المقبرة الرئيسية في المدينة المنورة مشهورة لاحتوائها على قبور بعض أهل البيت وأئمة الشيعة والعديد من الصحابة والتابعين من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
البقيع هي المقبرة الرئيسية لأهل المدينة المنورة منذ عهد الرسول محمد، ومن أقرب الأماكن التاريخية إلى مبنى المسجد النبوي حاليًا، ويقع في مواجهة القسم الجنوبي الشرقي من سُوْرِه، وقد ضمت إليه أراضٍ مجاورة وبني حوله سور جديد مرتفع مكسو بالرخام. ولا تزال المقبرة قيد الاستخدام حتى الآن. وموضع البقيع يقصد به بقيع الغرقد المنسوب إلى شجر الغرقد وهو يختلف عن بقيع الزبير وبقيع الخيل وبقيع الخبجبة وبقيع الخضمات. وتبلغ مساحته الحالية مائة وثمانين ألف متر مربع؛ يضم بقيع الغرقد رفات الآلاف المؤلفة من أهل المدينة ومن توفي فيها من المجاورين والزائرين أو نقل جثمانهم على مدى العصور الماضية، وفي مقدمتهم الصحابة الكرام، ويروى أن عشرة آلاف صحابي دفنوا فيه، منهم ذو النورين عثمان بن عفان ثالث الخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين زوجات النبي محمد عدا خديجة وميمونة، كما دفن فيه ابنته فاطمة الزهراء، وابنه إبراهيم، وعم النبي العباس، وعمته صفية، وزوجته عائشة بنت أبي بكر الصديق، وحفيده الحسن بن علي، وكذلك بعض ذرية الحسين مثل علي بن الحسين ومحمد الباقر وجعفر الصادق.
بقيع الغرقد | |
---|---|
منظر عام للمقبرة | |
المكان | المدينة المنورة |
البلد | السعودية |
ديانات | الإسلام |
تأسست | منذ 1402 سنةً و4 أشهرٍ و7 أيامٍ |
بعض الأرقام | |
المساحة | 180،000 متر مربع [1] |
الموقع على الخريطة | |
تعديل مصدري - تعديل |
عندما وصل النبي محمد صلى الله عليه وسلم المدينة المنورة من مكة المكرمة في سبتمبر 622، كان البقيع أرض مغطاة بأشجار الغرقد.
أثناء بناء المسجد النبوي، على الموقع الذي تم شراؤه من اثنين من الأطفال الأيتام عند وصوله بعد هجرته من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، كان أسعد بن زرارة واحدا من صحابة النبي محمد قد مات. اختار النبي محمد الموقع على الفور ليكون مقبرة، وكان أسعد أول فرد يدفن في البقيع بين الأنصار.
بينما كان النبي محمد خارج المدينة المنورة في غزوة بدر، شعرت ابنته رقية بالوعكة وتوفيت في عام 624. بعد فترة وجيزة وصل النبي محمد من بدر، وتوفي عثمان بن مظعون ودفن في البقيع واعتبر أنه الرفيق الأول من أصحاب النبي محمد من المهاجرين الذين دفنوا في المقبرة.
في وقت سابق دفن الخليفة عثمان بن عفان في مكان قريب من البقيع اشتراه من رجل أنصاري يدعى «كوكب».[2][3][4] وقد تم التوسيع الأول للبقيع في التاريخ من قبل معاوية بن أبي سفيان، أول الخلفاء الأمويين، من أجل تكريم عثمان بن عفان، وتم لمعاوية إضافتها إلى مقبرة البقيع، ومن أسماء البقيع «كَفْتة»، مشتق من آية {ألم نجعل الأرض كِفاتًا}.سورة المرسلات [5]
عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال: سمعت عائشة تحدث فقالت: ألا أحدثكم عن النبي صلى الله عليه وسلم وعني؟ قلنا: بلى قالت: (لما كانت ليلتي التي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي انقلب، فوضع رداءه، وخلع نعله، فوضعها عند رجليه)، وذَكَرَتْ قصةَ خروجه إلى البقيع ثم قالت: (فجعلت درعي في رأسي، واختمرت، وتقنعت إزاري، ثم انطلقت على إثره حتى جاء البقيع، فقام، فأطال، ثم رفع يده ثلاث مرات، ثم انحرف). وذكرت قصة عودتها قبله. وفيه قال النبي: (فإن جبريل أتاني فأجبته. فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم)، قالت عائشة: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال: (قولي السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين وإنا إن شاء الله بكم للاحقون).[6]
تعتقد الحكومة السعودية بأن التبرك بقبور الأولياء الصالحين وتوجيه الدعاء لهم وطلب الاستعانة والمشافاة وغيرها نوع من أنواع الشرك، وعلى إثر ذلك في يوم 8 شوال 1344 هـ[7] قامت بهدم القباب التي كانت مبنية في البقيع على قبور بعض الصحابة.[8] فهدموا تلك القباب معتمدين على استنباطهم للأحاديث النبوية [9] وعلى عدم جواز التبرك بالقبور وضرورة اللجوء وتوجيه الدعاء إلى الله مباشرة بالرغم من الاعتراضات التي صدرت من بعض المسلمين حول العالم.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.