أسرى الحرب الفرنسيين في الحرب العالمية الثانية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
خلال الحرب العالمية الثانية، كان أسرى الحرب الفرنسيين بشكل رئيسي جنودًا من فرنسا وإمبراطوريتها الاستعمارية أسرتهم ألمانيا النازية. رغم غياب التقديرات الدقيقة، بلغ عدد الجنود الفرنسيين المأسورين خلال معركة فرنسا بين مايو ويونيو 1940 نحو 1.8 مليون، أي ما يقارب 10% من إجمالي السكان الذكور البالغين في فرنسا آنذاك. بعد فترة قصيرة من الأسر في فرنسا، رُحّل معظم السجناء إلى ألمانيا. في ألمانيا، وُضع السجناء في معسكرات شتالاج أو أوفلاج حسب الرتبة، ولكن سرعان ما نقل الغالبية إلى معسكرات العمل (كوماندوس) للعمل في الزراعة أو الصناعة الألمانية. لكن سجناء المستعمرات الفرنسية ظلوا في فرنسا في معسكرات ذات أوضاع معيشية سيئة بسبب الأيديولوجيات الألمانية العنصرية.
خلال المفاوضات من أجل هدنة 22 يونيو 1940، تبنت الحكومة الفرنسية الفيشية سياسة التواطؤ مع قوى المحور على أمل الحصول على تنازلات ألمانية تسمح بإعادة الأسرى إلى الوطن. ومع ذلك، أرجأ الألمان عودة السجناء إلى حين التفاوض على معاهدة سلام نهائية، وهو ما لم يحدث أبدًا بسبب رفض بريطانيا الاستسلام وهزيمة ألمانيا في معركة بريطانيا. وكان لغياب نسبة كبيرة من السكان الذكور في فرنسا عواقب مهمة على وضع النساء في فرنسا المحتلة، ولعب جمع التبرعات الخيرية باسم الأسرى دورًا مهمًا في الحياة اليومية الفرنسية حتى وقت متأخر من الاحتلال. حدثت عودة محدودة لفئات معينة من أسرى الحرب من عام 1940 وكانت الحكومة حريصة على تشجيع عودة السجناء، حتى أنها أطلقت نظام «روليف» غير المحبوب بغية استبدال أسرى الحرب بالعمال الفرنسيين الذاهبين للعمل في ألمانيا. رغم ذلك، بقي الكثير من السجناء في الأسر الألماني حتى هزيمة ألمانيا في 1945. واجه الأسرى العائدون إلى فرنسا، إما من خلال الإعادة إلى الوطن أو الفرار، الوصم من قبل السكان المدنيين الفرنسيين ولم يلقوا سوى القليل من التقدير الرسمي.[1]