تستوستيرون
الهرمون التناسلي والأندروجين الأساسي عند الذكور من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
التستوستيرون هو الهرمون التناسلي والأندروجين الأساسي عند الذكور.[2] يلعب التستوستيرون في البشر دورًا رئيسًا في نمو الأنسجة التناسلية الذكرية مثل الخصيتين والبروستات، إضافةً إلى تعزيز الخصائص الجنسية الثانوية مثل زيادة الكتلة العضلية والعظمية ونمو شعر الجسم. كما يرتبط بزيادة العدوانية والرغبة الجنسية والهيمنة وإظهار المغازلة ومجموعةٍ واسعةٍ من الخصائص السلوكية.[3] يشارك التستوستيرون أيضًا في صحة ورفاهية كلا الجنسين، وذلك لتأثيره الكبير على الحالة المزاجية العامة والإدراك والسلوك الاجتماعي والجنسي والأيض وإنتاج الطاقة والجهاز القلبي الوعائي والوقاية من هشاشة العظام.[4][5] قد يؤدي انخفاض مستوى التستوستيرون عند الرجال إلى اضطراباتٍ تشمل الضعف وتراكم الأنسجة الدهنية داخل الجسم والقلق والاكتئاب ومشاكل الأداء الجنسي وفقدان الكتلة العظميَّة. كما قد يرتبط فرط مستوى التستوستيرون لدى الرجال بفرط الأندروجين، وارتفاع خطر الإصابة بقصور القلب، وزيادة معدل الوفيات لدى الرجال المصابين بسرطان البروستات،[6] والصلع الوراثي عند الذكور.
تستوستيرون | |
---|---|
الاسم النظامي (IUPAC) | |
17β-Hydroxyandrost-4-en-3-one | |
تسمية الاتحاد الدولي للكيمياء | |
(1S,3aS,3bR,9aR,9bS,11aS)-1-Hydroxy-9a,11a-dimethyl-1,2,3,3a,3b,4,5,8,9,9a,9b,10,11,11a-tetradecahydro-7H-cyclopenta[a]phenanthren-7-one | |
أسماء أخرى | |
Androst-4-en-17β-ol-3-one | |
المعرفات | |
رقم التسجيل (CAS) | 58-22-0 |
بب كيم (PubChem) | 6013 |
| |
| |
الخواص | |
صيغة كيميائية | C19H28O2 |
كتلة مولية | 288.42 غ.مول−1 |
نقطة الانصهار | 151.0 °س، 424 °ك، 304 °ف |
علم الأدوية | |
كود ATC | G03 |
التوافر الحيوي | فمويًا: منخفض جدًا (بسبب فرط تأثير المرور الأولي) |
طريقة الإعطاء | عبر الأدمة (هلام، كريم، محلول، لصاقة)، إعطاء فموي (على شكل أونديكانوات التستوستيرون [الإنجليزية])، إعطاء شدقي، إعطاء أنفي (هلام)، حقن عضلي (على شكل إسترات التستوستيرون [الإنجليزية])، حبيبات تحت الجلد [الإنجليزية] |
الاستقلاب | الكبد (أساسًا أكسدة واختزال واقتران حيوي) |
عمر النصف الحيوي | 30–45 دقيقة |
ربط بروتيني | 97.0–99.5% (إلى جلوبيولين وألبومين)[1] |
الإخراج | البول (90%) والبراز (6%) |
في حال عدم ورود غير ذلك فإن البيانات الواردة أعلاه معطاة بالحالة القياسية (عند 25 °س و 100 كيلوباسكال) | |
تعديل مصدري - تعديل |
يعد التستوستيرون هرمونًا ستيرويديًا من فئة الأندروستانات، ويحتوي على كيتون ومجموعة هيدروكسيل في الموضعين الثالث والسابع عشر على التوالي. يصطنع حيويًا في عدة خطواتٍ من الكوليسترول ويتحول في الكبد إلى مستقلباتٍ خاملة.[7] يحدث تأثيره عبر الارتباط بمستقبل الأندروجين وتنشيطه.[7] يفرزُ التستوستيرون أساسًا، في البشر ومعظم الفقاريات الأخرى، بواسطة الخصيتين في الذكور، وفي مبايض الإناث بدرجةٍ أقل. يكون معدل مستويات التستوستيرون في الذكور البالغين حوالي سبع إلى ثماني مرات أكبر من تلك الموجودة في الإناث البالغات.[8] نظرًا لأن عملية أيض التستوستيرون لدى الذكور أكثر حدةً، فإنَّ الإنتاج اليومي يكون أكبر بحوالي 20 مرة لدى الرجال.[9][10] كما أن الإناث أكثر حساسية للهرمون.[11]
علاوةً على دوره هرمونًا طبيعيًا، فإنَّ التستوستيرون يستخدم دواءً لعلاج قصور الغدد التناسلية وسرطان الثدي.[12] كما يستخدم أحيانًا لدى الرجال الكبار بالسن لمقاومة انخفاض مستويات التستوستيرون والتي تحدث مع التقدم في السن. كما يستخدم بشكلٍ غير قانوني لتحسين اللياقة البدنية والأداء، مثلًا لدى الرياضيين.[13] تدرجه الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات على أنه مادة ابتنائيَّة من الفئة S1 «محظورة في جميع الأوقات».[14]
التسمية
الملخص
السياق
أُطلقت تسمية «Testosterone» على هذا الهرمون للمرة الأولى عام 1935 في ورقةٍ بحثيةٍ لمجموعةٍ هولنديَّة عنوانها «On Crystalline Male Hormone from Testicles (Testosterone)» وتعني «حول هرمون الذكورة البلوري من الخصيتين (التستوستيرون)»،[15] واشتق الاسم من عدة كلماتٍ «Testo-ster-one»، وهي بادئة «Testo-» من «testicle» أي خصية، وفي الوسط «-ster-» من «sterol» أي ستيرول، ولاحقة «-one» من «ketone» أي كيتون.[16][17]
تُجمع المؤلفات الطبية العربيَّة على تعريب مصطلح «Testosterone» إلى «تستوستيرون»،[ar 1] وبدرجةٍ أقل «تَسْتُوسْتَرُون»،[ar 2] ونادرًا ما يكتب على شكل «تَسْتُسْترون».[ar 3] يشير «القاموس الطبي العربي» بأنَّ هذا المصطلح يأتي من اللغة اللاتينية، ويتكون من بادئة «تست-» (Test-) وتعني الخصية ولاحقة «-ستيرون» (-sterone) وهي اسمٌ لمادة كيميائية في المركب. كما يعرفه بأنه «أحد هرمونات الذكورة، تفرزه الخصيتان، وهو الذي يعطي الذكر الصفات الذكرية كالبروستاتا، والخواص الثانوية كاللحية والصوت ويساعد في نمو العضلات والعظام، ويحافظ عليها. ويمكن تركيبه صناعيًا».[ar 4]
حسب «معجم الكيمياء والصيدلة» الصادر عام 1994 عن مجمع اللغة العربية بالقاهرة فإنَّ «التستوستيرون» هو «هرمون استرويدي بلوري أبيض أو أبيض مصفر، عديم الرائحة، ثابت في الهواء. ينصهر عند 153-157 درجة مئوية، عديم الذوبان في الماء، يذوب في الكحول المطلق وفي الكلوروفورم وفي الزيوت النباتية. حضِّر لأول مرة عام 1935 من خصى الحيوان، يحضر الآن تجاريًا بتخليقه من الكوليستيرول، يستعمل في تحسن القدرة الجنسية للذكور وفي البناء الأيضي. صيغته الكيميائية: (ك19يد28أ2) (C19H28O2)».[ar 5]
يطلق محمد بن عبد الجليل بلقزيز (ولد في مراكش عام 1929)، وهو عالم لسانياتٍ المغرب مختصٌ في التأثيل اللغوي، في كتابه «مصطلحات التشريح في المراجع العربية الأصيلة بطريقة التأثيل» على «التستوستيرون» تسمية «خصيصاص»، فيذكر بأنه «إفراز داخلي مصدره غدة في جوف الخصية تدعى غدة خصاصية، وهي مصدر إفراز الهرمون الذي أدعوه خصيصاص (testostérone)».[ar 6]
التأثيرات الحيوية
الملخص
السياق
التأثيرات على النمو الوظائفي
تعمل الأندروجينات عمومًا، مثل التستوستيرون، على تعزيز الاصطناع الحيوي للبروتين وبالتالي نمو الأنسجة ذات مستقبلات الأندروجين.[18] يمكن وصف التستوستيرون بأنَّ له تأثيرات ابتنائيَّة وأندروجينية (ذكورية)، وذلك على الرغم من أنَّ هذه الأوصاف التصنيفية كيفية نسبيًا، لوجود قدر كبير من التداخل المتبادل بينهما.[19] كما أنَّ الفاعلية النسبية لهذه التأثيرات قد تعتمد على عوامل مختلفة وهي موضوع بحثٍ مستمر.[20][21] قد يُحدث التستوستيرون تأثيراتٍ مباشرةٍ على الأنسجة المستهدفة أو يُستقلب بواسطة مختزلة الألفا-5 إلى ثنائي هيدرو التستوستيرون أو يُؤرمت إلى إستراديول،[20] وعلى الرغم أنَّ كلٍ من التستوستيرون وثنائي هيدرو تستوستيرون يرتبطان مع مستقبلٍ الأندروجين، إلا أنَّ ثنائي هيدرو التستوستيرون يمتلك ألفةً رابطةً أقوى من التستوستيرون، لذلك قد تحدث مستويات قليلة منه تأثيرًا أندروجيني أكثر في أنسجةٍ معينة.[20]
تتضمن التأثيرات الابتنائيَّة، نمو كتلة العضلات وقوتها، وزيادة كثافة العظام وقوتها، وتحفيز النمو الخطي ونضج العظام. أما التأثيرات الأندروجينية (الذكورية) فتتضمن نضج الأعضاء الجنسيَّة، خاصةً القضيب، وتكوين الصفن في الجنين، وبعد الولادة (عادةً عند البلوغ) خشونة الصوت ونمو شعر الوجه (مثل اللحية) وشعر الإبط، حيث تندرج العديد من هذه التأثيرات الأندروجينية ضمن فئة الخصائص الجنسية الثانوية للذكور.
يمكن أيضًا تصنيف تأثيرات التستوستيرون حسب العمر الذي تحدث فيها عادةً. تعتمد تأثيرات بعد الولادة في كلٍ من الذكور والإناث غالبًا على مستويات ومدة دوران التستوستيرون الحر.[22]
قبل الولادة
تنقسم التأثيرات قبل الولادة إلى فئتين، مصنفة وفقًا لمراحل النمو.
تحدث الفترة الأولى بين 4 إلى 6 أسابيع من الحمل، وتشمل الأمثلة ذكورة الأعضاء التناسلية مثل اندماج خط الوسط، والإحليل القضيبي [الإنجليزية]، وترقق الصفن وتغضُّنه، وتضخم القضيب [الإنجليزية]، وذلك على الرغم من أن دور هرمون التستوستيرون أقل بكثير من دور هرمون ثنائي هيدرو التستوستيرون. يحدث أيضًا نموٌ في غدة البروستات والحويصلات المنوية.[بحاجة لمصدر]
يرتبط مستوى الأندروجين بتكوين الجنس خلال الثلث الثاني من الحمل،[23] حيث يعمل هرمون التستوستيرون تحديدًا، جنبًا إلى جنب مع الهرمون ضد المولري (AMH)، على تعزيز نمو قناة وولف وتنكس قناة مولر على التوالي.[24] تؤثر هذه الفترة على تأنيث أو تذكير الجنين وقد تكون مؤشرًا أفضل للسلوكيات الأنثوية أو الذكورية مثل السلوكيات المرتبطة بالجنس مقارنة بمستويات البالغين أنفسهم. كما يبدو أن الأندروجينات قبل الولادة تؤثر على الاهتمامات والمشاركة في الأنشطة المرتبطة بالجنس ولها تأثيرات معتدلة على القدرات المكانية.[25] ارتبط اللعب الذكوري النموذجي في مرحلة الطفولة بانخفاض الرضا عن الجنس الأنثوي وانخفاض الاهتمام المغاير في مرحلة البلوغ بين النساء المصابات بفرط تنسج الكظرية الخلقي.[26]
سن الرضاعة
تعد تأثيرات الأندروجين في مرحلة الرضاعة الأقل فهمًا. ففي الأسابيع الأولى من حياة الرضع الذكور، ترتفع مستويات هرمون التستوستيرون، وتظل المستويات في نطاق البلوغ لبضعة أشهر، ولكنها عادةً ما تصل إلى مستويات الطفولة التي بالكاد يمكن اكتشافها بحلول عمر 4-7 أشهر.[27][28] إنَّ وظيفة هذا الارتفاع في البشر غير معروفة، وقد طرحت نظرية مفادها أن تذكير الدماغ يحدث لأنه لم تُحدد أي تغييرات كبيرة في أجزاء أخرى من الجسم.[29] يحدث تذكير الدماغ الذكري عبر تحويل هرمون التستوستيرون إلى إستراديول،[30] والذي يعبر الحاجز الدموي الدماغي ويدخل الدماغ الذكري، بينما تحتوي الأجنة الأنثوية على ألفا فيتو بروتين، والذي يرتبط بالإستروجين بحيث لا تتأثر أدمغة الإناث.[31]
قبل البلوغ
تظهر آثار ارتفاع مستويات الأندروجين لدى كل من الأولاد والبنات قبل البلوغ، وتشمل هذه الآثار رائحة الجسم التي تشبه رائحة البالغين، وزيادة دهنية الجلد والشعر، وحب الشباب، وظهور شعر العانة، وشعر الإبط، والنمو السريع، وتسارع نمو العظم، وظهور شعر الوجه.[32]
عند البلوغ
تبدأ التأثيرات البلوغيَّة في الظهور عندما تكون مستويات الأندروجين أعلى من المستويات الطبيعية لدى الإناث البالغات لعدة أشهر أو سنوات. أما في الذكور، فتكون هذه التأثيرات البلوغية متأخرة عادةً، وتحدث لدى النساء بعد فتراتٍ طويلة من ارتفاع مستويات هرمون التستوستيرون الحر في الدم. وتشمل التأثيرات:[32][33]
- نمو الأنسجة مولِّدة الحيوانات المنوية في الخصيتين، وزيادة الخصوبة عند الذكور، وتضخم القضيب أو البظر، وزيادة الرغبة الجنسية وتكرار الانتصاب أو تَحَفُّل (احتقان) البظر.
- نمو الفك والحاجب والذقن والأنف وإعادة تشكُل ملامح عظام الوجه، بالتزامن مع هرمون النمو البشري.[34]
- اكتمال نضوج العظم وانتهاء النمو، ويحدث هذا بشكلٍ غير مباشر عبر مستقلبات الإستراديول، ويكون تدريجيًا في الرجال أكثر من النساء.
- زيادة قوة العضلات وكتلتها، كما تصبح الكتفين أوسع ويتمدد القفص الصدري، وتزداد خشونة الصوت، وتنمو الحردقة (تفاحة آدم).
- تضخم الغدد الدهنية، مما قد يسبب حب الشباب، وانخفاض الدهون تحت الجلد في الوجه.
- يمتد شعر العانة إلى الفخذين وحتى السرة، وينمو شعر الوجه (سالف الشعر، اللحية، الشارب، كما يتساقط شعر فروة الرأس (الثعلبة الأندروجينية)، ويزداد شعر الصدر [الإنجليزية] والشعر حول الحلمة والشرج، إضافةً إلى شعر الساق [الإنجليزية] وشعر الإبط.
البالغ
يعد هرمون التستوستيرون ضروريًا لتطور الحيوانات المنوية بصورةٍ طبيعية، فهو ينشط الجينات في خلايا سيرتولي، والتي تعزز تمايز بزرة هذه الحيوانات. كما ينظم استجابة المحور الوطائي-النخامي-الكظري (HTA axis) عند الهيمنة.[35] تعمل الأندروجينات بما في ذلك التستوستيرون على تعزيز نمو العضلات، وينظم التستوستيرون أيضًا عدد مستقبلات الثرومبوكسان A2 على الخلايا كبيرة النواة والصفائح الدموية، وبالتالي تتكدس الصفائح الدموية لدى البشر.[36][37]
تظهر تأثيرات هرمون التستوستيرون لدى البالغين بشكل أكثر وضوحًا في الذكور مقارنةً بالإناث، ولكن يرجح أنها مهمة لكلا الجنسين. قد تتراجع بعض هذه التأثيرات مع انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون في العقود الأخيرة من حياة البالغين.[38]
يتأثر الدماغ أيضًا بهذا التمايز الجنسي،[23] حيث يحول إنزيم الأروماتاز هرمون التستوستيرون إلى إستراديول، ويكون الأخير مسؤولًا عن تذكير الدماغ لدى ذكور الفئران. أما في البشر، فيبدو أن تذكير دماغ الجنين، من خلال ملاحظة تفضيل الجنس لدى المرضى الذين يعانون من عيوبٍ خلقيَّة في تكوين الأندروجين أو وظيفة مستقبل الأندروجين، مرتبط بمستقبلات الأندروجين الوظيفية.[39]
هناك بعض الاختلافات بين دماغ الذكر والأنثى والتي قد تكون بسبب مستويات هرمون التستوستيرون المختلفة، أحدها هو الحجم، حيث يكون دماغ الإنسان الذكر، في المتوسط، أكبر حجمًا.[40]
التأثيرات الصحية
لم تثبت الدراسات أنَّ التستوستيرون يزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا. قد وجد أنَّ ارتفاع مستوى التستوستيرون إلى ما يتجاوز مستوى الإخصاء لدى الأشخاص الذين خضعوا لعلاج الحرمان من التستوستيرون يزيد من معدل انتشار سرطان البروستاتا الموجود سابقًا.[41][42][43]
ظهرت نتائج متضاربة فيما يتعلق بأهمية التستوستيرون في الحفاظ على صحة الجهاز القلبي الوعائي،[44][45] ولكن على الرغم من ذلك، فقد ثبت أنَّ الحفاظ على مستويات طبيعية من التستوستيرون لدى الرجال المسنين يحسن العديد من المعايير التي يُعتقد أنها تقلل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية الوعائيَّة، مثل زيادة كتلة الجسم الهزيل وانخفاض كتلة الدهون الحشوية وانخفاض الكولستيرول الإجمالي وتحسين ضبط نسبة السكر في الدم.[46]
يرتبط ارتفاع مستويات الأندروجين بعدم انتظام الدورة الشهرية في كلٍ النساء، سواءً ضمن المجموعات السريرية أو المعيارية.[47] كما قد تكون هناك تأثيراتٌ على النمو غير المعتاد للشعر وحب الشباب وزيادة الوزن والعقم، وتصل أحيانًا حتى تساقط شعر فروة الرأس. تُرى هذه التأثيرات كثيرًا عند النساء المصابات بمتلازمة المبيض المتعدد الكيسات (PCOS)، لذلك يمكن استخدام هرموناتٍ مثل حبوب منع الحمل للمساعدة في تقليل آثار زيادة مستوى التستوستيرون.[48]
يؤثر التستوستيرون على الوظائف الإدراكيَّة في البشر، وتشمل الانتباه والذاكرة والقدرة المكانية، كما تشير الأدلة الأولية أن انخفاض مستويات التستوستيرون قد تكون عامل خطرٍ للتدهور المعرفي وربما الخرف من نوع آلزهايمر،[49][50][51][52] وتعد حجةً رئيسةً في طب إطالة الحياة لاستخدام التستوستيرون في علاجات مكافحة الشيخوخة. ومع ذلك، تشير الكثير من الدراسات إلى وجود علاقةٍ منحنية أو حتى تربيعية بين القدرة المكانية والتستوستيرون الدائر،[53] حيث يكون لكلٍ من نقص وفرط إفراز الأندروجينات الدائرة تأثيراتٌ سلبية على الإدراك.
الجهاز المناعي والالتهاب
يرتبط نقص التستوستيرون بزيادة خطر الإصابة بالمتلازمة الأيضيَّة والأمراض القلبية الوعائية والوفاة، ويعد من عقابيل الالتهاب المزمن.[54] أيضًا يرتبط تركيز التستوستيرون في البلازما عكسيًا بالعديد من الواسمات الحيويَّة للالتهاب، وتشمل البروتين المتفاعل-C والإنترلوكين 1 بيتا والإنترلوكين 6 وعامل نخر الورم ألفا وتركيز الذِّيفان الدَّاخلي، إضافةً إلى تعداد خلايا الدم البيضاء.[54] كما أثبت تحليلٌ تالٍ أنَّ المعالجة بالاستبدال بالتستوستيرون يؤدي إلى انخفاضٍ كبيرٍ في الواسمات الالتهابية.[54] تحدث هذه التأثيرات عبر آلياتٍ مختلفة ذات عملٍ تآزري.[54] تؤدي المعالجة بالاستبدال، في الرجال الذين يعانون من نقص الأندروجين مع التهاب الدرقية الناجم عن المناعة الذاتية المصاحب، إلى انخفاضٍ في عيارات الضد ذاتي للدرقية مع زيادةٍ في قدرة الدرقية على الإفراز (SPINA-GT).[55]
الاستخدام الطبي
يستخدم التستوستيرون دواءًا لعلاج قصور الغدد التناسلية الذكريَّة واضطراب الهوية الجندرية وأنواعٍ محددةٍ من سرطان الثدي.[12][56] يُعرف هذا باسم العلاج البديل بالهرمونات (HRT) أو العلاج البديل بالتستوستيرون (TRT)، والذي يحافظ على مستوياتٍ التستوستيرون في مصل الدم ضمن النطاق الطبيعي. يؤدي انخفاض إنتاج التستوستيرون مع تقدم العمر إلى زيادة الاهتمام بالعلاج البديل بالأندروجين.[57] من غير الواضح ما إذا كان استخدام التستوستيرون للمستويات المنخفضة بسبب الشيخوخة مفيدًا أم ضارًا.[58]
يتواجد التستوستيرون في قائمة الأدوية الأساسية النموذجية لمنظمة الصحة العالمية، وهي الأدوية الأكثر أهمية المطلوبة في نظام صحي أساسي.[59] وهو متاحٌ بشكلٍ مكافئ.[12] يمكن إعطاؤه كريمًا أو لصاقة توضع على الجلد، أو عن طريق الحقن في العضلات، أو قرص يوضع في الخد، أو عن طريق الابتلاع.[12]
تُسبب أدوية التستوستيرون بعض الآثار الجانبية، ومن أكثرها شيوعًا حب الشباب والاستسقاء وتضخم الثدي عند الذكور.[12] كما قد تشمل بعض الآثار الجانبية الخطيرة مثل تسمم الكبد والأمراض القلبية الوعائيَّة (على الرغم من أن تجربة عشوائية لم تجد أي دليلٍ على حدوث آثار قلبية جانبية كبيرة مقارنةً بالدواء الوهمي عند الرجال الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون[60]) والتغيرات السلوكية.[12] قد تصاب النساء والأطفال المعرضون للدواء بالتذكير.[12] يوصى بعدم استخدام الأشخاص المصابين بسرطان البروستاتا للدواء.[12] قد يسبب الدواء ضررًا إذا استخدم أثناء الحمل أو الرضاعة الطبيعية.[12]
تدعم إرشادات عام 2020 الصادرة عن كلية الأطباء الأمريكية مناقشة العلاج بالتستوستيرون لدى الرجال البالغين الذين يعانون من انخفاض مستويات التستوستيرون المرتبط بالعمر والذين يعانون من عجز جنسي. كما يوصون بإجراء تقييم سنوي فيما يتعلق بالتحسن المحتمل، وإذا لم يحدث تحسن، فيجب التوقف عن تناول التستوستيرون، كما يجب على الأطباء التفكير في العلاجات العضلية، بدلًا من العلاجات عبر الجلد، وذلك نظرًا للتكاليف ولأنَّ فعالية وأضرار أي من الطريقتين متشابهة. قد لا يُنصح بالعلاج بالتستوستيرون لأسبابٍ أخرى غير التحسن المحتمل للعجز الجنسي.[61][62]
لم تلاحظ أي تأثيرات فورية قصيرة المدى على الحالة المزاجية أو السلوك من تناول جرعات فوق فيزيولوجية من التستوستيرون لمدة 10 أسابيع على 43 رجلاً سليمًا.[63]
الارتباطات السلوكية
الإثارة الجنسية
تتبع مستويات التستوستيرون نُظمًا يوماويًا يصل إلى ذروته في وقت مبكرٍ من كل يوم، بغض النظر عن النشاط الجنسي.[64]
قد توجد في النساء ارتباطات بين تجربة النشوة الجنسية الإيجابية ومستويات التستوستيرون. أظهرت الدراسات ارتباطات صغيرة أو غير متسقة بين مستويات التستوستيرون وتجربة النشوة الجنسية لدى الذكور، بالإضافة إلى الحزم الجنسي لدى كلا الجنسين.[65][66]
تؤدي الإثارة الجنسية لدى النساء إلى زياداتٍ صغيرة في تركيزات التستوستيرون.[67] تزداد مستويات الستيرويدات في البلازما بشكلٍ كبير بعد الاستمناء لدى الرجال وترتبط مستويات التستوستيرون بهذه المستويات.[68]
الدراسات الثديية
أشارت الدراسات التي أجريت على الجرذان إلى أنَّ درجة إثارتها الجنسية تتأثر بانخفاض مستويات التستوستيرون. فعندما أعطيت الجرذان المحرومة من التستوستيرون مستوياتٍ متوسطةٍ منه، عادت سلوكياتها الجنسيَّة (التزاوج وتفضيل الشريك وغيرها)، ولكن لم يحدث الأمر ذاته عند إعطائها كمياتٍ منخفضةٍ منه. لذلك، قد توفر هذه الثدييات نموذجًا لدراسة البشر الذين يعانون من عجزٍ في الإثارة الجنسية مثل اضطراب الرغبة الجنسية قاصر النشاط.[69]
أظهرت كل أنواع الثدييات التي فُحصت زيادةً ملحوظة في مستوى التستوستيرون لدى الذكور عند مواجهة أنثى جديدة. ترتبط الزيادة الانعكاسيَّة في التستوستيرون لدى ذكور الجرذان بمستوى الإثارة الجنسية الأولي لدى الذكور.[70]
في الرئيسيات غير البشريَّة، قد يكون التستوستيرون في سن البلوغ محفزًا للإثارة الجنسية، مما يسمح لها بالبحث المتزايد عن تجارب جنسية مع الإناث وبالتالي يخلق تفضيلًا جنسيًا للإناث.[71] أشارت بعض الأبحاث أيضًا أنه أزيل التستوستيرون من نظام الرئيسيات أو الإنسان الذكر البالغ، فإنَّ دوافعه الجنسية تقل، ولكن لا يوجد انخفاض مماثل في القدرة على الانخراط في النشاط الجنسي (مثل القذف).[71]
وفقًا لنظرية تنافس المني، فقد ثبت أنَّ مستويات التستوستيرون تزداد استجابةً لمحفزاتٍ محايدة سابقًا عند تكييفها لتصبح جنسية في ذكور الجرذان.[72] يؤدي هذا إلى انعكاساتٍ قضيبية (مثل الانتصاب والقذف) التي تساعد في تنافس المني عندما يكون أكثر من ذكر موجودًا في لقاءات التزاوج، مما يسمح بإنتاج المزيد من الحيوانات المنوية الناجحة وفرصةً أعلى للتكاثر.
الذكور
يرتبط ارتفاع مستويات التستوستيرون عند الرجال بفترات النشاط الجنسي.[73][74]
يرتفع متوسط التستوستيرون لدى الرجال الذين يشاهدون فيلمًا جنسيًا صريحًا بنسبة 35%، ويبلغ ذروته بعد 60-90 دقيقة من نهاية الفيلم، ولكن لا توجد زيادة لدى الرجال الذين يشاهدون أفلامًا محايدة جنسيًا.[75] كما أفاد الرجال الذين يشاهدون أفلامًا جنسيًا صريحة بزيادة الدافع والقدرة التنافسية وانخفاض الإرهاق.[76] يوجد رابط بين الاسترخاء بعد الإثارة الجنسية ومستويات التستوستيرون.[77]
الإناث
قد تعمل الأندروجينات على تعديل وظيفة الأنسجة المهبليَّة وتساهم في الإثارة الجنسيَّة للأعضاء التناسلية الأنثوية.[78] يكون مستوى التستوستيرون لدى النساء أعلى عند قياسه قبل الجماع مقارنةً بقبل المغازلة، وكذلك بعد الجماع مقارنةً ببعد المغازلة.[79] يؤدي إعطاء التستوستيرون للنساء إلى تأخرٍ زمني في الإثارة التناسلية، كما أنَّ الزيادة المستمرة في الإثارة الجنسية المهبلية قد تؤدي إلى زيادة الأحاسيس التناسلية والسلوكيات الجنسية الشهوانية.[80]
إذا كان المستوى الأساسي للتستوستيرون عالٍ في الإناث، فإنَّ مستويات الإثارة الجنسية لديهن تكون أعلى، مع زيادةٍ قليلة في مستوى التستوستيرون، مما يُدلل على تأثير السقف على مستويات التستوستيرون لدى الإناث. كما تعمل الأفكار الجنسيَّة على تغيير مستوى التستوستيرون ولكن ليس مستوى الكورتيزول في جسم الأنثى، وقد تؤثر موانع الحمل الهرمونيَّة على التباين في استجابة هرمون التستوستيرون للأفكار الجنسية.[81]
قد يثبت أنَّ هرمون التستوستيرون علاج فعالٌ لاضطرابات الإثارة الجنسية لدى النساء،[82] وهو متاح على شكل رقعةٍ جلديةٍ [الإنجليزية]. لا يوجد مستحضرٌ أندروجيني معتمدٌ من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكيَّة لعلاج نقص الأندروجين، ومع ذلك، فإنه يُستخدم دون تصريحٍ لعلاج انخفاض الرغبة الجنسيَّة وخلل الوظيفة التناسليَّة الأنثويَّة لدى النساء الأكبر سنًا. قد يكون هرمون التستوستيرون علاجًا للنساء بعد انقطاع الطمث طالما يحولنَّ بشكلٍ فعال إلى هرمون الإستروجين.[82]
العلاقات الرومانسية
يرتبط الوقوع في الحب بانخفاض مستويات التستوستيرون لدى الرجال بينما وثقت تغييراتٌ مختلطةٌ لمستوياته لدى النساء.[83][84] كان هناك تكهناتٌ بأنَّ هذه التغييرات تؤدي إلى انخفاضٍ مؤقتٍ في الاختلافات السلوكيَّة بين الجنسين،[84] ولكنَّ لا يبدو أنَّ هذه التغييرات تستمر مع تطور العلاقات بمرور الوقت.[83][84]
وجد أنَّ الرجال المنتجين لكمياتٍ أقل من التستوستيرون معرضون أكثر للوقوع في الحب[85] أو الزواج،[86] أما الرجال الذين ينتجون كمياتٍ أكثر من التستوستيرون فهم أكثر عرضةً للطلاق.[86] قد يؤدي الزواج أو الالتزام للشريك إلى انخفاض مستويات التستوستيرون.[87] كما وجدَّ أنَّ الرجال العُزْب قليلو الخبرة في العلاقات تكون لديهم مستويات التستوستيرون أقل من الرجال العُزْب ذوي الخبرة، ويُقترح أنَّ سبب ذلك يعود بأنَّ العُزْب ذوي الخبرة هم في حالةٍ أكثر تنافسيةٍ من نظرائهم غير ذوي الخبرة.[88] لا يختلف مستوى التستوستيرون لدى الرجال المتزوجين الذين يمارسون أنشطةٍ للحفاظ على الروابط الزوجيَّة مثل قضاء اليوم مع زوجاتهم أو أطفالهم مقارنةً بالأوقات التي لا يمارسون فيها مثل هذه الأنشطة، وتشير هذه النتائج مجتمعةً إلى أنَّ وجود الأنشطة التنافسية بدلًا من أنشطة الحفاظ على الروابط أكثر صلةً بالتغيرات في مستويات التستوستيرون.[89]
يُعد الرجال المنتجون لكمياتٍ أكثر من التستوستيرون أكثر عرضةً لإجراء علاقاتٍ جنسيةٍ خارج نطاق الزواج.[86] لا تعتمد مستويات التستوستيرون على الوجود الجسدي للشريك، لأنَّ مستويات التستوستيرون متشابهة لدى الرجال الذين يمارسون علاقاتٍ في نفس المدينة أو علاقات عن بعد.[85] قد يكون الوجود الجسدي مطلوبًا للنساء اللاتي يمارسنَّ علاقاتٍ من أجل تفاعل التستوستيرون مع الشريك، حيث يكون لدى النساء المتزوجات في نفس المدينة مستويات التستوستيرون أقل من النساء المتزوجات عن بعد.[90]
الأبوة
تؤدي الأبوة إلى انخفاض مستويات التستوستيرون لدى الرجال، مما يشير إلى أنَّ العواطف والسلوكيات المرتبطة بالرعاية الأبوية تُقلل مستويات التستوستيرون. يُعد استخدام الأب في رعاية الأطفال، في البشر والحيوانات التي تتبع الرعاية غير الأموميَّة [الإنجليزية]، مفيدًا لبقاء هذا النسل لأنه يسمح لكلا الوالدين بتربية العديد من الأطفال في وقتٍ واحد، مما يزيدُ من القدرة الإنجابية للوالدين؛ وذلك لأنَّ أطفالهم أكثر قدرةً على البقاء والتكاثر. تزيد رعاية الأب من معدلات بقاء النسل بسبب زيادة القدرة على الوصول إلى الغذاء عالي الجودة وتقليل التهديدات الجسديَّة والمناعية.[91] وهذا مفيدُ بشكلٍ خاص للبشر؛ لأنَّ النسل يعتمد على الوالدين لفتراتٍ طويلةٍ من الزمن وتكون الفترات الفاصلة بين الولادات بين الأمهات قصيرة نسبيًا.[92]
على الرغم من اختلاف مدى الرعاية الأبويَّة بين الثقافات، إلا أنه قد ثبت بأنَّ استخدام الأب بشكلٍ أكثر في رعاية الأطفال مباشرةً يرتبط بانخفاض متوسط مستويات التستوستيرون بالإضافة إلى تقلباتٍ مؤقتة.[93] فمثلًا، وجد أنَّ التقلب في مستويات التستوستيرون عندما يكون الطفل في كرب يعد مؤشرًا على أنماط الأبوة، كما أنَّ انخفاض مستوى التستوستيرون لدى الأب عند سماعه بكاء طفله، يعد مؤشرًا على التعاطف مع الطفل. يرتبط هذا بزيادة سلوك الرعاية ونتائج أفضل للطفل.[94]
الدافع
تلعب مستويات التستوستيرون دورًا رئيسيًا في المخاطرة أثناء اتخاذ القرارات المالية.[95][96] تقلل مستويات التستوستيرون المرتفعة لدى الرجال من خطر البطالة أو البقاء عاطلين عن العمل.[97] كما وجدت الأبحاث أنَّ ارتفاع مستويات التستوستيرون والكورتيزول ترتبط بزيادة خطر السلوك الإجرامي المتهور والعنيف.[98] من ناحيةٍ أخرى، قد يزيد ارتفاع مستويات التستوستيرون لدى الرجال من كرمهم، لجذب شريك محتمل في المقام الأول.[99][100]
العدائية والإجرامية
تدعم معظم الدراسات وجود صلةٍ بين الإجراميَّة لدى البالغين والتستوستيرون.[101][102][103][104] إنَّ أغلب الدراسات التي أجريت حول جنوح الأحداث والتستوستيرون ليست ذات أهمية. كما وجدت معظم الدراسات أنَّ هرمون التستوستيرون مرتبطٌ بسلوكيات أو سماتٍ شخصيَّةٍ مرتبطة بالسلوك المعادي للمجتمع[105] وإدمان الكحول. لقد أجريت العديد من الدراسات حول العلاقة بين السلوك العدواني العام والمشاعر والتستوستيرون، حيث وجدت حوالي نصف الدراسات علاقةً بينها، بينما لم تجد حوالي النصف الآخر أي علاقة.[106] وجدت الدراسات أن التستوستيرون يسهل العدائية عبر تحوير مستقبلات الفازوبرسين في منطقة تحت المهاد.[107]
هناك نظريتان حول دور التستوستيرون في العدائية والمنافسة.[108] الأولى هي فرضية التحدي [الإنجليزية] التي تنص على أن التستوستيرون يرتفع أثناء البلوغ، مما يسهل السلوك الإنجابي والتنافسي الذي يشمل العدائيَّة،[108] ومن ثم فإنَّ تحدي المنافسة بين الذكور هو الذي يسهل العدائيَّة والعنف.[108] توصلت الدراسات التي أجريت إلى وجود علاقةٍ مباشرةٍ بين التستوستيرون والهيمنة، وخاصةً بين المجرمين الأكثر عنفًا في السجن والذين لديهم مستوياتٌ عاليةٌ من التستوستيرون.[108] توصلت نفس الدراسة إلى أن الآباء (خارج البيئات التنافسية) لديهم أدنى مستويات هرمون التستوستيرون مقارنةً بالذكور الآخرين.[108]
النظرية الثانية مشابهة وتعرف باسم «نظرية التطور العصبي الأندروجيني [الإنجليزية] (اختصارًا ENA) للعدائيَّة الذكوريَّة».[109][110] تطور التستوستيرون والأندروجينات الأخرى لإضفاء الذكورة على الدماغ ليصبح تنافسيًا، حتى إلى حد المجازفة بإيذاء الشخص والآخرين. لذلك، فإنَّ الأفراد الذين لديهم أدمغة مذكّرة نتيجةً للتستوستيرون والأندروجينات قبل الولادة وفي مرحلة البلوغ، يعززون قدراتهم على اكتساب الموارد للبقاء على قيد الحياة وجذب الشريك والتزاوج قدر الإمكان.[109] لا يعتمد تذكّير الدماغ على مستويات التستوستيرون في مرحلة البلوغ فقط، وإنما على التعرض للتستوستيرون في الرحم. يُشار لنسبة التستوستيرون المرتفعة قبل الولادة عبر انخفاض نسبة الإصبع [الإنجليزية]، وكذلك تزيد مستويات التستوستيرون لدى البالغين خطر ارتكاب الأخطاء أو العدوانيَّة بين اللاعبين الذكور في مباراة كرة القدم.[111] وجدت الدراسات أن ارتفاع نسبة التستوستيرون قبل الولادة أو انخفاض نسبة الإصبع يرتبطان بارتفاع العداونيَّة.[112][113][114][115][116]
يتوقع زيادة العدوانيَّة عند الذكور عند ارتفاع مستوى التستوستيرون أثناء المنافسة، ولكن لا يحدث الأمر نفسه لدى الإناث.[117] أظهر الأشخاص الذين تفاعلوا مع المسدسات ولعبة تجريبية ارتفاعًا في هرمون التستوستيرون والعدوانيَّة.[118] ربما تطور الانتقاء الطبيعي للذكور ليكونوا أكثر حساسية للمواقف التنافسية وتحدي المكانة، وأن الأدوار التفاعلية للتستوستيرون هي المكون الأساسي للسلوك العدواني في هذه المواقف.[119] يتوسط التستوستيرون الانجذاب إلى الإشارات القاسيّة والعنيفة لدى الرجال من خلال تعزيز المشاهدة المطولة للمحفزات العنيفة.[120] يمكن أن تتنبأ السمة البنيوية للدماغ الخاصة بالتستوستيرون بالسلوك العدواني لدى الأفراد.[121]
وجدت «حوليات أكاديمية نيويورك للعلوم» أنَّ استخدام الستيرويدات الابتنائية (التي تزيد من التستوستيرون) أعلى لدى المراهقين، وكان هذا مرتبطًا بزيادة العنف.[122] وجدت الدراسات أن التستوستيرون المُعطى يزيد من العدوان اللفظي والغضب لدى بعض المشاركين.[123]
تشير بعض الدراسات إلى أنَّ مشتق التستوستيرون الإستراديول قد يلعب دورًا هامًا في العدوانيَّة لدى الذكور.[106][124][125][126] ومن المعروف أن الإستراديول يرتبط بالعدوانية لدى ذكور الفئران.[127] كما أنَّ تحول التستوستيرون إلى إستراديول ينظم العدوان الذكوري لدى العصافير خلال موسم التكاثر.[128] إضافةً لذلك، فإنَّ الجرذان التي أعطيت ستيرويدات ابتنائية التي تزيد من هرمون التستوستيرون كانت أكثر عدوانية جسديًا تجاه الاستفزاز نتيجة "حساسية التهديد".[129]
قد تعمل العلاقة بين التستوستيرون والعدوانيَّة بشكلٍ غير مباشر أيضًا، حيث اقتُرح أنَّ التستوستيرون لا يزيد من الميول العدوانيَّة، بل إنه يزيد من أي ميولٍ تسمح للفرد بالحفاظ على المكانة الاجتماعية عند التحدي. تعد العدوانيَّة في معظم الحيوانات وسيلة للحفاظ على المكانة الاجتماعية. ومع ذلك، فإنَّ البشر لديهم طرق متعددة للحصول على المكانة. قد يفسر هذا سبب عثور بعض الدراسات على ارتباط بين التستوستيرون والسلوك الاجتماعي، إذا رُبط السلوك الاجتماعي بالمكانة الاجتماعية. وبالتالي فإنَّ الارتباط بين التستوستيرون والعدوانيَّة والعنف يرجع إلى مكافأة هذه بالمكانة الاجتماعية.[130] قد تكون العلاقة أيضًا علاقة «تأثير متساهل» حيث يرفع التستوستيرون مستويات العدوانيَّة، ولكن فقط بمعنى السماح بالحفاظ على مستويات متوسطة من العدوانيَّة، حيث أنَّ إخصاء الفرد كيميائيًا أو جسديًا سيؤدي إلى خفض مستويات العدوانيَّة (رغم أنه لن يقضي عليها) ولكن الفرد يحتاج فقط إلى مستوًى قليلٍ من التستوستيرون قبل الإخصاء لعودة مستويات العدوانيَّة إلى طبيعتها، والتي ستظل عندها حتى إذا أُضيف تستوستيرون إضافي. قد يعمل التستوستيرون أيضًا على تضخيم العدوانيَّة الموجود، مثلًا يصبح الشمبانزي الذي يتلقى زياداتٍ في التستوستيرون أكثر عدوانيَّة تجاه الشمبانزي الأدنى مرتبةً منه في التسلسل الهرمي الاجتماعي، لكنه يظل خاضعًا للشمبانزي الأعلى مرتبةً منه. وبالتالي فإنَّ التستوستيرون لا يجعل الشمبانزي عدوانيًا بشكلٍ عشوائي، بل يعمل بدلًا من ذلك على تضخيم عدوانيته الموجودة مسبقًا تجاه الشمبانزي الأدنى مرتبةً.[131]
يبدو أنَّ التستوستيرون يعمل لدى البشر على تعزيز السعي إلى المكانة والهيمنة الاجتماعية أكثر من مجرد زيادة العدوان الجسدي. وعند التحكم في تأثيرات الاعتقاد بتلقي التستوستيرون، فإنَّ النساء اللاتي تلقين التستوستيرون يقدمن عروضًا أكثر إنصافًا من النساء اللاتي لم يتلقين هرمون التستوستيرون.[132]
الإنصاف
قد يشجع هرمون التستوستيرون على السلوك المنصف. أجرت إحدى الدراسات تجربةً سلوكيةً يتخذ فيها المشاركون القرار بشأن توزيع مبلغٍ حقيقيٍ من المال، وتسمح القواعد بالعروض المنصفة وغير المنصفة، كما يمكن للشريك التفاوض بعد ذلك بقبول العرض أو رفضه. كلما كان العرض منصفًا، كلما قلت احتمالية رفضه من قبل الشريك المفاوض، وإذا لم يتم التوصل إلى اتفاق، فلن يحصل أي طرفٍ على أي شيء. أظهرت النتائج أنَّ الأشخاص الذين عُززت لديهم مستويات التستوستيرون اصطناعيًا قدموا عروضًا أفضل وأكثر إنصافًا من أولئك الذين تلقوا علاجًا وهميًا، مما يقلل من خطر رفض عروضهم إلى الحد الأدنى. وقد أكدت دراستان لاحقتان هذه النتائج تجريبيًا.[133][134][135] ومع ذلك، كان الرجال الذين لديهم مستويات عالية من التستوستيرون أقل كرمًا بنسبة 27% في لعبة الإنذار.[136]
النشاط الحيوي
الملخص
السياق
التستوستيرون الحر
يصنف التستوستيرون كيميائياً ضمن الهرمونات الستيرويدية المحبّة للدهن [ط 1]، والتي تميل للانحلال في الأوساط الدهنية أكثر من المائية داخل الجسم. لذلك فإن هذه الهرمونات تنتقل داخل بلازما الدم ذي الأساس المائي بواسطة بروتينات عموماً، والتي تتضمن بروتينات نوعية مخصصة لهذا الهرمون، بالإضافة إلى غير نوعية. تتضمن البروتينات النوعية الغلوبيولين المرتبط بالهرمونات التناسلية [ط 2]، والذي يرتبط بالتستوستيرون، إضافة إلى ثنائي هيدرو التستوستيرون [ط 3] والإستراديول [ط 4] وهرمون تناسلية أخرى؛ في حين تتضمن البروتينات غير النوعية الألبومين [ط 5] على سبيل المثال. تبلغ نسبة الربط البروتيني [ط 6] للتستوستيرون ما بين 98.0 إلى 98.5%، بالتالي فإن نسبة التستوستيرون غير المرتبط تصل 1.5 إلى 2.0%؛[137] يرتبط ما يقارب 65% من التستوستيرون إلى الغلوبيولين (SHBG)؛ ويرتبط قرابة 33% بشكل ضعيف إلى الألبومين.[138] يدعى القسم من تركيز الهرمون الكلي غير المرتبط إلى البروتين الناقل النوعي الموافق بالقسم الحر/ بالتالي فإن التستوستيرون غير المرتبط إلى الغلوبيولين الناقل يدعى «التستوستيرون الحر». يكون التستوستيرون الحر وحده قادراً على الارتباط بالمستقبلات الأندروجينية، مما يعني أن لديه نشاطاً حيوياً.[139] في حين أن نسبة معتبرة من التستوستيرون ترتبط إلى الغلوبيولين، فإن هناك نسبة قليلة من التستوستيرون (تتراوح ما بين 1-2%[140]) تقوم بالارتباط إلى الألبومين، وتلك رابطة ضعيفة وعكوسة؛[141][142]، في حين أن رابطة التستوستيرون مع بالغلوبيولين غير عكوسة؛[140] لذلك يصنف التستوستيرون المرتبط بالألبومين والتستوستيرون الحر ضمن الأنواع المتوفرة حيوياً.[141][142] يقوم هذا الارتباط بالبروتينات الناقلة بدور مهم في ضبط عدد من العمليات الحيوية المتعلقة، مثل النقل والتوصيل الحيوي، وكذلك النشاط الحيوي، بالإضافة إلى استقلاب (أيض) التستوستيرون.[141][142] على المستوى النسيجي، ينفصل التستوستيرون عن الألبومين وينتشر بسرعة إلى الأنسجة الحيوية. بالمقابل، فإن العلاقة بين الستيرويدات والغلوبيولين المرتبط بالهرمونات التناسلية هي علاقة معقدة، إذ يوجد العديد من العوامل التي يمكن لها أن تؤثر على مستويات الغلوبيولين في البلازما، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بدوره على الوفرة الحيوية للتستوستيرون.[143][144][145]
النشاط الهرموني الستيرويدي
تحدث الآثار المتعلقة بانتشار هرمون التستوستيرون داخل جسم الإنسان والفقاريات الأخرى عبر آليات متعددة متداخلة، تتضمن تنشيط مستقبلات الأندروجين (إما بشكل مباشر بالنسبة للتستوستيرون أو ثنائي هيدرو التستوستيرون)، والتحول إلى إستراديول وتنشيط أنواع محددة من مستقبلات الإستروجين.[146][147] وجد أن الأندروجينات مثل التستوستيرون قادرة على الارتباط وتنشيط مستقبلات الأندروجين الغشائية.[148][149][150]
ينقل التستوستيرون الحر إلى سيتوبلازم النسيج الحيوي الهدف حيث يرتبط مع مستقبل الأندروجين، أو يختزل إلى ثنائي هيدرو التستوستيرون (5α-DHT) عبر الإنزيم السيتوبلازمي مختزلة الألفا-5 (5α-ريدوكتاز [ط 7]). يستطيع ثنائي هيدرو التستوستيرون أن يرتبط بشكل أقوى من التستوستيرون، بالشكل الذي تكون فيه القوة الأندروجينية [ط 8] أكبر بحوالي خمس مرات من التستوستيرون.[151] تعد أنسجة الدماغ والعظام بشكل خاص من الأنسجة التي يكون فيها التأثيرات الأساسية للتستوستيرون ظاهرة من خلال الأرمتة [ط 9] (التحوّل كيميائياً إلى مركب عطري) إلى إستراديول. ويعد الإستراديول مهماً في إصدار إشارة إلى تحت المهاد [ط 10]، مما يؤثر على إفراز الهرمون المنشط للجسم الأصفر [ط 11].[152]
النشاط الستيرويدي العصبي
يعد التستوستيرون من المعدّلات التفارغية القوية [ط 12] لمستقبلات غابا-أ [ط 13] عبر المستقلب الفعّال [ط 14] 3-ألفا أندروستانيديول [ط 15].[153] وجد أن التستوستيرون قادر على أن يقوم بدور مناهض لعدد من المستقبلات المسؤولة عن العوامل المغذية للأعصاب [ط 16] مثل كيناز مستقبل تروبوميوسين [ط 17] والمستقبل المغذي العصبي p75 [ط 18]؛[154][155][156] على العكس من التستوستيرون، فقد وجد أن هرمون إيبي أندروستيرون منزوع الهيدروجين [ط 19] أو مشتق الكبريتات منه [ط 20] لهما القدرة على التصرف على هيئة ناهضات ذات ألفة كبيرة لتلك المستقبلات.[154][155][156] كما وجد أيضاً أن التستوستيرون مناهض لمستقبلات سيغما-1 [ط 21]؛[157] إلا أن التراكيز المتطلبة من التستوستيرون للارتباط مع ذلك المستقبل أعلى بكثير من التراكيز الوسطية لهذا الهرمون عند الذكور البالغين.[158]
الكِيمياء الحيوية
الملخص
السياق

الاصطناع الحيوي
كما هو الحال مع الهرمونات الستيرويدية الأخرى فإن التستوستيرون مشتق من الكولسترول.(الشكل 1).[159] تتضمن أول خطوة في الاصطناع الحيوي [ط 23] حدوث انفصام تأكسدي [ط 24] للسلسلة الجانبية للكولسترول بواسطة إنزيم انفصام سلسلة الكولسترول الجانبية [ط 25] (P450scc, CYP11A1)، وهو أكسيداز سيتوكروم بي450 [ط 26] في الميتوكندريون (المتقدرة) يساهم في فقدان ست ذرات من الكربون ليعطي البريجنينولون [ط 27]. في الخطوة اللاحقة، تزال ذرتان إضافيتان من الكربون بواسطة إنزيم 17 ألفا-هيدروكسيلاز [ط 28] في الشبكة الإندوبلازمية [ط 29] ليعطي أشكال متنوعة من الستيرويدات ذات الهيكل الكربوني المكون من 19 ذرة [ط 30].[160] بالإضافة إلى ذلك، تتأكسد مجموعة الهيدروكسيل 3β بواسطة إنزيم نازعة هيدروجين 3 بيتا-هيدروكسي ستيرويد [ط 31] لإنتاج الأندروستينديون. في الخطوة الأخيرة والمحددة لسرعة التفاعل تُختزَل المجموعة الكيتونية على الذرة C17 في الأندروستينديون بواسطة إنزيم نازعة هيدروجين 17 بيتا-هيدروكسي ستيرويد [ط 32] للحصول على التستوستيرون.
تنتج جل كمية التستوستيرون (>95%) في جسم الإنسان في الخصيتين عند الرجال؛[3] وذلك في خلايا لايديغ البينية [ط 33]؛[161] في حين تنتج الغدة الكظرية [ط 34] النسبة المتبقية. تحوي الخصيتين أيضاً على خلية سيرتولي [ط 35] والتي تتطلب التستوستيرون من أجل تكوّن الحيوانات المنوية [ط 36]. أما عند النساء فيصطنع التستوستيرون بكميات أقل بكثير مما هو عند الرجال، وذلك من الغدة الكظرية، والقراب الجريبي [ط 37] في المبيض وفي المشيمة أثناء الحمل.[162]
الأيض
تحدث عملية أيض (استقلاب [ط 38]) التستوستيرون وثنائي هيدرو التستوستيرون بشكل أساسي في الكبد.[1][163] يستقلب حوالي 50% من التستوستيرون عبر الترافق الحيوي [ط 39] إلى شكل الغلوكورونيد [ط 40] بواسطة إنزيم ناقلة الغلوكورونوزيل [ط 41]؛ وبدرجة أقل إلى شكل الكبريتات [ط 42] بواسطة إنزيم ناقلة السلفو [ط 43].[1] كما تستقلب نسبة 40% من التستوستيرون إلى الستيرويدات الكيتونية [ط 44] أندروستيرون [ط 45] وإيتيوكولانولون [ط 46] نتيجة للأثر المشترك لإنزيمات مختزلة 5α و5β؛ بالإضافة إلى إنزيم نازعة هيدروجين هيدروكسي 3α [ط 47] وإنزيم 17β-HSD.[1][163][164] يخضع الأندروستيرون والإيتيوكولانولون إلى اقتران غلوكوروني [ط 48] بشكل أساسي، وبدرجة أقل إلى كبرتة [ط 49] بشكل مشابه للتستوستيرون.[1][163] تنطلق مرافقات التستوستيرون [ط 50] ومستقلباته الكبدية [ط 51] من الكبد إلى جهاز الدوران وتطرح في البول والصفراء؛[1][163][164] في حين أن نسبة قليلة (2%) من التستوستيرون تطرح في البول دون تغيير.[163]
تفصيلاً في المسار الاستقلابي للستيرويدات الكيتونية داخل الكبد، يتحول التستوستيرون بواسطة مختزلة-5α و5β إلى ثنائي هيدرو التستوستيرون (DHT) الموافق.[1][163] بعد ذلك، يتحول الشكلان المذكوران من DHT بواسطة 3α-HSD إلى 3-ألفا-أندروستانيديول [ط 52] و3-ألفا-إيتيوكولانيديول [ط 53]، على الترتيب.[1][163] ثم يتحول لاحقاً كلا الشكلين الأخيرين بواسطة 17β-HSD إلى أندروستيرون وإيتيوكولانولون، واللذان تحدث لهما عملية اقتران وطرح من الجسم كما ورد.[1][163] في حال دخول الإنزيم 3β-HSD بدلاً من 3α-HSD في عملية التحويل الموصوفة، ينتج الشكل 3-بيتا من أندروستانيديول [ط 54] وإيتيوكولانيديول [ط 55]، واللذان يتحولان في النهاية إلى إيبي أندروستيرون [ط 56] وإيبي إيتيوكولانولون [ط 57]، على الترتيب.[165][166] تحول نسبة صغيرة تقارب 3% من التستوستيرون بشكل عكسي في الكبد إلى أندروستينديون بواسطة 17β-HSD.[164]
يستقلب التستوستيرون أيضاً، بالإضافة إلى مسار الترافق الحيوي والستيرويدات الكيتونية، وفق آليات أخرى في الكبد تتضمن إضافة الهيدروكسيل [ط 58] أو الأكسدة بواسطة إنزيمات سيتوكروم بي450، والتي تشمل CYP3A4 وCYP3A5 وCYP2C9 وCYP2C19 وCYP2D6.[167] ويعد الإنزيم CYP3A4 بشكل أساسي والإنزيم CYP3A4 بدرجة أقل مسؤولان عن أيض (استقلاب) 75 إلى 80% من التستوستيرون بواسطة آلية السيتوكروم.[167] وتتشكل نتيجة لذلك مستقلبات ثانوية مختلفة من هيدروكسي التستوستيرون [ط 59]؛[167][168] بالإضافة إلى أندروستينديون.[167]
من بين مستقلبات التستوستيرون ذات الأهمية كل من 5-ألفا-ثنائي هيدرو التستوستيرون (5α-DHT) والإستراديول، وهما نشطان حيوياً ويتشكلان في الكبد والأنسجة المحيطة خارج الكبد [ط 60].[163] يتحول قرابة 5 إلى 7% من التستوستيرون بواسطة مختزلة 5α إلى 5α-DHT، وتكون مستويات الأخير في الدم حوالي 10% من تلك التي للتستوستيرون؛ بالمقابل يتحول حوالي 0.3% من التستوستيرون إلى إستراديول بواسطة إنزيم الأروماتاز.[3][163][169][170] يتوافر إنزيم مختزلة 5α بشكل كبير في الجهاز التناسلي الذكري متضمناً البروستات والحويصلات المنوية والبربخ؛[171] وكذلك في الجلد وجريبات الشعر والدماغ.[172] يمكن للتستوستيرون أن يتحول في المناطق الوفيرة بإنزيم مختزلة 5α إلى الشكل 5-ألفا-ثنائي هيدرو التستوستيرون،[164] وهو شكل حيوي فعال وقوي التأثير،[173] بنسبة تصل إلى ضعفي أو ثلاثة أضعاف تأثير التستوستيرون، خاصة في مناطق تلك الأنسجة.[174] بالمقابل، يتوافر إنزيم أروماتاز بشكل كبير في الأنسجة الدهنية والعظام وكذلك في الدماغ أيضاً.[175][176]
المستويات
الملخص
السياق

يصطنع التستوستيرون عند الذكور بشكل رئيس في خلايا لايديغ البينية، وبدورها يضبط عدد تلك الخلايا بالهرمون المنشط للجسم الأصفر [ط 61] والهرمون المنشط للحوصلة [ط 62]. يساهم الهرمون المنشط للجسم الأصفر في ضبط وجود إنزيم نازعة هيدروجين 17 بيتا-هيدروكسي ستيرويد المساهم في اصطناع التستوستيرون.[177] تضبط كمية التستوستيرون المصطنعة بواسطة المحور الوطائي النخامي الخصيوي [ط 63] (الشكل 2).[178] عندما تكون مستويات التستوستيرون منخفضة، يتحرر هرمون مطلق لموجهة الغدد التناسلية [ط 64] من منطقة تحت المهاد في الدماغ، والذي يقوم بتحفيز الغدة النخامية، والتي تقوم بدورها بتحرير هرموني LH وFSH. يتسبب هذان الهرمونان بإثارة الخصيتين من أجل إنتاج واصطناع التستوستيرون في الجسم. في النهاية، عندما تصل تراكيز التستوستيرون إلى مستويات مرتفعة، بتسبب بحدوث ارتجاع سلبي [ط 65] على منطقة تحت المهاد، مما يتسبب بتثبيط هرموني LH وFSH. هناك عدة عوامل تؤثر على مستويات التستوستيرون في الجسم، تتضمن:
- العمر: تتناقص مستويات التستوستيرون مع تقدم العمر عند الرجال.[179][180] يشار إلى هذا الأثر في بعض الأحيان باسم قصور الغدد التناسلية متأخر البدء [ط 66].[181]
- التمارين الرياضية: تزيد تمارين القوة من مستويات التستوستيرون بشكل حاد؛[182] أما بالنسبة لكبار السن، فتلك الزيادة يمكن تعويضها بتناول البروتينات.[183] من جهة أخرى، قد تتسبب تمارين التحمل بانخفاض مستويات التستوستيرون.[184]
- الغذاء: قد يتسبب نقص فيتامين A إلى مستويات غير مثالية من تراكيز التستوستيرون البلازمي.[185] كما يساهم فيتامين D، وهو من مركبات السيكوستيرويد [ط 67]، عندما يكون بمستويات بين 400–1000 وحدة دولية [ط 68] (ما يعادل 10–25 ميكروغرام/اليوم) في رفع مستويات التستوستيرون.[186] يعد نقص الزنك [ط 69] من العوامل التي تساهم في انخفاض مستويات التستوستيرون.[187] إلا أن الإفراط من المكملات ليس له كبير الأثر على مستويات التستوستيرون البلازمي.[188] لا توجد دلائل كافية على أن النظام الغذائي منخفض الدهون قد يقلل من مستويات التستوستيرون الحر عند الرجال.[189] بالمقابل، تساهم مضادات الأندروجين [ط 70] بما فيها شاي النعناع المدبب [ط 71] في تخفيض مستويات التستوستيرون؛[190][191][192] كما يمكن للعرقسوس أن يخفض من مستويات هذا الهرمون، ويكون ذلك الأثر واضحاً بشكل أكبر لدى الإناث.[193]
- خفض الوزن: يساهم خفض الوزن إلى زيادة مستويات التستوستيرون؛ إذ تقوم الخلايا الدهنية باصطناع إنزيم الأروماتاز [ط 72]، والذي يقوم بتحويل التستوستيرون إلى إستراديول.[194] ولكن لا توجد صلة وصل قاطعة بين مؤشر كتلة الجسم [ط 73] وبين مستويات التستوستيرون.[195]
- النوم: يساهم نوم حركة العين السريعة [ط 74] في زيادة مستويات التستوستيرون الليلي [ط 75].[196]
- السلوك: قد تساهم تحديات السيطرة في بعض الأحيان في إثارة وتحرير التستوستيرون عند الذكور.[197]
التستوستيرون الكلي | |||||
---|---|---|---|---|---|
المرحلة | المجال العمري | الذكور | الإناث | ||
القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | ||
رضيع | خديج (26–28 أسبوع) | 59–125 نانوغرام/ديسيلتر | 2.047–4.337 نانومول/لتر | 5–16 نانوغرام/ديسيلتر | 0.173–0.555 نانومول/لتر |
خديج (31–35 أسبوع) | 37–198 نانوغرام/ديسيلتر | 1.284–6.871 نانومول/لتر | 5–22 نانوغرام/ديسيلتر | 0.173–0.763 نانومول/لتر | |
حديث الولادة | 75–400 نانوغرام/ديسيلتر | 2.602–13.877 نانومول/لتر | 20–64 نانوغرام/ديسيلتر | 0.694–2.220 نانومول/لتر | |
طفل | 1–6 سنة | لا بيانات | لا بيانات | لا بيانات | لا بيانات |
7–9 سنة | 0–8 نانوغرام/ديسيلتر | 0–0.277 نانومول/لتر | 1–12 نانوغرام/ديسيلتر | 0.035–0.416 نانومول/لتر | |
قبل البلوغ بفترة وجيزة | 3–10 نانوغرام/ديسيلتر* | 0.104–0.347 نانومول/لتر * | <10 نانوغرام/ديسيلتر* | <0.347 نانومول/لتر * | |
مراهق | 10–11 سنة | 1–48 نانوغرام/ديسيلتر | 0.035–1.666 نانومول/لتر | 2–35 نانوغرام/ديسيلتر | 0.069–1.214 نانومول/لتر |
12–13 سنة | 5–619 نانوغرام/ديسيلتر | 0.173–21.480 نانومول/لتر | 5–53 نانوغرام/ديسيلتر | 0.173–1.839 نانومول/لتر | |
14–15 سنة | 100–320 نانوغرام/ديسيلتر | 3.47–11.10 نانومول/لتر | 8–41 نانوغرام/ديسيلتر | 0.278–1.423 نانومول/لتر | |
16–17 سنة | 200–970 نانوغرام/ديسيلتر * | 6.94–33.66 نانومول/لتر* | 8–53 نانوغرام/ديسيلتر | 0.278–1.839 نانومول/لتر | |
بالغ | ≥18 سنة | 350–1080 نانوغرام/ديسيلتر* | 12.15–37.48 نانومول/لتر* | – | – |
20–39 سنة | 400–1080 نانوغرام/ديسيلتر | 13.88–37.48 نانومول/لتر | – | – | |
40–59 سنة | 350–890 نانوغرام/ديسيلتر | 12.15–30.88 نانومول/لتر | – | – | |
≥60 سنة | 350–720 نانوغرام/ديسيلتر | 12.15–24.98 نانومول/لتر | – | – | |
قبل انقطاع الطمث | – | – | 10–54 نانوغرام/ديسيلتر | 0.347–1.873 نانومول/لتر | |
بعد انقطاع الطمث | – | – | 7–40 نانوغرام/ديسيلتر | 0.243–1.388 نانومول/لتر | |
تستوستيرون متوفر حيوياً | |||||
المرحلة | المجال العمري | الذكور | الإناث | ||
القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | ||
طفل | 1–6 سنة | 0.2–1.3 نانوغرام/ديسيلتر | 0.007–0.045 نانومول/لتر | 0.2–1.3 نانوغرام/ديسيلتر | 0.007–0.045 نانومول/لتر |
7–9 سنة | 0.2–2.3 نانوغرام/ديسيلتر | 0.007–0.079 نانومول/لتر | 0.2–4.2 نانوغرام/ديسيلتر | 0.007–0.146 نانومول/لتر | |
مراهق | 10–11 سنة | 0.2–14.8 نانوغرام/ديسيلتر | 0.007–0.513 نانومول/لتر | 0.4–19.3 نانوغرام/ديسيلتر | 0.014–0.670 نانومول/لتر |
12–13 سنة | 0.3–232.8 نانوغرام/ديسيلتر | 0.010–8.082 نانومول/لتر | 1.1–15.6 نانوغرام/ديسيلتر | 0.038–0.541 نانومول/لتر | |
14–15 سنة | 7.9–274.5 نانوغرام/ديسيلتر | 0.274–9.525 نانومول/لتر | 2.5–18.8 نانوغرام/ديسيلتر | 0.087–0.652 نانومول/لتر | |
16–17 سنة | 24.1–416.5 نانوغرام/ديسيلتر | 0.836–14.452 نانومول/لتر | 2.7–23.8 نانوغرام/ديسيلتر | 0.094–0.826 نانومول/لتر | |
بالغ | ≥18 سنة | لا بيانات | لا بيانات | – | – |
قبل انقطاع الطمث | – | – | 1.9–22.8 نانوغرام/ديسيلتر | 0.066–0.791 نانومول/لتر | |
بعد انقطاع الطمث | – | – | 1.6–19.1 نانوغرام/ديسيلتر | 0.055–0.662 نانومول/لتر | |
التستوستيرون الحر | |||||
المرحلة | المجال العمري | الذكور | الإناث | ||
القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | القيم | الوحدات وفق النظام الدولي | ||
طفل | 1–6 سنة | 0.1–0.6 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–2.1 بيكومول/لتر | 0.1–0.6 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–2.1 بيكومول/لتر |
7–9 سنة | 0.1–0.8 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–2.8 بيكومول/لتر | 0.1–1.6 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–5.6 بيكومول/لتر | |
مراهق | 10–11 سنة | 0.1–5.2 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–18.0 بيكومول/لتر | 0.1–2.9 بيكوغرام/مليلتر | 0.3–10.1 بيكومول/لتر |
12–13 سنة | 0.4–79.6 بيكوغرام/مليلتر | 1.4–276.2 بيكومول/لتر | 0.6–5.6 بيكوغرام/مليلتر | 2.1–19.4 بيكومول/لتر | |
14–15 سنة | 2.7–112.3 بيكوغرام/مليلتر | 9.4–389.7 بيكومول/لتر | 1.0–6.2 بيكوغرام/مليلتر | 3.5–21.5 بيكومول/لتر | |
16–17 سنة | 31.5–159 بيكوغرام/مليلتر | 109.3–551.7 بيكومول/لتر | 1.0–8.3 بيكوغرام/مليلتر | 3.5–28.8 بيكومول/لتر | |
بالغ | ≥18 سنة | 44–244 بيكوغرام/مليلتر | 153–847 بيكومول/لتر | – | – |
قبل انقطاع الطمث | – | – | 0.8–9.2 بيكوغرام/مليلتر | 2.8–31.9 بيكومول/لتر | |
بعد انقطاع الطمث | – | – | 0.6–6.7 بيكوغرام/مليلتر | 2.1–23.2 بيكومول/لتر | |
المصادر:[198] |
المرحلة العمرية | مرحلة تانر | المجال العمري | العمر الوسطي | مجال المستويات | المستويات الوسطية |
---|---|---|---|---|---|
طفل | مرحلة I | <10 سنة | – | <30 نانوغرام/ديسيلتر | 5.8 نانوغرام/ديسيلتر |
مراهق | مرحلة II | 10–14 سنة | 12 سنة | <167 نانوغرام/ديسيلتر | 40 نانوغرام/ديسيلتر |
مرحلة III | 12–16 سنة | 13–14 سنة | 21–719 نانوغرام/ديسيلتر | 190 نانوغرام/ديسيلتر | |
مرحلة IV | 13–17 سنة | 14–15 سنة | 25–912 نانوغرام/ديسيلتر | 370 نانوغرام/ديسيلتر | |
مرحلة V | 13–17 سنة | 15 سنة | 110–975 نانوغرام/ديسيلتر | 550 نانوغرام/ديسيلتر | |
بالغ | – | ≥18 سنة | – | 250–1,100 نانوغرام/ديسيلتر | 630 نانوغرام/ديسيلتر |
المصادر:[199][200][201][202][203] |
القياس

يتطلب تحديد مستويات التستوستيرون في الجسم سحب عينات من الدم واستخدام تقنيات مخبرية حديثة من أجل الحصول على النتيجة المخبرية ومقارنتها بالقيم المرجعية. إلا أنه قد يمكن الحصول على نتائج مقايسة [ط 76] متباينة باستخدام التقنيات المختلفة.[204][205] على سبيل المثال، تظهر المقايسات باستخدام تقنية الفلورية المناعية [ط 77] تبايناً في التحديد الكمّي لتراكيز التستوستيرون في عينات الدم، نظراً للتداخل مع الستيرويدات المشابهة بنيوياً، مما يؤدي إلى مبالغة في تقدير [ط 78] النتائج. بالمقابل، تكون المقايسات المجراة باستخدام تقنية الكروماتوغرافيا السائلة المترادفة إلى مطيافية الكتلة [ط 79] مفضلة عن غيرها، إذ تتميز بنوعية ودقة [ط 80] فائقتين في التحليل، مما يجعلها خياراً ملائماً لإجراء عمليات التحليل.[206]
من جهة أخرى، تستخدم طرائق لحليل حيوية في تحديد مستويات التستوستيرون اعتماداً على وفرة التراكيز الحيوية من هذا الهرمون في الجسم اعتماداً على الحسابات وفق طريقة فيرميولين [ط 81]؛[207][208] والتي تأخذ في عين الاعتبار الشكل ثنائي الوحدات [ط 82] لجزيء الغلوبيولين الرابط للهرمونات.[209]
الاختلاف بين الشعوب
وجد تفاوتٌ في مستويات هرمون التستوستيرون بين الرجال من مختلف أنحاء العالم ومن خلفياتٍ مختلفة، وكانت تفسيرات ذلك متنوعةً نسبيًا.[210][211] كما وجد أنَّ مستويات هرمون التستوستيرون مرتفعةٌ جدًا لدى الأشخاص من دول السهوب الأوراسية وآسيا الوسطى، مثل منغوليا وقرغيزستان وأوزبكستان،[212] بينما تكون المستويات منخفضةً جدًا لدى الأشخاص من دول أوروبا الوسطى ودول البلطيق مثل جمهورية التشيك وسلوفاكيا ولاتفيا وإستونيا.[212] سُجلَّ أعلى مستوى لهرمون التستوستيرون، على مستوى المناطق، في مدينة تشيتا بروسيا. أما على مستوى المجموعات البشرية، فإنَّ شعب الياكوت قد سجل أعلى مستوى لهذا الهرمون.[213]
التاريخ والإنتاج
الملخص
السياق

ظهرت أولى الإشارات إلى التستوستيرون بشكل غير مباشر في أعمال الطبيب الألماني أرنولد أدولف بيرتولد [ط 83] (1803–1861)، والذي ربط بين عمل الخصيتين بوجود مواد موجودة في مجرى الدم (والتي هي مفهومة حالياً على أنها صنف من الهرمونات الأندروجينية).[214] بعد ذلك في سنة 1889 حازت الأبحاث عن أثر وفعل التستوستيرون على قدر من الاهتمام، عندما قام تشارلز براون سيكارد [ط 84] البروفيسور في جامعة هارفارد، بحقن نفسه تحت الجلد [ط 85] بمادة مستخلصة من خصي الكلاب وخنازير غينيا، وبعدها نشر في مجلة ذا لانسيت [ط 86] تقريراً عن ما شعر به من القوة والنشاط العارضين بعد الحقنة.[215]
في سنة 1927 أتاح البروفيسور في جامعة شيكاغو فريد كوخ [ط 87] لطلابه الوصول إلى كميات معتبرة من خصي البقر لإجراء عمليات استخلاص [ط 88] كيميائية عليها؛ وتمكن في إحدى التجارب مع تلميذه ليميول مكغي [ط 89] من استحصال 20 مغ من مادة كيميائية مما يقارب 40 باوند؛ وعندما حقنوا تلك المادة بحيوانات مخصية مثل الديكة والخنازير والجرذان، وجدوا أن أعراض الذكورة عادة إليها.[216] بعد ذلك الاكتشاف، بدأت مجموعات البحث حول العالم بمحاولات تنقية للتستوستيرون من خصي البقر، مثل مجموعة بحث إرنست لاكيور [ط 90] في جامعة أمستردام في سنة 1934؛ ولكن السبق في عزل الهرمون من الأنسجة الحيوانية بكميات تسمح بإجراء دراسات سريرية جدية كان على يد ثلاث شركات دوائية كبيرة، وهي شيرينغ [ط 91] وأورغانون [ط 92] وسيبا [ط 93]، وذلك في ثلاثينيات القرن العشرين. كانت شركة أورغانون في هولندا الأولى التي تمكنت من عزل الهرمون في سنة 1935، ونشرت الأبحاث المتعلقة في دورية علمية باللغة الألمانية.[217] وأطلق الباحثون فيها على الهرمون الجديد تسمية «تستوستيرون» بالدمج من أصل كلمة خصية في اللغة الإنجليزية testicle ومن ستيرول sterol ومن اللاحقة أون من كيتون. أما البنية فقد نجح في توضيحها فريق شركة شيرينغ بقيادة أدولف بوتنانت [ط 94] في جامعة غدانسك التقنية [ط 95].[16][17]
أما الاصطناع الكيميائي [ط 96] للتستوستيرون من الكولسترول فقد تمكن بوتنانت وهانش [ط 97] من إجرائه في أغسطس (آب) سنة 1935؛[218] وبعد ذلك بأسبوع أعلن ليوبولد روجيتشكا [ط 98] مع زميله فيتشتاين [ط 99] من شركة سيبا في زيورخ عن نتائج الناجحة في اصطناع التستوستيرون.[219] نتيجة مجموع هذه الجهود المستقلة في اصطناع التستوستيرون منحت جائزة نوبل في الكيمياء في سنة 1939 بشكل مشترك إلى بوتنانت وروجيتشكا.[17][220] مكنت عمليات الاصطناع الجزئي في الثلث الثاتي من القرن العشرين لكميات وفيرة من الإسترات الأندروجينية من دراسة وتبيان الآثار القوية لهرمون التستوستيرون؛ إذ أجريت عدد من التجارب التي تمكنت مثلاً في سنة 1936 من إظهار تلك الآثار عبر حقن حيوانات التجارب بإستر بروبيونات التستوستيرون [ط 100].[221] دعيت الفترة الزمنية بين ثلاثينيات وخمسينيات القرن العشرين باسم العصر الذهبي لكيمياء الستيرويدات؛[222] إذ كانت الاكتشافات في ذلك المجال تتوالى تباعاً.[223]
ينتج التستوستيرون صناعياً مثله مثل باقي الستيرويدات الأندروجينية من الكولسترول، الذي يمكن استخلاصه من الزيوت النباتية. انتعشت صناعة الستيروديات منذ أوائل القرن الحادي والعشرين بكميات إنتاجية قاربت 1 مليون طن شكّلت سوقاً فاقت عائداته 10 مليار دولار أمريكي، وهي تمثل ثاني أكبر سوق للمنتجات الصيدلانية الحيوية بعد المضادات الحيوية.[224]
في الحيوانات
يلاحظ وجود التستوستيرون في أغلب الفقاريات؛ ووفق نطرية التطور فإن الهرمونات التناسلية لها تاريخ تطوري عتيق؛[225] فقد كان أول ظهور للتستوستيرون ولمستقبلات الأندروجين النووية التقليدية كان في أنواع الفكّيات [ط 101].[226] إذ أن أنواع اللافكّيات [ط 102] مثل الجلكيات [ط 103] لا تنتج التستوستيرون، ولكنها عوضاً عن ذلك تستخدم أندروستينديون [ط 104] هرموناً جنسياً ذكرياً.[227] أما السمك فإن لديه شكل آخر مختلف وهو 11-كيتوتستوستيرون [ط 105].[228] أما المناظر لهذا الهرمون عند الحشرات فهو إكديسون [ط 106].[229]
الهوامش
- Lipophilic
- sex hormone-binding globulin (SHBG)
- dihydrotestosterone
- estradiol
- albumin
- plasma protein binding
- 5α-reductase
- androgenic potency
- aromatization
- hypothalamus
- luteinizing hormon
- potent allosteric modulator
- GABAA receptor
- Active metabolite
- 3α-androstanediol
- neurotrophin nerve growth factor (NGF)
- Tropomyosin receptor kinase A (TrkA)
- p75 neurotrophin receptor (p75NTR)
- Dehydroepiandrosterone (DHEA)
- DHEA sulfate
- Sigma-1 receptor
- steroidogenesis
- biosynthesis
- oxidative cleavage
- cholesterol side-chain cleavage enzyme
- cytochrome P450
- pregnenolone
- 17α-hydroxylase / CYP17A1
- endoplasmic reticulum
- C19 steroids
- 3β-hydroxysteroid dehydrogenase
- 17β-hydroxysteroid dehydrogenase
- Leydig cell
- adrenal gland
- Sertoli cell
- spermatogenesis
- Theca of follicle
- metabolism
- Bioconjugation
- Testosterone glucuronide
- glucuronosyltransferase
- Testosterone sulfate
- sulfotransferase
- ketosteroid
- androsterone
- Etiocholanolone
- 3α-hydroxysteroid dehydrogenase
- glucuronidation
- sulfation
- conjugates
- hepatic metabolites
- 3α-androstanediol
- 3α-etiocholanediol
- 3β-Androstanediol
- 3β-etiocholanediol
- epiandrosterone
- epietiocholanolone
- hydroxylation
- hydroxytestosterone
- extrahepatic tissues
- luteinizing hormone (LH)
- follicle-stimulating hormone (FSH)
- hypothalamic–pituitary–testicular axis
- gonadotropin-releasing hormone (GnRH)
- negative feedback
- late-onset hypogonadism
- secosteroid
- international unit (IU)
- Zinc deficiency
- antiandrogens
- spearmint
- aromatase
- body mass index
- REM sleep
- nocturnal levels
- assay
- Immunofluorescence assays
- overestimating
- liquid chromatography/tandem mass spectrometry
- specificity and precision
- Vermeulen
- dimeric form
- Arnold Adolph Berthold
- Charles-Édouard Brown-Séquard
- subcutaneously
- The Lancet
- Fred C. Koch
- extraction
- Lemuel McGee
- Ernst Laqueur
- Schering AG
- Organon
- Ciba
- Adolf Butenandt
- Gdańsk University of Technology
- chemical synthesis
- Hanisch
- Leopold Ruzicka
- A. Wettstein
- testosterone propionate
- Gnathostomata
- Agnatha
- Lamprey
- androstenedione
- 11-Ketotestosterone
- Ecdysone
المراجع
Wikiwand - on
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.