المواقف الاجتماعية تجاه المثلية الجنسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تختلف المواقف الاجتماعية تجاه المثلية الجنسية اختلافا كبيرا في مختلف الثقافات والحقب التاريخية المختلفة، كما الشأن بالنسبة للمواقف تجاه الرغبة الجنسية والنشاط والعلاقات بشكل عام. جميع الثقافات لديها قيمها الخاصة فيما يتعلق بالنشاط الجنسي المناسب والنشاط الجنسي غير اللائق; بعض العقوبات للحب من نفس الجنس و النشاط الجنسي، في حين أن آخرين قد لا يوافقون على هذه الأنشطة في جزء منها.[1] كما هو الحال مع السلوك المغاير، يمكن اعطاء مجموعات مختلفة من الوصفات الطبية والمحظورات للأفراد وفقا لنوع الجنس والعمر والحالة الاجتماعية و/أو الطبقة الاجتماعية.
اعتبرت العديد من ثقافات العالم فيما مضى بأن الجنس الإنجابي (المغايرة الجنسية) ضمن علاقة مُعترف بها هو القاعدة الجنسية، والتي تكون في بعض الأحيان بشكل حصري، وأحياناً أخرى إلى جانب معايير الحب من نفس الجنس سواء كانت هذه المعايير عاطفية أو حميمة أو جنسية. لاحقت بعض الطوائف الدينية ولا سيما تلك المتأثرة بالتقاليد الإبراهيمية، الأفعال والعلاقات الجنسية المثلية في فترات زمنية مختلفة، وعملت على تطبيق عقوبات صارمة في بعض الحالات. يمكن أن تتجلى مواقف رهاب المثلية في المجتمع من خلال التمييز على أساس التوجه الجنسي ومعارضة حقوق المثليين ومن خلال خطاب الكراهية ضد المثلية واللجوء إلى العنف ضد الأشخاص المثليين.
بدأ جزء كبير من بلدان العالم الأول يصبح أكثر تقبلاً للأفعال والعلاقات المثلية الجنسية منذ سبعينيات القرن العشرين.[2] يوضح كتاب البروفيسور آمي أدامزيك الصادر في عام 2017 والذي يستند إلى سنوات من البحث القائم على مختلف أنواع الأساليب، أن الاختلافات بين البلدان في التقبل للمثلية يمكن أن يُفسر من خلال ثلاثة عوامل هي قوة المؤسسات الديمقراطية ومستوى التنمية الاقتصادية والسياق الديني للأماكن التي يعيش فيها الناس.[3]
وجدت الدراسات التي أُجريت لاستطلاع المواقف العالمية في عام 2013، الصادرة عن مركز بيو للأبحاث «قبولًا واسع النطاق للمثلية الجنسية في أمريكا الشمالية والاتحاد الأوروبي وفي قسم كبير من أمريكا اللاتينية، بينما وجدت في نفس القدر رفضاً واسع الانتشار في الدول ذات الأغلبية المسلمة وفي أفريقيا وروسيا وفي أجزاء من آسيا». وجد الاستطلاع أيضاً أن «قبول المثلية الجنسية ينتشر على نحو واسع وبشكل خاص في البلدان التي يكون فيها الدين أقل أهمية في حياة الناس (انظر أهمية الدين حسب البلد)، والتي تعتبر أيضاً من بين أغنى دول العالم. وعلى النقيض من هذا، وجدت الدراسة أن قلة من الناس تعتقد بأن المثلية الجنسية يجب أن تكون أمراً مقبولًا في المجتمع، وذلك في البلدان الأكثر فقراً حيث ترتفع مستويات التدين. يلعب السن عاملاً مهماً في العديد من البلدان، إذ يقدم الشباب الأصغر سناً وجهات نظر أكثر تسامحاً من تلك التي يقدمها الأكبر منهم سناً. على الرغم من أن الفوارق بين الجنسين لا تُعتبر أمراً سائدًا في البلدان التي توجد فيها، فتقبل النساء بالمثلية الجنسية أكثر مما يفعل الرجال.[4]