الآخر (فلسفة)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
في مجال الظاهراتية يشير مصطلح الآخَر (وربما استُعمل مصطلح الآخَر التأسيسي، أو مصطلح الغير والغيرية أيضًا) إلى الإنسان الآخر من حيث كونه غير الذات (Self)، بوصفه عاملًا تأسيسيًّا مشكِّلًا للصورة الذاتية للشخص، أي بوصفه إقرارًا من المرء بواقعيته، وهو من ثَم شيء آخر غير الذات الفردية (Self) والجماعية (Us) والمماثِلة (Same). الآخر التأسيسي هو العلاقة بين شخصية الإنسان (طبيعته الجوهرية الأساسية) وشخصه (جسده)؛ هو علاقة الخصائص الجوهرية والظاهرية للهوية الشخصية، العلاقة التي توازيها علاقة الخصائص المتقابلة للذات -المتقابلة، لكن في ارتباط-، لأن الاختلاف اختلاف داخلي، داخل الذات.[1][2][3][4]
صفة الآخَرِيَّة (خصائص الآخر) هي حالة مغايَرة الهوية الاجتماعية للشخص وهوية ذاته. في الخطاب الفلسفي يشير مصطلح الآخرية إلى خصائص من؟ وماذا؟ الخاصة بالآخر، المغايِرة المنفصلة عن الترتيب الرمزي للأشياء، وعن الحقيقي (الأصيل اللامتغير)، وعن الجماليات (الفن والجمال والذوق)، وعن الفلسفة السياسية، وعن الهوية والأعراف الاجتماعية، وعن الذات. من ثَم فإن حالة الشخص الآخرية هي عدم امتثاله للأعراف الاجتماعية لمجتمعه، والآخرية هي حالة الحرمان من الحقوق (الاستبعاد السياسي)، سواء كان من جانب الدولة، أو جانب المؤسسات المجتمعية (المِهَنية مثلًا) المدعومة من السلطة السياسية الاجتماعية المماثِلة. ومن ثَم فإن فرْض الآخرية يقصي الشخص الموصوف بأنه «الآخر» من قلب المجتمع ويهمشه لمجرد كونه الآخر.[5][6]
يشير مصطلح المؤاخرة (Othering) إلى التصنيف الاختزالي لشخص وحسبانه مواطنًا ثانويًّا، وشخصًا من فئة «الآخر» التابعة اجتماعيًّا. والمؤاخرة هي استبعاد مَن لا يسايرون الأعراف الاجتماعية للجماعة، التي هي من صور الذات. والمؤاخرة في الجغرافيا الإنسانية: تهميش أشخاص لمجرد كونهم «آخرين» وإقصاؤهم عن قلب المجتمع الذي لا يسايرون أعرافه.[7][8]