الألم عند اللافقاريات
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يُعد الألم عند اللافقاريات مسألة مثيرة للجدل. تتشارك جميع تعريفات الألم في مكونين رئيسيين على الرغم من تعددها. أولًا، يتطلب كل منها وجود حس الألم. يُعرّف حس الألم على أنه القدرة على كشف المنبهات الضارة التي تثير الاستجابات الانعكاسية القادرة على تحريك الحيوان بأكمله، أو الجزء المصاب من الجسم، بعيدًا عن مصدر التنبيه. لا يمثل مفهوم حس الألم بالضرورة أي شعور شخصاني ضار؛ بل يُعد فعلًا منعكسًا. يتمثل المكون الثاني في اختبار «الألم» نفسه، أو المعاناة – أي التفسير العاطفي للتجربة الألمية. يمثل الألم بالتالي تجربة عاطفية خاصة. لا يمكن قياس الألم بشكل مباشر لدى الحيوانات الأخرى، بما في ذلك البشر؛ إذ تُقاس الاستجابات على المنبهات المؤلمة المفترضة ولا يُقاس اختبار الألم نفسه. تُستخدم الحجة بالتمثيل من أجل معالجة هذه المشكلة عند تقييم قدرة الأنواع الأخرى على اختبار الألم. تعتمد هذه الحجة على مبدأ يقضي بقدرة الحيوانات غير البشرية على اختبار الألم بشكل مماثل للبشر، في حال تشابه استجاباتها مع تلك الخاصة بالبشر. في حال سحب الشمبانزي يده بسرعة بعد وخز دبوس في إصبعه، تقتضي الحجة بالتمثيل عندئذ أن الشمبانزي قادر على الشعور بالألم بشكل مماثل للبشر.[1] تمثلت إحدى التساؤلات المشككة في وجوب تطبيق هذا المبدأ، بالتالي، على الصرصور المتلوي بعد وخزه بدبوس، واعتباره قادرًا على اختبار الألم. اتبع آخرون نهج الحجة بالتمثيل المتعلق بمفهوم الألم.[2]
تُعد القدرة على اختبار حس الألم خاضعة للاصطفاء الطبيعي بهدف منح الكائن الحي ميزة تقليل الأذى اللاحق به. على الرغم من توقع انتشار حس الألم بشكل قوي واسع النطاق، إلا أنه يختلف باختلاف النوع. على سبيل المثال، تُستخدم المادة الكيميائية الكابسيسين كمنبه ضار في التجارب على الثدييات؛ مع ذلك، يظهر فأر الخلد العاري الإفريقي، هيتروسيفالس غلابر، أحد أنواع القوارض الفريدة المفتقرة للببتيدات العصبية المتعلقة بالألم (مثل المادة بّي) في الألياف الحسية الجلدية، نقصًا مميزًا وفريدًا في السلوكيات المرتبطة بالألم تجاه الحمض والكابسيسين. بشكل مماثل، يحرض الكابسيسين مستقبلات الأذية عند بعض اللافقاريات، لكن تصبح هذه المادة غير ضارة عند دروسوفيلا ميلانوجاستر (ذبابة الفاكهة الشائعة). تشمل المعايير المحددة لإمكانية اختبار الألم ما يلي:[3][4]
- يمتلك الكائن الحي جهاز عصبي ومستقبلات ملائمة.
- يظهر تغيرات فيزيولوجية عند تعرضه للمنبهات الضارة.
- يظهر ردود فعل حركية واقية بما في ذلك استخدام المنطقة المصابة بشكل أقل مثل العرج، أو التمسيد، أو مسك المنطقة أو الانشطار الذاتي.
- يمتلك مستقبلات أفيونية ويظهر استجابات منخفضة للمنبهات الضارة عند تلقيه مسكنات الألم والمخدرات الموضعية.
- يظهر معاوضة بين تجنب التنبيه والمتطلبات التحفيزية الأخرى.
- يمتلك القدرة على تعلم التجنب.
- يمتلك قدرة معرفية عالية وإحساسية مرتفعة.