Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تُشير عملية حفظ السلام (بالإنجليزية: Peacekeeping) إلى الأنشطة الرامية إلى تهيئة الظروف المؤاتية للسلام الدائم.[1] وتخلص البحوث عموماً إلى أن عمليات حفظ السلام تقلل من وفيات المدنيين وتقلل من خطر تجدد الحرب. وبتعريف آخر، هو نشاط سياسي وعسكري، ينطوي على التواجد في الميدان، بموافقة الطرفين، لتنفيذ أو مراقبة الترتيبات المتعلقة بالسيطرة على الصراعات (وقف إطلاق النار، والفصل بين القوات)، وحلها سواءً الجزئي أو تسويات شاملة، وكذلك لحماية إيصال المساعدات الإنسانية.
تملك الأمم المتحدة مجموعة من حكومات ومنظمات الدول القومية، حيث المسؤولين عن عملية حفظ السلام يرصدون ويراقبون عمليات السلام في مناطق ما بعد الصراع على الصعيد الدولي، وقد يساعدون المقاتلين السابقين على تنفيذ التزامات اتفاق السلام التي اطلعوا بها. وقد تأتي هذه المساعدة بأشكال عديدة، بما في ذلك تدابير بناء الثقة، وترتيبات تقاسم السلطة، والدعم الانتخابي، وتعزيز سيادة القانون، والتنمية الاقتصادية والاجتماعية. وبناء على ذلك، يمكن أن تشمل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الجنود وضباط الشرطة والموظفين المدنيين.
لا ينبغي الخلط بين عملية حفظ السلام وبين تحقيق السلام.
يشمل حفظ السلام مجموعة مختلفة من العمليات، وقد ميزت بيج فورتنا في كتابها «هل ينفع حفظ السلام؟» بين أربعة أنواع مختلفة من عمليات حفظ السلام، والأهم من ذلك، تأثر هذه الأنواع من البعثات وإجراءاتها بشدة بالولاية المأذونة لها.[2] تتبع ثلاثة من هذه الأنواع نمط المهام القائمة على الموافقة، أو ما يدعى بمهام «الفصل السادس» بينما يدعى النوع الرابع بمهام «الفصل السابع». تندرج مهام الفصل السادس ضمن المهام القائمة على الموافقة، لذا تتطلب موافقة الفصائل المتحاربة المنخرطة من أجل العمل. تُجبر بعثة حفظ السلام على الانسحاب، إذا فقدت الموافقة. لا تتطلب بعثات الفصل السابع الموافقة، على الرغم من إمكانية الحصول عليها، إذ لا تضطر إلى الانسحاب إذا فقدت الموافقة في أي وقت كان.
كانت عمليات حفظ السلام خلال الحرب الباردة، عمليات فصل بطبيعتها، لذا أشير إليها كعمليات حفظ سلام تقليدية. نُشرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في أعقاب الصراع بين الدول، من أجل العمل كحاجز بين الفصائل المتحاربة وضمان الامتثال لشروط اتفاقية السلام المعمول بها. كانت البعثات قائمة على الموافقة، والمراقبون غير مسلحين في أغلب الأحيان، كما كان الحال مع هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة في الشرق الأوسط، ووساطة الأمم المتحدة في نزاع كشمير بين الهند وباكستان. كان البعض الآخر مسلحًا، مثل قوة الطوارئ الأولى التابعة للأمم المتحدة، والتي تأسست أثناء أزمة السويس. نجحت هذه العمليات إلى حد كبير في هذا الدور.
اتّبعت الأمم المتحدة في حقبة ما بعد الحرب الباردة نهجًا أكثر دقة ومتعدد الأبعاد لحفظ السلام. وضع الأمين العام آنذاك بطرس بطرس غالي تقريرًا لعام 1992، في أعقاب الحرب الباردة، وشرح بالتفصيل مفاهيمه الطموحة للأمم المتحدة وحفظ السلام عمومًا. وصف التقرير الذي حمل عنوان «أجندة للسلام» مجموعة إجراءات متعددة الأوجه ومترابطة، هدفت إلى استثمار فعال لدور الأمم المتحدة في السياسة الدولية بعد الحرب الباردة. شمل ذلك استخدام الدبلوماسية الوقائية، وفرض السلام، وصنع السلام، وحفظ السلام، وإعادة الإعمار بعد الصراع.
في سجل الأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، يلخص «مايكل دويل» و«نيكولاس سامبانيس» تقرير بطرس غالي على النحو التالي: الدبلوماسية الوقائية، وتدابير بناء الثقة مثل بعثات تقصي الحقائق، وتفويضات المراقبين، والنشر المحتمل لقوات الأمم المتحدة كإجراء وقائي من أجل تقليص احتمالات العنف و النزاعات أو خطر وقوعها وبالتالي زيادة احتمالات السلام الدائم.
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.