عمارة الدار البيضاء
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عمارة الدار البيضاء متنوعة ومهمة تاريخيا. تعتبر الدار البيضاء العاصمة الاقتصادية للمغرب، وتتميز بتاريخ حضري غني، فهي موطن للعديد من المباني البارزة. طوال القرن العشرين، عرفت الدار البيضاء تطورا في الهندسة المعمارية والتخطيط الحضري.
آنفا هو الاسم القديم لمدينة الدار البيضاء، وبحسب كتاب وصف أفريقيا لليون الإفريقي، فقد بنيت من قبل الرومان.[1] تقع المدينة عند مصب وادي بوسكورة على المحيط الأطلسي في سهل الشاوية، والمعروف باسم تامسنا خلال حقبة بورغواطة.[2] تم تدميرها جرّاء زلزال 1755، وأُعيد بناؤها من قبل السلطان محمد الثالث، الذي استعان بالمهندسين المعماريين الأوروبيين، وأصبحت تحمل اسم «الدار البيضاء».[3] يعود كل من حصن الصقالة وأقدم مسجدين بالمدينة إلى هذه الفترة.[3]
أعطى مؤتمر الجزيرة الخضراء لعام 1906 الشركة المغربية القابضة إذنا لبناء ميناء حديث في الدار البيضاء.[4] أدّى القصف الفرنسي للدار البيضاء في العام التالي إلى تدمير الكثير من معالم المدينة، التي كانت تتألف في ذلك الوقت من المدينة القديمة، والملاح (حي يهودي)، ومنطقة تعرف باسم التناكر.[3] واحد من أول إنشاءات فرنسا كان برج الساعة في شكل مئذنة، ويعتبر مثالا مبكرا لأسلوب يسمى المورسيكي الجديد، والذي من شأنه أن يميز الكثير من عمارة الدار البيضاء في الفترة الاستعمارية المبكرة، ولا سيما المباني المدنية والإدارية.[3]
بموجب الحماية الفرنسية على المغرب التي أنشئت رسميا في عام 1912، كلّف المقيم الجنرال هوبير ليوطي هنري بروست بالتخطيط الحضري للدار البيضاء.[3] قسّمت الخطة المركزية (radioconcentrique) لبروست المدينة إلى مدينة قديمة، حيث سيعيش المغاربة، ومدينة جديدة للأوروبيين.[3] تم تصميم العديد من المباني على طرازي الفن الجديد وآرت ديكو من قِبل المهندسين المعماريين مثل ماريوس بوير [الفرنسية] في المدينة الجديدة خلال الثلاثينيات من القرن الماضي، في حين أن الجهاز الاستعماري الفرنسي جرب التخطيط الحضري للأحياء مثل الحبوس وبوسبير.[3]
أشار أسلوب ستريملاين مودرن إلى انتقال نحو الهندسة المعمارية الحديثة.[5] في الأربعينيات من القرن الماضي، تولّى ميشال أكوشاغ التخطيط الحضري وركّز على خطة خطية مع التنمية الصناعية في الشرق ومشاريع الإسكان لمعالجة الزيادة السكانية، مثل تلك الموجودة في الحي المحمدي.[6] قاد «مجموعة المعماريين المغاربة الحديثين» (GAMMA)، التي أحدثت ثورة في الهندسة المعمارية الحداثية في المؤتمر الدولي للعمارة الحديثة سنة 1953، من خلال التأكيد على أهمية النظر في الثقافة المحلية والمناخ بالإضافة إلى المبادئ المعمارية الحديثة.[7] هذا النهج يسمى الحداثة العامية.[8]
أصبح إيلي الزاقوري أول مهندس مغربي حديث، وقاد مجموعة المعماريين المغاربة الحديثين بعد استقلال المغرب من فرنسا عام 1956.[9] وكان هو وزميله جان فرنسوا زيفاكو من بين أهم المهندسين المعماريين في الدار البيضاء في القرن العشرين.[7] وقد قاما رفقة عبد السلام الفراوي وباتريس دو مازوريز بتجريب العمارة الخمومية.[7] تأثرت عمارة الدار البيضاء عند مطلع القرن العشرين بسياسة النيوليبرالية.[10]