Remove ads
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
حرب أوسيتيا الجنوبية هي حرب بين جورجيا وروسيا وجمهوريّتي أوسيتيا الجنوبية وأبخازيا. وقعت أحداث الحرب في شهر أغسطس من عام 2008، بعد فترة من تدهور العلاقات بين روسيا وجورجيا، وهما إحدى الدول المؤسسة للاتحاد السوفيتي سابقًا. دار الصراع في منطقة مهمةٍ جدًا من الناحية الاستراتيجية ضمن منطقة جنوب القوقاز. تُعد هذه الحرب أول حرب أوروبية في القرن الحادي والعشرين.[note 1]
حرب أوسيتيا الجنوبية 2008 | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
جزء من النزاع الجورجي الأوسيتي والصراع الجورجي الأبخازي | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
روسيا أوسيتيا الجنوبية أبخازيا |
جورجيا mpri [الإنجليزية] القوميين الأوكرانيين | ||||||||
الخسائر | |||||||||
القتلى | 229 [3] | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
أعلنت جمهورية جورجيا استقلالها في مطلع العام 1991، حينما كان الاتحاد السوفيتي يمرّ بفترة الانهيار. اندلعت حربٌ بين جورجيا والانفصاليين إبان تلك الفترة، وأدت تلك الحرب إلى خضوع أجزاءٍ من أوبلاست أوسيتيا الجنوبية ذاتي الحكم في أيدي روسيا بحكم الأمر الواقع، وهي التي دعمت الانفصاليين على الرغم من غياب الاعتراف العالمي. تمركزت لجنة المراقبة المشتركة عقب الحرب في المنطقة، وتألّفت هذه اللجنة من قوات روسية وجورجيّة وأخرى تابعة للانفصاليين. نشَأت في منطقة أبخازيا أزمةٌ مشابهة حين شنّ الانفصاليون الأبخازيّون حربًا بين عامي 1992 و1993.[4] بدأ تدهور العلاقات الروسية الجورجية بعد انتخاب فلاديمير بوتين رئيسًا في روسيا عام 2000، وتغيُّر النظامِ السياسي في جورجيا عقب ثورة الزهور في عام 2003، فتحوّل الوضع إلى أزمة دبلوماسية بحلول شهر أبريل من عام 2008. إثر ذلك، وبدءًا من 1 أغسطس عام 2008، بدأ الانفصاليون في أوسيتيا الجنوبية قصف القرى الجورجية، ولم تلق تلك الأفعال سوى استجابة غير منتظمة من طرف قوات حفظ السلام الجورجية في المنطقة. خرقت هجمات المدفعية التي شنّها الانفصاليون الموالون لروسيا أحكام اتفاقية وقف إطلاق النار لعام 1992، والتي نصّت على عدم السماح باستخدام هذا النوع من الأسلحة في منطقة النزاع.[5] أعلن الرئيس الجورجي ساكاشفيلي عن هدنة أحادية الجانب في مساء السابع من أغسطس عام 2008، لكنها قوبلت بموجة جديدة من هجمات انفصاليّي أوسيتيا الجنوبية على القرى الجورجية. دفعت هذه الهجمات الحكومة الجورجية إلى «استرجاع النظام دستوريًا»، وإرسال الجيش الجورجي إلى منطقة النزاع في أوسيتيا الجنوبية قبل منتصف ليلة السابع من أغسطس. استولى الجورجيون على معظم أجزاء مدينة تسخينفالي، التي كانت معقلًا للانفصاليين، في غضون ساعات.[note 2]
أصرّت جورجيا على موقفها القائل إن الجنود الروسيين عبروا الحدود الروسية الجورجية بصورة غير شرعية، قاطعين قناة روكي وصولًا إلى منطقة النزاع بحلول السابع من أغسطس قبل بدء عملية الجيش الجورجي، وهو اتهامٌ تنكره روسيا. جاء في تقرير الاتحاد الأوروبي الشهير أنه «في موقف لا يسمح له» تأكيد ادعاءات الجانب الجورجي أو إثباتها، لكنه أكّد صحة التقارير التي جاءت في وسائل الإعلام الروسية، والتي تشير إلى وجود القوات والمعدات الروسية في الجانب الجنوبي من سلسلة القوقاز ضمن أوسيتيا الجنوبية، خارج تلك الخاضعة لبعثة حفظ السلام. اتهمت روسيا الجانب الجورجي بارتكاب ممارسات عدوانية ضدّ أوسيتيا الجنوبية، وشنّت غزوًا بريًا وجويًا وبحريًا شاملًا على جورجيا في 8 أغسطس، وهي العملية التي أطلقت عليها روسيا اسم «تنفيذ السلام». حاربت قوات روسيا وأوسيتيا الجنوبية القوات الجورجية في جنوب أوسيتيا والمناطق المجاورة لها لمدة أيام، وانتهت المعارك بانسحاب القوات الجورجية. فتحت روسيا وأبخازيا جبهة أخرى عبر الهجوم على وادي كودوري الخاضع لسيطرة جورجيا. فرضت القوات البحرية الروسية حصارًا على جزءٍ من الساحل الجورجي، وهاجمت القوات الروسية الجوية أهدافًا تقع خلف منطقة النزاع، أي في أجزاءٍ غير متنازعٍ عليها ضمن جورجيا. كانت تلك أول حربٍ تتزامن فيها العمليات العسكرية مع الحرب السيبرانية. انتهت الحرب بإبرام الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، مفاوضات أدت إلى توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار في 12 أغسطس.[6]
احتلت القوات الروسية مدن زوغديدي وسيناكي وبوتي وغوري لفترةٍ مؤقتة، واحتفظت بتلك المناطق لما بعد الهدنة. دمّر سكان أوسيتيا الجنوبية معظم القرى الجورجية إثنيًا في البلاد، وكان لهم دورٌ في التطهير العرقي للجورجيين. اعترفت روسيا باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية عن جورجيا في 26 أغسطس، في حين قطعت الحكومة الجورجية العلاقات الدبلوماسية مع روسيا. أكملت روسيا سحب جنودها من المناطق الجورجية غير المتنازع عليها في 8 أكتوبر تقريبًا، ولم تتضرر علاقات روسيا مع المجتمع الدولي جراء الحرب. أدت الحرب إلى نزوح 192 ألف شخص. بقي 20,272 شخصًا، أغلبهم جورجيون، في حالة نزوح بعد انتهاء الحرب على الرغم من عودة أغلب النازحين إلى بلدهم، وتلك البيانات من عام 2014. أصدرت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عام 2021 حكمها في القضية، وأكدت أن روسيا امتلكت حينها «السيطرة المباشرة» على مناطق الانفصاليين، وكانت مسؤولة عن انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وقعت في تلك المناطق.[7][8]
تقع أوسيتيا الجنوبية وسط جورجيا من ناحية الشمال، وحدودها محاذية لجمهورية أوسيتيا الشمالية. غالبية الأوسيت في جمهورية الجنوب هم من المسيحيين. استولت روسيا على أوسيتيا كاملة عام 1878. قسمتها بعد الثورة البلشفية إلى كيانين، ألحق الشمالي بالاتحاد الروسي والجنوبي بجورجيا.
تحول جورجيا دون توحد أوسيتيا الجنوبية والشمالية. وقد بدأ التوتر في العلاقة بين أوسيتيا الجنوبية وجورجيا مع إتجاه الأخيرة إلى الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي. ومع بداية التسعينيات أعلنت أوسيتيا الجنوبية نيتها إعلان المنطقة تابعه للنفوذ الروسي، وهو ما اعترض عليه البرلمان الجورجي، لتبدأ المواجهات بين الانفصاليين في أوسيتيا والشرطة الجورجية ما أسفر عن مقتل أكثر من عشرة.
ويقول الأوسيتيون إن استقلال جورجيا مارس عليهم ضغطاً حيث فرضت الأخيرة مع بداية سنة 1991 استعمال اللغة الجورجية على كل الإدارات الأوسيتية وهذا يشكل تحديا بالنسبة للزعماء الانفصاليين الذين يطالبون باستعمال اللغة الأوسيتية في منطقتهم.
وعرفت نهاية سنة 1991 توتراً شديداً في العلاقة بين الجانبين، حيث تعرض عدد من القرى في أوسيتيا الجنوبية إلى الإحراق والتدمير وسقوط عدد من القتلى، وبالمثل فقد رحلت عن أوسيتيا أعداد كبيرة من الجورجيين في إتجاه مناطق بعيدة.
وتوقفت أعمال العنف سنة 1992 وتوصل الجانبان إلى اتفاق سلام بينهما لكنه يبقى هشاً. ومع تجدد المواجهات منذ سنة 2004، وذلك بالرغم من قيام الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي سنة 2005 بعرض رؤية بلاده لحل الأزمة مع أوسيتيا في المحافل الدولية. وقد أعلنت أوسيتيا نيتها إجراء استفتاء لتقرير المصير سنة 2006 وهو ما رفضته جورجيا بشدة، واعتبرته روسيا من ناحية أخرى تعبيرا حراً لإرادة الاستقلال. وفي سعيها إلى دعم استقلالها عرفت أوسيتيا إتجاهاً إلى إقامة انتخابات رئاسية، حيث قاد اتحاد إنقاذ أوسيتيا الجنوبية الذي تأسس سنة 2006 انتخابات رئاسية في السنة نفسها جائت بالرئيس ديمتري ساناكويف.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.