أهزوجة شعبية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تأثر الحياة الموسيقية في بلد ما بطبيعة ذلك البلد وتاريخه وعقائده وتراثه. فعلى سبيل المثال، الصحراء والبادية والبحر وحياة الأمم السابقه بكل تفاصيلها العميقه والغنية بكنوز من الثقافات أنتجت موروثا يمثل ويصور ويصف حياة الشعوب بشعره وألحانه ففي تكرار الألحان وامتداد بعض النغمات تعكس بامتدادها ومفاوزها ومسارات قوافلها تعكس كل المشاعر الإنسانية التي أطلقها ذلك الإنسان لحظت فرحه وحزنه وشكره وألمه بإيقاعات حيويّة وألحان مزيّنة وكلمات عذبه وبسيطه تصف بساطة الحياة وصفوها في ذلك الزمان. تعرف الأهازيج بأنها موروث شعبي قديم ونشيد شعبي في لغة العامة من الناس ينشده القرويون في كل الشعوب وفي مناسبات كثيرة ومتنوعة، مثل الحروب، وعند الوفاة، والاستعراض (العراضة) والأعراس، والاستقبال والتوديع ولعل الأهزوجة مأخوذة من (الهَزَج) وهو، كما يعرِّفه الفيروزأبادي في القاموس المحيط مادة (هـ-ز-ج): «الهَزَجُ، محرَّكَةً: من الأَغاني وفيه ترنُّمٌ. وقد هَزِجَ كفَرِحَ: إِذا تَغنَّى». والهزج فن قديم عرفه العرب منذ الجاهلية ولكنهم أطلقوا عليه مسميات مختلفة. فمن ذلك ما يعرف بترقيص الأطفال، ومنه الرجز الذي كانوا يتناشدونه في الحروب، ومنه الحُداء الذي كانوا يحثون به الإبل على السير. وفي منطقة الخليج والجزيرة العربية تطلق على الهزج مسميات مختلفة، حسب نوعها والغرض الذي تُنشد فيه. فأهازيج البحارة تُعرف بـ (النَّهْمة) بفتح وتشديد النون وإسكان الهاء، وتعني الطرب البحري، ويسمى المطرب البحري: النَّهَّام والجمع (النَّهَّأمة) بتشديد النون والهاء. «وفي اللغة النهام: الأسد بصوته، والناهم الصارخ. والظاهر من معنى النهمة أنه (الحداء)». وهناك أهازيج أخرى مثل العرضة والرزفة والشلة وغيرها كما سنبين ذلك بالتفصيل في الصفحات القادمة.[1] ومن الأهازيج الشعبية المعروفة باليمن ما يُعرف بـ (الزَّامل) وجمعها (زوامل). وكلمة زامل هي مرادف لكلمة أهزوجة والزوامل هي الأهازيج. قال الزمخشري: "زملت القوسُ، ولها أزْمَلٌ: صوتٌ. والسقاة يَزْمِلون، ولهم زَمَلٌ وهو الرَّجَز، وتزاملوا: تراجزوا. قال الشاعر:
- لن يغلب النازع مادام الزَّمَلْ
- فإن أكب صامتاً فقد خمَلْ
- وسمعتُ ثقيفاً وهذيلاً يتزاملون، ويسمّونه الزَّمَل".