ابن بدران
عالم مسلم وفقيه حنبلي وشاعر سوري من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الْإِمَامُ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُصْطَفَى بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحِيمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بَدْرَانَ السَّعْدِيُّ(1) الدُّومِيُّ(2) الدِّمَشْقِيُّ(3) الْحَنْبَلِيُّ(4) السَّلَفِيُّ(5) الْأَثَرِيُّ(6) ويُعرف اختصارًا باسم ابْنِ بَدْرَان ( ) (1280 – 29 ربيع الأول 1346هـ / 1864 – 25 سبتمبر 1927م) فقيه أصولي حنبلي، عارف بالأدب والتاريخ، بالإضافة لاجادة الشعر. يُعد من كبار أئمة الحنابلة المتأخرين.
الشَّيخ | ||||
---|---|---|---|---|
| ||||
معلومات شخصية | ||||
اسم الولادة | عبد القادر بن أحمد بن مصطفى بن عبد الرحيم بن محمد بن عبد الرحيم بن محمد بن بدران السعدي | |||
الميلاد | 1280هـ = 1864م دوما، الدولة العثمانية | |||
الوفاة | الأحد 29 ربيع الأول 1346هـ = 25 سبتمبر 1927م (66 سنة) دمشق، الدولة السورية | |||
مكان الدفن | مقبرة الباب الصغير | |||
الإقامة | دوما (1280 – 1306هـ) دمشق (1306 – 1309هـ) مصر (1309 – غير معروف) المغرب وأوروبا (غير معروف – 1314هـ) دوما (1314 – 1318هـ) دمشق (1318 – 1320هـ) دوما (1320 – 1329هـ) دمشق (1329 – 1346هـ) | |||
مواطنة | الدولة العثمانية (1864–1918) المملكة العربية السورية (1918–1920) دولة دمشق (1920–1925) الدولة السورية (1925–1927) | |||
العرق | عربي | |||
الديانة | الإسلام | |||
المذهب الفقهي | حنبلي | |||
الطائفة | أهل السنة والجماعة | |||
العقيدة | سلفية أثرية | |||
الحياة العملية | ||||
اللقب | علَّامة الشام | |||
الحقبة | حديثة مُتأخِّرة | |||
تعلم لدى | بدر الدين الحسني، ومحمد سليم العطار، وطاهر الجزائري | |||
التلامذة المشهورون | خير الدين الزركلي، ومحمد أحمد دهمان، وفخري البارودي، ومحمد البزم | |||
المهنة | ||||
اللغات | العربية | |||
أعمال بارزة | المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل | |||
مؤلف:ابن بدران - ويكي مصدر | ||||
تعديل مصدري - تعديل |
نسبه ونشأته
نسبه
هو: «عبد القادر بن أحمد بن مُصطفى بن عبد الرَّحيم بن مُحمَّد بن عبد الرَّحيم بن مُحمَّد بن بَدْران السَّعْدي»،[3] تُعَدُّ قبيلة بني سعد التي ينتسب لها ابن بدران إحدى كبار القبائل العربية في الجاهلية ورَضِعَ النبي منهم وتسلمته حليمة السعدية فقال: «اسْتُرْضِعْتُ فِي بَنِي سَعْدِ بْنِ بكر»،[4] وعُرفت بالفصاحة.[5]
نشأته
وُلد ابن بدران في بلدة دوما في سوريا سنة 1280هـ/1864م،[6] ونشأ ابن بدران بين أسرة علمية مُحبَّة للعلم الشرعي وبين فُقهاء الحنابلة في البلدة،[7] فهذا والده أحمد بن مُصطفى أحد عُلماء بلدة دوما وجدُّه من ناحية الأم الشيخ مُصطفى بن حُسين كان أيضًا أحد عُلماء البلدة،[8] تعلَّم ابن بدران القراءة والكتابة على يد الشيخ عدنان بن محمد عدس عندما أرسله والده إلى الكُتَّاب في جامع المسيد فكان عدنان بن محمد عدس أحد الكُتَّاب فيها.[7]
طلبه للعلم
ابتدأ طلب العلم في بلدته دوما على يد مشايخها، ابتداءً بجدِّه الشيخ مصطفى بدران، ثم على يد شيخه الشيخ محمد بن عثمان الحنبلي المشهور بخطيب دوما، ثم انتقل إلى دمشق، فطلب العلم على يد محدِّث الشَّام محمد بدر الدين الحسني، وتلقّى في هذه الدار كذلك عن شيخ الشام ورئيس علمائها المحدث سليم بن ياسين العطار، كما درس علوم اللغة العربية على يد طاهر الجزائري أحد كبار علماء الشام ومصلحيها.
ثم أكبَّ على الكتب ينهل من معينها في كلّ الفنون والعلوم، فبرَع في سائر العلوم العقليَّة والأدبيَّة والرياضيَّة، وتبحَّر في الفقه والنَّحو، بيد أنّه أولى عناية خاصّة لعلم أصول الفقه، فكان علَمًا من الأعلام، عُينَّ مُفتياً للحنابلة، ومُدرساً بالجامع الأموي. بدأ يُلقي دروساً منتظمَةً في جامِع دوما الكبير، وأصبح عضوا في شعبة المعارف، التي تشكلت سنة 1309 هـ لنشر العلم والثقافة والتربية، وشحذ همم الناس على تعليم أطفالهم وإرسالهم إلى الكتاتيب والمدارس. اشترك في عهد العثمانيين بتحرير جريدة المقتبس، وكتب في صحف دمشق كالمشكاة والشام والكائنات والرأي العام. في سنة 1329 هـ أنشأ مجلة موارد الحكمة. كان متبعًا للسلف، منكرًا على البدعة، آمرًا بالمعروف ناهيًا عن المنكر، حتى ابتلي من الحكام.[9]
طلابه
تتلمذ على يديه خلقٌ كثير، من أبرزهم:
- المؤرخ خير الدين الزركلي، صاحب كتاب الأعلام.
- محمد صالح العقاد الشافعي، الذي كان يقال عنه الشافعي الصغير.
- محمد أحمد دهمان.
- محمد سليم الجندي، من أعضاء المجمع العلمي في دمشق.
- فخري بن محمود البارودي، من رجال السياسة والأدب.
مؤلفاته
بلغ عدد مؤلفاته 46 مؤلفًا، منها:[10]
- المدخل إلى مذهب الإمام أحمد بن حنبل.
- الرَّوض البسَّام في تراجم المفتين بدمشق الشَّام.
- شرح روضة الناظر لابن قُدامة.
- تعليق على لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد لابن قدامة.
- تهذيب تاريخ دمشق لابن عساكر «يقع في ثلاثة عشر مجلداً».
- تاريخ دوما منذ فجر الدولة العباسية حتى القرن الرابع عشر الهجري.
- الآثار الدمشقية والمعاهد العلمية.
وفاته
ضعف بصر ابن بدران قبل الكهولة، وأصيب آخر حياته بمرض الفالج، وتوفي في ربيع الثاني عام 1346 هـ الموافق 1928م، ودفن في مقبرة الباب الصغير بدمشق.
أقوال العُلماء فيه
المؤيِّدون
- يصف العلَّامة عبد الرَّزاق بن حسن البيطار (ت 1335هـ) ابن بدران قائلًا: «الأديب الكامل، والأريب العالم العامل»[11]
- قال الأديب محبُّ الدِّين الخطيب (ت 1389هـ): «وهو من أفاضل العُلماء، تلقَّى العلم عن المشايخ مُدَّة خمس سنوات، ثُمَّ انصرف إلى تعليم نفسه بنفسه، فكان من أهل الصَّبر على التَّوسُّع في اكتساب المعارف من العُلُوم الشَّرعيَّة والأدبيَّة والعقليَّة والرِّياضيَّة»[12]
- قال الأُستاذ خير الدِّين الزِّرِكْلي (ت 1396هـ): «فقيهٌ، أصوليٌّ، حنبليٌّ، عارفٌ بالأدب والتَّاريخ، له شعرٌ..كان حسن المُحاضرة، كارهًا للمظاهر، قانعًا بالكفاف، لا يُعْنَى بملبسٍ أو بمأكلٍ، يصبغ لحيته بالحنَّاء، وربَّما ظهر أثر الصَّبغ أطراف عمامته، ضعف بصره قبل الكُهولة، وفُلج في أعوامه الأخيرة»[6]
- قال الإمام تقيُّ الدِّين الحصني: «وهو مُتضلِّعٌ من العُلُوم العصريَّة، والفُنُون الكثيرة، اشتُهر في الشِّعر والتَّاريخ…كان سلفي العقيدة، يحب التَّقشُّف، ويميل طبعُهُ إلى الانفراد عن النَّاس والبُعد عن الأمراء…وله اختصاصٌ في علم الآثار والكُتُب القديمة، ومعرفة أسماء الرِّجال ومؤلَّفاتهم من صدر الإسلام إلى اليوم»[12]
- نقل الفقيه الشَّاعر مُحمَّد بن سَعِيد الحنبلي أبياتٍ شعريةٍ لمعاصريه يرثون فيها على ابن بدران قائلين:[13]
نارُ الجَوَى قدْ سَرَتْ في الجِسْمِ بالسَّقَمِ
فالدَّمْعُ ما بَيْنَ مَسْجُونٍ ومُنْسَجِمِ
عمَّ الأَسَى وعَلَا السَّيْلُ الزُّبَى وربا
وكِدْتُ لولَا الحَيَا أَصْبُو مِنَ الأَلَمِ
أَيَحْسَبُ الغُمْر أَن العُمْرَ لا نَحْسٌ
بِهِ فيا قُرْبَ هذا الوَهْمِ لِلْوَهْمِ
يا عَيْنُ جُودي دمًا سَحًّا على أَدَمِ
وٱسْتَنْزِلِي عِبَرًا أَدْهى مِن الدِّيَمِ
لَامَ العَذُولُ بإِلحاح فَقُلْتُ لَهُ
إِلَيْكَ عني فَلَوْ أُصِبْتَ لَمْ تَلُمِ
إِنِّي كَفَانِيَ مِن دهمتُ بِهِ
فالحُزْنُ مني ودَائِي غَيْرُ مُنْحَسِمِ
بِاللهِ دَعْني أَنُوحُ هائِمًا وأَقُلْ
والهْفَ نفسي لِفَقْدِ البَدْر في الظُّلَمِ
بَحْرُ العُلُومِ بُحُورُ العلم تَغْبِطُهُ
وٱبْنُ الكَرِيم فَقُلْ ما شِئْتَ من كَرَمِ
لَاحَ ٱسْمُهُ قَمَرًا في اللَّحْدِ مُنْخَسِفًا
حِسًّا ومَعْنى فَحَالُ القَلْبِ في ضَرَمِ
هُوَ الَّذِي تُشْرِقُ الدُّنيا بطلعَتِهِ
لا شَمْسُها وأَبو إِسحاقَ ذُو الشِّيَمِ
سَقَى ضَريحَ حِماهُ صَوْبُ مَغْفِرَةٍ
مِنَ الإِلَهِ مُزيل الكَرْبِ والنِّقَمِ
يا نفْسُ لا تَجْزَعِي مِمَّا دَهَى فَلَكَمْ
لِلهِ مِنْ فَرَجٍ يُشْفِيكِ مِنْ أَلَمِ
فٱسْتَسْلِمي ودَعِي الأَقْدَارَ جَارِيَةً
فَأَنْتِ صَائِرَةٌ لا شَكَّ شِئْتَ في العدَمِ
وانهى صَلَاةً بِتَسْلِيمٍ يُقَارِنها
على شَفِيعِ الوَرَى في مَجمَعِ الأُمَمِ
المعارضون
- يصف الشَّيخ مُحمَّد جميل الشَّطِّي (ت 1378هـ) ابن بدران قائلًا: «عالمٌ مُتطرِّفٌ»،[14] ويقول المُحقِّق نور الدين طالب في هذا النقد: «لا غرابةَ فيما قالَهُ الشَّطِّيُّ؛ لأنَّ بعضَ آلِ الشَّطِّيِّ وقفوا منِ ابنِ بدرانَ موقفَ الخصمِ؛ لِما كانَ يدعو إليهِ منَ الإصلاحِ والتَّجديدِ»[15]
الهوامش
- 1: نسبةً إلى قبيلة بني سعد بن بكر بن هوازن.[3]
- 2: نسبةً إلى مدينة دوما، حيث مكان مولده.[7]
- 3: نسبةً إلى مدينة دِمَشْق، حيث مكان استقراره.[7]
- 4: نسبةً إلى تمذهُبه بفقه الإمام المُبجَّل أحمد بن حنبل.[7]
- 5: نسبةً إلى اتِّباعه منهج أهل السَّلَف.[7]
- 6: نسبةً إلى اعتقاده بعقيدة أهل الأثر.[7]
المراجع
وصلات خارجية
Wikiwand - on
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.