انحسار الجليد منذ سنة 1850
ظاهرة عالمية سريعة الانتشار / من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
انحسار الجليد منذ سنة 1850 ظاهرة عالمية سريعة الانتشار، حيث تؤثر على على الوصول إلى مصادر الماء العذب، وعلى سقي المزروعات، وعلى الاستعمال المنزلي للماء، والحيوانات والنباتات التي تعتمد على ذوبان الجليد، ولو استمر الوضع هكذا سيزيد معدل ارتفاع المحيطات.[1][2][3] ويعتبر علماء الجليد تزامن تراجع الجليد مع ارتفاع معدلات غازات الدفيئة أكبر دليل على الاحترار العالمي. يظهر على أعلى قمم العالم كجبال الهيمالايا، والألب، وجبال الروكي، والكاسكيد رينج، وكذلك قمة الكيليمانجارو في أفريقيا، وغيرها، انحسار كميات كبيرة من الجليد عما كانت عليه سابقا.
يعد توازن الكتلة الجليدية العامل الرئيسي في تحديد صحة الجليدة الثلجية أو النهر الجليدي. سيتقدم النهر الجليدي إذا تجاوزت كمية الهطول المتجمد في منطقة التراكم كمية الثلج الجليدي المفقود بسبب الذوبان أو في منطقة التذرية، وسيتراجع النهر الجليدي إذا كان التراكم أقل من التذرية. سيكون توازن كتلة الأنهار الجليدية التي تعاني من الانحسار، سالبًا، وإذا لم تجد توازنًا بين التراكم والتذرية؛ فستختفي في نهاية المطاف.
كان العصر الجليدي الصغير ممتدًا من عام 1550 إلى 1850، عندما شهد العالم درجات حرارة أقل نسبيًا مقارنةً بما كان قبل الفترة وبعدها. في وقت لاحق، وحتى عام 1940 تقريبًا، انحسرت الأنهار الجليدية في مختلف أنحاء العالم مع ارتفاع درجة حرارة المناخ بشكل كبير. تباطأ الانحسار الجليدي، بل وانعكس مؤقتًا في العديد من الحالات، بين عامي 1950 و1980 مع انخفاض درجات الحرارة العالمية بشكل طفيف. منذ عام 1980، أدى الاحتباس الحراري الكبير إلى تسارع متزايد في الانحسار الجليدي في كل مكان، حتى أن بعض الأنهار الجليدية اختفت تمامًا، وأصبح وجود الأنهار الجليدية المتبقية مهددًا. في مواقع مثل جبال الأنديز في أمريكا الجنوبية والهيمالايا في آسيا، يمكن أن يؤثر زوال الأنهار الجليدية على إمدادات المياه في تلك المناطق.
يعد انحسار الجليد الجبلي، لا سيما في غرب أمريكا الشمالية وآسيا وجبال الألب والمناطق الاستوائية وشبه الاستوائية في أمريكا الجنوبية وأفريقيا وإندونيسيا، دليلًا على ارتفاع درجات الحرارة العالمية منذ أواخر القرن التاسع عشر. ينذر تسارع معدل الانحسار منذ عام 1995 في الأنهار الجليدية الرئيسية في جرينلاند والصفائح الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية بارتفاع منسوب البحار، مما سيؤثر على المناطق الساحلية.[4][5]