دولة عربية تقع في غرب آسيا من ويكي الاقتباسات، موسوعة الاقتباسات الحرة
الجمهوريّة اللبنانيّة هي إحدى الدول العربية الواقعة في الشرق الأوسط في غرب القارة الآسيوية.
لبنان وطن سيد حر مستقل، وطن نهائي لجميع أبنائه، واحد أرضاً وشعباً ومؤسسات، في حدوده المنصوص عنها في هذا الدستور والمعترف بها دوليا.
دستور لبنان،مقدمة،أ
لا يمكن للبنان الذي بدأ منذ مئة سنة، لبنان الكبير، أن يستمرّ مثلما بدأ، ومثلما صار شبه ديمقراطية، ومثلما تقسّم لبنان منذ البداية، مسيحي سني شيعي.. منذ البداية، ركّزوا الطائفية ورسّخوها، وعندما حدثت الحروب أصبحت ترسخ أكثر. منذ أن بدأ لبنان بدأ بشكل خاطئ، ليس فيه ديمقراطية، لأن الديمقراطية ليس فيها طائفية، لذلك أقول انطلقنا غلط. وأول شيء فعلته الدولة اللبنانية سنة 1949 هو إعدام أنطون سعادة.
لبنان لن يرجع كما كان، ولكني أتمنى أن يعود أفضل من الذي نحن فيه الآن.
لبنان، بلد الحب والعدالة والوعي. فهنا تأخذ الأرض صورة سماوية. حيث يمتزج الحب اليسوعي مع الحكمة المحمدية والعدالة العلوية... ليكون الإنسان اللبناني برجاله ونسائه أسوة للإنسان الذي يعيش مظلوما لكن يظل رأسه مرفوعا. لبنان يمثل لوحة فنية رائعة تبلور صورة متألقة عن الدين والأدب والثقافة والفن والسياسة.
لبنان المعجزة الدائمة التي تصنع نفسها غضباً عن العالم، وأحياناً غصباً عن اللبنانيّين. لبنان، الخميرة الحضاريّة التي لاتموت، لأنّ فيها كل الماضي وكل المستقبل.
توفيق يوسف عواد 2 أيلول 1977، المؤلفات الكاملة، مكتبة لبنان، 1987، ص681
إذا أردت أن تعرف حقيقة لبنان فعليك أن تخرج من المدينة إلی الجبال. وتوغّلْ بالسيارة إذا كان من طريق، وإلّا فمشياً علی قدميك، واقصاد إلی القری النائية، المنقطعة، الضائعة بين الأرض والسماء. ومهما كانت الأشغال التي تنتظرك في المدينة فألقِها وراء ظهرك...سياحة في أرض الآثار الحيّة. اختطاف من عالمك إلی عالم آخر. وفجأة يغمرك الشعور بأنّ هذا هو عالمك لا ذاك. وبأنّ هؤلاء هم أهلك وعشيرتك لاأولئك. لذلك لن ترفض الضيافة المعروضة عليك. أبنا القری لايقبلون عذراً، لأن الأمر يتعلّق بشرفهم. ولن تمسّهم فيه... قلب لبنان هنا، وهو ما يزال يتحدّی الزمان، ويخفق بالمروءة والحبّ والإيمان.
توفيق يوسف عواد 22 آب 1963، المؤلفات الكاملة، مكتبة لبنان، 1987، ص650
لقد كان موارنة لبنان والمسيحيّون عموماً السبّاقين إلی بعث المعرفة في الشرق، ولن ينسی لهم التاريخ أنّهم أوّل من أدخل الطباعة إليه منذ القرن السابع عشر في دير من أديرتهم المعلّقة بقمم الجبال، فوصلوا بذلك حبل تقليد عريق ضائع في القدم يبتدٸ بالأبجدية التي ابتدعها الفينيقيّون.
إنّ الموارنة من صميم العرب، وقد كانت الفكرة اللبنانيّة دائماً ملازمة للفكرة العربيّة ومتعاونه معها. وكثيراً ما وحّد بينهما العدوّ المشترك وجمع بينهما الهدف الواحد. لم تقف الفكرة البنانيّة يوماً في وجه الفكرة العربيّة، بل تثبت لنا حوادث التاريخ أنّها، علی العكس من ذلك، قد امتزجت بها أحياناً كثيرة وتردّت بردائها تأكيداً للإخاء والتضامن.
كان البنانيّون أوّل من نادوا بانسلاخ الولايات العربيّة عن السلطنة العثمانيّة، وأوّل من رسم للعرب خطوط قوميّتهم مفرّقين بين معالم القوميّة ومعالم الدين الذي كان الأتراك يستخدمونه لأغراضهم في إخضاع الشعوب... .
استقلال لبنان ليس موجّهاً ضدّ أحد، وإنّما هو غاية في ذاته. إنّه محصّل الاتّفاق بين أبنائه علی أن يعيشوا بوئام وسلام فيها بينهم، علی طراز من العيش خاصّ بهم ونظام من الحكم ارتضوه لأنفسهم. وهذا معناه أن لا مطامع للبنان في أرض، ولا رغبة عنده في السيطرة علی أحد. ومعناه أيضاً أنّ لبنان إذا كان يأبی التدخّل في شؤون سواه، فهو يجبّ أن لا يتدخّل سواه في شؤونه.
دول لا تُقاس بسعة الرقعة وضخامة عدد السكّان. إنّ لبنان - علی صغره - ذو رسالة حضاريّة عظيمة في هذا الشرق يقوم بها منذ أقدم العصور، ولن يستطيع مواصلة القيام بها إلّا متمتّعاً بحرّيته الكاملة.
لبنان هو إحدى دول العالم الثالث حيث تفتقر حقوق الفرد إلى دعائم نظام اجتماعي وقانوني تضمن لها تحقيق العدالة والمساواة. جميع من فيه واقعون تحت رحمة التسلسل الهرمي الإقطاعي والأبوي، وبالتالي ينبع سعي بعضهم لامتلاك السلطة من غريزة البقاء وخوفًا من الإحساس بالعجز.
إنّه النمط المعتاد في لبنان، حيث يضع الكثيرون مصيرهم في أيدي قلّة من الناس. نمط أثبت، للأسف، كم أنّه مضلّل وخاطئ، إذ عزّز، على مدى عقود في لبنان، وجود طبقة حاكمة فاسدة أخلاقيًّا، كما غذّى ثقافة عبادة الأشخاص بحيث تكتظّ الشوارع بصور القادة، وتُشهر أسماؤهم كالأسلحة. إنّها ثقافة عبادة البطل وإهانته في الوقت ذاته، ولا تشجّع المرء على تحمل مسؤولية قدره. كل جيل يقع في شرك النمط نفسه من التبعية، بينما تسهم البنية الطبقية الجامدة والمقيِّدة في تعزيز تدوال ذلك الإرث.
أن لبنان هو أكثر من جغرافيا. لبنان، كما أفهمه وأحبه، مشروع إنساني وحضاري، وثقافة تفيض عن حدوده؛ أو لأقل: هويَّته الإبداعية تتجاوز حدوده السياسية الجغرافية.
أدونيس، في حوار مع عباس بيضون، المنشورة في السفير الثقافي، العدد 8011، الجمعة 5 حزيران 1998 [3]
كيف يمكن لدولة أن تكون علمانية وإنتخاباتها مؤسسة على تقسيم طائفي بحت ومباشر للمقاعد النيابية؟ بل كيف تكون الدولة قائمة الأركان ومكتملة السيادة وبعد كل إنتخابات أو أحداث سياسية يشتبك الناس مع بعضهم البعض في شوارعها ويدوي الرصاص في أرجائها؟ ما الذي يمكن أن ينقذ لبنان في الواقع الآن سوى علمانية حقيقية تخمد نار الفتنة الدينية التي ترتفع ألسنتها مع كل حدث سياسي؟
لبنان هو حب العرب الأول والأخير وهو قبلة المختنقين في هذا الشرق الأوسط المسكين، هو تاريخ وعراقة وشعب جميل داخلياً وخارجياً وطبيعة خلابة، هو الحرية والجمال والعلم والثقافة، فمتى وكيف إختل مساره الذي كان يتجه بثبات وتؤدة في اتجاه الدولة المدنية المكتملة؟ متى وكيف إهتزت الدولة وتضعضعت أركانها؟
الديمقراطية اللبنانية قائمة على نظام طائفي متشعب، كما أن استشراء الفساد وعمليات غسل الأموال تسبب مشاكل كبيرة للمجتمع اللبناني.
حاول والدي إدخال العلمانية إلى لبنان، لكنه للأسف لم ينجح. ربما في يومٍ ما ستقوم ثورةٌ تطيح بكل الطبقة السياسية الفاسدة. أما الآن فالطائفية متجذرة في المجتمع اللبناني ومن غير الممكن إدخال العلمانية دون إحداث تغيير شامل. هذا بالتأكيد أمرٌ محزن.
أنا فخور كوني عربياً، ولن أقول لبنانياً، لما يمكن أن تسببه هذه التسمية من سوء فهم.
ما نجده في العالم العربي هو طوفان طائفي. لبنان يبدو البروفة الأولى لهذا الانقسام الطائفي ولكن يبدو أنه تجاوز كثيراً الحالة اللبنانية، ويغلي بالعنف ويهدد بفناء المجتمعات ويهدد بنهاية الدول والمجتمعات.
لولا حبي للبنان لما غنيت يوماً...لهذا الوطن صلة مباشرة بالخالق سبحانه وتعالى. وهذه العلاقة غير عادية. هذا الوطن لن يهزم وكلما تعرض للتدمير نهض من جديد أبهى وأقوى. إنه مختلف في كل شيء، في تركيبته، في تعدد طوائفه، في مواطنيه وكفاءة أبنائه.
لست ملكة ولا أملك بلاطاً. أنا إنسانة بسيطة لكن حبي الكبير لبلدي وللفن اللبناني أجلسني في هذه المملكة.
يشعر الإنسان خارج بلاده بأنه غريب. لبنان لا مثيل له ففيه الحضارات كافة. أسافر كثيراً. ثمة بلاد جميلة وآمنة أكثر من لبنان لكن لا بلد يغنيك عن بلدك. أي إنسان يمكن أن يتأقلم في لبنان.
حريتنا أصبحت مغلوطة إذ تقصِّر الفتيات تنانيرهن ويعرضن مفاتنهن ويمارسن الجنس اعتقاداً منهن ان هذه هي الحرية... أتفهم ان تبيع امرأة فقيرة جسدها لشراء الخبز لأولادها، لكنني لا اتقبل المرأة التي تمارس البغاء لشراء سيارة مثلا. من هنا أصبحت صورة المرأة اللبنانية مشوَّهة لأنها لا تعرف أن الحرية تأتي من العقل أولا.
«ما في أحلى من لبنان»... قلتها وسوف أردّدها دائماً... لبنان أرض مقدّسة بالنسبة إليَّ. في طريقي من الكويت إلى بيروت، كانت الطائرة ممتلئة، فحتى في ظلّ الظروف غير المستقرة وغير الآمنة، يقصد الناس هذا البلد لما فيه من سحر. فيه سحر يجذب الناس بطريقة غير طبيعية، وسوف يبقى يقصده السيّاح، وسنبقى نردّد «ما في أحلى من لبنان».
لبنان وطن صغير، لا تتعدى مساحته 10 الاف كيلومتر مربع، ولكن الأوطان لا تقاس بكبر مساحاتها، انما تقاس بمعطياتها الانسانية والفكرية والحضارية، وما تعكس منها على محيطها وعلى البشرية. ولبنان يجسد كل هذه المعطيات. وهو، منذ انبثاق تاريخه الذي يعود إلى ما يقارب الستة آلاف سنة ق.م. كان ملجأ ومعقلا ً لكل من اضطهد وقست عليه الحياة. حتى ان الكتاب المقدس في عهديه القديم والحديث ذكر اسم لبنان في صفحاته ما لا يقل عن مئة مرة. هذا الوطن الصغير له اهميته وعظمته في التاريخ، وعظمة الأوطان تصنعها الشعوب.
لدي الإحساس بأن في لبنان ثقافة الانتماء إلى حزب أو إلى طائفة أو إلى مشروع أو إلى زعيم أو قائد أقوى من الانتماء إلى البلد. نحن نحس بأننا سنة أو شيعة أو مسيحيين أو أعضاء في حزب معين أكثر من كوننا لبنانيين. وصار هناك دم كثير بين هذه الأحزاب. يضاف إلى ذلك بأننا لم نتعلم أن نعتذر. لذلك من الممكن أن تؤدي أقل الأسباب إلى العنف مرة أخرى. أنا أتفهم أبا لبنانيا خسر ابنه في الحرب ولا يستطيع أن يغفر للحزب الثاني، أن لا يغفر للفريق الآخر، لأنه يعاني من وجع كبير لا يُنسى. نحن لسنا قادرين على أن نجلس وجها لوجه ونقول لقد ارتكبنا خطأ. في بلاد أخرى التي مرت بحروب مشابهة استطاعت أن تتخطى المشاكل بهذه الطريقة، لكننا نحن لم نقوم بتفس الشيء حتى الآن.
لبنان بلد يوجد فيه تقليد طويل من المصالحة. وأعتقد أن اللبنانيين من جميع الطوائف يريدون العيش معا بشكل كامل. وإذا كان لديهم حقًا خيار ، فسيريد الناس العودة إلى وقت التعايش. حيث يميل المرء كثيراً إلى الاعتقاد بأن هناك حالة من الانقسام ، وهي نهاية من هذه الأشياء المؤكدة حصريًا ، ويجب علينا ، من خلال عمل مريض ، أن نقول إنه من الضروري أن يتمنى شيء آخر.
أمين معلوف، يوليو - أغسطس 1996؛ مقابلة مع «La Revue du Liban» [25]
أعتقد بأن موطني الأصلي امتلك الكثير من المؤهلات كي يلعب دورا طليعيا على مستوى محيطه الإقليمي وكذا العالمي. نجد هناك أشخاصا نوعيين جدا، تمتعوا بمستوى كبير من التعلم والكفاءة، وكذا امتلاكهم تجربة فريدة عن حياة مشتركة بين أفراد لهم أصول مختلفة واعتقادات متعددة. بفضل هذه العوامل، كان لبنان مؤهلا كي يضم مختلف الطوائف داخل وطن واحد ديمقراطي وحداثي، ثم أن يقود منطقة واسعة جدا نحو سبيل تطور حقيقي. لكنه استسلم لتقلبات التعصب الطائفي. يلزمنا دائما التطلع إلى كون لبنان سيتجاوز هذه الحقبة القاتمة من تاريخيه، لكن بدا لي دائما بأن العقود الأخيرة شكلت فرصة ضائعة.
فعندما بدأت أعي الأمور كنت أحلم بأن يكون لبنان بلداً متطوراً اقتصادياً وفيه مستوى حياة مرتفع وقوانين اجتماعية ومساواة وديموقراطية حقيقية. ويمكنني القول انني كنت أحلم أن يحدث في لبنان ما حدث لإسبانيا خلال الثلاثين سنة الأخيرة. لكن هذا الحلم لم يتحقق ولبنان كان يستحق أكثر مما حصل. والمفروض ألا يكون لبنان بلداً يغادره شبابه إلى أميركا وكندا وأوروبا بحثاً عن عمل. كان حلمي أن تكون في لبنان صناعات وشركات ومختبرات، خصوصاً أن أبناء مناطقنا من الشمال إلى الجنوب لمعوا في جامعات العالم، سواء في العلوم أو الاختراعات، ولدينا قدرات هائلة ومجتمع يكبت هذه القدرات فكرياً ونفسياً واجتماعياً. وما أقوله عن بلدي لبنان يمكن أن أقوله عن معظم البلدان العربية. عندما أرى حال العراق بلد الفن والأدب والموسيقى أُصاب بالحزن. وإذا قارنا منطقتنا بالمناطق الأخرى، نرى انها الوحيدة التي لم تتقدم فيها الديموقراطية منذ خمسين سنة، والحق في ذلك علينا وعلى غيرنا. فالمسؤولية مشتركة. فنحن أخطأنا بحق أنفسنا وغيرنا لا يتمنى لنا الخير.
أمين معلوف، 9 مايو 2010؛ مقابلة مع جريدة «الحياة» اللندنية [28]
أشعار
يا رب تحفظ دار الأحرار لبنان/واجعلها يا رب خيرن وخيره//واحفظ بلدها من حسودي وخوان/وانعم عليها بالأمن والستيره.
↑ "ENTRETIEN AVEC AMIN MAALOUF". مارس 2006. تمت أرشفته من الأصل في 5 يوليو 2022.الوسيط |مسار أرشيف= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |عنوان= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |مسار= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |موقع= تم تجاهله (مساعدة); الوسيط |تاريخ أرشيف= تم تجاهله (مساعدة); تحقق من التاريخ في: |date=, |archive-date= (مساعدة)