قائمة حكام سبأ

قائمة ويكيميديا من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة

قائمة حكام سبأ

لا يتوفر حتى الآن قائمة دقيقة لمكارب وملوك سبأ في فترة ما قبل الميلاد، وهم بضع وأربعين مكرباُ وملكاً حكموا ما بين القرن الثامن قبل الميلاد إلى القرن الأول قبل الميلاد. مع ذلك، استطاع العلماء والباحثين الوصول إلى فترات ملوك سبأ وذي ريدان في فترة أواخر القرن الأول قبل الميلاد وما بعده، لتوفر التقويم الحميري. وبفضل هذا التقويم تم تصحيح الارتباك السائد بين المستعربين والعلماء المتخصصين في العربيات الجنوبية في ترتيب أيام الملوك وزمان حكمهم.

Thumb
الملك ذمار علي يهبر الأول، أحد أقوى ملوك سبأ وذي ريدان.

قائمة مكاربة سبأ: القرن الثامن - الخامس قبل الميلاد

الملخص
السياق
لوح طيني عليه نقش تاريخي للملك تغلث فلاسر الثالث، يذكر أن قبيلة سبأ ومجموعة من سكان الجزيرة العربية دفعوا الجزية لملك آشور في حوالي العام 732 ق م.

قترة الأسرة السبئية القديمة، تبدأ مع بداية التوثيق الكتابي الرسمي في أواسط القرن الثامن قبل الميلاد، وفي هذا الوقت يظهر الكيان السياسي لقبيلة سبأ. النقوش الرسمية السبئية الأولى ظهرت في أواسط القرن الثامن قبل الميلاد - 750 ق م - وفقاً لتقدير عالم السبيئيات الفرنسي كريستيان روبن (1996م[1][2] أو فيما بين العام 800 ق م - 740 ق م حسب تقدير العالم الألماني فون ويسمان (1976م[3][4] بينما أرجع الإيطالي "أليساندرو دي مايغريت" أول نقش رسمي مكربي إلى سنة 700 ق م في كتابه سنة 2002م.[5][6] حالياً أصبحت فرضيات هؤلاء العلماء مؤكدة بفضل النقوش الحديثة، وتم نقض ما يقال أن سبأ ظهرت في القرن الخامس قبل الميلاد.

توفر قائمة المكاربة نظرة عامة منهجية لجميع الحكام المعروفين. بالإضافة إلى أسماء الزعماء السبئيين في فترة ما قبل المكاربة - عصر الزعامة - إلى ظهور يثع أمر وتر، أول مكرب سبئي مؤكد. التواريخ الرئيسية التي تشكل الإطار الأساسي للتسلسل الزمني السبئي تأتي من كتابات الحكام الرسمية.

عصر ما قبل المكاربة (عهد الزعامة)

"عصر الزعامة السبئي" هو الاسم المفترض والمنهجي للفترة الأولى من تاريخ قبيلة سبأ، يمتدُ هذا العهد بدءاً من الزعيم "يدع إيل بن ذمار علي"، صاحب أقدم نقش سبئي رسمي معروف، ومنذ هذا الوقت يظهر الكيان السياسي لسبأ، وينتهي هذا العصر بظهور الحاكم "يثع أمر وتر" أول مكرب سبئي مؤكد، وهو مؤسس دولة سبأ، وصاحب التحالفات مع مدن وقبائل الجوف، وحليف أوسان، وإليه يعود الفضل في إخراج سبأ من قوقعتها في مأرب وصرواح إلى أن أصبحت في نهاية عهده القوة الأكبر في جنوب الجزيرة العربية.

امتاز عصر الزعامة القصير - بتأسيس تجارة القوافل مع شمال الجزيرة العربية، ونقل المنتوجات العربية الجنوبية إلى تيماء، ومنها إلى بلاد ما بين النهرين. وبفضل هذه التجارة، تنامت ثروة قبيلة سبأ، مما أتاح لزعمائها الأفضلية في عقد التحالفات مع زعماء القبائل والحواضر المجاورة. وقد استغل الزعماء السبئيون ثروتهم في زيادة أملاك قبيلة سبأ، وذلك بشراء الأراضي المحيطة لمأرب من كبراء القبائل المحلية، وتجلت تلك السياسية بشكل واضح في عهد "يثع أمر وتر".

مزيد من المعلومات الترتيب, الأمير ...
الترتيب الأمير مُلاحظات فترة الحكم (تقديري)
عصر ما قبل المكاربة
1 ذمار علي
  • لم يصلنا عن هذا الزعيم شيئاً، سوى ذكر اسمه في نسب أبناؤه – يدع إيل ويكرب ملك.
750 ق م (نهاية)
2 يدع إيل بن ذمار علي
  • يعد "يدع إيل بن ذمار علي"، أقدم من وصل إلينا من زعماء سبأ، وإن لم يحمل لقب مكرب، وهو صاحب أقدم النقوش السبئية حتى الآن. ومن المحتمل أنه والد "سمه علي ذريح بن يدع إيل" مكرب سبأ خلال العقد الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد. [7][8][معلومة 1]
  • تؤكد النقوش الميدانية أن سور مدينة صرواح الذي بني أواسط القرن الثامن قبل الميلاد - تم بناؤه على يد "يدع إيل بن ذمار علي"، والسور على بعد بضع مترات من مستوطنة صرواح السبئية، والتي أسست قبل السور بحوالي 50 - 150 عاماً، أي حوالي 900 - 800 قبل الميلاد -وفقاً للمتوسط الذي اعطاه تحليل الكربون 14.[9]وفي وقت ما من زعامة "يدع إيل" ذكر معه شقيقه "يكرب ملك".[10]
750 ق م - 740 ق م
3 يكرب ملك بن ذمار علي
  • زعيم سبأ خلال ثلاثينيات القرن الثامن قبل الميلاد،[11][معلومة 2] حتى الآن لم يعثر على نقش يصفه بلقب "مكرب". وهو والد "يثع أمر وتر" الحاكم السبئي الشهير.[12][13]
  • ترك لنا رجل يدعى "شياط"، أربعة نقوش في الأطراف الجنوبية لجبل بلق القبلي في وادي أذنة- نفس مكان سد مأرب الشهير، وهي تخبرنا عن بناء أول نظام للري في واديي جفينة وأذنة، ويرجع تاريخها إلى عهد "يكرب ملك"،[14] ويستمر العمل في عهد يكرب ملك وابنه المكرب الشهير "يثع أمر" خلال الثلث الأخير من القرن الثامن قبل الميلاد.[15] وينتهي العمل في عهد يثع أمر المنفرد، ويبدو أن هذا المشروع استمر عقوداً من الزمن.[16][17]
  • في هذه الفترة، تشير أحد النصوص من بلاد الرافدين إلى مهاجمة "نينورتا كودري أصر" لقوافل من سبأ وتيماء في السنة السابعة من حكمه أي العام 738 ق م أو 731 ق م تقريباً. ومن نفس الفترة تقريباً، بعد العام 732 ق م، يشير لوحاً طيني عليه نقش تاريخي للملك تغلث فلاسر الثالث، إلى قبيلة سبأ ومجموعة من سكان الجزيرة العربية دفعوا الجزية لملك آشور. وهي نصوص معاصرة لفترة "يكرب ملك" وابنه العظيم "يثع أمر وتر"، وتعد أقدم الإشارات المؤكدة إلى سبأ.[18]
  • في الفترة التي كانت قبيلة سبأ تحت حكم "يكرب ملك بن ذمار علي"، يبدو أن صرواح تعرضت لهجوم على يد مجموعة من قبيلة معين، تضرر فيها جزء من السور الذي بناه "يدع إيل بن ذمار علي"، مع إشارة كاتب النص إلى قتل العابثين المعينيون وطرد الناجون من صرواح، وهو أقدم ذكر لمعين. ويستطرد كاتب النقش إلى أنه كان خادماً ليدع إيل (مؤسس السور) ولاحقاً شقيقه (يكرب ملك)، مع إشارته إلى ترميم الجزء الذي أتلفه العابثين، وحمايته للسور، ويبدو أن هذا الخادم كان أحد البناءين للسور أيام "يدع إيل بن ذمار علي".[19][20] لاحقاً، نرى اثنين من زعماء مدينة قرناو (مقر قبيلة معين) يظهرون المؤاخاة القبلية مع سبأ والمكربين "يثع أمر بين" و"ذمار علي" في بداية القرن السابع قبل الميلاد.
  • يبدو أن "يكرب ملك" واجه اضطرابات ومقاومة من قبل القبائل الأصلية في المرتفعات الغربية لمأرب، والتي تنحدر مياهها إلى وادي ذنة. وربما حدث ذلك خلال فترة إنشاء مشروع الري الذي قام به "يكرب ملك"، ومن المحتمل مقتله في ذلك الصراع. ويظهر ذلك في نقش ابنه يثع أمر وتر، الذي جاء فيه: «نقم (ثأر لوالده) يكرب ملك و(قبيلة) سبأ و(وادي) ذنة، وقدّمَ سرم (حالياً: مديرية خولان) لإيل مقه ولسبأ»[21]يظهر هذا الجزء من سجل "يثع أمر وتر"، إنتقامه لوالده من سكان سرو (تحديداً: سرو وادي ذنة) أي المرتفعات الغربية المتاخمة لمأرب، ومصادرته هذه الأرض بالقوة إلى الإله إيل مقه وقبيلة سبأ.[معلومة 3]في عهد ابنه "يثع أمر وتر"، تخرج سبأ من قوقعتها في مأرب إلى المرتفعات لأول مرة. لاحقاً نجد يثع أمر وتر وكربئيل وتر يتوسعون بشراء كل مساقي الأودية المنحدرة من السرو إلى مدن مأرب وصرواح في المنخفضات في السبئية.
740 ق م - 730 ق م
إغلاق

مكاربة سبأ

لدينا إحدى وعشرين مكرباً مؤكد حتى الآن، تولوا سدة الحكم في سبأ خلال ثلاثة قرون تقريباً. ومن المؤكد حالياً أن لقب "مكرب" أول من ابتدعه العظيم "يثع أمر وتر بن يكرب ملك" في المرحلة الأخيرة من حكمه حوالي العام 715 ق م، وآخر مكرب مؤكد هو "يدع إيل بين بن يثع أمر" حوالي العام 400 ق م، وهو أول من بدل اللقب السياسي من "مكرب" إلى "ملك" في بداية القرن الرابع قبل الميلاد تقريباً. وفي هذا الوقت، أي القرن الرابع قبل الميلاد، فقد السبئيون هيمنتهم على جنوب الجزيرة العربية وتنازلوا عنها لجيرانهم مملكتي قتبان ومعين.

تجدر الإشارة إلى أن أسماء الحكام والمكربين مكوّنة من ستة أسماء مركّبة: (ذمار علي، سمه علي ، كرب إيل، يكرب ملك، يدع إيل، يثع أمر). ومن أربعة ألقاب: (وتار، بين، ذريح، ينوف) كانت محصورة لهم ولا يحملها إلا الحكام والمكاربة. والمعروف من النقوش أن المكربين السبئيين كانوا يُشركون إخوتهم وأبناءهم في الحُكم، ولكن لا يحمل لقب "مكرب" إلا واحداً منهم، وعادة يذكر في أول القائمة، ولا يذكر اللقب "مكرب" في النقوش إلا عندما يكون صاحب النقش هو مكرب، وهذا اللقب لا يستعمل إلا بصيغة المفرد؛ ومن هنا يأتي إعطاء هذا اللقب سمة مقدسة للحكام السبئيين الأوائل، لأنهم كانوا أيضاً في أكثر الاحتمالات يؤدون وظيفة مهمة في الطقوس الدينية، فيقومون بالصيد المقدس، والاستسقاء، ويشرفون على بناء المعابد والمباني العامة.

اعتمد العلماء في التسلسل التاريخي لحكام سبأ حتى الآن اعتماداً رئيساً على النصوص الآشورية التي تشير إلى حكام سبأ، وقد أكدت النقوش السبئية ثبات هذه المعلومات المذكورة في النصوص الأشورية وصحتها، فهي تذكر "يثع أمر وتر" من سبأ الذي دفع ضريبة لملك أشور سرجون الثاني في سنة 715 ق م، ومن عهد سنحاريب لدينا نص يذكر "كربئيل وتر" ملك سبأ، الذي أرسل هدايا في عيد رأس السنة الآشورية سنة 685 ق م أو 682 ق م. الجدير بالذكر هنا، أنه من الصعب تحديد مدة حكم كل حاكم، وذلك لعدم وجود نقوش مؤرخة تشير إلى بداية حكم كل ملك ونهايته، كما هو الحال في الحوليات الآشورية أو أرشيف حكام مصر القديمة.

القائمة التالية يمكن اعتبارها موثوقة إلى حد لا بأس به. لدينا حتى الآن 21 مكرب مؤكد لمدة 325 عاماً منذ أن اتخذ "يثع أمر وتر" لقب مكرب حوالي 715 ق م تقريباً، إلى أن بدل "يدع إيل بين بن يثع أمر" اللقب السياسي من "مكرب" إلى "ملك" في بداية القرن الربع قبل الميلاد. وعلى سبيل المقارنة، بلغ عدد ملوك العصر الحميري 21 ملكاً، الملوك ببدء العد من ذمار علي يهبر جوالي 135 م، ونهاية العد مع مقتل يوسف أسار يثأر 530م، أي 395 عاماً، وهو تسلسل مؤكد وموثق جيداً بفضل النقوش المؤرخة بالتقويم الحميري. ويظهر من خلال المقارنة أن المكاربة كانت فترات حكمهم أقصر من ملوك السلالة الريدانية.

  فترة موثقة بنقش مؤرخ.
مزيد من المعلومات الترتيب, المكرب ...
مكاربة سبأ
الترتيب المكرب ملاحظة اللقب الحكم
1 يثع أمر وتر بن يكرب ملك
  • يَثَع أمَر وَتَر بِن يَكْرُب مَلِك، يعد المؤسس الفعلي لدولة سبأ، وصاحب الجنتين، وهو أقدم من وصل إلينا من زعماء سبأ بلقب "مكرب" أي: الموحد. تشير النصوص القديمة من عهد هذا الحاكم إلى أنه لم يكن يحمل لقب "مكرب" في أوائل عهده،[22] وهو من ابتدع هذا اللقب بعد الانتصارات العسكرية التي حققها على النطاق الداخلي في جنوب جزيرة العرب، فهو بذلك يستحق لقب "الموحد".[23] ووفقاً لنقش أثري خاص للملك الآشوري سرجون الثاني، فقد دفع إيتامرا السبئي جزية لسرجون خلال السنة السابعة من فترة حكمه أي عام 715 ق م.[24]
  • اتخذ هذا المكرب سياسية التوسّع، بغرض فرض سيطرته على مدن جنوب الجزيرة العربية وقبائلها، فتحالف مع مملكة أوسان التي كانت على نزاعات مع جيرانها، أي مع قبائل قتبان والهضاب الغربية-الجنوبية (ردمان، رعين، دّهاس، يحير)، فتدخلت سبأ، وسيّرت حملات عسكرية ضد تلك القبائل. وقد دفع ثمن هذه الحملات ملوك قبائل ومدن، فقتل في المعارك: ملوك تمنع وينهجو وردمان ويحير ويهنطل وذي وسر. وعين "يثع أمر" على تلك القبائل - ملوكاً حلفاء له.[25]
  • دخل هذا المكرب في الصراع الذي بين مدينة نشان وجارتها مدينة كمنا في الجوف، مما أدى لترجيح كفة نشان، وقد تم إرجاع أراض لنشان استولت عليها كمنا. كما استولى السبئيون على أرض "منهية" التي كانت تابعة لكمنا.
  • اشترى "يثع أمر وتر" مناطق شاسعة في وادي رغوان (كتال وكاهل) على مسافة 50 - 70 كيلو متر شمال مأرب، وكاهل هي في جنوب يثل (حالياً: براقش) على بعد 20 كيلا، وذلك بغرض الوصول إلى مدن الجوف. علاوة على ذلك، قام بشراء أراضي واسعة في وادي الجوبة (قديماً: ونب)، الوادي المجاور مباشرة إلى الجنوب من مأرب، ليوسع بذلك أملاك قبيلة سبأ. بالإضافة إلى شراء أرض رداع في المرتفعات الغربية من وادي الجوبة، لتأمين حدود مأرب الجنوبية-الغربية مع قبيلة قتبان وردمان. وقد ضم هذا المكرب إلى قبيلة سبأ، جماعة أخرى تعرف باسم "فيشان" ، وورد ذلك في صيغته:«جمع ولد إيل مقه (أي: سبأ) من كل قوم (أسرة)، وزاد جماعة فيشان إليهم».[26]
مكرب سبأ 730 ق م - 710 ق م
2 سمه علي ذريح بن يدع إيل[معلومة 4]
  • لا يستبعد أن هذا المكرب ابن عم للمكرب السابق،[معلومة 5]وربما ابن للزعيم "يدع إيل بن ذمار علي" أقدم حاكم سبئي معروف.[27][28][29] لدينا نقش واحد رسمي لهذا الحاكم، يحمل فيه صراحة لقب "مكرب"، ويذكر فيه شرائه لأحد الأراضي.
  • في عهد "سمه علي" وابنه "يثع أمر بين" تم اتخاذ عدد من التدابير لتأمين سبأ. كان شراء الأراضي أحد الإجراءات المميزة لسياسة المكرب السابق يثع أمر وتر التوسعية في ذلك الوقت، والذي اشترى أراضي لا حصر لها. وهكذا، استحوذ السبئيين على أماكن ذات أهمية استراتيجية خارج معقل سبأ، مثل كتال (حالياً: خربة سعود)، وكاهل (حالياً: جدفر ابن منيخر) في وادي رغوان، وهي القواعد اللوجستية لسبأ على الطريق من مأرب إلى الجوف، وأحاطت تلك المدن بأسوار ضخمة من قبل السبئيون، وتم تسييجها لحماية مأرب وتأمينها من أية محاولات للهجوم عليها من الشمال.[30]
  • يشير أحد النقوش من عهد المكرب سمه علي وابنه يثع أمر إلى أعمال منشأت في هجرة "منهية يثع أمر". و"منهية" هي المدينة التي انتزعها السبئيون من كمنا في عهد المكرب السابق "يثع أمر وتر بن يكرب ملك"، لذلك كانت تسمى بإسمه في هذه الفترة المبكرة.[31][32]
مكرب سبأ 710 ق م - 700 ق م
3 يثع أمر بين بن سمه علي
  • زمن "يثع أمر بين" مؤكد بفضل عدد من المعطيات، أهمها نقوش الصيد المقدس في غرب مأرب مع أبناء وأحفاد "ذمار علي"، ومنهم "كرب إل وتر".[33][34][35] الجدير بالذكر هنا، أن تلك الطقوس نقلها فيما بعد المكرب ""كربئيل وتر" إلى جبل اللوذ في الجوف الكبير في مرحلة متأخرة من حكمه.[معلومة 6]
  • يشير أحد النقوش من عهد المكرب يثع أمر بين إلى بناء أسوار تحصينية حول مأرب العاصمة.[36][37]
  • استطاع المكربان "يثع أمر" و"ذمار علي" في عقد صلح وحلف مع "نبط علي" ملك كمنا. وتجدر الإشارة إلى "نبط علي" سيكون حليفاً قوياً في زمن كربئيل وتر -المكرب القادم.[38]
  • لدينا نقش من قرناو يشير إلى الإخوة بين زعماء قبيلة معين مع سبأ الممثلة بالمكربان يثع أمر وذمار علي، ونشان الممثلة بملكها "يقه ملك". ويظهر من النص تبعية قرناو إلى نشان، قبل أن ينشأ كيان معين السياسي، وحلف الطرفان مع سبأ القوة الأكبر سياسياً واقتصادياً في ذلك الوقت.[39] و"يقه ملك" هو شقيق "لبوان يدع" ملك نشان في عهد كربئيل وتر وحليفه القوي،[40]وعم وحمو الملك "سمه يفع بن لبوان" والذي في عهده انخرق الحلف مع سبأ وسقطت نشان في يد كربئيل وتر.[معلومة 7]
مكرب سبأ 700 ق م - 690 ق م
4 ذمار علي؟
  • غير مؤكدة علاقته بالمكرب السابق.[معلومة 8]تجدر الإشارة إلى أنه لم يعثر على أي نقش رسمي لهذا المكرب، يدعم أصوله، سوى ذكر اسمه مع "يثع أمر بين" ، وفي نسب ابنه المكرب القادم.[معلومة 9]وقد ذكر ذمار علي مع يثع أمر في عدد من النصوص، أهمها نصوص المؤاخاة القبلية مع نشان وكمنا وقرناو.[41]
  • لدينا نقش بناء من صرواح، يشير إلى تسوير معلم غير معلوم حتى الآن، وقد سقط من النقش – اسم ولقب المكرب وبقى اسم والده "يثع أمر".[42]أسلوب الكتابة في النص يتطابق تماماً مع فترة هذا المكرب وسلفه "يثع أمر بين"، وبذلك من المحتمل أن ذمار علي هو ابن يثع أمر وتر.[معلومة 10]
  • من أهم النصوص التي وصلتنا من عهد هذا المكرب المنفرد، نص من معبد أوام، يشير إلى بناء بوابتين يعلوها سقفاً مقدمة إلى الإله بأمر من "ذمار علي". أسلوب الكتابة في النص يتطابق تماماً مع فترة هذا المكرب، وبذلك لدينا نصاً من معبد أوام يعود إلى بداية القرن السابع قبل الميلاد، يؤكد أن الأسس الأولى للمعبد ربما كانت موجودة منذ نهاية القرن الثامن قبل الميلاد على أبعد تقدير.[43]كما عثر على نص في معبد أوعال في صرواح يذكر اسم ذمار علي، ويتطابق تماماً مع أسلوب الكتابة في النصان السابقة.[معلومة 11]
690 ق م - 685 ق م
5 كربئيل وتر بن ذمار علي
  • أقوى حكام سبأ على الإطلاق، ويعد المؤسس الفعلي لمملكة سبأ ومنظمها. وقد افتتح هذا المكرب عهده بإرسال هدايا إلى آشور، وهو أول حاكم سبئي اعترف به الآشوريون بوصفه ملكاً وحاكماً،[44]ووفقاً لنقش أثري خاص للملك سنحاريب في ذكرى انشاء المعبد في رأس السنة الآشورية عام 685 ق م أو 682 ق م، قدم (كربئيلو ملك سبأ) هبة تتضمن أحجار كريمة وتوابل بهذه المناسبة.[45] وعلل فرتز هومل إطلاق لقب ملك على كرب إيل في هذا النقش بأن الآشوريين لم يهتموا كثيراً بألقاب هؤلاء الأمراء البعيدين، ولذلك دعوا مكربا "ملكاً".[46]
  • جدد التآخي مع مدينة نشان القوية في الجوف - الحليف المفضل لسبأ - ووثّق حلفه مع "لبوان يدع بن يدع أب" ملك نشان حوالي العام 680 ق م،[47] ومع ابنه من بعده الملك "سمه يفع يسرن بن لبوان"، الذي كما يظهر من النقش الذي تركه لنا أبناء "سمه يفع يسرن" أن أباهم شارك في حملات السبئيين العسكرية ضد مملكة أوسان، وضد نجران.[48] قام هذا المكرب - وبالتحالف مع ممالك الجوف وعلى رأسها نشان، بثلاث حملات على مملكة أوسان الفتية. وقد نجح هذا التحالف في تدمير أوسان كلياً وأحراق قراها وسلب ممتلكاتها. كما قام هذا المكرب - بمساندة ملك نشان - بحملة عسكرية ضد قبيلتي مهأمر وأمير بنجران.
  • دام التحالف بين سبأ ونشان - المملكة الرئيسية في الجوف عقوداً من الزمن، وفي وقت ما من حكم كرب إيل وتر ابن ذمار، انقلبت الأمور رأساً على عقب، وأصبح صديق البارح عدواً. قام السبئيون بحملتين عسكريتين في أواسط القرن السابع قبل الميلاد تقريباً، في الحملة الأولى انتصرت سبأ على نشان، وعين كربئيل وتر نائباُ له من مدينة هرم على نشان لمدة عامين.[49] إلا أن نشان تمردت على ذلك النائب، فجهز كرب إيل وتر حملة ثانية - كان الصراع فيها مع نشان أطول مما كان متوقعًا، ولم يتم حسمها إلا من خلال حصار نشان ونشق لمدة ثلاث سنوات - دمر فيها سور مدينة نشان وقصرها، ولكن بناءً على أوامر كربئيل لم يتم حرق المدينة، وتم فرض الجزية، وقد أذل كربئيل وتر ملك نشان سمه يفع - الذي نجى بحياته - فأجبره على تشييد معبداً للإله السبئي ألمقه في المدينة، كما قَهَرَ نشان بأن وَطَّن السبئيون وأسكنهم في المدينة. واستولت سبأ على نشق بالكامل.
مكرب سبأ 685 ق م - 650 ق م
6 سمه علي بين بن كرب إيل
  • سمه علي بين، معروف جيداُ في فترة الحكم المشتركة مع والده "كربئيل وتر".[50] ولكننا لا نعرف عن فترة حكمه المنفردة كثيراً.[51][52] لدينا أيضا نصوص تذكر اسمه مع إخوته "يدع إيل" والأمير "سمه ريم ذبيان".[53][54][55]
  • لدينا نص مهم من مدينة كمنا، يشير إلى أن "سمه علي بين" كان شريكاً لوالده في الحكم – خلال الحرب بين سبأ ونشان. ويذكر صاحب النقش أنه قُتل من نشان ثلاثمائة رجل، وهي إشارة واضحة على مشاركة كمنا في حرب نشان، وهذا النقش يوضح سبب إقطاع كربئيل وتر أراضي نشانية إلى كمنا في نقش النصر.[56]
  • وصل إلينا نقش من جبل اللوذ، يذكر قيام "سمه علي بين" بإحراق البخور في ترح-اللوذ- على سُنَّة والده كربئيل وتر، وهي ممارسات اتبعها المكاربة لعقود طويلة بعد ذلك.[57] وترح - اللوذ - في الأصل هي أرض تحت النفوذ النشاني كما يظهر من بعض النقوش، وقد سقطت في يد السبئيون زمن "سمه يفع يسران" ملك نشان – خلال حربه مع كربئيل وتر في أواسط القرن السابع الميلادي.[58]
مكرب سبأ 650 ق م - 640 ق م
7 يدع إيل ينوف بن كرب إيل [معلومة 12]
  • قام بعمل منشأت عمرانية في الأساحل (قديماً: عريرة) في وادي رغوان، وهي ضمن حدود الأراضي التي اشتراها "يثع أمر وتر"، وقد أعمرها السبئيون في النصف الأول من القرن السابع قبل الميلاد.[59][معلومة 13]
  • وصلنا نقش تبايع فيه مدينة نشان – سبأ، كما يتضح من النقش الذي قدمه أحد أمراء نشان ابن "يقه ملك" بصفته "أخ" المكرب السبئي يدع إيل. ويظهر من خلال هذا النقش أن العلاقات بين نشان وسبأ، أصبحت تبعيه، بعد الغزوة الكبرى التي قام بها كربئيل وتر قبل بضع سنوات على مملكة نشان.[60] وتجدر الإشارة إلى أن مقدم النقش هو ابن "يقه ملك" حاكم نشان في الفترة فيما بين (نحو 700 ق م - 685 ق م)، وابن عم الملك "سمه يفع بن لبوان" ملك نشان في الفترة فيما بين (نحو 675 ق م - 650 ق م)، والذي في عهد سقطت نشان في يد السبئيون.[معلومة 14] وعلى الرغم من أن مقدم هذا النقش لم يذكر أنه ملك، ولكن يذهب بعض الباحثين إلى أن كربئيل وتر ربما عزل "سمه يفع بن لبوان" ونصب مكانه ابن عمه هذا، ليبقى ملكا حتى حوالي العام 640 ق م . مع ذلك، من المؤكد أن عرش نشان عاد إلى أبناء "سمه يفع" بعد ذلك.[معلومة 15]
  • جدد في عهده التآخي مع مدينة هرم في الجوف - حلفاء والده - كما يظهر من نقش الملك الهرمي "وتر إيل ذرحان بن يذمر ملك" المخصص لآلهة قبيلة هرم وإيل مقه،[معلومة 16] ويشهد النص على استمرار التحالف والإخوة بين سبأ وهرم بزعامة الحكام الجدد –المكرب "يدع إيل" والملك "وتر إيل" وهو ابن "يذمر ملك" الذي كان حليفاً قوياً لكربئيل وتر في أواسط القرن السابع قبل الميلاد، وشارك معه في الحملتين ضد مدينة نشان.[معلومة 17][61]
مكرب سبأ 640 ق م -625 ق م
8 يدع إيل ذريح بن سمه علي[معلومة 18]
  • يبدو أنه ابن المكرب رقم (6). يعد الباحثين هذا المكرب واحدًا من "المكاربة الثلاثة العظماء"، جنبًا إلى جنب مع "كربئيل وتر" و"يثع أمر وتر" الأباء المؤسسين، ووصف علماء الآثار عصره بـ الذهبي. ويعتبر عهد هذا المكرب، وجده "كربئيل وتر" من قبله، من أغنى عهود المكاربة بالنقوش.
  • جاء في أحد النصوص السبئية أن "يدع إيل ذريح" قد فرض الضرائب على سكان منطقة تهامة من جازان حتى صيحان (حاليا: وادي سهام)، وهذا يدل على اتساع نفوذ مملكة سبأ في وقت مبكر من تاريخها إلى جازان.[62]
  • أنجز يدع إيل ذريح عددًا من المشاريع العمرانية الضحمة في مأرب وصرواح، وظهر كباني للمعابد. على سبيل المثال، سوّر معبد أوام (شعبياً: محرم بلقيس)، وهو جدار ضخم بيضاوي الشكل، يبلغ طوله حوالي 282 مترًا - وارتفاعه نحو 14-16 مترًا.[63] وفي صرواح، قام هذا المكرب بعمل سور ضخم بيضاوي الشكل لمعبد "أوعال" بيت إلمقه.[64] وفي المساجد، على مقربة من جنوب مأرب، أقام يدع إيل ذريح - "حرمًا ثالثًا كبيرًا للمقه سماه "معرب".[65][66]
  • أسس مدينة "مردع" المسورة (حاليًا: هجر الريحاني) في وادي ونب، لتأمين حدود مأرب الجنوبية مع قتبان. و"ونب" (حالياً: وادي الجوبة)، هو الوادي الذي اشتراه المكرب يثع أمر وتر من أحد أعيان القبائل، ووسع الأملاك فيه كربئيل وتر، واستكمل المكرب "يدع إيل ذريح" مشروعهم ببناء معبد "معرب" ومدينة "مردع"، وتوطين السبئيون في هذه الرقعة الزراعية.[67][68][معلومة 19]
  • وصل إلينا كتابة ملكية من قرناو يجدد فيها الملك المعيني "أبوعبد يدع" - "الإخوة" بين معين وسبأ وحاكمها "يدع إيل"، ويستشف من هذا النص - عمق الروابط التي كانت بين معين وسبأ، وأن "معين" تحولت من مشيخات (إمارة) إلى مملكة، وازدهرت مع تراجع قوة جارتها نشان خلال النصف الثاني من القرن السابع ق م،[معلومة 20]وهذا يعني أيضاً أن حكومة معين كانت خاضعة لسيادة سبأ دون أن يؤثر ذلك في استقلالها الذاتي الذي كانت تتمتع به.[69]
مكرب سبأ 625 ق م - 590 ق م
9 يثع أمر وتر بن سمه علي
  • "يثع أمر وتر بن سمه علي" معروف جيداً في فترة مشاركته السلطة مع المكرب "يدع إيل ذريح". ولدينا من عهده المنفرد عدد من النقوش، تشير إلى تجديد وتحصين أسوار مدينة كتال (حالياً: خربة سعود)، وهي المدينة التي أحكم تحصينها جده المكرب كربئيل وتر، وشَرَى أرضها المكرب "يثع أمر وتر بن يكرب ملك".[70][71][72]
  • يعتقد بعض الباحثين أن هذا المكرب هو الذي قام ببناء قلعة "يشبم" في صرواح، وهناك آخرين يرجعونه إلى المكرب السابق "يدع إل ذريح"، والنقش يحمل سمات فترتهم المتقاربة. وقد سقط اسم المكرب ولم يبقى منه سوى جملة: "ابن سمه علي مكرب سبأ"، مما يجعل تأكيد النقش إلى أياً منهم صعب وفقاً للمعطيات المتوفرة.[73]
  • من النصوص المهمة في هذه الفترة، نقش تبايع فيه واحة نجران – سبأ، كما يظهر من النقش الذي قدمه أحد أعيان قبيلة أمير بصفته "أخ" الحكام السبئيين يدع إيل - المكرب السابق - ويثع أمر؛ ويؤسس مقراً لقبيلته في معبد أوام. ويظهر من خلال هذا النقش أن العلاقات بين نجران وسبأ يبدو أنها هدأت، بعد الغزوة الكبرى التي قام بها كربئيل وتر قبل بضع عقود على واحة نجران. والنص يؤرخ من بداية القرن السادس قبل الميلاد تقريباً.[74]
  • وصلنا نقش من مدينة كمنا – يذكر أسماء المكاربة "يدع إيل" و"يثع أمر" في مراسم حفل زواج رجل سبئي من مرأة من كمنا، وهو أمر يدل على التحالف بين الكيانين السياسيين، وبقاء سيطرة سبأ على مدينة كمنا بكل وضوح.[75]
مكرب سبأ 590 ق م - 570 ق م
10 كربئيل بين بن يثع أمر[معلومة 21]
  • استأنف هذا المكرب حكمه، بإلغاء الضرائب عن منطقة تهامة، وهي الإتاوات التي فرضها عمه يدع إل ذريح الأول – قبل منه بنحو ثلاثين عاماً.[76] ولدينا أيضاً نقشان من وادي عبدان قرب منطقة نصاب، مكرسه للمكرب كربئيل بين وابنه "ذمار علي". وفي هذه النقوش دلالة واضحة على أن حكام سبأ قد حافظوا على المكتسابات التي حقهها أسلافهم حتى منتصف القرن السادس قبل الميلاد، بما في ذلك مناطق تهامة في أقصى الغرب من سبأ، ومناطق أوسان في أقاصي الجنوب الشرقي، وبقاء الدولة على إتساعها إلى زمن هذا المكرب.[77][78]
  • أنجز كربئيل بين عددًا من المشاريع العمرانية. على سبيل المثال، قام بتوسعة مدينة نشق بمقدار ستين شوحطًا، وهي المدينة التي غزاها وحصنها جد أبيه المكرب كربئيل وتر.[79] وفي مأرب وصرواح، قام هذا المكرب بإنشاء عدد من المشاريع.[80][81] كذلك لدينا نقش صخري على سد مارب يذكر اسم كربئيل بين، ولكن يفترض بعض الباحثين أن هذا النقش تم إعادة استخدامه في زمن لاحق، وبذلك لا يمكننا إدراج هذا المكرب ضمن بناة سد مأرب.[82]
مكرب سبأ 570 ق م - 550 ق م
11 ذمار علي وتر بن كرب إيل
  • واصل هذا المكرب مشاريع والده،[83] وأكمل توسعت مدينة نشق، وقام بإصلاح الأراضي المحيطة بها، وقام بتحسين نظم الري، وذلك فيما وراء الحد الذي وضعه أبوه لهذه المدينة، وجعل كل ذلك وقفًا على قبيلة سبأ. ويظهر أن نشق كانت في عهد ذمار علي وتر ووالده، في عز ذروتها. وأصبحت نشق منذ هذا العهد أكبر حاضرة سبئية بعد العاصمة مأرب.[84]
  • جاء في إحدى الكتابات أن هذا المكرب أمر ببناء ترعة ماء تدعى "فياش" لمعبد الإله "عثتر" في مأرب.[85]
مكرب سبأ 550 ق م- 530 ق م
12 يدع إيل بين بن ذمار علي
  • لا نعرف عن هذا المكرب كثيراً.[86]
  • لدينا نقش من مأرب، يشير إلى قيام "يدع إيل بين بن ذمار علي" بطقوس الصيد المقدس للإله عثتر، وأشعال النيران وحرق البخور في ترح -جبل اللوذ. وهي ممارسات عرف بها المكاربة منذ عهد كربئيل وتر – ابتداءً من زمن سيطرته على كامل واحة الجوف، بما في ذلك جبل اللوذ الذي يقع في شمال شرق كاهل (حالياً: جدفر ابن منيخر) على بعد ثلاثين كيلاً.[87] ومن المثير للاهتمام أن النقش يسجل قيام هذا المكرب بزيارة إلى ترح، ولكن لم يعثر - حتى الآن - على أي نقش في ترح - جبل اللوذ - يؤكد ذلك.[معلومة 22]
مكرب سبأ 530 ق م - 520 ق م
13 سمه علي ينوف بن ذمار علي
  • قام هذا المكرب مع ولده "يثع أمر بين" بإنهاء بناء سد مأرب الكبير كاملاً. وقد أظهرت الأبحاث الحديثة المعتمدة على الكربون المشع أن بناء السد الكبير واللإغلاق الكامل للوادي لم يتحقق إلا في القرن السادس - الخامس قبل الميلاد.[88] وهذا ما تؤكده نقوش المكربين "سمه علي ينوف" وابنه "يثع أمر بين" على الهيكل الجنوبي من السد الكبير.[89][90]على الرغم أن تاريخ نظم الري المتطورة في مأرب، متعددة المراحل، وموثقة من خلال عدة نقوش منذ القرن الثامن قبل الميلاد. إلا أن السد الكبير يمثل المرحلة الأخيرة، وهو نتاج تراكم خبرات امتدت لأكثر من قرنين من الزمان.
  • من النصوص المهمة في هذه الفترة، نقش وصلنا إلينا من دولة دعمت، مكرس للإلهات العربية الجنوبية، ومكرب سبأ "سمه علي" ومكرب دعمت "لمن بن رابح".[91] ويظهر من هذا النقش المهم – وجود اتصال سياسي بين دولة دعمت ومملكة سبأ في الجنوب العربي، ومن الملاحظ أيضا تَسْبِيق اسم "سمه علي" على اسم مكرب دعمت "لمن"، وبذلك يمكننا افتراض تَّبعيَّة دعمت لكيان سبأ السياسي في هذا الوقت. والجدير بالذكر هنا، أنه لا يوجد أي دليل أركيولوجي حتى الآن من العاصمة مأرب، يشير إلى تعاون أو اتصال سياسي.[معلومة 23]
مكرب سبأ 520 ق م - 500 ق م
14 يثع أمر بين بن سمه علي ينوف
  • أول من استحدث وأضاف لقب والده "ينوف" في النسب واللقب الملكي، حيث كان المكاربة الثلاثة عشر الأوائل يذكرون أسماؤهم وألقابهم، ويجردون آباءهم من الألقاب. الجدير بالذكر هنا، أن في أول عهده كان يكتب اسمه "يثع أمر بين بن سمه علي"،[92]ولكن في فترة ما من حكمه بدله إلى "يثع أمر بين بن سمه علي ينوف".[معلومة 24]وربما ذلك بسبب خوفه من أن ينسب الناس أعماله إلى "يثع أمر بين الأول بن سمه علي" مكرب سبأ في بداية القرن السابع قبل الميلاد.
  • "يثع أمر بين" يُعد من أعز مكاربة سبأ شأناً، وأفخمهم آثارا.[معلومة 25] وفي زمنه (ووالده) بني السد الكبير، وزرع العنب في واحتي يسران وأبين، وبأمره غرست الأشجار المظللة في يسران.[معلومة 26] هاجم هذا المكرب القتبانيين، فقتل وجرح منهم أربعة آلاف في عهد ملك قتبان "سمه وتر".[معلومة 27]
  • هاجم السبئيون "معين"، لكن لم ترد تفاصيل حول الضربات التي استهدفت مدينة قرناو عاصمة معين. بل تم ذكر يثل (حالياً: براقش). هذه المدينة، التي حصنها كربئيل وتر بسور. حاصر المكرب "يثع أمر بين" – يثل حصاراً عنيفا، ونظرًا لعدم قدرتهم على القتال، كان على المكرب أن يكتفي بتدمير بعض منشأت واحة يثل.[93] كان "يثع أمر بين" أكثر نجاحًا في حملته ضد القبليتين المهمة في واحة نجران مهامر وأمير. تم تدمير وإحراق "رجمة" (حالياً: حمى أو نجران) عاصمة مهامر، وواحة نجران الكبرى وقراها.[معلومة 28]
  • دفعت الحملة العسكرية السبئية ضد معين ويثل إلى تشكيل اتحاد قبلي بين معين ويثل للوقوف أمام المطامع السبئية، ويظهر ذلك التحالف جلياً في عدد من النقوش المؤرخة من القرن الخامس قبل الميلاد فصاعداً، والذي جاء فيها عبارة "بآلهة معين ويثل" أو "بآلهة قرناو ويثل".[94][95][96][معلومة 29]ومن المثير للأهتمام أن هجوم يثع أمر بين على معين ويثل، يتوافق مع ما أكدته الأبحاث الحديثة المعتمدة على الكربون المشع ودراسة الطبقات الأثرية العشرة لمدينة يثل، والتي تشير بشكل قاطع أن الآثار المعينية في يثل – بدأت في الظهور خلال القرن الرابع قبل الميلاد، مما يدعم أن تحالف (معين ويثل) بدأ في النص الثاني من القرن الخامس قبل الميلاد على أبعد تقدير، ومن المؤكد حالياً أن الطبقة الآثارية المعينية ظهرت في يثل خلال القرن الرابع قبل الميلاد.[97]
مكرب سبأ 500 ق م - 460 ق م
15 سمه علي ينوف بن يثع أمر
  • ربما ابن السابق. وقد وصل إلينا لهذا المكرب نقش يتيم من جبل اللوذ يحمل فيه صراحة لقب "مكرب".[98]هناك نقش آخر ربما يعود إليه ولكن دون لقب "مكرب"، ويشير إلى بناء "سمه علي ينوف بن يثع أمر" مبنى يدعى "يفعن/يفعان" في صرواح،[99]لكن يفترض الباحث الألماني فون ويسمان أن النقش من القرن الرابع قبل الميلادي وفقاً لمعايير التي وضعها لأسلوب الكتابة.[100]
مكرب سبأ 460 ق م - 450 ق م
16 يدع إيل ذريح بن يثع أمر بين
  • ابن رقم (14). وصلنا لهذا المكرب نصان، أحدهما من مدينة مأرب، والآخر من منطقة خمر.[101][102] نلاحظ أن هذا المكرب أضاف لقب والده "بين" في اللقب الملكي، وهذه الإضافة امتداد لتقليد المكرب السابق – يثع أمر بين، الذي سَنّ هذه العادة.
  • من النصوص المهمة من عهد هذا المكرب، نقش مكربي - غير منشور - يشير إلى تسوير مدينة خمر.[معلومة 30]وخمر تقع في الشمال الغربي من صنعاء على بعد مئة كيلومتر تقريباً، ولا زالت محافظة على اسمها. وتواجد نقش رسمي لمكرب في هذا الموقع، يدل على قوة ونفوذ سبأ في ذلك الوقت.
مكرب سبأ 450 ق م - 440 ق م
17 سمه علي ينوف بن يدع إيل ذريح[معلومة 31]
  • قام هذا المكرب بإنشاء عدد من المنشأت العمرانية في "نشق[103][معلومة 32]ويشير أحد النقوش إلى بناء برج لمدينة نشق بأمرٍ من المكرب "سمه علي".[104][105]
  • قام هذا المكرب بتحصين مدينة "منهية" (حالياً: حزمة أبو ثور)، المدينة التي استحوذ عليها "يثع أمر وتر"، ووَطَّن بها السبئيون – المكربان "سمه علي" وابنه "يثع أمر بين" في بداية القرن السابع قبل الميلاد، وأعاد السبئيون استيطانها، بأسوار جديدة من قبل "سمه علي ينوف".[106][معلومة 33]
  • لدينا نقشان من جبل اللوذ في الجوف، كتبت بمناسبة تأدية هذا المكرب لطقوس الصيد المقدس للإله عثتر، وأشعاله النيران وحرق البخور في هذا الجبل المقدس. وهي ممارسات اختص بها المكاربة الأوائل من بعد سيطرة كربئيل وتر على كامل الجوف، وربما هذا النقش آخر نص لمكرب من محرم ترح في جبل اللوذ.[107][معلومة 34]
مكرب سبأ 440 ق م - 430 ق م
18 يكرب ملك وتر بن يدع إيل
  • ربما شقيق السابق. ووصلنا له نقش واحد يتيم من صرواح، يحمل فيه صراحة لقب "مكرب".[108][معلومة 35]
مكرب سبأ 430 ق م - 420 ق م
19 ذمار علي ينوف بن يكرب ملك وتر
  • وصلنا لهذا المكرب نص يتيم من مأرب العاصمة.[109][معلومة 36]كما أن هناك نصاً آخر يذكر "ذمار علي" ويتطابق تماماً مع أسلوب وقواعد علم الكتابة الذي يعود تقديرياً إلى نهاية القرن الخامس - والقرن الرابع قبل الميلاد، لكن لا يمكننا تأكيد أن المقصود المكرب "ذمار علي ينوف بن يكرب ملك"، لعدم ذكر اسم أبيه أو لقبه.[110][معلومة 37]
مكرب سبأ 420 ق م - 410 ق م
20 يثع أمر وتر؟
  • هذا المكرب معروف من خلال عدد من النصوص مع ابنه "يدع إيل بين" في مدينة نشق وخمر وغيرها.[111][112][113]وتجدر الإشارة إلى أنه لم يعثر على أي نقش رسمي لهذا المكرب، يدعم أصوله، سوى ذكر اسمه في نسب ابنه المكرب القادم.
مكرب سبأ 410 ق م - 400 ق م
21 يدع إيل بين بن يثع أمر وتر
  • آخر مكرب سبئي مؤكد، وبه انتهى عصر المكاربة في بداية القرن الرابع قبل الميلاد. هذا المكرب يشير إلى نفسه في نقوش البناء الخاصة به باسم مكرب سبأ،[114] وهو معروف من خلال عدد من النقوش الأخرى الموجودة في مواقع مختلفة والتي توفر نظرة ثاقبة للوضع السياسي لمملكة سبأ في نهاية فترة المكاربة.[115]
  • قام يدع إيل بتطوير مدينتي نشان ونشق الشقيقة لسبأ في الجوف، المدن التي غزاها المكرب العظيم كربئيل وتر، ونشق هي البلدة التي وسعها ومَدُّنها المكرب "كربئيل بين" وأبنه "ذمار علي وتر"، وطورها فيما بعد – المكرب "سمه علي ينوف بن يدع إيل ذريح" في أواسط القرن الخامس قبل الميلاد، وأعاد السبئيون استيطانها، بأسوار جديدة من قبل "يدع إيل بين".[115] وكانت العشائر المهمة من مأرب وصرواح ممثلة في الجوف، حيث قاموا بزراعة أراضيهم ليس فقط في واحة مأرب ولكن أيضًا في واحة نشق ونشان.[معلومة 38][116] في هذا الوقت، كانت نشق المدينة الأكبر والأكثر تَمَدُّناً في مملكة سبأ، ومن صور نهضة "نشق"، بساتين الكَرْم الواسعة لزراعة العنب، وتماثيل البرونز الفاخرة.[117]
  • للاستزادة عن عهد "يدع إيل بين " الملكي –طالع قائمة ملوك سبأ التالية.
مكرب سبأ 400 ق م - 390 ق م
إغلاق

قائمة ملوك سبأ: القرن الرابع - الأول قبل الميلاد

الملخص
السياق

على النقيض من تسلسل مكاربة سبأ، فإن خلافة ملوك سبأ راسخة تمامًا، لذا فإن القائمة التالية، التي تمثل نسخة معدلة قليلاً من نتائج بحث العالم الألماني هيرمان فون ويسمان،[معلومة 39] يمكن اعتبارها موثوقة إلى حد كبير.[معلومة 40] غير أن هناك فجوة في أواسط القرن الثاني قبل الميلاد. ومع ذلك، يمكننا أن نفترض بشكل معقول أن هناك ملك أو اثنين من الملوك ما زالوا في عداد المفقودين، حيث لدينا حتى الآن 21 ملكًا مؤكداً لمدة 375 عاماً منذ بداية عهد "يدع إيل بين بن يثع أمر". وعلى سبيل المقارنة، خلال فترة مقاربة لنفس المدة، بلغ عدد ملوك العصر الحميري 21 ملكاً، الملوك ببدء العد من ذمار علي يهبر 135 م، ونهاية العد مع مقتل يوسف أسار يثأر 530م، أي 395 عاماً، وهو تسلسل مؤكد وموثق جيداً بفضل النقوش المؤرخة بالتقويم الحميري. ويظهر من خلال المقارنة أن فترة الملوك من الأسرة التقليدية السبئية كانت فترات حكمهم مقاربة لعدد وفترة حكم ملوك السلالة الريدانية بشكل مذهل.

  فترة موثقة بنقش مؤرخ أو وثيقة زبورية أو نص تاريخي كلاسيكي.
مزيد من المعلومات الترتيب, ملك سبأ ...
أسماء وفترات ملوك سبأ
الترتيب ملك سبأ ملاحظة اللقب الحكم
1 يدع إيل بين بن يثع أمر[معلومة 41]
  • وفق المعطيات المتوفرة، يعد "يدع إيل بين" آخر مكرب سبئي مؤكد، وأول حكام عصر ملوك سبأ.[118]
  • من النصوص المهمة من عهد يدع إيل بين. نقش برونزي، يلخص فيه مكرسه - الإنجازات التي قام بها خلال حياته لعقوداً طويلة، ولأن الألهة أنقذته في رحلاته والحروب التي خاضها. يسجل صاحب النقش أحداث وأخبار تعطينا نظرة شاملة للوضع السياسي لمملكة سبأ في نهاية فترة المكاربة - وبداية الملكية في عهد "يدع إل بين"، ويشير النقش إلى حملة عسكرية سبئية على مدن حضرموت، وحملة أخرى ضد قبائل "كحد ذو"، بالإضافة إلى غارة سبئية على قافلة معينية.[معلومة 42] كما يشير إلى حرب "بين كشد (الكلدان) والأيونيون.[معلومة 43] وجاء في تلك الإشارة الآتي: "لما اتجر وخرج في قافلة تجارية إلى دادان وغزة ومدن يهوذا، وبقى ما أرسله (بضائع) من غزة إلى كتيون (قبرص) سليماً وآمناً أثناء الحرب بين كشد ويونان.[119] علاوة على ذلك، يشير صاحب النص إلى العديد من البعثات الدبلوماسية، بما في ذلك إلى أرض ذاكر ولحيان، نيابة عن ملكه "يدع إيل بين بن يثع أمر".
  • في المرحلة الثانية من حكم "يدع إيل"، فقد السبئيون سيطرتهم على وادي ونب (حالياً: وادي الجوبة) في الصراع مع قتبان،[معلومة 44] وهو لا يبعد عن مدينة مأرب سوى عشرين كيلاً، وهي دلالة واضحة على الإنهيار السبئي في هذا الوقت.[120][معلومة 45] صاحب توسع قتبان ذلك تغييرات أخرى غير سياسية، استخدم حكام قتبان لقب "مُكَرِّب" أي: موحد بدلا من "ملك"، وذلك في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، وأول مكرب قتباني هو "هوف عم يهنعم بن سمه وتر".[121][122][معلومة 46] وقد صاحب ذلك أيضا تغييرات في اللقب السبئي، استخدم "يدع إيل بين" حاكم سبأ الآن لقب ملك بدلا من "مكرب". وفي هذا الوقت، فقد السبئيون أيضاً المرتفعات الجنوبية الغربية.[123]
  • على الرغم من تقهقر سبأ الواضح في الجنوب أمام قتبان، ولكن لا تزال مساحات كبيرة في الشمال تحت نفوذ "يدع إيل بين". ويظهر من النقوش التي بين أيدينا أن سبأ كانت مهيمنة على مدن الجوف الكبير. ووصل إلينا كتابة للملك "السميع نبط" ملك كمنا يذكر فيها مشاركته في تشييد برجين في سور مدينة نشق لملوك مأرب ولسبأ. ويلاحظ في هذا النقش لفظ "ملوك مأرب"، بمعنى أنه كتب في الفترة التي بدل فيها "يدع إيل بين" اللقب من مكرب إلى ملك، وبالتحديد في فترة مشاركته ابنه "سمه علي".[124][معلومة 47] وفي عهد "يدع إيل بين" كانت منهية (حالياً: حزمة أبو ثور)، لا تزال تحت النفوذ السبئي. وهي مدينة تقع في شمال "نشق" و"نشان" على مسافة 15 - 20 كيلاً، مما يؤكد سطوة وسيطرة سبأ على كامل الجوف الكبير في هذا الوقت.[125]
ملك سبأ 390 ق م - 370 ق م
2 سمه علي ينوف بن يدع إيل بين
  • مؤكد ابن الملك السابق.[126] وقد شارك هذا الملك والده فترة من الزمان،[127] وواصل الحرب الذي ابتدأها والده ضد قتبان.[128]
  • لدينا نقش مهم، تبايع فيه نجران ملوك سبأ "يدع إيل بين" وابنه "سمه علي"،[معلومة 48] وهو مقدم من ملك قبيلة مهامر الذي كان يعيش في نجران.[129]
  • جدد "ذمار كرب ريم بن السميع" ملك كمنا الإخوة مع "سمه علي ينوف بن يدع إيل بين" ملك سبأ، وذلك في أواسط القرن الرابع قبل الميلاد تقريباً.[130][131] تلك الدلائل تؤكد هيمنة السبئيون على معظم مدن الجوف الكبير في عهد "يدع إيل بين" وابنه "سمه علي ينوف"، بالإضافة إلى نجران التي كانت لا تزال تحت السيطرة السبئية، مما يوحي إلى أن التحالف بين معين وقبائل نجران لم يبدأ حتى أواسط القرن الرابع قبل الميلاد.[معلومة 49]
ملك سبأ 370 ق م - 350 ق م
3 يثع أمر وتر؟[معلومة 50]
  • علاقته بالملك السابق غير مؤكدة، ربما شقيقه أو ابنه.[معلومة 51] وقد واصل هذا الملك حروب أسلافه ضد قتبان.[132]
  • من المؤكد أن جبل العود، الذي كان ملوكه متحالفين مع السبئيون منذ عهد كربئيل وتر، قد خسره السبئيون في هذه الفترة أمام "يدع أب يجل بن ذمار علي" مكرب قتبان، ولدينا نص قتباني من جبل العود – يشهد على سقوط المنطقة في يد قتبان في عهد "يثع أمر وتر"، وذلك في أواسط القرن الرابع قبل الميلاد..[123][معلومة 52]
  • حاول الملك "يثع أمر وتر" في نهاية حكمه، استعادة المناطق القريبة من مأرب، ومن بينها "مدينة ونب" (حالياَ: وادي الجوبة)، المدينة السبئية التي استحوذ عليها القتبانيون بداية القرن الرابع قبل الميلاد، غير أن هذه الحملة على ما يبدو قد فشلت.[133]
ملك سبأ 350 ق م - 330 ق م
4 يكرب ملك ذريح؟ ملك سبأ 330 ق م - 320 ق م
5 سمه علي ينوف؟
  • علاقته بالملك السابق غير مؤكدة. قاد هذا الملك حرباً ضد القتبانيون في محاولة للحد من توسع قتبان، التي ظلت مع ذلك توسع ممتلكاته غرباً شيئًا فشيئاً.[135]
  • على الرغم من ضعف سبأ السياسي في هذا الوقت، إلا أنها اقتصادياً ما زلت متامسكة بشكل مذهل. وقد وصلنا نص مهم من مأرب لتجار من مدينة جرهاء – مستقرين في جنوب شبه الجزيرة العربية، ويعود تاريخه إلى العام الثاني من حكم الإمبراطور العظيم سلوقس الأول، أي عام 303 ق م. وهو معاصر لنهاية عهد الملك "سمه علي ينوف"، وإن لم يرد بالنص على اسمه. والجدير بالذكر أن هناك نص آخر مؤرخ، ومؤكد من عهد الملك السبئي القادم.[136]
ملك سبأ 320 ق م - 300 ق م
6 يدع إيل بين؟[معلومة 54]
  • غير مؤكدة علاقته بالملك السابق. الملك "يدع إيل بين" مؤكد زمنه بفضل نقش مؤرخ بسنة 298 ق م –السنة السابعة من حكم الإمبراطور الشهير سلوقس الأول.[137][معلومة 55]
ملك سبأ 300 ق م - 280 ق م
7 يكرب ملك وتر؟
  • ربما شقيق أو ابن السابق.[138] وفي نهاية عهد هذا الملك، اندلعت الحرب من جديد مع قتبان، ولمدة خمس سنوات.[139]
ملك سبأ 280 ق م - 260 ق م
8 يثع أمر بين بن يكرب ملك وتر
  • مؤكد ابن السابق.[140] وفي عهده ازداد ضعف الدولة وتدهور أوضاعها، فقرر السبئيون أخيراً التنازل والصلح مع قتبان وفقاً لشروطها، وذلك أواسط القرن الثالث قبل الميلاد تقريباً.[139][معلومة 56]
ملك سبأ 260 ق م - 240 ق م
9 كرب إيل وتر بن يثع أمر بين
  • مؤكد ابن السابق.[141] ووصلنا لهذا الملك عدداً من النصوص.[142] في نهاية حكم هذا الملك، انخرق الصلح بين سبأ وقتبان، وقاد السبئيون حرباً على قتبان،[143] ولكن على ما يبدو كسرت سبأ في هذه الحرب، حيث يعلن في هذا الوقت "يدع أب ذبيان يهنعم" - مكرب قتبان انتصاره على سبأ، وإخراجهم من كل أرض أولاد عم.[144] الآن فقدت سبأ أخيرًا مكانتها كمملكة عظيمة في جنوب الجزيرة العربية.
ملك سبأ 240 ق م - 220 ق م
10 يدع إيل بين بن كرب إيل وتر
  • مؤكد ابن السابق. وفي عصر هذا الملك، يلاحظ صيغة جديدة للنسب الملكي، حيث أصبح الملوك يكتبون اسم الأب بعد اللقب الملكي، هكذا: "يدع إيل بين ملك سبأ بن كرب إيل وتر"، بخلاف صيغة والده "كرب إيل وتر بن يثع أمر ملك سبأ"، ووالده على الأرجح هو آخر من حمل الصيغة القديمة التي كانت امتداداً لصيغة عصر المكاربة.[145][معلومة 57]
ملك سبأ 220 ق م - 200 ق م
11 يكرب ملك وتر بن يدع إيل بين ملك سبأ 200 ق م -180 ق م
12 ذمار علي ينوف بن يكرب ملك وتر
  • ابن السابق. وقد وصلنا لهذا الحاكم ثلاثة نقوش حتى الآن.[147][معلومة 59]
ملك سبأ 180 ق م - 160 ق م
13 [يدع إيل] بين بن يكرب ملك وتر غير مؤكد 160 ق م -155 ق م
؟ مجهول
  • هناك فجوة في منتصف القرن الثاني قبل الميلاد، لملك غير معلوم حتى الآن.
غير مؤكد 155 ق م -140 ق م
14 يثع أمر بين؟
  • معروف في لقب ابنه "سمه علي ذريح". الجدير بالذكر هنا، أن في حال العثور على نقش رسمي يؤكد أصول ونسب يثع أمر بين، ستغطى الفجوة الزمنية للملك المجهول الذي يسبقه.[148][معلومة 61]
ملك سبأ 140 ق م - 130 ق م
15 سمه علي ذريح بن يثع أمر بين
  • مؤكد ابن السابق.[149] وفي نهاية حكمه قام ابنه "الشرح" بتشييد ما تبقى من جدار معبد أوام من الحافة السفلى للكتابة المبنية في الجدار حتى أعلى المعبد، تنفيذًا لإرادة إيل مقه، وختم النص بذكر أبيه "سمه علي ذريح" "ملك سبأ"، وشقيقه "كرب إيل".[150]
ملك سبأ 130 ق م - 110 ق م
16 كرب إيل بين بن سمه علي ذريح
  • مؤكد ابن السابق.[151] وفي عهد هذا الملك تعود سبأ إلى شيئاً من النهضة المؤقتة، تمثلت في ترميم السدود، وإصلاح وسائل الري في مدينة مأرب.[152] ذكر اسم هذا الملك في وثيقة زبورية أؤرخت من نهاية القرن الثاني - بداية القرن الأول قبل الميلاد.[153][معلومة 62]
ملك سبأ 110 ق م -90 ق م
17 يدع إيل ذريح بن كرب إيل بين
  • مؤكد ابن السابق.[154]
ملك سبأ 90 ق م -75 ق م
18 يثع أمر وتر بن يدع إيل ذريح ملك سبأ 75 ق م -65 ق م
19 سمه علي ينوف بن يدع إيل ذريح
  • شقيق السابق، وهو معروف ومؤكد في نصوص بنوه.[156] يعتقد أنه صاحب بعض النصوص المجزئة التي تذكر إعادة تسوير مدينة مأرب،[157][158] وربما تكون النصوص لأحد أبنائه، ويرجح كينيث كيتشن أنها تعود للملك "يدع إيل وتر".[159][معلومة 64] على أية حال، تم تأكيد اسم الملك "سمه علي ينف بن يدع إل ذرح" في نقش يشير إلى تنظيم الري في واحة مأرب.[160][معلومة 65]
ملك سبأ 65 ق م -55 ق م
20 يدع إيل وتر بن سمه علي ينوف
  • ابن السابق.[161] اهتم هذا الملك بمدينة مأرب من جديد، وبنى حولها أسواراً وأبراجاً تحصينية جديدة.[162]
ملك سبأ 55 ق م -40 ق م
21 ذمار علي بين بن سمه علي ينوف
  • شقيق السابق.[163] في فترة ما من حكم هذا الملك، أصبح أخيه "الشرح بن سمه علي ينوف" متصرفاً في إدارة شؤون الدولة.[164] هذا ويؤكد "هيرمان فون ويسمان" أن "الشرح بن سمه علي ينوف" هو (Ilasaros) المذكور في تاريخ سترابو.[165][معلومة 66] حالياً هناك إجماع بين الباحثين أن"الشرح بن سمه علي ينوف" هو المعاصر للحملة الرومانية، وأنه مجرّد وكيل أو نائب عن الملك يمثله في حالة غيابه.[166][167][معلومة 67]

وفقاً للمعطيات المتوفرة، يمكننا أن نعتقد بشكل معقول أن الملك "ذمار علي بين" كان آخر ملوك الأسرة السبئية القديمة. وفي نهاية حكمه، صعد الريدانيون إلى سدة حكم مملكة سبأ.

ملك سبأ 40 ق م -24 ق م
إغلاق

القائمة المؤكدة: القرن الأول - السادس الميلادي

الملخص
السياق

تضم القائمة المؤكدة، جميع الملوك الذين تعاقبوا على عرش سبأ ومملكة سبأ منذ أواخر القرن الأول قبل الميلاد وحتى سقوط الدولة السبئية خلال القرن السادس الميلادي. وهو تسلسل مؤكد بفضل النقوش المؤرخة بالتقويم الحميري وعدد من التقاويم الأخرى المحلية.

قائمة ملوك سبأ وذي ريدان القرن الأول

سيطرت الأسرة الريدانية على مملكة سبأ خلال الغزو الروماني أو بعده بقليل، في إِنْدِمَاج أدى إلى ظهور لقب "مكرب سبأ وذي ريدان، ثم تم تعديل اللقب إلى " ملك سبأ وذي ريدان". القرن الأول الميلادي كان هادئ نسبياً تحت حكم الأسرة الملكية بني ذي ريدان، وقد حكم خلال الفترة فيما بين (نحو 24 ق م - 120م)، إثنا عشر حاكماً، منهم ثلاثة صكوا العملة بإسمهم. وفي هذه الفترة، نشأت علاقة صداقة بين ملوك سبأ والأباطرة الرومان من خلال الهدايا والسفراء. وفي هذا الوقت أيضاً، نشأت علاقة تجارية مع الأنباط، وقد ترك لنا التجار الأنباط نقشا في صرواح مؤرخ بسنة 7 ق م.

  فترة موثقة بنقش مؤرخ أو وثيقة زبورية أو نص تاريخي كلاسيكي.
مزيد من المعلومات الترتيب, ملك سبأ ...
أسماء وفترات حكم حكام سبأ وذي ريدان
الترتيب ملك سبأ ملاحظة اللقب الحكم
1 يدع إيل بين
  • وفق الآثار المتوفرة، يعد "يدع إيل بين" أول حكام سبأ من الريدانيون، وقد استعاد هذا الحاكم لقب مُكَرِّب سبأ، الذي تم تأسيسه قبل سبعة قرون، وأضاف إليه "ذي ريدان". يرجح أن هذا الحاكم وصل إلى مأرب خلال الغزو الروماني أو بعده بقليل.[168]
مكرب سبأ وذي ريدان 24 ق م - 15 ق م
2 مجهول
  • فجوة زمنية لملك غير معلوم.
غير مؤكد 15 ق م - 5 ق م
3 سمه علي ذريح؟
  • لم يصلنا عن هذا الملك شيئاً، سوى ذكر اسمه في نسب أبنه الملك القادم.
غير مؤكد 5 ق م
4 ذمار علي وتر يهنعم
  • ابن السابق.[169] لدينا عدد من النقوش من جبل اللوذ، تشير إلى قيام "ذمار علي وتر يهنعم" بطقوس الصيد المقدس للإله عثتر، وأشعال النيران وحرق البخور في ترح -جبل اللوذ. وهي ممارسات عرف بها المكاربة القدماء خلال القرن السابع والسادس قبل الميلاد. وإعادة إحياء تلك الطقوس التي كان يؤديها المكاربة، هي بلا شك – أداة سياسية استخدمها الريدانيون لإضفاء الشرعية على سيطرتهم على سبأ.[170][171]
ملك سبأ وذي ريدان 5 ق م -20م
5 يدع إيل وتر الثاني
  • غير مؤكدة علاقته بالملك السابق، وقد حمل لقب ملك سبأ وذي ريدان.[172]
ملك سبأ وذي ريدان 20م -30 م
6 ذمار علي بين الثاني
  • والد الملك القادم.[173]
30م - 40م
7 كرب إيل وتر يهنعم الأول
  • ابن الملك السابق ذمار علي بين.[174] يعد أشهر ملوك القرن الأول الميلادي، وعثر على اسمه في عدد من النقود الفضية المضروبة باسم ريدان، والتي عثر عليها في أماكن كثير من اليمن وخارجها.[175] ورد اسمه في (كتاب الطواف حول البحر)، وذكر أنه ملك حمير وسبأ في ظفار (Saphar)، وتربطه علاقة صداقة مع الأباطرة الرومان من خلال هداياه وسفرائه.[176][177][178]
  • لدينا نقش من جبل اللوذ، يشير إلى قيام "كرب إل وتر يهنعم" بطقوس الصيد المقدس للإله عثتر، وأشعال النيران وحرق البخور في ترح -جبل اللوذ. وهي ممارسات عرف بها ملوك سبأ وذي ريدان في القرن الأول الميلادي.
ملك سبأ وذي ريدان 40م - 70م
8 ذمار علي ذريح
  • ابن الملك السابق كرب إيل وتر يهنعم.[179]
  • لدينا خمسة نقوش تشير إلى قيام "ذمار علي ذريح بن كرب إيل وتر يهنعم" بطقوس الصيد المقدس للإله عثتر، وأشعال النيران وحرق البخور في ترح -جبل اللوذ.[180][181][182] ومن المثير للاهتمام أن أحد النقوش يذكر صاحبه "وتار يرتع" - من أسرة معاهر من ردمان خدمته للملك "ذمار علي" في تأدية تلك الطقوس،[183] وفي هذا الوقت، يظهر تقويم ردمان الذي يبتدئ بعام 74م، تزامناً مع تأسيس إمارة ردمان، وهذا من شأنه أن يفسر الثروة الكبيرة لهذه العشيرة في العقود التالية بفضل علاقتهم الطيبة مع ملوك بني ريدان. لاحقا نجد "وتار يرتع" موالياً للملك القادم كرب إيل بين، ولكن في عهد يهاقم، نراه يلتحق بالملك عمدان يهقبض.[184]
ملك سبأ وذي ريدان 70م - 80م
9 كرب إيل بين الثالث ملك سبأ وذي ريدان 80م - 85م
10 يهاقم يرزح
  • ابن الملك ذمار علي ذريح. وقد ذكر اسم يهاقم في نقشان مؤرخة بشهر ذو مذراء سنة 200 حـ في التقويم الحميري الموافق يوليو 90 بعد الميلاد.[186]
  • يلاحظ أن هذا الملك لم يتخذ أحد الاسماء المعروفة لحكام سبأ والمكوّنة من ستة أسماء مركّبة: (ذمار علي، سمه علي، كرب إيل، يكرب ملك، يدع إيل، يثع أمر). والألقاب الأربعة: (وتر، بين، ذريح، ينوف) التي كانت محصورة لهم ولا يحملها غيرهم. ويهاقم أحد الذين تخلوا عن تلك الأسماء والألقاب، على الرغم من أن أسلافه، معظمهم التزموا بتلك التقاليد أكثر من مئة عام. مع ذلك، فقد أضاف بعضهم ألقاباً غير سبئية (يهنعم، يهقبض)، ولكن دائماً ما يقدم اللقب السبئي (وتر/يهنعم، بين/يقبض).
ملك سبأ وذي ريدان 85م - 95م
11 نشأ كرب يهأمن
  • استولى أمير ذي جرة نشأ كرب على عرش سبأ بعد الملك "يهاقم يرزح" في حوالي العام 95 م، واتخذ اللقب البسيط (ملك سبأ)، من دون إضافة (ذو ريدان)، وانتسب إلى ذمار علي ذريح بلقب (نشأ كرب يهأمن ملك سبأ ابن ذمار علي ذرح ملك سبأ وذي ريدان)، ربما لإضفاء الشرعية على حكمه لمملكة سبأ.[187]
ملك سبأ 95م-100م
12 عمدان بين يهقبض
  • ابن الملك كرب إيل وتر يهنعم الأول.[188] وهو صاحب بوابة عمدان بين يهقبض في معبد أوام، وأحد الملوك الذين سكوا العملة. وذكر اسم هذا الملك في نقش مؤرخ بسنة 210 حـ في التقويم الحميري الموافق 100م.[189][معلومة 68] وتجدر الإشارة إلى أنه يمكننا أن نفرق بين عهد "عمدان" عندما كان حاكماً على ظفار، وعندما وصل إلى مأرب، بفضل لقبه، حيث كان يطلق على نفسه "عمدان يهقبض"، ولما وصل إلى مأرب، أضاف اللقب السبئي "بين"، فأصبح "عمدان بين يهقبض"، وفي هذا دلالة سياسية لدى الريدانيون الأوائل.[معلومة 69]
  • استطاع عمدان بين يهقبض الوصول إلى مأرب، ليعلن نفسه رسمياً ملكاً على (سبأ وذو ريدان) في الفترة فيما بين (100 - 120م)، لتعود الوحدة من جديد بعد مرحلة صراع دامت سنوات عدة بين أفراد أسرة كرب إيل وتر يهنعم. ولكن تلك الوحدة كانت مرتبطة بالملك القوي عمدان. وفي حوالي العام 120م، اندلعت الصراعات من جديد بإنقلاب الشرح يحضب الأول وسيطرته على مأرب.
ملك سبأ وذي ريدان 100م-120م
إغلاق

قائمة ملوك سبأ وذي ريدان القرن الثاني والثالث الميلادي

على النقيض من القرن الأول الميلادي، شهد القرن الثاني الميلادي تغييرات سياسة غير مسبوقة في جنوب الجزيرة العربية. في هذه الفترة، انتشرت الأوبئة والصراعات التي لا نهاية لها بين جميع الكيانات القبلية في جنوب الجزيرة العربية. وفي حوالي العام 120م، قام الشرح يحضب الأول أمير قبيلة شبام من بكيل في حرب ممالك قتبان وحمير وحضرموت وإمارة ردمان، واستطاع الوصول والسيطرة على مأرب، وطرد الريدانيون من مأرب، وتلقب بملك سبأ وذو ريدان. هذا الإنقلاب سيكون شؤماً على سبأ لمدة قرن ونصف من الزمان.

في أواسط القرن الثاني الميلادي، انقلبت القبائل الأرستقراطية في المرتفعات الغربية وإمارة ردمان ضد الملك سعد شمس أسرع ابن الشرح يحضب، وانضمت إلى جانب سلالة ذي ريدان للسيطرة على مملكة سبأ. وسرعان ما أن انقلبت تلك القبائل من جديد على الأسرة الريدانية، لتنتخب "وهب إل يحز" ذو النسب الردماني ملكاً. مما أدى إلى موقف هَزْليّ – الملك المعزول سعد شمس أسرع ينضم إلى السلالة الريدانية وملكها ذمار علي يهبر في حرب إتحاد قبائل المرتفعات الغريبة.[190] وفي وضع ساخر، لدينا الآن ملكان يطالبون بالعرش السبئي في نفس الوقت (ذمار علي يهبر ووهب إل يحز)، بالإضافة للملك المعزول سعد شمس أسرع. ومن نتائج هذه الأحداث، عودة مملكة سبأ يرأسها أمراء قبائل المرتفعات الغربية (ردمان، إتحاد سمعي، ذماري - فرعها سماهر، وغيمان)، واختفاء مملكتي أوسان وقتبان. خلال هذا الوقت، نجد أيضا تغيرات في الشمال، حيث نشاهد ظهور قبائل جديدة في واحة نجران وتثليث ومرتفعاتها: مذحج والأزد وكندة– قحطان، التي على ما يبدو لم ترضى عن حكم أمراء المرتفعات لمملكة سبأ. أدت تلك الأحداث إلى انفصال تلك القبائل عن سبأ التي استحوذ عليها أمراء المرتفعات، لتكون لنفسها كيانات سياسية صغيرة مستقلة، لقبوا فيها أنفسهم "ملوك"، وبعد بضع عقود نجد هذه القبائل أيضا تدخل منافسة السيطرة على مأرب.[191]

في أواخر القرن الثاني الميلادي، تنامت قوة السلالة الريدانية، مما دفع الملك علهان نهفان إلى التحالف مع حضرموت وأكسوم لمواجهة الحميريون. أدى هذا التحالف إلى كبح طموحات الريدانيون في إستعادة مأرب. ومن نتائج هذا التحالف احتلال أكسوم للأجزاء الغربية من شبه الجزيرة العربية. مع الوقت، ازداد طموح أكسوم، لتمد نفوذها على بعض مناطق المرتفعات، مما أدى إلى إلغاء المعاهدة مع أكسوم في عهد شاعر أوتر ابن الملك علهان نهفان. خلال ستينيات القرن الثالث الميلادي، اشتدت الصراعات العسكرية بين الإحباش والحميريين، واحتل ابن النجاشي منطقة ظفار -عاصمة ملوك السلالة الريدانية - لمدة سبعة أشهر. وفي بداية العقد السابع من القرن الثالث الميلادي، حرر الملك ياسر يهنعم أراضي جنوب الجزيرة العربية من الإكسوميين. وفي حوالي العام 280م، عادت مملكة سبأ للوحدة كما كانت عليها في القرن الأول الميلادي. وفي تسعينيات القرن الثالث الميلادي، فتح شمر يهرعش مملكة حضرموت، وبذلك تم توحيد جميع أراضي جنوب شبه الجزيرة العربية لأول مرة.

إذا نظرنا في قائمة أسماء الملوك في الجانبين السبئي والريداني، فإنا سنلاحظ أن لدينا عددًا أكبر في الجانب السبئي، لدينا (14) ملك سبئي من زعماء قبائل المرتفعات، يقابلهم (8) ملوك سبئيون من الجانب الريداني. وذلك يعكس الاستقرار السياسي لدى ملوك بني ريدان، وعلى العكس من ذلك تماماً في الجانب السبئي لملوك المرتفعات الشمالية.

  فترة موثقة بنقش مؤرخ.

مزيد من المعلومات ملوك سبأ, ملاحظة ...
أسماء وفترات حكم حكام سبأ وذي ريدان
ملوك سبأ ملاحظة اللقب والتاريخ ملوك ذي ريدان (حمير) ملاحظة اللقب والتاريخ
الشرح يحضب الأول
  • خلال حكم الملك عمدان يهقبض، قام الشرح يحضب الأول أمير قبيلة شبام أقيان من بكيل، بحرب ضد حمير.[192] نجح هذا الأمير في الانقلاب، والوصول إلى مأرب، والسيطرة على قصر سلحين، بطرد الريدانيين. وقد تلقب بملك سبأ وذو ريدان.[193]
ملك سبأ وذي ريدان (120م-125م) ياسر يهصدق
  • حكم من مدينة ظفار يريم.[194]
ملك سبأ وذي ريدان (120م-130م)
وتار يهأمن ملك سبأ وذي ريدان (125م-132م) شمر
  • ابن الملك ياسر يهصدق. لا نعرف عن هذا الملك كثيراً، سوى ذكر اسمه في نقش واحد، يشير إلى حروبه مع ملوك سبأ.
ملك سبأ وذي ريدان (130م-135م)
سعد شمس أسرع وابنه مرثد ملك سبأ وذي ريدان (132م-150م) ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان (135م-175م)
وهب إل يحز
  • خلال حكم الملك ذمار علي يهبر لمأرب، قام وهب إل يحز من بني معاهر أمير (قيل) قبيلة ردمان، بإعلان نفسه ملكاً على سبأ، بدعم من قبائل المرتفعات الشمالية. واستطاع الوصول والسيطرة على مأرب، مكتفياً بلقب ملك سبأ.[200]
ملك سبأ (158م-165م) ذمار علي يهبر
  • لدينا نقش مؤرخ يشير إلى أن الحرب بين ذمار علي ووهب إل يحز اندلعت في شهر ذو الثابة سنة 268 حميري الموافق أبريل 158م.[معلومة 70]
ملك سبأ وذي ريدان (135م-175م)
يريم أيمن وكرب إيل وتر يهنعم الثاني
  • بعد وهب إل يحز مباشرة - تولى العرش ملكين بالمشاركة هما: يريم أيمن وكرب إيل وتر في حوالي العام 165م، بلقب (يريم أيمن وكرب إيل وتر ملكي سبأ)، ومن الواضح أن فترة الحكم المشتركة هذه، لم تكن طويلة، فالنقوش التي تعود إلى عهدهما ثلاثة نقوش فقط.[201]
ملك سبأ (165م-170م) ذمار علي يهبر ملك سبأ وذي ريدان (135م-175م)
كرب إيل وتر يهنعم الثاني ملك سبأ (170م - 175م) ذمار علي يهبر
  • من المؤكد أن الملك ذمار علي يهبر عاش إلى سنة 160م. مع ذلك، ليس لدينا - حتى الآن - دلائل عن زمن وفاته، وقد قدر كريستيان روبن نهاية حكمه بسنة 175م.[203]
ملك سبأ وذي ريدان (135م-175م)
أنمار يهأمن ملك سبأ (175م-180م) ثأران يعب يهنعم
  • شارك ثأران منجزات والده ذمار علي يهبر أكثر من عشرين عاماً. وفي حوالي العام 175م، انفرد في الحكم من بعد والده.
ملك سبأ وذي ريدان (175م-214م)
رب شمس نمران
  • استطاع رب شمس الوصول إلى العرش حوالي العام 180م.[معلومة 71] وبعد نجاحته العسكرية ضد ملوك بني ريدان، اتخذ لقب (رب شمس ملك سبأ وذي ريدان)، وهو أول من اتخذ هذا اللقب، حيث لم يتخذه وهب إل يحز وخلفائه.[205]
ملك سبأ وذي ريدان (180م-190م) ثأران يعب يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (175م-214م)
علهان نهفان ملك سبأ (190م-200م) ثأران يعب يهنعم ملك سبأ وذي ريدان (175م-214م)
شاعر أوتر
  • اتصل شاعر أوتر بالحكم منذ أيام أبيه علهان نهفان.[209] تنازل له والده عن الحكم في اجتماع حافل حوالي العام 200 م. اتخذ شاعر أوتر اللقب المزدوج "ملك سبأ وذي ريدان"، وبذلك أعلن سلطته ليس فقط على سبأ.
ملك سبأ وذي ريدان (200م-217م) ثأران يعب يهنعم
  • آخر الأنباء المؤكدة للملك ثأران هو أرساله وفداً مرموقاً إلى الملك "العزيلط بن عم ذخر" لتهنئته باعتلاء العرش في سنة 212م.[210][معلومة 74]
ملك سبأ وذي ريدان (175م-214م)
شاعر أوتر
  • في آخر عام من حكم هذا الملك، اجتمعت سبأ وحمير وتحالفت في وجه الأحباش الذين حاولوا مرارا وتكرارا التوغل انطلاقاً من سهل تهامة الساحلي باتجاه المرتفعات.[معلومة 75]
ملك سبأ وذي ريدان (200م-217م) لعزم يهنف يهصدق
  • عاصر الملك لعز يهصدق أواخر عهد شاعر أوتر ملك سبأ، ويظهر من أحد النقوش تحالفهما معاً لمحاربة الأحباش الذين تعاظم خطرهم.[معلومة 76]
ملك سبأ وذي ريدان (214م-217م)
لحي عثت يرخم
  • ابن الملك وهب إل يحز.[211] تولى حكم سبأ بعد وفاة شاعر أوتر مباشرة في أوائل سنة 217م. وقد واجه الملك لحي عثت يرخم خطر المد الحبشي الأكسومي في جنوب الجزيرة العربية، وحقق نجاحات حدت من التمدد الحبشي إلى داخل مملكة سبأ.[212]
ملك سبأ وذي ريدان (217م-225م) شمر يهحمد
  • لا يعرف على وجه التحديد العوامل التي أدت إلى ظهور (شمر يهحمد) ملكاً. ولدينا من عهده ثلاثة نقوش مؤرخة، أقدمها مؤرخ في شهر القيظ سنة 327 بالتقويم الحميري الموافق يونيو سنة 217 بعد الميلاد.[213][214] وآخر نقوشه المؤرخة في سنة 275 بتقويم مضحا الموافق حوالي سنة 245 بعد الميلاد.[215][216]
ملك سبا وذي ريدان (يونيو 217 م - 245م).
فرع ينهب
  • تولى عرش سبأ بعد لحي عثت يرخم حوالي العام 225م.[217] اتخذ لقب (ملك سبأ)،[218] وذلك يعكس نكسة تعرض لها السبئيون.
ملك سبأ وذي ريدان (225م-230م) شمر يهحمد
  • يبدو أن شمر يهحمد في عهد الملك فرع ينهب، بدأ بالتوسع على حساب سبأ، وحصرهم في أرض الهضبة الجبلية الشمالية، وذلك يتضح من لقب فرع ينهب ملك سبأ فقط.
ملك سبا وذي ريدان (217 م - 245م).
الشرح يحضب الثاني
  • ابن الملك فرع ينهب. تولى الحكم خلال ثلاثينيات القرن الثالث الميلادي، وشاركه العرش شقيقه "يأزل بين".
  • في عهد الملك إليشرح يحضب ويأزل بين، شنت قواتهم حروبًا متواصلة لتعزيز نفوذهم في جنوب شبه الجزيرة العربية، سواء في الاتجاه الشمالي أو الجنوبي أو الغربي. في الشمال، كان خصمهم قبائل منطقة نجران. وفي الجنوب، كان خصمهما الأكبر دولة حمير التي كانت تكتسب السلطة بثبات. وفي الغرب، كان العدو الحاميات الحبشية وأتباعها من قبائل العرب.
ملك سبأ وذي ريدان (230م - 265م) شمر يهحمد
  • تعرضت أرض حمير لهجمات الشرح يحضب الذي شن عليها حروب منتظمة، وبعد سنوات من الحرب بين الطرفين، أرسل شمر يهحمد وفداً إلى اليشرح يحضب يطلب السلم والتآخي، وتم السلام بين الجانبين حوالي العام 245م.[219] في مقابل ذلك اعترف الشرح يحضب أن "شمر يهحمد" ملك سبأ ذي وريدان، بعد أن وصفه لسنوات طويلة "شمر ذي ريدان"، دون لقب "يهحمد" أو حتى نعت "ملك". في هذا الوقت، تحالف الطرفان في وجه الأحباش الذين حاولوا مرارا وتكرارا التوغل شمالاً انطلاقاً من قاعدتهم في بلاد المعافر.[220]
ملك سبا وذي ريدان (217 م - 245م).
الشرح يحضب الثاني
  • في منتصف القرن الثالث الميلادي، اندلعت الحرب من جديد بين السبئيين والريدانيين. الآن الخصم هو الملك كرب إل أيفع، الذي اتهمه الشرح يحضب بنكث الصلح والمواثيق التي عقدها مع سلفه الملك شمر يهحمد.[221] ولكن تلك المعارك والحرب، لم تؤدِي إلى نتيجة حاسمة.
  • بعد الصلح مع كرب إل أيفع، تفرغ الملك "الشرح" بتدعيم العلاقات الخارجية والإقتصادية مع قبائل جنوب ووسط الجزيرة العربية. وفي حوالي العام 260م، بعث الشرح وأخيه يأزل وفداً إلى الحارث بن كعب ملك الأزد ومالك بن بد ملك كندة ومذحج، واستغرقت تلك المهمة ثلاثة ليالٍ، وعادوا إلى مأرب.[222] وفي حوالي العام 265م، بعث الملك الشرح يحضب وفداً لملوك قبائل: غسان، الأزد، نزار، ومذحج.[223] وفي هذا الوقت، قام الأمراء (يريم يهرحب، وأوسلة أرسل، وبرج أيمن) برحلات تجارية إلى شمال الجزيرة العربية،[224] واثنين من هؤلاء الأمراء معروفين جيداً في عهد ياسر يهنعم وشمر يهرعش.[225]
ملك سبأ وذي ريدان (230م - 265م). كرب إل أيفع
  • قام كرب إيل أيفع بشن حملات عسكرية على الملك الشرح يحضب الثاني في سنة 363 حـ بتقويم حمير وسنة 179 بتقويم ردمان الموافقان سنة 253 بعد الميلاد.[226] استمرت تلك الحروب خمسة سنوات وفقاً لأحد النقوش، أي أنها ربما انتهت في عام 258م.[227]
  • استغل الأحباش ضعف حمير التي انهكتها الحروب والمصادمات مع جيوش الملك الشرح يحضب الثاني، فاستطاعت قوات الأحباش بقيادة ابن النجاشي ومساندة قبيلة المعافر، أن تحتل ظفار لمدة سبعة أشهر حوالي العام 260م. لكن ما لبث أن جمع "كرب إيل أيفع" القبائل المواليه له، وطرد الأحباش إلى المعافر. وبالتزامن مع هذه الأحداث، إِنتهَزَ "يدع إيل بين بن رب شمس" ملك حضرموت، سقوط العاصمة ظفار، فسيطر على أجزاء من الأراضي التابعة لملوك بني ريدان.[228]
  • في الفترة فيما بين سنة (260م و265م)، قاد كرب إل أيفع حروباً منتظمة على الملك "يدع إيل بين بن رب شمس"، ثم واصل الريدانيون الحرب على خليفته "الريم بن يدع إيل بين"، واستطاع ملوك ذي ريدان إرجاع الأراضي التابعة لهم.[229][230]
ملك سبأ وذي ريدان (245 م - 267م).
نشأ كرب يأمن يهرحب
  • ابن الشرح يحضب الثاني. يعد عهد هذا الملك، ووالده من قبله، من أغنى العهود بالنقوش، وله وعنه ما يزيد عن 30 نقشاً. ولدينا من نهاية حكمه، نقشان مفادها وقوع معارك بين نشأ كرب والملكين ياسر يهنعم وشمر يهرعش في مدينة الرحبة ومأرب.[231] ومن المؤكد أن ياسر يهنعم سيطر على مأرب، وأعلن وحدة مملكة سبأ حوالي العام 280م.[232]
ملك سبأ وذي ريدان (265م - 280م). ياسر يهنعم
  • ياسر يهنعم هو الذي وطد دولة سبأ وذو ريدان، وطرد الأحباش، بعد أن استمر وجودهم أكثر من سبعين عاماً. ولما رَسَخَ حكمه بطرد الأحباش، أشرك ابنه الشاب شمر يهرعش في الحكم، ثم توجه إلى مأرب، وضمها لملكه، وكان دخوله مأرب بمثابة إعلان لتوحيد مملكة سبأ من جديد وبصفة نهائية. وباستلامه مقاليد الحكم في قصر سلحين، استعاد الريدانيون حكم أسلافهم بعد حرب دامت قرن ونصف من الزمن مع قبائل المرتفعات الشمالية.[233]
ملك سبأ وذي ريدان (267 م - 287م).
إغلاق

قائمة ملوك عصر ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت

  فترة موثقة بنقش مؤرخ.
مزيد من المعلومات الترتيب, الملك ...
أسماء وفترات حكم حكام سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت
الترتيب الملك ملاحظة التاريخ
1 شمر يهرعش
  • ابن الملك ياسر يهنعم، أقدم ذكر له كملك ومشارك لوالده في الحكم في شهر ذو مهلة سنة 385 حـ بالتقويم الحميري الموافق شهر نوفمبر سنة 275م.[234] نجح شمر يهرعش في الإنفراد بالحكم حوالي العام 287م، ربما بعد تنحي والده الملك ياسر يهنعم.[235]
  • بدأ شمر يهرعش بمشروع توسعي على كامل أراضي جنوب الجزيرة العربية، وفي عهده أصبحت دولة سبأ قوة عظمى، وأستطاع ضم أرض يمنة، بطرد فلول الأحباش من جنوب العاصمة ظفار وسواحل الجنوب العربي الغربي، كما ضم إلى دولته إقليم حضرموت. وفي حوالي سنة 296م، أطلق على نفسه (ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت)، وهو أول من أتخذ هذا اللقب الطويل.[236][237][معلومة 77]
287م -312م
2 ياسر يهنعم
  • بعد اعتزال ياسر يهنعم السياسية لأكثر من عشرين عاماً، يعود من جديد إلى العرش بعد هلاك ابنه شمر يهرعش.[238] وتبدأ الفترة الثانية من حكمه في الفترة فيما بين عامي (312م - 317م)، وهي فترة قصيرة، اتخذ فيها لقب (ملك سبأ وذى ريدان وحضرموت ويمنت).
  • شاركه في الحكم اثنين من أبنائه، وربما مشاركة بنوه له بسبب أنه كان طاعناً في السن، ولا يستطيع إدارة الدولة لوحده. شاركه في أول الأمر ابنه (ثأران أيفع) ولهما معاً خمسة نقوش،[239] منها نص مؤرخ بسنة 424 في التقويم الحميري الموافقة 314م.[240] وفي حوالي العام 315م، أشرك ابنه الآخر (ذرأ أمر أيمن)، ولهما ثلاثة نقوش معاً،[241] منها النقش المؤرخ بسنة 426 في التقويم الحميري الموافق سنة 316 ميلادي.[242][معلومة 78]
312م -317م
3 كرب إيل وتر يهنعم الثالث
  • تولى الحكم بعد الملك ياسر يهنعم حوالي العام 317م. وتعد مرحلة حكمه الأكثر غموضاً، ولكن بالتأكيد أن فترته تعد مرحلة انتقالية مؤقتة، وذكر اسمه في ثلاثة نقوش فقط.[243]
317م - 319م
4 ذمار علي يهبر الثاني
  • لدينا نقشان فقط من عهده المنفرد، ويتحدث النصان عن حرباً شنتها سبأ على أرض حضرموت، بعد أن تمردت، وملكوا عليهم ملكاً يدعى (أنمار).[244][245] خلال الحرب مع حضرموت، أشرك ذمار علي يهبر ابنه ثأران يهنعم معه في الحكم، كما تشير إلى ذلك النقوش بلقب (ذمار علي يهبر وابنه ثأران يهنعم ملكي سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت).[246]
319م - 324م
5 ثأران يهنعم
  • انفرد ثأران يهنعم بالحكم بعد والده ذمار علي يهبر الثاني، وذلك في سنة 434 حـ بالتقويم الحميري الموافق 324 بعد الميلاد.[247] خلال عهد ثأران يهنعم بدأ الدور السياسي لسبأ يخرج عن إطار جنوب الجزيرة العربية لأول مرة إلى أنحاء متفرقة من وسط وشمال وشرق الجزيرة العربية، حيث ذكر نقش عبدان المؤرخ سنة 470 حـ في التقويم الحميري الموافق 360م، حملات عسكرية واسعة وكبيرة في شبه الجزيرة العربية امتدت لعقود من الزمان.[248][249]
324م - 373م
6 ملكي كرب يهأمن 373م - 385م
إغلاق

قائمة عصر ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة

  فترة موثقة بنقش مؤرخ.
مزيد من المعلومات الترتيب, الملك ...
أسماء وفترات حكم حكام سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت والبدو في المرتفعات والسواحل
الترتيب الملك ملاحظة التاريخ
1 أبو كرب أسعد
  • بعد وفاة الملك حسان ملكي كرب حوالي العام 385م، انفرد الشقيقان أبو كرب أسعد وذرأ أمر أيمن بالعرش. ولدينا نقشان مؤرخة لكل منهما في أوائل عهدهما المنفرد من سنة 497 و498 في التقويم الحميري المقابل لسنة 387م و388م.[253][254]
  • توفى الملك "ذرأ أمر أيمن" قبل أن يدرك توسع دولة سبأ في عهد شقيقه وشريكه في الحكم أبو كرب أسعد، الذي بلغ بدولته نجد والحجاز وما والاها من بلاد في الثلث الأول من القرن الخامس الميلاد. وفي حوالي العام 430 م، قام أبو كرب أسعد بتعديل لقبه بإضافة الطود وتهامة.[معلومة 79] وهو مؤسس وأول ملوك هذا عصر.[255] آخر نقش مؤكد عُثِر عليه لأبو كرب أسعد في شهر ذي خريف سنة 543 في التقويم الحميري الموافق شهر أغسطس سنة 433 بعد الميلاد.[256]
385م -440م
2 حسان يهأمن
  • اشترك حسان في ما كان بين أبيه أبو كرب أسعد، وجيوش معد في نجد من حروب.[257] وهو ثاني ملوك عصر ملوك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت وأعرابهم في الطود وتهامة، وأحد أشهر ملوك حمير في التراث العربي. حتى الآن لا يوجد أدلة أركيولوجية عن فترة هذا الملك، ويقترح كريستيان روبن أنه حكم ما بين عامي (440م - 450م).[258]
440م -450م
3 شرحبيل يعفر
  • نجح شرحبيل يعفر في الإنفراد بالحكم حوالي العام 450م،[معلومة 80] ولدينا من عهد هذا الحاكم خمسة نقوش مؤرخة، أقدمها مؤرخ في سنة 563 حـ بتقويم حمير الموافق سنة 453م،[259][معلومة 81] والنقش الثاني مؤرخ سنة 565 حـ الموافق سنة 455م،[260] والنقش الثالث مؤرخ بسنة 566 حـ الموافق سنة 456م،[261] والنقش الرابع مؤرخ في سنة 572 حـ الموافق سنة 462م،[262] وآخر نقش مؤرخ له كان في سنة 575 حـ في التقويم الحميري الموافق العام 465م.[263]
  • ترك لنا شرحبيل يعفر عدد من النصوص المهمة، أهمها تلك الوثائق التي تتعلق بتصدع سد مأرب الشهير للمرة الرابعة في أيامه وإعادة بنائه، فقصَّ علينا الحادث الذي وقع في شهر ذو داون سنة 564 المقابل شهر يناير سنة 454م، وتحدث عن مقدار ما أنفقه على العمال لإعادة البناء، واستمرت مراحل الترميم عدة أشهر، حتى انتهت في شهر ذو داون سنة 565 الموافق شهر يناير سنة 455م.[260]
450م - نحو 468م
4 شرحبيل يكف
  • لا يعرف على وجه التحديد العوامل التي أدت إلى ظهور الملك (شرحبيل يكف) ملكاً لمملكة سبأ، وفي فترة ما فيما بين عامي (466 م -469م)، صعد إلى العرش.[264] وهو مؤسس أسرة ملكية جديدة حكمت خلال الثلث الأخير من القرن الخامس الميلادي.[265]
  • أقدم نقش مؤرخ تم العثور عليه للملك شرحبيل يكف وضع في ذو الثابة سنة 580 حـ في التقويم الحميري الموافق أبريل 470م.[266] لم يلبث شرحبيل يكف أن أشرك ثلاثة من بنوه معه في اللقب الملكي (أبي شمر نواف، ولحيعة ينوف، ومعد كرب ينعم)، ولهم معاً نقش مؤرخ بسنة 582 حـ في التقويم الحميري الموافق 472م.[267][268] وفي سنة 584 حـ بالتقويم الحميري الموافق 474م، قام شرحبيل يكف ومعه ابنيه نواف ولحيعة بحملة كبرى إلى شمال الجزيرة العربية لتأديب القبائل المتمردة، وإيقاف تعديات ونفوذ ملوك تنوخ - المناذرة - على تلك القبائل.
468م - 485م
5 لحيعة ينوف الأول
  • لحيعة ينوف معروف جيداُ في فترة الحكم المشتركة مع والده. في البداية ذكر مع والده شرحبيل يكف وإخوته "أبو شمر نواف" و"معد كرب ينعم"،[267][269] ثم يختفى شقيقه أبو شمر نوف من اللقب الملكي، ويبقى اسم "لحيعة" مع والده شرحبيل يكف وشقيقه "معد كرب ينعم"، ومن الملاحظ أن اسم "لحيعة" كان مقدماً في اللقب الملكي بعد والده، وبذلك يكون هو الوريث الشرعي.[268][270][معلومة 82]
  • يمكننا افتراض أن "لحيعة ينوف" وصل إلى الحكم في فترة ما من ثمانينات القرن الخامس الميلادي. وآخر نقوش "لحيعة" مؤرخ بسنة 612 في التقويم الحميري الموافق 502م، وذكر معه أبنائه وأحفاده (شرحبيل يكف، مرثد ألن ينعم، وأبو شمر نوف، ولحيعة ينوف)، ولكن دون نعت ملك.[271][معلومة 83] النقش الأخير يوحي بأن لحيعة ينوف من أسرة هصبح (في التراث العربي: أصبح)، وبذلك يكون والده شرحبيل يكف من هذه الأسرة.[معلومة 84]
485م - 502م
6 مرثد ألن ينعم
  • ربما هو المشهور في كتب التراث العربي باسم "مرثد الخير" (ينعم: الخير). حتى الآن لم يتم العثور على أي دليل أثري يدعم فترة حكمه، وليس لدينا للملك مرثد ألن ينعم سوى نقش واحد مؤكد، وآخر مرجح.[272][معلومة 85]
502م - 504م
7 مرثد ألن ينوف
  • لا يعرف على وجه التحديد العوامل التي أدت إلى وصول (مرثد ألن ينوف) إلى العرش، ويرى كثير من العلماء أنه أتى بتنصيب من أكسوم. ولا يُعلم على وجه الدقة متى بدأ حكمه، وأقدم نقش له – مؤرخ بشهر ذو المذراء سنة 614 حـ بالتقويم الحميري الموافق يوليو 504م.[273] وآخر نقش مؤرخ يذكر هذا الملك مؤرخ بسنة 619 حـ في التقويم الحميري الموافق سنة 509م.[274]
504م -515م
8 معد كرب يعفر
  • حتى الآن لم يُعثَر على أي دليل أثري للملك معد كرب يعفر في اليمن الحديث، يدعم أصوله أو فترة حكمه؛ سوى نقشان في وسط الجزيرة العربية مؤرخة في منتصف سنة 521م.[275] وفي عهده قام المنذر - ملك الحيرة - بإرسال حملات عسكرية سنة 521م ضد القبائل العربية المواليه لسبأ في وسط الجزيرة العربية. إلا أن هذه القبائل (على ما يبدو كندة ومذحج) قد طلبت المساعدة من الملك معدي كرب، فقدم إليهم في حملة عسكرية.[276] ولا يُستبعد أن الملك معد كرب أصيب في تلك المعارك أو في طريق عودته، وتوفى في ذلك العام.[277][278]
515م - 521م
إغلاق

السيطرة الأكسومية

  فترة موثقة بنقش مؤرخ.
مزيد من المعلومات الترتيب, الملك ...
الترتيب الملك ملاحظة التاريخ
1 يوسف أسار يثأر
  • آخر ملوك سبأ الشرعيين، وصل إلى الحكم حوالي العام 522م. ولم يُعثر حتى الآن على أي دليل أثري للملك يوسف في اليمن الحديث، يدعم أصوله أو إنجازاته، سوى ثلاثة نقوش في آبار حمى وجبل الكوكب بمنطقة نجران جميعها مؤرخة في شهر ذو القيظ وذو المذراء سنة 633 حـ بالتقويم الحميري الموافق يونيو ويوليو 523م.[279][280] وقد أشير فيها إلى حروب وقعت بين الأحباش وبين الملك "يوسف أسار يثأر"، ولم يلقب "يوسف" باللقب الطويل المألوف بل نعت بـ "ملك القبائل".[281]
  • بعد سبع سنوات من الحرب مع الأحباش، قتل يوسف أسار في أحد الوقائع. وقد وصلنا نصان يشيران إلى مقتله، أحدهما من حصن غراب، والآخر من مدينة مأرب. نص حصن غراب الأكثر أهمية، مؤرخ في شهر ذو الحلة 640 حـ في التقويم الحميري الموافق فبراير 530م، والذي يشير إلى مقتل ملك حمير، ربما كتب هذا النقش بعد مقتل الملك يوسف ببضع أسابيع أو أيام.[282] النقش الآخر من مأرب، مكتوب بالجعزية أفاد فيه الملك الإكسومي كالب أصبحة أنه "قتل ملك حمير وأحرق قصر سبأ".[283]
522م - 530م
2 سميفع أشوع
  • شارك سميفع أشوع مع الملك ذو نواس من سنة 523م إلى سنة 530م في حروبه ضد الأحباش والقبائل الثائرة.[280][284] ويشير نقش حصن غراب المؤرخ في شهر ذو الحلة سنة 640 حـ في التقويم الحميري الموافق فبراير 530م أن الأحباش فتحوا أرض حمير، وقتلوا ملك حمير - ذي نواس - وأقياله الحميريين والأرحبيين. ويرى العالم هوغو وينكلر مستندًا إلى هذ النقش أن ذا نواس كان هو البادئ بالحرب، وأن سميفع أشوع وأولاده أصحاب النص كانوا في معية الملك ذي نواس في حملته على الحبشة، غير أنه لم يكتب له التوفيق، وأصيب بهزيمة إذ سقط فهزم جمعه. وعندئذ غزا الحبش جنوب الجزيرة العربية واستولوا عليها. فأسرع السميفع أشوع وبنوه في الذهاب إلى "حصن غراب" للتحصن فيه ولتقوية وسائل دفاعه، ولم تكن قلوب هؤلاء مع ذي نواس، وإنما أكرهوا على الذهاب معه. وبقوا في حصنهم هذا إلى أن دخل الحبش أرض اليمن، فتفاهم السميفع معهم، وفاوضهم.[282]
  • لدينا للملك "سميفع أشوع" نقش ملكي واحد، جاء في مطلعه جملة: "بروح القدس سميفع أشوع ملك سبأ، وفي آخره عبارة: "بسم الرحمن وابنه كرايست"، ومعناها "بسم الرحمن وابنه المسيح".[285] وفي هاتين الجملتين دلالة صريحة على أن سميفع أشوع كان ملكًا على سبأ وأنه كان على دين النصارى. ويؤيد كون "السميفع أشوع" نصرانيًا، ما ذكره المؤرخ بروكوبيوس القيسراني من أن الحبشة بعد مقتل ملك حمير - ويقصد ذو نواس - عينت رجلًا نصرانيًّا من حمير اسمه سميفع أشوع ملكًا على حمير.[286]
530م - 535م
3 أبرهة
  • بعد نجاح الحملة الحبشية على حمير، ومقتل الملك الشرعي يوسف الحميري في فبراير 530م، وبعد مفاوضات بين قادات ذا نواس وملك أكسوم آل أصبحة، أقر الملك الأكسومي رجل من حمير يدعى سميفع أشوع ليكون ملكًا على سبأ ونائباً لملك أكسوم على أن يتنصر ويدفع إلى الأحباش جزية سنوية. ونحو سنة 535 بدعم من الجيش الحبشي، أطاح أبرهة أحد القادة الأحباش العسكريين، بالملك سميفع أشوع.[287] ويشير المؤرخ (بروكوبيوس القيسراني) إلى أن النجاشي آل أصبحة سير إلى أبرهة حملتين، لكن لم تتمكن من الوقوف أمام أتباع أبرهة، فانهزمت. فلما مات، صالح أبرهة خليفته على دفع جزية سنوية، على أن يعترف به نائبًا عن الملك على مملكة سبأ، فعين نائبًا عنه.[287]
  • في نهاية عام 546م - بداية عام 547م، ثار حاكم قبيلة كندة يزيد بن كبشة على أبرهة، وانضم إلى ابن كبشة أمراء سبأ وفي جملتهم القيل (معديكرب بن سميفع)، وقاتلوا جيوش أبرهة، واستسلم ابن كبشة في يونيو سنة 547م، واستمر أقيال سبأ يقاتلون أبرهة. بحلول يوليو 547م، اجتاحت الانتفاضة معظم أراضي جنوب الجزيرة العربية تأييداً لسبأ ضد أبرهة. أدى انهيار سد مأرب، الذي هدد وجود واحة مأرب، التي كانت أكبر مركز زراعي في جنوب الجزيرة العربية، إلى إجبار أبرهة على تقديم تنازلات والتصالح مع المتمردين. في أكتوبر 547م - مارس 548م، بناءً على أوامر أبرهة، تم إصلاح هذا السد. وأثناء ترميم السد، وصلت سفارات من أكسوم وبيزنطة وساسان، وكذلك من الحكام العرب - المنذر الثالث ملك الحيرة، والحارث بن جبلة وشقيقة أبو كرب بن جبلة ملوك غسان، مما يشهد على المكانة الدولية العالية لأبرهة.[288] وآخر نقش عُثِر عليه لأبرهة مؤرخ يشهر ذو المهلة سنة 668 حـ في التقويم الحميري الموافق نوفمبر 558م.[289]
535م - 570م
إغلاق

المراجع

Wikiwand - on

Seamless Wikipedia browsing. On steroids.