Loading AI tools
الأحداث التاريخية التي وقعت بين 601-700 في لبنان من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
تسرد هذه المقالة الأحداث التاريخية التي وقعت بين 601-700 في لبنان المعاصر أو تلك المتعلقة بأهله.
السنة |
---|
القرن السابع الميلادي في لبنان |
أحداث رئيسية: |
سقوط الإمبراطورية الساسانية، الفتوحات الإسلامية، غارات الجراجمة، تأسيس البطريركية المارونية |
التسلسل الزمني: |
|
أطلق اليهود حملة على صور في عهد هرقل وفق سعيد بن البطريق.[1]: 39–40 حيث اتحدت طوائف من يهود القدس وطبريا والجليل ودمشق وحتى قبرص وقاموا بغزو صور، بعد أن دعاهم السكان اليهود في تلك المدينة البالغ عددهم 4000 نسمة لمباغتة المسيحيين وذبحهم ليلة عيد الفصح. ويقال إن الجيش اليهودي كان يتألف من 20 ألف رجل. لكن الحملة باءت بالفشل، فعندما علم مسيحيو صور بالخطر الوشيك، احتجزوا 4000 يهودي صور كرهائن. ودمر الغزاة اليهود الكنائس المحيطة بصور، وهو العمل الذي انتقم منه المسيحيون بقتل ألفين من أسراهم اليهود. لذلك انسحب المحاصرون من أجل إنقاذ السجناء الباقين،[2] بعد أن تعرضوا للإهانة وهم يشاهدون رؤوس الأسرى اليهود وهي تُلقى من فوق الأسوار.[3]: 37
احتل الفرس الساسانيون ما يعرف بلبنان حالياً من 619 إلى 629 خلال حروب الروم والفرس المتعاقبة والتي ظلت لعدة قرون.[4] وبعد فترة طويلة من انتصار البيزنطيين في الحرب واستعادتهم المنطقة، خسروها مجدداً، هذه المرة للأبد، أمام الفتوحات الإسلامية؛ فقد غزا العرب المسلمون سوريا بحلول أربعينيات القرن السادس، بعد وقت قصير من وفاة النبي محمد، ووضعوا نظاماً جديداً للحكم لإحلال محل الرومان. تمسّكت الطائفة المارونية بدينها، واستطاعت تحقيق قدر كبير من الاستقلال الذاتي رغم تعاقب حكام بلاد الشام.[5]
ارتبط فتح لبنان في الفتوحات العربية والإسلامية بفتح بلاد الشام برمتها، أو ما يعرف بالشام، كونها جزءاً لا يتجزأ منها، وسرعان ما انتزعها العرب المسلمون من الإمبراطورية البيزنطية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب الذي أمر بتقسيم بلاد الشام عند فتحها إلى أربعة أجناد، منها جند دمشق التي ضمت جبل لبنان وما يقابلها من سهول ساحلية غربية وسهول داخلية شرقية.[6] كان يزيد بن أبي سفيان على طليعة الجيش الإسلامي المتجه إلى لبنان مع معاوية، أخيه غير الشقيق.[7] وسار إلى صيدا وبيروت وجبيل، بينما دخل خالد بن الوليد منطقة البقاع،[8] ليصل إلى بعلبك.[9][10] صالح المسلمون سكان لبنان، وكان جلهم خليطاً من مسيحيي الشرق الأوسط (عرب الأنباط والغساسنة والسريان الموارنة). بالإضافة إلى المردة أو الجراجمة، وكلهم أصبحوا حلفاء للمسلمين في مواجهة الروم البيزنطيين.
أما طرابلس فقد فتحت للمرة الأولى ضمن فتح منفصل على يد القائد يوقنا سنة 18هـ (639/640م)،[11] ثم أعادت الإمبراطورية البيزنطية احتلال بعض سواحلها في نهاية خلافة عمر بن الخطاب أو بداية خلافة عثمان بن عفان. ولما ولي عثمان معاوية على الشام، أرسل معاوية سفيان بن مجيب الأزدي إلى طرابلس لاستعادتها، وكانت ثلاث مدن مجتمعة، فبنى في مرج على أميال منها حصناً يسمى «حصن سفيان»، وكان يبيت كل ليلة في حصنه ويحصن المسلمين فيه ثم يغدو على العدو. فحاصر طرابلس وقطع الإمداد عن أهلها بحراً وبراً. ويضيف ابن عساكر في «تاريخ دمشق» تفاصيل تؤكد الواقعة، نقلها بإسناده عن أبي مطيع معاوية بن يحيى الطرابلسي (المتوفى بعد 170هـ، 786/787م) عن شيخ من طرابلس أن سفيان بن مجيب عسكر بجيشه العظيم في مرج السلسلة (بداوي [الإنجليزية]) وهي على بعد خمسة أميال من طرابلس. وعند بداية جبل تربل كان يسير إلى طرابلس لمحاصرتها ثم يعود إلى معسكره في بداوي، واستمر على ذلك أشهر حتى كتب إليه معاوية يأمره أن يبني له ولأصحابه حصناً يؤويه ليلاً ويحاصرهم نهاراً. ونتيجة لذلك، بنى سفيان حصناً على بعد ميلين من طرابلس، سُمى «حصن سفيان».
وانطلاقاً من هذا النص التاريخي لأبي المطيع الطرابلسي يقول المؤرخ عمر تدمري إن حصن سفيان يقع في مكان قلعة طرابلس المعروفة حالياً. يبعد الحصن عن طرابلس القديمة (الميناء) ميلين أي 3200 م.[12] ولما اشتد الحصار عليهم اجتمعوا في أحد حصون المدينة وكتبوا إلى ملك الروم قسطنطين الثاني يطلبون منه إمدادهم أو إرسال مراكب ليفروا بها. وبعد ذلك أرسل إليهم الإمبراطور مراكب عدة، فركبوها ليلاً ولاذوا بالفرار. فلما علم سفيان وجد الحصن الذي هم فيه خالياً، فدخله، وكتب إلى معاوية خبر الفتح. ثم أعاد عبد الملك بناء طرابلس بعد ذلك وحصنها (في الميناء الحديث).[13]
لكن مع نزوح القبائل العربية الإسلامية إلى المناطق الساحلية والمناطق الحدودية في إطار الفتح، بدأ مسيحيو لبنان بالتجمع في المناطق الجبلية المحصنة على طول الساحل. وبعد ذلك، كانوا من وقت لآخر يتواصلون مع الروم الذين يتخذون منهم رأس حربة لمهاجمة المسلمين منذ أيام الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، مستغلين انشغاله بالأحداث التي صاحبت خلافه مع علي بن أبي طالب. وصل التمرد المسيحي المناهض للإسلام إلى ذروته في عهد عبد الملك بن مروان خلال الأحداث التي بلغت ذروتها في الحجاز والعراق على خلفية الثورة التي قادها عبد الله بن الزبير، فاضطر عبد الملك إلى التوقف عن مقاومة المردة وكان عليه أن يدفع جزية لقادتهم بالدنانير.[14][15][16][17][18]
كانت البلدات والمدن الرئيسية الأخرى في جند دمشق هي بيروت وصيدا وصور (التي ذهبت عائدات الضرائب منها إلى جند الأردن) وطرابلس وجبيل على طول الساحل. شكلت المدن الساحلية ومحيطها المباشر مناطق صغيرة خاصة بها.[19]
أما عن النظام الإداري الذي أقرته الخلافة لمدينة طرابلس فقد اعتمد الأمويون نظاماً إدارياً للمدن اللبنانية ينص على وجود والي لكل مدينة، وكان هؤلاء الولاة تابعين مباشرة للخليفة في دمشق. إلا أن المدن الساحلية مثل طرابلس وبيروت وصور تمتعت بوجود عامل المدينة وأمير البحر.[20]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.