تسلسل تاريخي ليسوع
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يهدف التسلسل التاريخي ليسوع إلى وضع خط زمني لأحداث حياة يسوع. ربط العلماء بين الوثائق والتقويمات الفلكية اليهودية واليونانية-الرومانية، وحسابات العهد الجديد لتقدير تواريخ الأحداث الرئيسية في حياة يسوع.
يُستخدم منهجان رئيسيان لتقدير سنة ميلاد يسوع: الأول مبني على روايات الأناجيل عن الميلاد استنادًا لحقبة حكم الملك هيرودس الأول، والثاني عن طريق طرح عمره المُعلن «قرابة الثلاثين» عندما ابتدأ يكرز. يفترض معظم العلماء -بناءً على هذا- أن تاريخ ميلاده بين سنتي ستة وأربعة قبل الميلاد.[1][2][3][4][5]
استُخدمت ثلاث معلومات مفصلة لتقدير السنة التي ابتدأ يسوع فيها بالكرازة: الأولى تتضمن ذكر أن عمره كان «نحو ثلاثين سنة» خلال «السنة الخامسة عشرة» لمُلك القيصر تيبيريوس، أما المعلومة الثانية فهي عن تاريخ بناء الهيكل الثاني في أورشليم، والمعلومة الثالثة عن موت يوحنا المعمدان.[6][7][8][9][10][11] يقدر العلماء أن يسوع ابتدأ يكرز ويجمع أتباعه حوالي سنة 28-29 ميلادية. ظل يسوع يكرز سنة واحدة على الأقل، بحسب الأناجيل الإزائية الثلاثة، وثلاث سنوات بحسب يوحنا الإنجيلي.[6][8][12][13][14]
استخدمت خمس طرق لتقدير تاريخ صلب يسوع. تعتمد الأولى على مصادر غير مسيحية، مثل: يوسيفوس فلافيوس، وتاسيتس.[15][16] ثمة طريقة عكسية ثانيةً تعتمد على محاكمة الوالي الروماني غاليون المعروفة لبولس الرسول في كورنثوس في سنة 51/52 ميلاديًا لتقدير تاريخ اعتناق بولس للمسيحية. تفضي كلتا الطريقتين إلى أن الصلب حدث عام 36 ميلاديًا على أقصى تقدير.[17][18][19] يتفق العلماء عمومًا على أن يسوع صُلب بين عامي 30 و36 ميلاديًا.[20][21] تعتبر حسابات طريقة إسحاق نيوتن الفلكية أن ميعاد الفصح القديم -الذي يُحدد دائمًا عن طريق البدر الكامل- كان يوم الجمعة، وهوما تذكره الأناجيل الأربعة كلها أيضًا. هذا يشير إلى تاريخين محتملين للصلب، هما السابع من أبريل سنة 30 ميلاديًا، والثالث من أبريل سنة 33 ميلاديًا.[22] في طريقة رابعة تستند إلى الخسوف القمري، يُفهم من قول الرسول بطرس أن القمر تحول إلى دم عند الصلب (أعمال الرسل 2: 14 -21) أنه يشير إلى خسوف القمر الذي حدث في الثالث من أبريل سنة 33 ميلاديًا، رغم أن علماء الفلك يتناقشون حول ما إذا كان الخسوف مرئيًا في أقصى الغرب حتى أورشليم. تستخدم الأبحاث الفلكية الحديثة التباين بين تاريخ الفصح الأخير ليسوع الإزائي من جهة وتأريخ «الفصح اليهودي» الأخير بحسب يوحنا من جهة أخرى، مقترحةً أن العشاء الأخير ليسوع كان يوم الأربعاء الأول من أبريل سنة 33 ميلاديًا، والصلب يوم الجمعة الثالث من أبريل سنة 33 ميلاديًا والقيامة بعدها بيومين.