عقل (منطق)
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العقل في الفلسفة ويقال أيضا المنطق والاستدلال القدرة على إدراك الأشياء بالوعي، وبناء الحقائق والتحقّق منها من خلال تطبيق المنطق وتغيير أو تحسين الممارسات والأنظمة القانونية والمعتقدات بالاعتماد على حقائق جديدة.[1]
يرتبط العقل بنشاطات يتفرّد بها الإنسان كالفلسفة والعلوم واللغة والرياضيات والفنون، فهي مقدرة يتميّز بها البشر.[2] كما يشار أحيانّا إليه أو إلى مفهومه بالإدراك.
كما يرتبط أيضًا بالتفكير والمعرفة والفطنة، فيدرس الجانب الفلسفي منه الطرقَ التي يتشكّل فيها المنطق البشري من خلال الحجة.[3] وقد يتم تصنيف العقل أو المنطق أو الاستدلال إلى أفرع تتمثّل بالاستدلال المنطقي (الذي يرتبط بالحدس) والذي بدوره يتفرّع إلى الاستدلال الاستنباطي، والاستدلال الاستقرائي، والاستدلال الاستقصائي، بالإضافة إلى أشكال أخرى للاستدلال قد تكون أبعد عن المنطق الصوري، مثل الاستدلال الحدسي، والاستدلال الشفهي.
يتم غالبًا بالمثل التمييز بين الاستدلال المنطقي الاستطرادي (المنطق هنا قويم) والاستدلال الحدسي[4] الذي غالبًا ما تميل المنطَقة فيه إلى الإبهام الشخصي الذاتي بالرغم من شرعيته. فقد يتعارض في بعض الترتيبات السياسية والاجتماعية كلٌّ من الاستدلال المنطقي والحدسي، فيما قد نرى الحدس والمنطق في سياقات أخرى كجملة متكاملة بدلًا من التعارض.
على سبيل المثال، يلزم الحدس في الرياضيات أحيانًا للعمليات الإبداعية التي تقتضي إدراج البرهان الفلسفي، والذي يعدّ جدليًّا من أصعب مهام الاستدلال الصوري (formal reasoning).
يعد المنطق أو الاستدلال كالعادة أو الحدس أحد الطرق التي ينتقل فيها التفكير من فكرة إلى فكرة أخرى مرتبطة بها. على سبيل المثال، الاستدلال هو الوسيلة التي يفهم من خلالها الأفراد العاقلون المعلومات الحسية من وسطهم المحيط، أو يتصوّرون الثنائيات كالسبب والنتيجة، الحقيقة والباطل، أو الأفكار بخصوص مفاهيم الخير والشر.
يعرّف العقل أو الاستدلال أو المنطق كجزء من صنع قرار تنفيذي على نحو قريب من القدرة وباستخدام الوعي الذاتي على تغيير المفاهيم الأهداف والمعتقدات والتصرّفات والتقاليد والأحكام القانونية، وبالتالي الكفاءة بالحرية وتقرير المصير.[5]
وعلى نقيض استخدام المنطق كمصطلح مجرّد، فالمنطق هو اعتبار يعطى لشرح أو إثبات الأحداث والظواهر والسلوك،[6] فيبرّر القرارات، ويدعم التفسيرات للظواهر الطبيعية، كما قد يُعرض المنطق لتبرير أفعال (سلوك) الأفراد.
يوصف استخدام العقل أو المنطق بشكل أكثر بساطة بتوفير الأسباب الجيدة بل الأفضل. على سبيل المثال، عند تقييم قرار أخلاقيّ، فالأخلاقية هنا هي على الأقل المجهود الذي يرشد سلوك الفرد بالمنطق (والذي يعني انتقاء العمل الذي تؤيّده الأسباب الأفضل) مع إنصاف اهتمامات جميع المتأثرين بسلوك هذا الفرد.[7]
حاول الفلاسفة والعلماء الاستعرافيون دراسةَ وتفسير طريقة تفكير البشر، مثلًا: ما هي العمليات الإدراكية والعصبية المترابطة، وكيف تؤثّر العوامل الثقافية في الانطباعات التي يرسمها البشر. فيما يدرس مجال المنطق الآلي، إمكانية (وربّما لا يمكن) تشكيل الاستدلال حسابيًّأ. يتأمل علم نفس الحيوان في مسألة ما إذا كان بإمكان الحيوانات التفكير مثل البشر.