التاريخ الاجتماعي للفيروسات
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يصف التاريخ الاجتماعي للفيروسات تأثير الفيروسات والعدوى الفيروسية على تاريخ البشرية. ظهرت الأوبئة بسبب الفيروسات منذ حوالي 12000 سنة، وذلك بسبب تغير سلوك الإنسان خلال العصر الحجري الحديث حيث بدأ في إقامة مجتمعات زراعية ذات كثافة سكانية عالية وأدى هذا التطور إلى انتشار الفيروسات بسرعة إلى أن أصبحت أوبئة متوطنة. وزادت فيروسات النباتات والماشية أيضًا، وعندما اعتمد الإنسان في تلك الفترة على الزراعة وتربية الماشية أصبح لأمراض مثل البوتيفيروس (فيروس البطاطا) والطاعون البقري عواقب مدمرة.
ويعد فيروس الحصبة والجدري من بين أقدم الفيروسات التي أصابت الإنسان. فبعد أن تطور الفيروس من خلال الحيوانات، ظهر لأول مرة على البشر في أوروبا وشمال أفريقيا منذ آلاف السنين. ومن ثم انتقل الفيروس إلى العالم الجديد عن طريق الأوربيين أيام الاستعمار الإسباني في الأمريكيتين مما أدى إلى انتشار الوباء الذي نتج عنه موت الملايين من السكان الاصليين الذين لم يكن لديهم مناعة طبيعية لمقاومة الفيروس. أما عن فيروس الإنفلونزا، فقد رُصدت أول جائحة للإنفلونزا عام 1580 وزادت حالات الإصابة بالمرض بوتيرة متزايدة في القرون اللاحقة. وكانت الإنفلونزا الإسبانية التي انتشرت بين عامي 1918 و1919 هي الأكثر تدميرًا في التاريخ وخلفت ما بين 40 إلى 50 مليون حالة وفاة في أقل من سنة.
وقد كان الطبيبان لوي باستير وإدوارد جينر هم أول من قام بتحضير القاحات للوقاية من العدوى الفيروسية. وظلت طبيعة الفيروسات غير معروفة إلا بعد اكتشاف المجهر الإلكتروني في الثلاثينيات من القرن العشرين وعندها اكتسب علم الفيروسات زخمًا كبيرًا. وفي القرن العشرين ظهرت العديد من الأمراض الجديدة والقديمة التي سببتها الفيروسات، ومن الأمراض الجديدة التي ظهرت هو وباء شلل الأطفال ولم يتم السيطرة عليه إلا بعد تطوير لقاح في الخمسينيات، بالإضافة إلى فيروس الإيدز نقص المناعة البشرية HIV الجديد وهو واحد من أكثر الفيروسات المسببة للأمراض التي ظهرت منذُ قرون. وبالرغم من وجود فوائد للعديد من الفيروسات إلا أن الاهتمام العلمي بالفيروسات قد ازداد بسبب ما ينتج عنها من أمراض خطيرة. وترجع فائدتها إلى أنها تدفع مسيرة التطور عن طريق نقل الجينات الورائية عبر الأنواع، كما أنها تؤدي دورًا رئيسيًا في النظام البيئي ولا غنى عنها لاستمرار الحياة.