عصر الاستكشاف
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
عصر الاكتشافات، أو عصر الاستكشاف[1] والمعروفة باسم الفترة الحديثة المبكرة، وهي فترة متداخلة إلى حد كبير مع عصر الشراع، وتبدأ من بداية القرن الخامس عشر حتى أوائل القرن السابع عشر في التاريخ الأوروبي الذي ظهر فيها استكشاف واسع النطاق لمناطق خارجية، واعتبارها قوة عاملة في الثقافة الأوروبية والتي كانت بداية العولمة. كما يمثل صعود فترة التبني على نطاق واسع في أوروبا للاستعمار والعمل التجاري كسياسات وطنية. قامت السفن الأوروبية خلالها بالسفر حول العالم للبحث عن طرق تجارية جديدة وعن شركاء تجارة جدد لتغذية الرأسمالية السريعة النمو في أوروبا.[2][3][4] وأثناء بحثهم عثروا صدفة على أراضٍ كانت مجهولة بالنسبة إليهم رغم أن معظمها كان مأهولاً بالسكان. يُمثل عصر الاكتشاف وصول الغزاة من قارات غير معروفة سابقًا.[5] من أشهر المستكشفين في ذلك الوقت: كريستوفر كولومبوس وفاسكو دا غاما وفرديناند ماجلان.
البداية | |
---|---|
النهاية | |
وصفها المصدر |
برزت عمليات الاكتشاف الواسعة لما وراء البحار التي قادها البرتغاليون والإسبان، وانضم إليهم لاحقًا الهولنديون والإنجليز والفرنسيون، باعتبارها عاملًا مهمًا في الثقافة الأوروبية، خصوصًا اللقاء الأول بين الأوروبيين والسكان الأصليين واستعمار الأمريكيّتين. تُعدّ تلك الاكتشافات علامة على تبني الفكر الاستعماري كونه سياسة حكومية في عدد من الدول الأوروبية. كانت الأراضي المجهولة للأوروبيين جاهزة للاكتشاف، لكنها كانت أرضًا مأهولة بالسكان قبل وصول الأوروبيين. فهو في بعض الأحيان مرادف للموجة الأولى من الاستعمار الأوروبي.
بدأ الاستكشاف العالمي بالاكتشافات البرتغالية خارج البحر الأبيض المتوسط إلى جزر الكناري سنة 1336،[6] وبعدها مع أرخبيل ماديرا الأطلسي وجزر الأزور في 1419 و 1427 وساحل غرب أفريقيا في 1434، ثم اكتشاف فاسكو دا غاما الطريق البحري إلى الهند في 1498؛ حيث بدأت الوجود البحري والتجاري البرتغالي في كيرالا والمحيط الهندي.[7][8]
وكذلك كانت اكتشافاتهم من تاج قشتالة (إسبانيا) ورحلات كولومبوس عبر الأطلسي إلى الأمريكتين ما بين 1492 و1502، والتي شهدت استعمار الأمريكتين وهو أمر بيولوجي مرتبط بذلك. فالتبادل التجاري والتجارة عبر الأطلسي التي استمرت أحداثها وآثارها وعواقبها حتى الوقت الحاضر وغالبًا ما يشار إليها على أنها بداية الحقبة الحديثة المبكرة. بعد سنوات قامت البعثة الإسبانية لبعثة ماجلان-إلكانو بأول رحلة حول العالم بين 1519 و 1522، والتي اعتبرت إنجازًا كبيرًا في الملاحة البحرية، وكان لها تأثير كبير على الفهم الأوروبي للعالم. أدت هذه الاكتشافات إلى العديد من الحملات البحرية عبر المحيط الأطلسي والهندي والمحيط الهادئ، والبعثات البرية في الأمريكتين وآسيا وأفريقيا وأستراليا التي استمرت حتى أواخر القرن التاسع عشر، تلاها استكشاف المناطق القطبية [الإنجليزية] في القرن العشرين.
أدت الاستكشافات الخارجية الأوروبية إلى ظهور التجارة الدولية والإمبراطوريات الاستعمارية الأوروبية، ومع الاتصال بين العالم القديم (أوروبا وآسيا وأفريقيا) والعالم الجديد (الأمريكتان وأستراليا) تم إنتاج ما يسمى بالتبادل الكولومبي، وهو نقل واسع النطاق للنباتات، والحيوانات والغذاء والسكان البشر (بما في ذلك تجارة العبيد) والأمراض المعدية والثقافات بين نصفي الكرة الشرقي والغربي. حيث كان يُمثل واحدة من أهم الأحداث العالمية المتعلقة بالبيئة والزراعة والثقافة في التاريخ. كذلك سمح عصر الاستكشاف والاستكشاف الأوروبي في وقت لاحق برسم خريطة للأرض، مما أدى إلى رؤية جديدة للعالم والحضارات البعيدة التي أصبح الاتصال بها سهل، ولكن أدى أيضا إلى انتشار الأمراض التي أهلكت السكان حيث لم تكن في السابق موجودة عند استكشاف أوراسيا وأفريقيا وإلى الاستعباد والاستغلال والغزو العسكري والهيمنة الاقتصادية من قبل أوروبا ومستعمراتها على السكان الأصليين. كما سمحت الاستكشافات الأوروبية بتوسيع المسيحية في جميع أنحاء العالم: مع انتشار النشاط التبشيري، وأصبحت في نهاية المطاف حينها أكبر ديانة في العالم.[9]
شكل التقدم التقني والفكري في عصر النهضة البذرة التي بدأت عصر الاستكشاف. وقد شمل هذا التقدم علوما مختلفة كعلم الخرائط والملاحة والتطورات في بناء السفن والتي كان أهمها اختراع السفن الكبيرة والتي جمعت التصميم العربي والأوروبي للسفن مما جعل الإبحار خارج البحر المتوسط آمنا. يضاف إلى ذلك رغبة العديد في أوروبا لإيجاد طريق بديل للذهاب إلى آسيا عن طريق الغرب.