فلسفة الرعاية الصحية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
فلسفة الرعاية الصحية هي دراسة الأخلاق والعمليات والأشخاص مما يشكل الحفاظ على صحة الإنسان. (بالرغم أنّ المخاوف البيطرية جديرة بالملاحظة، فإن الفكر المتعلق بالمنهجيات والممارسات لم يجرِ تناوله في هذه المقالة). إنّ أفضل طريقة للتعامل مع فلسفة الرعاية الصحية هي أن تكون مكوّنًا لا يمحى من الهياكل الاجتماعية البشرية. أي أنه يمكن اعتبار المؤسسة المجتمعية للرعاية الصحية ظاهرة ضرورية للحضارة الإنسانية حيث يسعى الفرد باستمرار إلى تحسين، وإصلاح، وتغيير الطبيعة الشاملة وجودة حياته. هذا القلق الدائم يبرز بشكل خاص في الليبرالية السياسية الحديثة، حيث تُفهم الصحة على أنها السلعة الأساسية الضرورية للحياة العامة.[1]
تهتم فلسفة الرعاية الصحية بشكل أساسي بالأسئلة الأساسية التالية:
- من يحتاج و/ أو يستحق الرعاية الصحية؟ هل الرعاية الصحية حق أساسي لجميع الناس؟
- ما هو الأساس لحساب تكلفة العلاج، والإقامة في المستشفى، والأدوية، وما إلى ذلك؟
- كيف يمكن تقديم الرعاية الصحية على أفضل وجه لأكبر عدد من الناس؟
- ما هي المعايير اللازمة للتجارب السريرية وضمان الجودة؟
- من يستطيع، إن وجد، أن يقرر متى يحتاج المريض إلى "تدابير الراحة" (السماح بالموت الطبيعي من خلال توفير الأدوية لعلاج الأعراض المتعلقة بمرض المريض)؟
ومع ذلك، فإن السؤال الأكثر أهمية هو "ما هي الصحة؟". ما لم يجرِ تناول هذا السؤال، فإن أي نقاش حول الرعاية الصحية سيكون غامضًا ومطلقًا. على سبيل المثال، ما هو بالتحديد تدّخل الرعاية الصحية؟ ما الذي يميز الرعاية الصحية عن الهندسة أو التدريس، مثلًا؟ هل تتعلق الرعاية الصحية بـ "الاستقلالية" أم العمل فيما يخدم مصلحة الناس؟ أم هي دائمًا كلاهما؟ تتطلب "فلسفة" أي شيء أسئلة فلسفية أساسية، كما طرحها، على سبيل المثال، الفيلسوف ديفيد سيدهاوس (David Seedhouse).[2]
في النهاية، الغرض والهدف والمعنى من فلسفة الرعاية الصحية هو تعزيز وفرة المعلومات المتعلقة بالمجالات المتغيرة باستمرار للتكنولوجيا الحيوية والطب والتمريض. نظرًا إلى أن الرعاية الصحية تُصنف عادةً كواحدة من أكبر مجالات الإنفاق في الميزانيات الحكومية، يصبح من المهم اكتساب فهم أكبر للرعاية الصحية ليس فقط كمؤسسة اجتماعية، وإنما أيضًا كمؤسسة سياسية. بالإضافة إلى ذلك، تحاول فلسفة الرعاية الصحية إبراز العوامل الرئيسية التي تحرك أنظمة الرعاية الصحية؛ سواء كانت من الممرضات، والأطباء، والمهنيين الصحيين المتحالفين، ومديري المستشفيات، وشركات التأمين الصحي (HMOs و PPOs)، والحكومة (Medicare و Medicaid)، وأخيرًا المرضى أنفسهم.