إن الإرادة الحرية تمثّل جانبًا من الجوانب الإلهية الموجودة فينا، يمكننا تسخيرها لخدمة الجوانب المتدنية من طبيعتنا أو الجانب الأسمى من وجودنا. الخيار دائمًا بيدنا، وما من شيء سهل المنال. بإمكاننا اختيار الشعور بأننا مترابطون ونعمل انطلاقًا من مبدأ تحمّل نتائج أعمالنا، كما بإمكاننا اختيار المسالك الأنانية ومحورية الذات معتقدين أنّ أعمالنا تخلو من أيّ عواقب وأنها مبرّرة بغض النظر عن تأثيرها.
فصل 3، ص 66
أعتقد أنّ حيواتنا، في النهاية، ليست سوى سلسلة الخيارات التي نقوم بها.
فصل 7، ص 135
لكلّ واحد فينا عِبَره الخاصة التي يستخلصها من حياته الوجيزة. أمّا العبرة التي استقيتها أنا، فلا تتعلق بالمال والشهرة، بل تدور حول السلطة، وتحديدًا حول استيعاب طبيعة السلطة الحقيقية.
فصل 7، 135-136
لبنان هو إحدى دول العالم الثالث حيث تفتقر حقوق الفرد إلى دعائم نظام اجتماعي وقانوني تضمن لها تحقيق العدالة والمساواة. جميع من فيه واقعون تحت رحمة التسلسل الهرمي الإقطاعي والأبوي، وبالتالي ينبع سعي بعضهم لامتلاك السلطة من غريزة البقاء وخوفًا من الإحساس بالعجز.
فصل 7، ص 136
إنّه النمط المعتاد في لبنان، حيث يضع الكثيرون مصيرهم في أيدي قلّة من الناس. نمط أثبت، للأسف، كم أنّه مضلّل وخاطئ، إذ عزّز، على مدى عقود في لبنان، وجود طبقة حاكمة فاسدة أخلاقيًّا، كما غذّى ثقافة عبادة الأشخاص بحيث تكتظّ الشوارع بصور القادة، وتُشهر أسماؤهم كالأسلحة. إنّها ثقافة عبادة البطل وإهانته في الوقت ذاته، ولا تشجّع المرء على تحمل مسؤولية قدره. كل جيل يقع في شرك النمط نفسه من التبعية، بينما تسهم البنية الطبقية الجامدة والمقيِّدة في تعزيز تدوال ذلك الإرث.
فصل 9، 167-168
أدرك اليوم أنّ التوقيت مهمّ وأنّ علينا أن نثق بخياراتنا شرط أن نكون قد اتخذناها بنزاهة.