السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان يعتبر في لاهوته وإدارته من كنائس الإصلاح التي تنتمي إلى الإيمان المسيحي بتقليده المُصلح، الذي يرجع تاريخياً إلى القرن السادس عشر.[1] وقد عرف المشرق العربي هذا الحضور الروحي في بدايات القرن التاسع عشر، حيث كانت المنطقة آنذاك جزء من الإمبراطورية العثمانية، التي امتدَّت زمنياً طوال أربعة قرون، رافقها جمود في الحركة الروحية والعلمية، إلى أن أتت بدايات القرن التاسع عشر لتجلب معها رياح تغيير ونهضة على أكثر من صعيد – خاصة على صعيد الحريات الدينية .
ولقد شهد عام 1819 قدوم عدد من المرسلين ينتمون إلى كنائس مشيخية أو مشيخية مُصلحة مِن أوروبا وأميركا إلى مناطق مختلفة في الشرق الأوسط، ومنها سورية ولبنان. وعُرِفَ المؤمنون الذين استجابوا لخدمة هؤلاء المرسلين بالإنجيليين، لاستجابتهم لرسالة الكتاب المقدس في حياتهم وعبادتهم وخدمتهم. وبالرغم من استمرار التزامهم بقوانين الإيمان التي عرفتها الكنيسة المسيحية عبر التاريخ، إلا أنهم رفضوا الكثير من الممارسات التي اعتبروها تقليدية فيما يتعلق بالإيمان والعبادة، وسعوا جاهدين إلى تركيز حياتهم وإيمانهم وممارساتهم الكنسية على فهم الكتاب المقدس.
وفي عام 1848 تم الاعتراف رسمياً بالإنجيليين ككنيسة ضمن نظام المِلل في الدولة العثمانية، وتمَّ في هذا العام تنظيم أول كنيسة إنجيلية في بيروت، تبعتها كنيسة في حاصبيا عام 1852، ثم كنيسة حلب عام 1853 ، ثم كنيسة خربا حوران عام 1875م ، ثم في حمص… وهكذا. وفي عام 1920 وبعد استقلال كل من سوريا ولبنان أُعيد تنظيم عمل الكنائس الإنجيلية في سورية ولبنان لتشكل سينودساً واحداً هو (السينودس الإنجيلي الوطني في سورية ولبنان) حتى أتى عام 1959 حين تسلَّم السينودس كامل المسؤوليات والخدمات التعليمية والطبية والكرازية من الإرساليات المشيخية الأمريكية.