Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الطبقة الغنية في المجتمعات المعاصرة هي طبقة اجتماعية تتألف من أغنى أفراد المجتمع، وهم أيضا يتمتعون بنفوذ وقوة سياسية. تتكون الطبقة الغنية عموماً من الأثرياء وهم ما يقارب 1-2% من السكان، ويتميزون بثروة ضخمة (تتمثل في العقارات) والتي تتوارث من جيل إلى جيل.[1] وعادة ما يستخدم هذا المصطلح إلى جانب الطبقة المتوسطة والطبقة العاملة كجزء من النموذج الثلاثي في الهرم الاجتماعي.
في بعض الثقافات أفراد الطبقة الغنية لا يحتاجون للعمل للعيش، بل أنهم يحصلون على المال من كسب أو توارث الاستثمارات وغالبا ما تكون عقارات فعلية. وأيضا أفراد الطبقة الغنية قد يملكون مال فعلي أقل من التجار. ووضع الطبقة الغنية عادة ما يكون مستمد من الوضع الاجتماعي لعائلة الشخص وليس من إنجازاته وثروته الشخصية. وأن عدد كبير من أفراد الطبقة الغنية يكونون من الأتراف والأسر الحاكمة وأصحاب المناصب وكهنة الدين، وهؤلاء الناس يكونون منذ ولادتهم على وضعهم الاجتماعي وتاريخيا لا يمكن تخطي حدود الطبقات. وأنه لمن الصعب لفرد ما أن يتقدم في الطبقة بسبب بنية المجتمع.
في كثير من البلدان كان مصطلح الطبقة الغنية كانت مرتبطا بملكية الأراضي الموروثة. وكانت السلطة السياسية في كثير من الأحيان في المجتمعات ما قبل الصناعية تحت سيطرة ملاك الأراضي، وعلى الرغم من عدم وجود أي عوائق قانونية لملكية الأرض لطبقات المجتمع الأخرى، وكان ملاك الأراضي الطبقة الغنية في أوروبا من النبلاء، مع أنه ليس من الضروري لأن ألقاب النبالة اختلفت من بلد إلى آخر. وكانت بعض الطبقات الغنية ليس لها أي صلاحيات مثل: سزلاشتا في الكومنولث البولندي الليتواني.
في المملكة المتحدة تتكون الطبقة الغنية من الأرستقراطيون من العائلات النبيلة الذين يملكون مناصب موروثة. نشأت غالبية الأسر الارستقراطية من طبقة التجار، وكانت بين القرن الرابع عشر والتاسع عشر.[2] ومنذ الحرب العالمية الثانية. وأصبح هذا المصطلح يضم الأغنياء والأقوياء من الطبقات الإدارية والمهنية.[3]
في الولايات المتحدة تشير الطبقة الغنية إلى الأغنياء، وغالبا ما تتألف من أصحاب التأثير والثروة، ومن هذا المنطلق فإن الولايات المتحدة تختلف عن بلدان أخرى مثل المملكة المتحدة، بأنها عضوية الطبقة الغنية تعتمد على عوامل أخرى. وتشكل الطبقة الغنية الأمريكية أقل من 1% من السكان، أما الباقي فهم 99% من السكان ويكونون من الطبقة المتوسطة أو الطبقة العاملة. الميزة الرئيسية للطبقة الغنية هي قدرة أفرادها على الحصول على دخل ضخم من الثروة من خلال الاستثمار وإدارة الأموال عوضا عن انخراطهم في العمل المأجور.[4][5][6] ومن الأشخاص الذين يصنفون من الطبقة الغنية هم رجال الأعمال الناجحين وكبراء الإداريين التنفيذيين والسياسيين والمستثمرين في البنوك وبعض المحاميين والأطباء والذين ورثوا ثروات وأصحاب رؤوس الأموال المشاهير وتم هذا التصنيف من علماء الاجتماع المعاصرين مثل: جيمس هانسلن أو دنيس جيلبرت. وقد تكون هناك اختلافات بين مكانة أسر الطبقة الغنية، وعلى سبيل المثال ممثلين الدرجة الأولى قد لا تكون لهم هيبة مثل رئيس الولايات المتحدة. وحتى الآن جميع أفراد هذه الطبقة مؤثرين وأثرياء.
ومنذ عام 1970 في الولايات المتحدة كان هناك ظلم كبير في الحصول على الدخل، وكان أكثر من 1% يحصلون على دخل أكبر من باقي أفراد المجتمع.[7][8][9] ويعتقد علماء الاجتماع مثل آلان جرينسبان أن هذه تعد مشكلة للمجتمع وأضاف أن هذا التوجه مقلق للغاية.[10][11]
ونقلا عن كتاب «من يحكم أمريكا؟» للكاتب ويليام دومهوف يقول أن توزيع الثروة في أمريكا يعد تسليط ضوء رئيسي لتأثير الطبقة الغنية. وأكثر من 1% من الأمريكيون يملكون ما يقارب 34% من الثروة في الولايات المتحدة. بينما 80% يملكون ما يقارب 16% من الثروة. ويعرض هذا التفاوت الكبير التوزيع الغير متكافئ للثورة في أمريكا من حيث القيمة المطلقة.[12]
أفراد الطبقة الغنية في المجتمع الأمريكي عادة ما يكونون مثقفين وحصلوا على تعليم استثنائي سابق.[13] الآباء الأغنياء يعملون جاهدين لكي يضمنوا ان يكون أطفالهم أفراد من الطبقة الغنية عندما يكبرون. ويحرصون على تسجيلهم في المدارس الراقية من رياض الأطفال والمدارس الابتدائية ومن ثم إلى المدارس المتوسطة الخاصة وبعدها المدارس الثانوية وأخيرا إلى جامعات رابطة اللبلاب.[13] ومن مميزات التحاقهم إلى هذه المدارس الراقية هو جودة التعليم فيها. المعلمين في المدارس الراقية صارمين وشديدين مما يجبر الطلاب على أن يصبحوا حازمين وناجحين.[14] فأفراد الطبقة الغنية عند التحاقهم إلى جامعات مثل جامعات رابطة اللبلاب يكون لديهم الفرصة أيضا للانضمام إلى النوادي والأخويات. أنشأ طلاب جامعة ييل نادي «سكل اند بونز» الاجتماعي. وكان هذا النادي تجمع سري ومن بين الأعضاء جورج بوش الأب، واكتسب أعضاء هذا النادي قيمة اجتماعية بانضمامهم إليه.[15]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.