حضارة القدور الجرسية
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
حضارة القدور الجرسية أو حضارة القدور، هي حضارة أثرية سميت نسبةً لأوعية الشرب التي تحاكي شكل الجرس المقلوب، والتي كانت مستخدمة في بداية العصر البرونزي الأوروبي. وقد نشأت نحو 2800 قبل الميلاد، واستمرت في أوروبا القارية حتى 2300 قبل الميلاد، وتلتها حضارة أونيتيسه في بريطانيا حتى عام 1800 قبل الميلاد. كانت هذه الحضارة منتشرة في جميع أنحاء أوروبا الغربية، من مناطق متعددة في أيبيريا والمواقع التي تواجه شمال أفريقيا ممتدةً إلى سهول الدانوب، وجزر بريطانيا العظمى وأيرلندا، بالإضافة إلى جزيرتي صقلية وسردينيا.[2][3]
البداية | |
---|---|
النهاية | |
المنطقة |
فرع من |
---|
تتبع حضارة القدور الجرسية لحضارة الخزف المحزم ولحضارة القدور القمعية في شمال وسط أوروبا. صاغ بول راينيكي اسمها في عام 1900 Glockenbecher بسبب أشكال القدور المميزة، أما المصطلح الإنجليزي Bell Beaker فقد قدمه جون أبركرومبي في عام 1904. في مرحلتها المبكرة، يمكن اعتبار أن حضارة القدور الجرسية في الغرب قد عاصرت حضارة الخزف المحزم وسط أوروبا. من عام 2400 قبل الميلاد، توسعت شعوب حضارة القدور الجرسية شرقًا على حساب حضارة الخزف المحزم. في أجزاء من وسط وشرق أوروبا – وصولًا إلى شرق بولندا- هناك تسلسل من حضارة الخزف المحزم إلى حضارة القدور الجرسية.[4]
تمثل هذه الفترة فترة من التفاعل الثقافي في أوروبا الغربية والأطلسية، تلت فترة طويلة من العزلة النسبية خلال العصر الحجري الحديث.
في مرحلتها المتقدمة، لا يجب اختزال فهم حضارة القدور الجرسية عبر مجموعة من المصنوعات اليدوية المميزة فحسب، إذ كانت ظاهرة حضارية معقدة تتضمن أعمال معدنية من النحاس والذهب وأسلحة الرماية وأنواع محددة من الزخارف، كما (يفترض أنها) تشاركت بأفكار إيديولوجية وثقافية ودينية. كانت هناك مجموعة واسعة من التنوع الإقليمي ضمن حضارة القدور الجرسية المتأخرة، خاصةً في أساليب الدفن المحلية (بما في ذلك حرق الجثث بدلاً من الدفن)، وأنماط السكن، والوضع الاقتصادي، والأواني الخزفية المحلية (Begleitkeramik).[5]