سفر من أسفار الكتاب المقدس من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
سفر دانيال هو سفر آخري من أسفار الكتاب المقدس، والذي يعود تاريخه إلى القرن الثانيقبل الميلاد، وهو يجمع بين النبوءة والتاريخ وعلم الاخرة، وهو كوني من حيث النطاق والسياسة في تركيزه.[2] وفي لغة أكثر دنيوية، هو سرد لأنشطة ورؤى دانيال، النبي اليهودي في المنفى ببابل،[3] ورسالته هي أنه مثلما أنقذ إله إسرائيل دانيال وأصدقاؤه من أعدائهم، فسوف يُنقِذُ جميع بنو إسرائيل من قمعها الحالي.[4]
صلاة عزريا وترنيمة الأبناء الثلاثة القديسين، عازار باختصار، هي مقطع يظهر بعد دانيال 3: 23 في عدة ترجمات للكتاب المقدس، بما في ذلك الترجمة السبعينية اليونانية القديمة. يتم قبول هذا المقطع كقانون من قبل بعض الطوائف المسيحية. يحتوي هذا المقطع على مكوناته الثلاثة الرئيسية، الأول: هو صلاة التوبة التي قام بها عزريا، صديق دانيال (المسمى عبدنغو بالبابلية، بحسب دانيال 1: 6-7) عندما كان الشبان الثلاثة في أتون النار. العنصر الثاني: هو وصف موجز للشخصية المتوهجة التي التقى بها في الفرن، لكنها لم تحترق بعد. والعنصر الثالث: هو الترنيمة التي غنوها عندما أدركوا خلاصهم. تكرر الترنيمة العبارة التالية: "سبحوا وسبحوا الرب فوق كل شيء إلى أبد الآبدين..."، كل منها يشير إلى سمة من سمات العالم.[9] يتم قبوله كجزء من الكتاب المقدس الموحى به من قبل الكنائس الكاثوليكيةوالأرثوذكسية، على الرغم من أن معظم المجموعات البروتستانتية تنكر إدراجه كجزء من الكتاب المقدس.
بيل والتنين أو بعل والتنين أو بال والتنين (بالإنجليزية: Bel and the Dragon)،[10] هي قصة وجزء من سفر دانيال النبي وتظهر في المخطوطات اليونانية، لكنها غير موجودة في المخطوطات العبرية. أما الأجزاء الأول والثاني من هذا السفر، فهما ترنيمة الفتية الثلاثة في أتون النار، ثم قصة سوسنة. وأقر (مجمع ترنت) (1545 - 1563) بصحة هذه القصص الثلاث واعتبرها جزءًا أصيلًا من سفر دانيال، وقد دافع عن ذلك أوريجانوس وغيره من العلماء.[10][11] تتضمن الكتب المقدسة الكاثوليكيةوالأرثوذكسية القصص كجزء من سفر دانيال، لكن الكتب المقدسة البروتستانتية عادة ما تحذفها.[12][13]
سوزانا ويطلق عيلها أحياناً سوزانا والقاضيان، هي قصة ذكرت في سفر دانيال، القصة لم تذكر في الكتاب العبري ولم يتم ذكرها في الأدب اليهودي المبكر.[14] يتم قبوله كجزء من الكتاب المقدس الموحى به من قبل الكنائس الكاثوليكيةوالأرثوذكسية، على الرغم من أن معظم المجموعات البروتستانتية تنكر إدراجه كجزء من الكتاب المقدس. كما أنها لم تعتبر جزءًا من الكتب المقدسة اليهودية،[15] على الرغم من أن القراء سوف يستجيبون ويتذكرون سوزانا ومأزقها بشكل واضح، إلا أن خاتمة القصة تؤكد ظهور دانيال كشخصية شابة من الحكمة. ولهذا السبب، تضع بعض النسخ اليونانية القديمة سفر سوزانا قبل دانيال.[16]
تحتاج هذه المقالة كاملةً أو أجزاءً منها إلى تدقيق لغوي أو نحوي. (مارس 2019)
التطور
من المقبول عموماً أن سفر دانيال نشأ كمجموعة من الحكايات الآرامية، والتي توسّعت في وقت لاحق بنصوص عبرية.[17] هذه الحكايات ربما كانت في الأصل مُستقلة، ولكن التجميع المعدل كُوِّن على الأرجح في القرن الثالث، أو أوائل القرن الثاني قبل الميلاد.[18] الإصحاح الأول تم تكوينه (بالآرامية) في هذا الوقت بمثابة مقدمة موجزة لتقديم سياق تاريخي، والتعريف بشخصيات الحكايات، وشرح كيف جاء دانيال وأصدقاؤه إلى بابل.[19] رؤى الإصحاحان من 7-12 تمت إضافتها بعد ذلك، وترجم الإصحاح الأول إلى اللغة العبرية في المرحلة الثالثة عندما كونت النسخة الأخيرة من الكتاب.[19]
التأليف
سفر دانيال هو واحد من عدد كبير من الرؤى النبوئية اليهودية، والتي كتبت جميعها باسم مستعار.[20] القصص في النصف الأول هي من أصول أسطورية، بينما رؤى النصف الثاني هي من إنتاج مؤلفين مجهولين في فترة المكابين (القرن 2 قبل الميلاد).[6]
على الرغم من أن الكتاب بأكمله كان قد نسب تقليدياً إلى دانيال، الإصحاحان من 1-6 تروى من قبل راوٍ مجهول، باستثناء الإصحاح 4 الذي هو في شكل رسالة من الملك نبوخذ نصر؛ فقط النصف الثاني (الإصحاحان من 7-12) يتم تقدميها باسم دانيال نفسه، وتعرض من قبل الراوي المجهول في الإصحاحان 7 و 10.[21] المؤلف/المحرر الحقيقي لسفر دانيال كان على الأرجح مثقف يهودي على دراية بالعلوم اليونانية وذو مكانة عالية في مُجتمعهِ. الكتاب هو نتاج دوائر «الحكمة»، ولكن نوع الحكمة هو mantic (اكتشاف الأسرار السماوية من خلال العلامات الدنيوية) بدلا من حكمة التعلم— والمصدر الرئيسي للحكم في دانيال هو «وحي الله».[22][23]
من المعتقد أن اسم دانيال اختير كبطل السفر لأن له سمعة كحكيم في التقليد العبري.[24] ذكره حزقيال، الذي عاش خلال فترة المنفى البابلي، مع نوحوأيوب (حزقيال 14:14) كشخصية ذات حكمة أسطورية (28:3)، ويظهر بطل اسمه دانيال في أسطورة في أواخر الألفية الثانية من أوغاريت.[25]
تحديد التاريخ
نبوءات دانيال دقيقة وصولاً إلى مسيرة (أنطونيو الرابع) ملك سوريا ومضطهد اليهود، ولكن ليست دقيقة في التنبؤ بوفاته: يبدو أن المؤلف يعرف عن حملتي (أنطونيو) في مصر (169، 167 قبل الميلاد)، تدنيس المعبد، تحصين Akra (قلعة بنيت داخل القدس)، ولكن يبدو أنه لا يعرف شيئاً عن إعادة بناء المعبد أو عن الظروف الفعلية لموت (أنطونيو) في أواخر 164 قبل الميلاد. لذلك، فالإصحاحان من 10-12 يجب أن تكون قد كتبت بين 167 و164 قبل الميلاد. لا يوجد دليل على فاصل زمني كبير بين تلك المذكورة والإصحاحان من 8 و 9، والإصحاح 7 ربما قد كتب قبل أشهر قليلة فقط من ذلك.[26]
مزيد من الأدلة حول ذلك التاريخ توجد في حقيقة أن سفر دانيال هو مستبعد من أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس العبري، والتي تم تحديدها وإغلاقها حوالي 200 قبل الميلاد، وحكمة سيراخ، التي يرجع تاريخها إلى حوالي 180 قبل الميلاد، تعتمد تقريباً على كل كتاب من كتب العهد القديم ما عدا سفر دانيال، مما دفع العلماء للاستنتاج أن الكاتب لم يكن على علم بالسفر. دانيال، مع ذلك، يتم الاستشهاد به في قسم من نبوءات سيبيل، والتي عادة ما يتم تحديد تاريخها إلى منتصف القرن 2 قبل الميلاد، وكان معروفاً في قمران في نفس الوقت، مما يدل على أن السفر كان معروفاً بداية من منتصف هذا القرن.[27]
يمكن تقسيم السفر إلى جزئين: الأول تاريخي (الإصحاح الأول إلى السادس)، والثاني نبوي (الإصحاح السابع إلى الثاني عشر). ومع ذلك، يُلاحظ أن الإصحاح الثاني يدخل في القسم النبوي متفقًا مع الإصحاح السابع. ويُعتقد بأن الإصحاحين الثاني والسابع يعطون فكرة عن القوى العالمية، بينما يُعتبر الإصحاحان الثالث والسادس يعطيان فكرة عن مقاومة هذه القوى العالمية لشعب الله. ويُعتبر الإصحاح التاسع المحوري، حيث يتنبأ عن ميعاد مجيء المسيح وصلبه، ثم يتنبأ في (11:36 و12:7) عن الآلام التي سيعاني منها شعب الله في النهاية ومجيء ضد المسيح والقيامة من الأموات.
ومما يتميز به هذا السفر أنه خليط من اللغتين العبريةوالآرامية الغربية، وفيه أيضا أكثر من اثني عشر كلمة مشتقة من الفارسية.
وتختلف النسخة الماسوريتية عن السبعينية ببعض الفقرات المضافة مثل (أنشودة الأطفال الثلاثة) و (بل والتنين).
سماه السيد المسيح دانيال النبي أي أن الله هو الذي أوحي له أو أعلن له ما قاله (مت 24: 15) وقارن هذه الآية مع (دا 9: 27، 11 :31، 12: 11)
وقارن أيضًا حديث السيد المسيح عن الضيق في آخر الأيام (مت 24: 21) مع نبوة دانيال (12: 1)
وقارن أيضًا حديث السيد المسيح حين يصف مجيئه على السحاب (مت 24: 30) مع (دا 7: 13) وأشار لهذا أيضًا في حديثه مع رئيس الكهنة (مت 26: 64)
بل أن المسيح كان يطلق على نفسه لقب ابن الإنسان كما قاله دانيال (دا 7: 13) وكانت الآيات (دا 7: 13 - 14) هي الأساسي لما استعمله المسيح في وصف مجيئه الثاني (مت 10: 23، مت 16: 27 - 28، مت 25: 31)
ويضاف لذلك أن وصف القيامة في (يو 5: 28 - 29) ما قيل في (دا 12: 2)
Hill، Andrew E. (2009). "Daniel". في Garland، David E.؛ Longman، Tremper (المحررون). Daniel—Malachi. Zondervan. ISBN:9780310590545. مؤرشف من الأصل في 2020-03-29.