نيابة دمشق
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
نيابة دمشق أو دمشق في العهد المملوكي أو دمشق المملوكية تشير إلى دمشق تحت حكم الدولة المملوكية، وقد دامت هذه الفترة من 8 سبتمبر 1260م حتى دخل السلطان العثماني سليم الأول دمشق يوم 26 سبتمبر 1516م. اعتبرت نيابة دمشق في العصر المملوكي – خصوصًا عهد الأمير سيف الدين تنكز – أهم نيابات الشام، إذ أن السلطان الناصر محمد بن قلاوون ربط جميع نواب الشام بنائب دمشق وذلك في سنة 714 هـ/1314م بحيث أصبحت أمور الولاية والعزل بهذه النيابات لنائب دمشق.[1] اعتبر المماليك الذين حكموا البلاد بدءًا من 1250 دمشق ثاني مدنهم بعد القاهرة لموقعها الحربي وغنى أراضيها؛[2] واعتبروها مركز نيابة بلاد الشام.[3] وتتالت على دمشق في القرن الثالث عشر غزوات المغول المتلاحقة، وأشدها «غزوة غازان» التي وقعت في عام 1300م، وقد بلغ عدد قتلى سكان المدينة حوالي مائة ألف شخص حسب ما نقل عن قدماء المؤرخين،[4] إلى جانب إحراق مكتباتها وأسواقها، غير أنهم فشلوا في اقتحام قلعتها لمناعة موقعها وحصانة سورها المزدوج،[5] فخرجوا من المدينة وأعيدت الخطبة لسلطان المماليك.
هذه مقالة غير مراجعة. (مايو 2024) |
| ||||||
---|---|---|---|---|---|---|
البلد | الدولة المملوكية | |||||
| ||||||
التقسيم الإداري | نيابة | |||||
العاصمة | دمشق | |||||
تعديل مصدري - تعديل |
وفي عام 1402، قام المغول بحملة ثانية على دمشق بقيادة تيمورلنك، وقد أحرقت المدينة بما فيها الجامع الأموي، وسُبي منها بنتيجة الحملة عدد وافر من الصنّاع والحرفيين والعلماء إلى سمرقند، فساهموا بنهضتها الثقافية.[6] وفي عهد السلطان برسباي (1422 - 1438م) أصيبت بلاد الشام بدءًا من حلب وانتهاءً بالكرك بوباء مجاعة، حتى مات الناس من الجوع أو من الطاعون، ويقول نقولا زيادة أنه لو لم تكن دمشق غزيرة المياه وخصبة الأراضي لما عادت إليها الحياة المزدهرة بسرعة ما كان.[7] حُصر بآل السيوفي منصب شيخ المدينة، يتناقله أعضائها بالوراثة، ومن مهام شيخ المدينة تمثيل الأهالي ومطالبهم أمام الوالي، والتوسط لهم في القضايا المختلفة. إن عدد سكان المدينة كان ينمو باطراد وحينها كان حي الصالحية أكبرها، إضافة إلى ظهور أحياء جديدة وضواحي على أطرافها، وإلى جانب النمو الديموغرافي فإن نموًا اقتصاديًا شهدته المدينة خلال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، وقامت عدد من الأسواق كسوق الدباغين وسوق الخيل وسوق ساروجة الذي كان أكبرها وأسرعها نموًا.[8] وقد اهتم المماليك بتأسيس المدارس الشرعية الإسلامية ومنها المدرسة الظاهرية التي اشتهرت بزخرفتها،[9] وأداروا ستة مستشفيات كبيرة تعرف باسم «البيمارستان» خلال مدة حكمهم،[10] ومنذ القرن الخامس عشر غدت دمشق مركزًا هامًا للصوفيين، وقد برز من المدينة خلال حكم المماليك عدد من الشعراء والمؤرخين والفقهاء وغيرهم. بعد معركة مرج دابق، دخل السلطان سليم الأول دمشق يوم 26 سبتمبر 1516 وأصبحت دمشق إيالة عثمانية.