الحرب البحرية في الحرب العالمية الأولى
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العمليات البحرية في الحرب العالمية الأولى ازدهرت في الاساس تلبية لحاجة الدول لضمان سلامة طرقها البحرية ولسد وتفخيخ طرق العدو. وبشكل ادق اتبعت القوات البحرية لقوات التحالف (البحرية الملكية البريطانية، البحرية الفرنسية، البحرية الامبراطورية الروسية، الاسطول الملكي الإيطالي، وبصورة محدودة: بحرية الولايات المتحدة الأمريكية والبحرية الامبراطورية اليابانية) سياسة تهدف إلى التحكم والاستفادة من مرورها البحري وسد الطرق المعادية. ولكن على العكس تميزت العمليات البحرية لقوات دول المركز (البحرية الألمانية، البحرية النمساوية المجرية، والبحرية العثمانية) بسياسة الكر والفر: فنظرا لفلة اعدادهم، لم تتدخل اساطيل امبراطوريات المركز في معارك جبهية مع العدد الأكبر من العدو ولكن حافظو علي تهديد قواهم محاولين ارباك صفوف العدو وسد طرقهم وتفخيخ التجارية منها عن طريق استخدام وحدات سريعة وغواصات وسفن مساعدة (سفن تجارية في الاصل استخدمت لغرض حربي).[1][2][3]
الحرب البحرية في الحرب العالمية الأولى | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من الحرب العالمية الأولى | |||||||||
| |||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
نُفذت العمليات الحربية (بشكل اقل أو أكثر مباشرةً وكثافةً) في جميع المحيطات وصفحات المياه الموجودة في العالم. فاذا كان بحر الشمال مسرح للاشتباكات عن بعد بين اسطول اعالي البحار الألماني Hochseeflotte واسطول جراند البريطاني Grand Fleet (وهو الاسطول الرئيسي في البحرية البريطانية في الحرب العالمية الأولى), ففي البحر المتوسط تشابكت اساطيل إيطاليا وفرنسا والمملكة المتحدة (مع اسهامات صغيرة من قبل اليابان وأستراليا واليونان) مع البحرية النمساوية المجرية والتي كانت محصنة داخل موانيها علي البحر الادرياتيكي، بالإضافة الي انخراطها في تحطيم الدفاع العثماني في مضيق الدردنيل. ووجدت الامبراطورية الروسية نفسها في مواجهة ألمانيا في بحر البلطيق ومواجهة الامبراطورية العثمانية في البحر الأسود، بينما الاساطيل كثيرة العدد التابعة لليابان وأستراليا تغلبت بنجاح علي السفن القليلة الألمانية التي كانت في حماية مستعمرات المحيط الهادي: أيضا المحيط الهندي ومياه أمريكا الجنوبية كانتا مسرح للاشتباكات بين السفن المساعدة الألمانية وفرق طرادات التحالف المرسلة للقبض عليهم. وفي النهاية المحيط الاطلنطي كان مسرح لأول حملة تحت الماء في التاريخ، بين غواصات ألمانيا الحربية المخصصة ضد المرور التجاري المباشر المتجه نحو الجزر البريطانية والمجهزة للاشتباك مع قوات المملكة المتحدة المشتركة (وبعد 1917) الولايات المتحدة.
تميزت الأعوام الأخيرة من القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين بسباق تسلح هائل تأثرت به كل قوى العالم العظمى، بخاصةً في مجال التسلح البحرى. وأنبأت أزمة المغرب الأولى – وما تبعها من اشتباكات واحتكاكات بين فرنسا والمملكة المتحدة «بريطانيا» من جهة وألمانيا من جهة أخرى من أجل السيطرة على مراكش «المغرب» – بنشأة مواجهات جديدة عن طريق البحر. بعد أن أصبحت ألمانيا دولة موحدة فقط في عام 1871, فرضت نفسها كقوة عظمى، وتدخلت مؤخرا في السباق لانتزاع السيطرة على المستعمرات في جميع أنحاء العالم – خاصة في الاشتباكات مع فرنسا وبريطانيا، كما تدخلت لزيادة نفوذها الاستعمارى في جميع أنحاء العالم. اضطرت الحكومة الألمانية إلى تطوير اسطورها الحربى: كانت القوات البحرية التابعة لمملكة بروسية ولدولة ألمانيا - حديثة الولادة - تمثل قوة هائلة ومخصصة تحديدا للدفاع عن المياه الساحلية الوطنية، ولكن مع تعيين الأدميرال ألفريد فون تيربيتز وزيرا للبحرية.وفي عام 1897, أصبح تطوير أسطول أعالى البحار من الركائز الرئيسية في سياسة ألمانيا. وهذا ما اجمعت عليه نظريات خبير الحروب البحرية الفريد ثاير ماهان، وعلي الرغم من ان ابحاث كتلك دارات حولها الشكوك الا انها في السنوات الأولى من القرن العشرين لعبت دورا هاما في السياسة في دول عدة.فإذا كان تطور الأسطول الألمانى - من وجهة نظر سياسية - واحدا من الأسباب التي أدت إلى تحالف المملكة المتحدة مع الأعداء التقليدين لألمانيا: فرنسا وامبراطورية روسيا، فإنه من وجهة نظر عسكرية دفع البحرية الملكية البريطانية إلى اتباع سياسة «سفينتين مقابل واحدة», مطلقة سفينتين حربيتين مقابل كل سفينة ألمانية واحدة. وعلى الرغم من أن هذا كان يبدو مستحيلا، فقد اتفق أغلبية خبراء بناء السفن البريطانيون على عدم وجود أهمية للاحتفاظ أيضا بجيش برى كبير مماثلا للجيش الألمانى سامحين للملكة المتحدة ان يكون لها الأفضلية العددية على الأعداء.
أثر النزاع البحرى بين إنجلترا وألمانيا بعد ذلك في العالم كله. فمثلما حدث في بحر الشمال من اجراءات، شهدت منطقة البحر المتوسط سباقا في التسلح البحرى ولكن على نطاق أصغر. فقد سعت مملكة إيطاليا إلى تدعيم مكانتها بوصفها قوة اقليمية في مواجهة مصالح فرنسا والامبراطورية النمساوية المجرية. وخارج أوروبا، أكدت الولايات المتحدة مكانتها كفوة افليمية بالانتصار في الحرب الإسبانية الأمريكية، بادئة بذلك فرض سيطرتها على باقى القارة الأمريكية. وفي آسيا، كانت قد ظهرت إمبراطورية اليابان كقوة اقليمية مهيمنة بعد الحرب اليابانية الصينية الأولى وخاصة في الحرب اليابانية الروسية، وتدريجيا أصبح للامبراطورية اليابانية دورا واضحا ودائما في المشهد العالمى وذلك أيضا بفضل التحالف القوى مع المملكة المتحدة. ومن هنا رأت الولايات المتحدة واليابان في إنشاء أساطيل حربية كبيرة طريقة للدفاع عن المكانة التي اكتسبوها وتأكيدا لنفسها كقوة عالمية.