مستنشق
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشكل المُستنشقات (بالإنجليزية: Inhalants) طيفًا واسعًا من المواد الكيميائية المنزلية والصناعية التي يمكن لأبخرتها المتطايرة أو غازاتها المضغوطة أن تتكثف وتُستنشق عبر الأنف أو الفم مؤديًة إلى التسمم دون قصد من الجهة المصنعة. تُستنشق هذه المواد في درجة حرارة الغرفة عبر التطيير (كما في حالة الجازولين أو الأسيتون) أو من علبة مضغوطة (مثل أكسيد النيتروس أو البوتان)، ولا تشمل الأدوية المستنشقة بعد الحرق أو التسخين. يُعد كل من نتريت الأميل (عبوات البوبرز) وأكسيد النيتروس والتولوين (مُذيب مُستخدم بكثرة في الإسمنت التماسي وأقلام التخطيط الدائمة وأنواع معينة من الصمغ) من المُستنشقات، لكن تبغ التدخين والمرجوانا والكوكايين لا تنتمي إليها رغم أنها تُستنشق بأشكالها الدخانية أو البخارية.[1][2]
مستنشق | |
---|---|
رجل ينفث مستنشق | |
معلومات عامة | |
الاختصاص | علم السموم |
من أنواع | عقار نفساني التأثير |
المظهر السريري | |
المضاعفات | ذات الرئة، توقف القلب، تسمم، اختناق، غيبوبة، شفط رئوي، نوبة قلبية، نقص التأكسج، ميتهيموغلوبينية الدم |
الإدارة | |
حالات مشابهة | منشقة |
تعديل مصدري - تعديل |
يصف بعض العاملين في المجال الطبي بعض المستنشقات لأغراض طبية كما في حالة المخدرات الإنشاقية وأكسيد النيتروس (عامل مزيل للقلق ومسكن للألم يصفه أطباء الأسنان)، لكن هذه المقالة تركز على الاستخدام الإنشاقي للغازات المنزلية والصناعية والأصماغ والمحروقات والمنتجات الأخرى بطريقة غير مقصودة من قبل الجهة المُصنعة مؤديةً إلى التسمم وتأثيرات نفسية أخرى. تُستخدم هذه المنتجات لأغراض استجمامية بسبب تأثيرها السمي. وفقًا لتقرير صادر عن المعهد الوطني لتعاطي المخدرات عام 1995، يحدث أخطر استخدام للمُستنشقات بين أطفال الشوارع المشردين بدون أي روابط أسرية، وتمثل المستنشقات المادة الوحيدة التي يشيع استخدامها بين المراهقين الصغار أكثر من الفئات الأكبر عمرًا.[3] يستنشق مستخدمو المُستنشقات البخار أو الغازات المتطايرة عبر أكياس بلاستيكية توضع على الفم أو عبر التنفس من قطعة قماشية منقوعة بمادة مذيبة أو من وعاء مفتوح، وتُعرف هذه الممارسات عمومًا «بالشم» أو «النفخ».[4]
تتفاوت تأثيرات المُستنشقات بين التسمم كحولي الشكل والابتهاج الشديد إلى الهلوسات الحية وفقًا للمادة والجرعة. يتأذى بعض مُستخدمي المُستنشقات بسبب التأثيرات الضارة للمُذيبات أو الغازات أو نتيجة تأثير المواد الكيميائية المُستخدمة في المنتجات المُستنشقة، وكما مع أي دواء استجمامي، يمكن أن يتضرر مستخدمو المُستنشقات بسبب سلوكهم الخطير خلال حالة التسمم مثل القيادة تحت تأثير الكحول. تحدث الوفاة في بعض الحالات بسبب نقص التأكسج وذات الرئة وقصور القلب أو توقفه أو استنشاق المواد الطعامية المرافقة للإقياء.[5] تُشاهد أذية الدماغ نموذجيًا مع الاستخدام المزمن طويل الأمد للمذيبات خلافًا للتعرض قصير الأمد.[6]
رغم شرعية استخدام العديد من المواد الإنشاقية، اتخذت بعض السلطات القضائية إجراءات قانونية للحد من وصول القاصرين إليها، ورغم أن الصمغ المذيب يُعد منتجًا قانونيًا في الأحوال الطبيعية، حكمت محكمة إسكتلندية بأن توفير الصمغ للأطفال غير قانوني إذا علم المتجر بنيتهم استنشاق الصمغ. شرعت 38 ولاية من أصل 50 في الولايات المتحدة قوانين تمنع توفير المستنشقات المتنوعة لمن لم يبلغوا 18 عامًا أو تجعل استخدامها غير قانوني.