراض الذي تسببت به الآثار البشرية.[11][12]