Loading AI tools
ثوري جزائري من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العربي بن مهيدي (1341 - 1376هـ /1923م-1957م) الملقب أيضا بـ «العربي الحكيم»، أو«جان مولان الجزائري» هو ثوري وشهيد جزائري، ومن أبرز شخصيات الثورة التحريرية، ولد في أحواز مدينة عين مليلة (التابعة حاليا لولاية أم البواقي) و أعدم بلا محاكمة بعد التعذيب على يد بول أوساريس. كان قائد الولاية العسكرية الخامسة في وهران. أصبحت صورته وهو يبتسم خلال القبض عليه من طرف الجيش الفرنسي رمزا للمقاومة ورفض الاستسلام. في الأول من نوفمبر 2024، الذكرى السبعين لاندلاع الثورة الجزائرية، أقر الرئيس الفرنسي ماكرون بمقتله، بعد أن كانت الرواية الفرنسية منذ 67 عامًا تصرح أنه قد انتحر في زنزاته.
العربي بن مهيدي | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | 1923 عين مليلة |
الوفاة | 4 مارس 1957 مدينة الجزائر |
سبب الوفاة | إعدام بلا محاكمة |
مكان الدفن | مقبرة العالية |
قتله | بول أوسارس |
الجنسية | جزائري |
الديانة | الإسلام |
الحياة العملية | |
التعلّم | مستوى ثانوي |
المهنة | قائد ناحية عسكرية إبان الثورة التحريرية |
الحزب | حزب الشعب الجزائري |
اللغات | الشاوية، والفرنسية، والعربية |
الخدمة العسكرية | |
المعارك والحروب | |
تعديل مصدري - تعديل |
هو ابن عبد الرحمان بن مسعود العربي بن مهيدي و أمه عائشة قاضي بنت حمو، من مواليد سنة 1923م بـمشتة الحدادة، بدوار الكواهي الذي يبعد عن مدينة عين مليلة بـ 10 كيلومتر.[1] كان العربي بن مهيدي ملتزما بواجباته الدينية والوطنية، إلا أن هذا لم يمنعه من حب الفن فكان يهوى أغاني المطربة فضيلة الجزائرية. وكان أيضا يحب الموسيقى خاصة الأندلسية منها مما جعله عطوفا حنونا، كما كان يكثر من مشاهدة الأفلام ولاسيما الأفلام الحربية والثورية كالفيلم الذي يدور محتواه حول الثائر المكسيكي زاباتا فاتخذ هذا الاسم كلقب سري له قبل اندلاع الثورة، مثلما كان يلقب أيضا بالعربي البسكري والحكيم، كان بن مهيدي يهوى المسرح والتمثيل، فقد مثل في مسرحية "في سبيل التاج" التي ترجمها إلى اللغة العربية الأديب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي وكانت مسرحيته مقتبسة بطابع جزائري يستهدف المقتبس من خلالها نشر الفكرة الوطنية والجهاد ضد الاستعمار. كان ابن مهيدي لاعبا في كرة القدم فكان أحد المدافعين الأساسيين في فريق الاتحاد الرياضي الإسلامي لبسكرة الذي أنشأته الحركة الوطنية، ولقد كان هذا الرجل يستعمل كل الأساليب العصرية والحديثة لخدمة الجزائر التي فداها بدمه وروحه فقد كان رمز الرجل الذي يحب وطنه ويلتزم بمبادئ دينه ويعيش عصره وينظر إلى المستقبل ويفكر في كيفية بنائه، وقد كتب عنه أحد العارفين به في عدد 20 أغسطس 1957 من جريدة المجاهد التي كانت تتحدث باسم الثورة الجزائرية آنذاك يقول إنه "شاب مؤمن، بر وتقي، مخلص لدينه ولوطنه، بعيد كل البعد عن كل ما يشينه. كان من أقطاب الوطنية ويمتاز بصفات إنسانية قليلة الوجود في شباب العصر، فهو من المتدينين الذين لا يتأخرون عن أداء واجباتهم الدينية، لا يفكر في شيء أكثر مما يفكر في مصير بلاده الجزائر، له روح قوية في التنظيم وحسن المعاملة مع الخلق ترفعه إلى درجة الزعماء الممتازين. رجل دوخ وأرهق الاستعمار الفرنسي بنضاله وجهاده على بلاده ودينه.
في عام 1942 انضمّ لصفوف حزب الشعب الجزائري بمكان إقامته، حيث كان كثير الاهتمام بالشؤون السياسية والوطنية، في 8 مايو 1945 وكان من بين المعتقلين ثم أفرج عنه بعد ثلاثة أسابيع قضاها في الاستنطاق والتعذيب بمركز الشرطة. عام 1947 كان من بين الشباب الأوائل الذين التحقوا بصفوف المنظمة الخاصة حيث ما لبث أن أصبح من أبرز عناصر هذا التنظيم وفي عام 1949 أصبح مسؤول الجناح العسكري بسطيف وفي نفس الوقت نائبا لرئيس أركان التنظيم السري على مستوى الشرق الجزائري الذي كان يتولاه يومذاك محمد بوضياف، وفي عام 1950 ارتقى إلى منصب مسؤول التنظيم بعد أن تم نقل محمد بوضياف للعاصمة. بعد حادث مارس 1950 اختفى عن الأنظار وبعد حل المنظمة عيّن كمسؤول الدائرة الحزبية بوهران إلى 1953. وعند تكوين اللجنة الثورية للوحدة والعمل في مارس 1954 أصبح من بين عناصرها البارزين ثم عضوا فعالا في جماعة 22 التاريخية.
لعب بن مهيدي دورا كبيرا في التحضير للثورة المسلحة، وسعى إلى إقناع الجميع بالمشاركة فيها، وقال مقولته الشهيرة ألقوا بالثورة إلى الشارع سيحتضنها الشعب وأيضا أعطونا دباباتكم وطائراتكم وسنعطيكم طواعية حقائبنا وقنابلنا، وأصبح أول قائد للمنطقة الخامسة وهران. كان الشهيد من بين الذين عملوا بجد لانعقاد مؤتمر الصومام التاريخي في 20 أوت 1956 إذ كان هو الكاتب العام للمؤتمر[2][3][4]، عّين بعدها عضوا بلجنة التنسيق والتنفيذ للثورة الجزائرية (القيادة العليا للثورة)، قاد معركة الجزائر بداية سنة 1956.
تختلف الآراء وتتنوع الروايات حول الأحداث الغامضة التي أدت إلى اعتقال العربي بن مهيدي، وكيفية اكتشاف مكان اختبائه. بقيت الحقيقة محل نقاش بين المؤرخين حتى اليوم، خاصة مع عدم استعداد فرنسا لفتح الأرشيف المتعلق بفترة الاحتلال.
تم الإعلان عن اعتقال العربي بن مهيدي رسميًا في 23 فبراير1957 من قبل فِرْقَة المظليين الفرنسيين بقيادة بيجار، فيما كشف بول أوساريس عام 2001 في مذكراته أن الاعتقال قد حدث في الواقع أسبوعًا قبل الإعلان الرسمي أي بين 15 و 16 فيفري 1957.[5]
بعد أن قُبض على العربي بن مهيدي، نُقل إلى مركز قيادة العقيد بيجار مُكبل اليدين، وهناك تعرض لسلسلة من الاستجوابات من قبل ضابط الاستعلامات حول أسباب اندلاع الثورة التحريرية وتنظيم جيش وجبهة التحرير الوطني لكنه رفض الإجابة. تم تفتشيه فيمَا بعد فلم يجدوا شيئا سوى أرضية (وثيقة) مؤتمر الصومام.[6]
قتل تحت التعذيب ليلة الثالث إلى الرابع من مارس 1957.[7] قال فيه الجنرال الفرنسي مارسيل بيجار بعد أن يئس هو وعساكره أن يأخذوا منه اعترافا أو وشاية برفاقه بالرغم من العذاب المسلط عليه لدرجة سلخ جلد وجهه بالكامل وقبل اغتياله رفع بيجار يده تحية لابن مهيدي ثم قال: «لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لغزوت العالم». في عام 2001 اعترف الجنرال الفرنسي بول أوسارس لصحيفة لو موند أنه هو من قتل العربي بن مهيدي شنقاً بيده.[8]
اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمقتل العربي بن مهيدي في بيان رسمي نشرته الرئاسة الفرنسية يوم 1 نوفمبر 2024، بمناسبة الذكرى السبعين لاندلاع ثورة التحرير الجزائرية. وكان هذا بناءً على اقتراح من المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا، بعد أن كانت النسخة الرسمية الفرنسية تصر على أنه قد انتحر في زنزانته بعض القيض عليه، على الرغم من اعتراف الجنرال الذي أعدمه في عام 2001. وقد اعترف الرئيس الفرنسي أيضًا في سبتمبر 2018 بمقتل موريس أودان وعلي بومنجل في 2021 تحت تعذيب الجيش الفرنسي.[9]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.