الوسائط الرقمية والصحة النفسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
درس العديد من الباحثين العلاقات التي تربط بين استخدام الوسائط الرقمية والصحة النفسية، ولا سيما علماء النفس وعلماء الاجتماع وعلماء الأنثروبولوجيا والخبراء الطبيين، وذلك بدءًا من فترة منتصف تسعينيات القرن الماضي، أي بعد نمو الشبكة العنكبوتية العالمية. تقصت مجموعة كبيرة من الأبحاث ظواهر «الاستخدام المفرط»، أو ما يُعرف باسم «الإدمان الرقمي» أو «الاعتماد الرقمي». تتفاوت تجليات هذه الظواهر بحسب المجتمع والثقافة. درس بعض الخبراء فوائد استخدام الوسائط الرقمية باعتدال في مجالات مختلفة بما في ذلك مجال الصحة النفسية، إذ بحثوا في مسألة علاج مشاكل الصحة النفسية باستخدام حلول تكنولوجية جديدة.[1][2]
هذه المقالة بحاجة لصندوق معلومات. |
لم تُعيّن الحدود بين الاستخدام المفيد والاستخدام المرضي للوسائط الرقمية حتى الآن. لا يوجد أي معايير تشخيصية معتمدة على نطاق واسع في هذا الصدد، لكن يرى بعض الخبراء أن الإفراط في الاستخدام دليل على وجود اضطرابات نفسية كامنة. ليس هناك أي مقاييس موحدة للوقاية من الاستخدام المرضي للوسائط الرقمية أو العلاج منه، لكن هناك خطوط توجيهية حول استخدام الوسائط الرقمية بصورة أكثر أمانًا بالنسبة للأطفال والأسر. لا ينطوي الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (الطبعة الخامسة) على أي تشخيصات للاستخدام الإشكالي للإنترنت، أو الاستخدام الإشكالي لوسائل التواصل الاجتماعي، أو اضطراب الألعاب (الذي يُعرف باسم إدمان ألعاب الفيديو). وفي المقابل، تعترف الطبعة الحادية عشر من التصنيف الدولي للأمراض بوجود ما يُسمى باضطراب الألعاب. ما يزال نقاش الخبراء حول كيفية وآلية تشخيص هذه الحالات قائمًا. تحيط الشكوك بإمكانية استخدام مصطلح الإدمان للإشارة إلى هذه الظواهر والتشخيصات.
أحدثت كل من الوسائط الرقمية والوقت الذي يقضيه الأطفال أمام الشاشة تغييرًا إيجابيًا وسلبيًا في كيفية تفكير هؤلاء الأطفال وتفاعلهم وتطورهم، لكن ما يزال الباحثون غير متيقنين من وجود هذه الروابط السببية المفترضة بين استخدام الوسائط الرقمية وآثاره على الصحة النفسية. يبدو وكأن هذه الروابط متوقفة على الفرد والمنصات التي يستخدمها. تعهدت العديد من الشركات التكنولوجية الكبيرة وأعلن بعضها عن استراتيجيات رامية إلى محاولة الحد من مخاطر استخدام الوسائط الرقمية.[3]