Loading AI tools
مصطلح ديني من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
المشبهة أو المجسمة هي مصطلح إسلامي يُطلَق على من يقول بأن الله جسم، أو من يشبه الله بالمخلوقات، ويُطلَق عليهم أيضًا الحشوية،[1] ومن أشهر الفرق التي تُوصف بالتجسيم والتشبيه فرق الكرامية نسبة إلى ابن كرام،[2] والسبئية نسبة إلى عبد الله بن سبأ،[3] والهشامية أصحاب هشام بن الحكم الكوفي،[4] ويُطلَق الهشامية أيضًا على أصحاب هشام بن سالم الجواليقي،[5] واليونسية أصحاب يونس بن عبد الرحمن القمِّي،[6] والبيانية أتباع بيان بن سمعان، والمغيرية أتباع مغيرة بن سعيد العجلي، والمنصورية أتباع أبي منصور العجلي، والخطابية أتباع أبي الخطاب الأسدي.[1]
تطلق بعض المذاهب، كالأشاعرة والماتريدية، مصطلح المجسمة على الأثرية والسلفية، لأنهم حسب قولهم يُثبِتون أن الله يحده العرش وأنه موجود في جهة، وأن هذا بحسب قولهم يستلزم التجسيم،[7][8][9][10][11] وترد السلفية على ذلك أنهم يثبتون الاستواء كما ورد في القرآن بلا كيف من غير تأويل[12]، وينفون أن ذلك يؤدي إلى التجسيم، فإن الله ليس كمثله شيء[13]، وكما يتهم المعتزلة كلًا من الأشاعرة والسلفية بالتجسيم.[14][15]
التشبيه في اللغة يعني إلحاق أمر بآخر لصفة مشتركة بينهما،[16] و التجسيم في اللغة هو إسناد الصفات والخصائص البشرية إلى الكائنات الأخرى مثل الآلهة، الحيوانات، الأجسام والظواهر الطبيعية[17]
مسألة التَّجسيم من المسائل العقديَّة التي كثُر الخلاف فيها،[18] حيث أن الفرق الإسلامية اختلفت في تحديد مفهوم لفظ الجسم، مما أدى إلى اختلاف المذاهب والعقائد.[15]
يُتهم الشيعة الأوائل أنهم أول من قال بالتشبيه والتجسيم، فيقول فخر الدين الرازي:[22] «اليهود أكثرهم مشبّهة، وكان بدء ظهور التّشبيه في الإسلام من الرّوافض مثل هشام بن الحكم الكوفي، وهشام بن سالم الجواليقي، ويونس بن عبد الرحمن القمي وأبي جعفر الأحول»، وهؤلاء الرجال المذكورين تعدهم الاثنا عشرية من أعيان الشيعة.[23]، ومن الزيدية من اتهم الاثني عشرية بالتجسيم، ومنهم ابن المرتضى اليماني حيث قال بأن جل الاثني عشرية على التجسيم إلا من اختلف منهم بالمعتزلة،[24] ويذكر أبو الحسن الأشعري أنّ أوائل الشّيعة كانوا مُجسّمة، ثم بيّن مذاهبهم في التّجسيم، ونقل بعض أقوالهم في ذلك، إلا أنّه يقول بأنّه قد عدل عنه قوم من متأخّريهم إلى التّعطيل،[25] ولكن شيوخ الإثني عشرية ينفون هذه الأقوال المنسوبة إليهم.[26]
ومن أشهر تلك الفرق:[1][27]
ظهرت هذه الفرقة في النصف الأول من القرن الثالث الهجري، وأشهر رجالها هو محمد بن كرام بن عراق السجستاني (ت:255 هـ)، إليه تنسب هذه الفرقة، يُتهَمون بأنهم مجسمة لاتفاقهم على إطلاق لفظ الجسم على الله تعالى، ولكنهم فسروا معناه بأنه القائم بالذات، المستغني وجوده عن غيره.[38]
يتهم كلًا من المعتزلة والأشاعرة - يتهمون - الأثرية والسلفية بالتجسيم بالرغم من نفي السلفية ذلك، فالأشاعرة ترمي السلفية بالتجسيم لإثباتهم الصفات الخبرية لله كالوجه واليد والاستواء والفوقية،[15] فيعتبرون أن ذلك يؤدي إلى التجسيم. وأما السلفية فينفون ذلك تمامًا كما يقول عثمان بن سعيد الدارمي المتوفى عام 280 هـ: "فَمِنْ أَيِّ النَّاسِ سَمِعْتَ أَنَّهُ قَالَ: جَارِحٌ مُرَكَّبٌ؟ فأشِرْ إِلَيْهِ، فَإِنَّ قَائِلَهُ كَافِرٌ، فَكَمْ تُكَرِّرُ قَوْلَكَ: جِسْمٌ مُرَكَّبٌ، وأَعْضَاءٌ وَجَوَارِحُ، وَأَجْزَاءٌ، كَأَنَّكَ تُهَوِّلُ بِهَذَا التَّشْنِيعِ عَلَيْنَا أَنْ نَكُفَّ عَنْ وَصْفِ اللهِ بِمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِي كِتَابِهِ، وَمَا وَصَفَهُ الرَّسُولُ، وَنَحْنُ وَإِنْ لَمْ نَصِفِ اللهَ بِجِسْمٍ كَأَجْسَامِ المَخْلُوقِينَ، وَلَا بِعُضْوٍ وَلَا بِجَارِحَةٍ؛ لَكِنَّا نَصِفُهُ بِمَا يَغِيظُكَ مِنْ هَذِهِ الصِّفَاتِ الَّتِي أَنْتَ ودُعَاتُك لَهَا مُنْكِرُونَ".[39]
يقال أن سبب هذه التسمية أنهم لجمعهم حشو الحديث من غير تمييز بين صحيحه وضعيفه، ويقال لأنهم أتوا مجلس الحسن البصري وتكلموا في السقط - وهو الذي لم تتم له ستة شهور في بطن أمه - فأمر بردّهم إلي حشا الحلقة - أي طرفها - فسُمّوا بالحشوية.[40]
وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم،[41] فعند أبي حامد الغزالي هم من أثبتوا الجهة فيقول:[42] «أما الحشوية فإنهم لم يتمكنوا من فهم موجود إلا في جهة، فأثبتوا الجهة.»، وكذلك بدر الدين بن جماعة فقال:[43] «واحتج بعض الحشوية بعدم إنكار النبي بسؤاله بقوله أين الدالة على المكان»
ويقول أنصار مذهب أهل الحديث والسلفية أن هذا المصطلح لتنفير الناس عن اتباعهم، فيقول محمود شكري الآلوسي:[44] «وخصوم السلفيين يرمونهم بهذا الاسم، تنفيراً للناس عن اتباعهم والأخذ بأقوالهم، حيث يقولون في المتشابه: وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ. وقد أخطأت استهم الحفرة، فالسلف لا يقولون بورود ما لا معنى له لا في الكتاب ولا في السنة، بل يقولون في الاستواء مثلاً: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإقرار به إيمان، والجحود به كفر. إلى أن قال: والمقصود أن أهل الباطل من المبتدعة رموا أهل السنة والحديث بمثل هذا اللقب الخبيث»
نظرًا لاختلاف تعريف مصطلح التشبيه بين الفِرق؛ تتهم بعض الفرق الأشاعرة أيضًا بالتشبيه بالرغم أنهم من الفرق الذين ينكرون التشبيه، وممن اتهمهم بذلك بعض أهل الحديث، وذلك لأنهم قالوا إن لله تعالى كلاماً نفسياً، كما أن للإنسان كلاماً نفسياً، واستشهدوا بقول منسوب للأخطل وهو (إن الكلام لفي الفؤاد).[45] وقد رد الأشاعرة على ذلك بأن كلام الله لا يشبه كلام البشر، فكلام الله قديم غير مخلوق، أما كلام البشر فحادث مخلوق. كما يتهمهم ذلك بعض الشيعة والمعتزلة بسبب إثباتهم بعض الصفات، يقول المازندراني:[46] «الأشاعرة يثبتون له تعالى صفات الجسم ولوازم الجسمية ويتبرؤن من التجسيم.. وهذا تناقض يلتزمون به ولا يبالون، وهذا يدل على عدم تفطنهم لكثير من اللوازم البينة أيضاً، وعندنا هو عين التجسيم»، وكذلك ترمي المعتزلة الأشاعرة بالتجسيم لإثباتهم الصفات المعنوية لله.[15] وقد رد الأشاعرة على ذلك فقالوا: إننا ننزه الله تعالى عن مشابهة مخلوقاته في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله، ولا نثبت له صفات الأجسام بل ننفي عنه الجسمية ولوازمها، وقالوا: كل ما خطر ببالك، فالله بخلاف ذلك.[47]
يُتهَم بعض الصوفية بالتجسيم والتشبيه، حيث اتهم بعضهم أنهم قالوا أن الله تَعَالَى يَحِلُّ في مخلوقاته أو يتحد بهم، وهو ما يُسمى بوحدة الوجود،[35] ومن المُتَهمين بذلك الحسين بن منصور الحلاج (ت:309 هـ)، وشهاب الدين يحيى السهروردي (ت:587 هـ)، محي الدين بن عربي (ت:638 هـ)، ابن الفارض (ت:632 هـ)، ابن سبعين (ت:667 هـ)،[48] حيث لاقت قصيدة نظم السلوك لابن الفارض المسماة بالتائية الكبرى العديد من الاتهامات باتباع مذهب وحدة الوجود،[49][50] وكذلك اتُهِم محي الدين بن عربي بالتشبيه استنادا إلى بعض أقواله،[51] فقد قال فيه بدر الدين بن جماعة:[52] «وقوله - يعني ابن عربي - في آدم: أنه إنسان العين، تشبيه لله تعالى بخلقه، وكذلك قوله: الحق المنزه، هو الخلق المشبّه إن أراد بالحق رب العالمين، فقد صرّح بالتشبيه وتغالى فيه.»
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.