Loading AI tools
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الترست (بالإنجليزية: Trust)[1][2][3]، هو مصطلح لأبرز نظام وقفي في الغرب، وله في اللغة الإنجليزية معانٍ عديدة، ولكن فيما يتصل بالعمل الخيري، يُعتبر هذا المصطلح هو الأقرب لمفهوم الوقف،[4] ومن الثابت أن الترست في الغرب، نشأ بعد الحروب الصليبية، وكان في البداية مجرد حكم قضائي، ثم سُمي: (الترست)، بعد أن انتشر العمل به، ثم تطور فلم يقتصر على الأراضي الزراعية، بل توسع إلى أغراض أخرى،[3] ويقوم على أربعة أركان أساسية: المانح، الموثوق به، المستفيد، عين الترست،[2] وله خصائص ومزايا، انفرد بها عن غيره من أنظمة الوقف الأخرى،[5][6] والترست في الغرب ليس كالوقف في الإسلام، فهو يختلف عن الوقف في بعض شروط إنشاءه وأهدافه، وكيفية إدارته، ويتفق معه في الشمول لكثير من النواحي التعليمية والصحية والاجتماعية، والسعي لخدمة الفقراء والمحتاجين، والإسهام في الجانب العلمي والحضاري.[2]
هذه مقالة غير مراجعة. (أكتوبر 2023) |
الترست: علاقة أمانة، يعهد من خلالها شخص، لشخص آخر الإشراف على مال مخصوص، وذلك لمصلحة طرف آخر مستفيد،[7] وهو "التزام يُنْشِئه شخصٌ بإرادته المنفردة، معلناً تخصيص مال يملكه لمنفعه الغير".[8]
وأما بالمعنى المتصل منه بالعمل الخيري، فهو قريب من الوقف في الإسلام، وأكثر ما يُطلق مصطلح الترست في الغرب على عملية الممتلكات بواسطة الأمين لصالح الورثة، فهو يشبه الوقف الذري في الفقه الإسلامي.[9]
يعود ظهور الترست في أوروبا إلى العصر الوسيط بإنجلترا، إذ كان الأمراء يفرضون ضرائب عالية على الورثة عند وفاة مورِّثهُم، مما أدَّى إلى إحداث الترست في القرن الثاني عشر ميلادي، من أجل التهرب من الضرائب، وبمقتضى ذلك يقوم المالك باختيار أقرب أصدقائه أو أقربائه، فيخوله حقوق المالك القانوني على أمواله، مع تعهّد الصديق والتزامه لشروط العقد الذي عُرِف باسم: "عقد المنافع"، وفي عهد الملك "هنري الثامن"، عام 1536م صدر قانون المنافع، الذي فوّت على الملاك التهرب من الضرائب، فلجأوا إلى عقد "الترست"، الذي يحفظ للأمين بالملكية القانونية للمال مع إشراك غير الورثة في الانتفاع بمال الترست خاصة الفقراء والمحتاجين".[7]
ثم في نهاية القرن السابع عشر وبتشجيع من الدول الملكية، انتعش الترست في بريطانيا، وأُنشأت المؤسسات الخيرية المدارس والجامعات والمستشفيات وغيرها، واستمر هذا الانتعاش وتطور في القرن الثامن عشر، إضافة إلى أن القانون البريطاني كان له دور في سن تشريعات جديدة لتنظيم الترست –الأمانات الخيرية-،[إنج 1] ومن ثم تم إقامة مؤسسات بريطانية خيرية، ومنها: (ترست) الجامعة الاسكتلندية عام 1907م، و(ترست) –كارنجي-، الذي أنشاءه بقيمة 10 مليون دولار أمريكي، في صورة سندات أمريكية لشركة الصلب، وغيرها من المؤسسات، إلا أنها كانت المؤسسات البريطانية وبشكل عام صغيرة الحجم، مما يشير إلى دورها الضعيف في ذلك.[10]
وأما في الولايات المتحدة الأمريكية، فلم تكن تحظى الأمانات الخيرية –الترست- برعاية ولايات الدولة المختلفة، حتى نهاية القرن التاسع عشر، بعد قيام الحكومة الفيدرالية، التي أزالت كافة أشكال المنع والحظر على المؤسسات الخيرية –الترست-،[إنج 2] ثم بعد الحرب العالمية وقيام الثورة الشيوعية في روسيا، والتي مثلت خطراً على رجال المال والصناعة والسياسة بتأليب العمّال عليهم، الأمر الذي جعلهم يتجهون إلى التبرع بعشرات الملايين، وإنشاء المؤسسات الخيرية، التي تقدم خدماتها للطبقات الفقيرة والمهمشة،[4] "كما أن الضرائب التي فُرِضت على منشئات الأعمال مع إعفاء التبرعات الخيرية من هذه الضرائب، شجع رجال الأعمال على التوسع في إنشاء المؤسسات الخيرية والتبرع لها"،[11] وفيما بعد توسع العمل بنظام الترست من الوقف الزراعي إلى الأراضي والعقارات خارج القطاع الزراعي، وإلى الممتلكات المالية، مثل الأسهم والسندات، وغيرها من الأوراق المالية، وصارت له أغراض متعددة تجارية وخيرية وغير ذلك.[3]
يقوم الترست على أربعة أركان أساسية: المانح، والموثوق به، والمستفيد، وعين الترست.[2]
تنقسم صور الترست في التطبيقات الاقتصادية الغربية المعاصرة إلى ثلاثة أنواع:
وهناك تقسيم آخر للترست، من حيث الهدف له، أو كيفية إدارته، وهو كما يلي:
اشترطت القوانين الغربية، وبخاصة البريطانية على إنشاء الترست شروطاً، وتتمثل في الآتي:
المؤسسات الوقفية الخيرية –الترست- في الغرب كثيرة،[17] وتحتل ألمانيا المرتبة الثاني بعد الولايات المتحدة الأمريكية، إذ بلغ عدد –الترست- 65000 مؤسسة وقفية، وبريطانيا في المرتبة الثالثة، إذ بلغت أكثر من 9000 مؤسسة وقفية –ترست-، وعدد المتطوعين لها 22 مليون، وهذه إحصائيات لدراسة عام 2008م،[15] ونشير إلى أهم هذه المؤسسات، من حيث الإمكانيات، والموجودات والأصول المالية، وهي كما يلي:
تأسست مؤسسة INGKA الهولندية الخيرية عام 1982م من قبل رجل سويدي، يُدعى (Kamparg) وهو نفسه، الوصي على هذه المؤسسة الخيرية، وتعتبر هذه الوقفية هي المالك الحصري لـ: (207) فرع من فروع المحلات التجارية التابعة للعلامة التجارية (IKEA)، المعروفة في عالم الأثاث والتصميم والديكور، وتُقدر قيمة الترست –المؤسسة الوقفية- بـ:(37مليار دولار أمريكي)، لتكون بذلك الأغنى عالمياً من حيث الموجودات، والمعلومات عن هذه المؤسسة محدودة، ذلك أن القانون الهولندي لا يطالب المؤسسات الخيرية بنشر بياناتها، ومن أنشطتها تقديم المنح المالية للمؤسسات التعليمية.[11]
تأسست مؤسسة Ford الأمريكية الخيرية عام 1936م لأغراض تتعلق أساساً في الحصول على تسهيلات ضريبية، إلا أن المؤسسة وفي عهد (هنري فورد الأب)، عام 1947م تلقت هبات ضخمة، سمحت للمؤسسة بتوسيع أعمالها، وما زالت المؤسسة الخيرية مستمرة تحت إدارة عائلة (فورد)، أما من حيث الموجودات فتمتلك المؤسسة أصولاً، تُقدر ب (13مليار دولار)، وتتحدد أهداف ووظائف المؤسسة في منح الأموال لحقوق الإنسان ودعم السلم العالمي، ويتم ذلك بالشراكة مع الجامعات، وبالتعاون مع المؤسسات والمنظمات الخيرية والدولية.[18]
تأسست عام 1930م من قبل مؤسس شركة منتجات الإفطار( Kellogg)، حيث تبلغ حجم موجودات المؤسسة (7مليار دولار)، وتعتبر مانحة في مجال رعاية الطفولة.[11]
وتعتبر هذه المؤسسة الأكبر عالمياً من حيث الإنفاق الخيري السنوي، وهي مؤسسة مانحة للمال، إذ تقدم المنح المالية في الرعاية الصحية، ومحاربة الفقر، أما في أمريكا، فتقوم بدعم التوسع في التعليم، ومن حيث الإدارة يعتبر رجل الأعمال (بيل غيتش) وزوجته، وصديق العائلة (بافت)، الأوصياء على المؤسسة التي تُقدر موجوداتها ب: (33 مليار دولار)، ويعود الفضل لهذا الحجم إلى صديقهم، الذي قام بتبرع سخي مشروط، قدره (30 مليار دولار)، على شكل أسهم وسندات، للاستفادة من الريع في الإنفاق الخيري.[11]
تشكلت ممتلكات المفوضية العامة للكنائس في بريطانيا خلال قرون من الزمن، حيث بلغ حجم أصولها المالية (13 مليار دولار)، ويُنفق من ريع تلك الأصول على توفير مرتبات وتقاعد العاملين في المفوضية، وخاصة المبشرين منهم، كذلك في دعم الحملات التبشيرية خارج بريطانيا.[11]
وجميع ما سبق ذكره من نماذج لبعض المؤسسات الخيرية في الغرب، يدل على الدور الذي تضطلع به المؤسسات الخيرية –الترست- كصيغة للاستفادة المباشرة والفعالة من الأموال الوقفية والاسثمارية في دعم المجتمع.[إنج 5]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.