Loading AI tools
عالم موسوعي وطبيب عربي مسلم من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أَبُو اَلْحَسَنْ عَلَاءْ اَلدِّينْ عَلِي بْنْ أَبِي اَلْحَزْمِ اَلْخَالِدِي اَلْمَخْزُومِيَّ[1] اَلْقُرَشِيِّ اَلدِّمَشْقِيِّ المعروف بِابْنِ اَلنَّفِيس ويعرف أحيانًا بالقَرَشي بفتح القاف والراء نسبة إلى قبيلة قريش العربية[2][3] (607هـ/1210م، دمشق - 687هـ/1288 م)[4][5] هو عالم موسوعي وطبيب مسلم، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعتبر مكتشف الدورة الدموية الصغرى،[6] وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. عين رئيسًا لأطباء مصر.[7][8] ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجيّي العصور الوسطى.[9] ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى.[10]
ابن النفيس | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1210 دمشق |
الوفاة | 17 ديسمبر 1288 (77–78 سنة) القاهرة |
مكان الدفن | الرحمانية |
مواطنة | الدولة الأيوبية الدولة المملوكية |
اللقب | ابن النفيس |
الديانة | الإسلام |
الحياة العملية | |
العصر | العصر الذهبي للإسلام |
المنطقة | بلاد الشام، مصر |
المهنة | فيلسوف، وكاتب، وطبيب، وفقيه |
اللغات | العربية، والإنجليزية |
مجال العمل | طب |
أعمال بارزة | الشامل في الصناعة الطبية، وتعقيب على علم التشريح في قانون ابن سينا، والموجز في الطب، والرسالة الكاملية في السيرة النبوية |
مؤلف:ابن النفيس - ويكي مصدر | |
تعديل مصدري - تعديل |
هو أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي،[1] وقيل التركماني،[11] القرشي الدمشقي المعروف بابن النفيس،[1] ولد في مدينة دمشق بسوريا سنة 607هـ/ 1210م، وكان يحكم دمشق آنذاك السلطان العادل سيف الدين الأيوبي أخو صلاح الدين الأيوبي.[4][5]
نشأ وتعلم بدمشق في مجالس علمائها ومدارسها.[12] قيل إن لقبه القَرشي نسبة إلى القرش، حيث ذكر ابن أبي أصيبعة أنها قرية قرب مدينة دمشق،[13] وتذكر دائرة المعارف الإسلامية أنه ولد على مشارف غوطة دمشق، وأصله من بلدة قُريشية قرب دمشق.[14] والراجح أنه من قبيلة قريش من بني مخزوم من الخوالد،[1] وورد لقبه في أول طبعة لكتابه «الموجز»: القرشي (بفتح القاف والراء). تعلم في البيمارستان النوري بدمشق، كما كان ابن النفيس معاصرًا لمؤرخ الطب الشهير ابن أبي أصيبعة، صاحب (عيون الأنباء في طبقات الأطباء)، ودرس معه الطب على ابن الدخوار.[15]
وقد درس ابن النفيس أيضًا الفقه الشافعي، كما كتب العديد من الأعمال في الفلسفة، وكان مهتمًّا بالتفسير العقلاني للوحي. وخلافًا لبعض معاصريه والسلف، اعتمد ابن النفيس على العقل في تفسير نصوص القرآن والحديث.[16] كما درس اللغة والمنطق والأدب.
هناك اختلاف حول تاريخ انتقاله إلى القاهرة، إلا أنه يمكن تقدير ذلك في الفترة بين عامي 633 هـ (1236م) و636 هـ (1239م)[17] وعند انتقال ابن النفيس للقاهرة عمل في المستشفى الناصري،[18] وبعد ذلك في مستشفى المنصوري الذي أنشأه السلطان قلاوون، حيث أصبح «رئيسًا للأطباء».[19] كما أصبح طبيبًا خاصًا للسلطان الظاهر بيبرس بين عامي 1260 و1277.[19]
كان لابن النفيس مجلس في داره يحضره أمراء القاهرة ووجهاؤها وأطباؤها، كما كان ابن النفيس أعزب فأغدق على بناء داره في القاهرة، وفرش أرضها بالرخام حتى إيوانها. أما عن وصفه، فقد كان نحيفًا طويل القامة أسيل الخدين، ولم تقتصر شهرته على الطب فقط، بل كان يعد من كبار علماء عصره في اللغة والفلسفة والفقه والحديث.
في عام 1242م، نشر ابن النفيس أكثر أعماله شهرة، وهو كتاب «شرح تشريح قانون ابن سينا»، الذي تضمن العديد من الاكتشافات التشريحية الجديدة، وأهمها نظريته حول الدورة الدموية الصغرى وحول الشريان التاجي، وقد اعتبر هذا الكتاب أحد أفضل الكتب العلمية التي شرحت بالتفصيل مواضيع علم التشريح وعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء، كما صوّب فيه العديد من نظريات ابن سينا.[20][21][22] بعد ذلك بوقت قصير، بدأ العمل على كتابه الشامل في الصناعة الطبية، الذي نشر منه 43 مجلد في عام 1244، وعلى مدى العقود التالية، كتب 300 مجلد لكنه لم يستطع نشر سوى 80 مجلدًا قبل وفاته،[23] وبعد وفاته حلّ كتابه هذا محل «قانون» ابن سينا موسوعة طبية شاملة في العصور الوسطى، مما جعل المؤرخين يصفونه بأنه «ابن سينا الثاني».[24]
كان ابن النفيس قبل ذلك قد كتب كتابه «شرح الأدوية المركبة»، تعقيبًا على الجزء الأخير من قانون ابن سينا الخاص بالأدوية، وقد ترجمه «أندريا ألباجو» إلى اللاتينية في عام 1520، ونشرت منه نسخة مطبوعة في البندقية في عام 1547،[25][26] والتي استفاد منها ويليام هارفي في شرحه للدورة الدموية الكبرى.[27]
اتصفت آراء ابن النفيس في الطب بالجرأة، فقد فنّد العديد من نظريات ابن سينا وجالينوس وصوّبها.[28]
وقام الباحث الدكتور يوسف زيدان أخيرًا بإعادة تجميع وتحقيق جزء كبير من موسوعة ابن النفيس الشامل في الصناعة الطبية على مدى عشر سنوات، ومن مختلف مكتبات العالم، من بغداد ودمشق، وحتى أوكسفورد وستانفورد وغيرها، ليتم بعد ذلك نشرها بالتدريج منذ عام 2000م.[29]
يعتبر اكتشافه للدورة الدموية الصغرى أحد أهم إنجازاته، حيث قال:
” | إن الدم ينقى في الرئتين من أجل استمرار الحياة وإكساب الجسم القدرة على العمل، حيث يخرج الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، حيث يمتزج بالهواء، ثم إلى البطين الأيسر.[30] | “ |
كان الرأي السائد في ذلك الوقت، أن الدم يتولد في الكبد ومنه ينتقل إلى البطين الأيمن بالقلب، ثم يسري بعد ذلك في العروق إلى مختلف أعضاء الجسم.[31]
ظل اكتشاف ابن النفيس للدورة الدموية الصغرى (الرئوية) مجهولًا للمعاصرين حتى عثر محيي الدين التطاوي عام 1924، أثناء دراسته لتاريخ الطب العربي على مخطوط في مكتبة برلين رقمه 62243 بعنوان «شرح تشريح القانون»، فعني بدراسته وأعد حوله رسالة للدكتوراه من جامعة فرايبورغ بألمانيا موضوعها «الدورة الدموية عند القرشي».[32] ولجهل أساتذته بالعربية، أرسلوا نسخة من الرسالة للمستشرق الألماني مايرهوف (المقيم بالقاهرة وقتها)، فأيد مايرهوف التطاوي.[33] وأبلغ الخبر إلى المؤرخ جورج سارتون الذي نشره في آخر جزء من كتابه «مقدمة إلى تاريخ العلوم».[34]
لقد أحصى يوسف زيدان مؤلفاته فكانت (37) مؤلفًا منها (16) مؤلفًا مفقودًا.[35]
لابن النفيس العديد من المؤلفات في الطب، أهمها:
إضافة إلى العديد من المؤلفات الطبية الأخرى مثل:
كما أن له مؤلفات في اللغة والدين والفلسفة والمنطق مثل:
بقيَ ابنُ النفيس حتى وفاته في القاهرة،[41] وعندما بلغ الثمانين من العمر مرض ستة أيام مرضًا شديدًا وحاول الأطباء أن يعالجوه بالخمر وهو يقاسي عذاب المرض قائلًا: «لا ألقى الله وفي جوفي شيءٌ من الخمر.» ولم يطل به المرض فقد توفيَ في فجر يوم الجمعة الموافق (21 ذي القعدة 687 هـ / 17 ديسمبر 1288م)،[42] وقد أوقف داره وكتبه وكل ما له على المستشفى المنصوري في القاهرة قائلًا: «إن شموع العلم يجب أن تضيء بعد وفاتي».[19][43][44] ويوجد مسجد في مدينة الرحمانية بمحافظة البحيرة ينسب إليه، به ضريحه.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.