تاسمانيون أصليون
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
التاسمانيون الأصليون (بلغة بالاوا كاني: بالاوا أو باكانا) هم السكان الأصليون لجزيرة تاسمانيا الأسترالية، الواقعة جنوب البر الرئيسي. لمعظم القرن العشرين، ظُن خطًأ على نطاق واسع أنهم حضارة ومجموعة إثنية منقرضة أُبيدت عمدًا على أيدي المستعمرين البيض. تتفاوت الأعداد المعاصرة (2016) للسكان المنحدرين من التاسمانيين الأصليين بحسب المعايير المستخدمة لتحديد هذه الهوية، وتتراوح من 6.000 إلى أكثر من 23.000.[1][2]
وصل أسلاف التاسمانيين الأصليين إلى تاسمانيا (التي كانت آنذاك شبه جزيرة في أستراليا) قبل نحو 40.000 عام، وفصلهم عن البر الرئيسي الأسترالي ارتفاع منسوب البحر نحو عام 6000 ق.م، فظلوا منعزلين عن العالم الخارجي مدة 8.000 عام حتى جرى اتصال مع أوروبا.
قبل الاحتلال البريطاني لتاسمانيا في 1803، قُدر عدد البالاوا بـ 3.000 إلى 15.000. انحدر عدد البالاوا انحدارًا هائلًا في العقود الثلاثة التالية، لذا بحلول عام 1835، لم يكُن قد بقي إلا نحو 400 تاسماني أصلي من نسل صافٍ، وسُجن معظم هذه البقية في معسكرات حيث ماتوا جميعًا إلا 47 في الأعوام الاثني عشرة التالية. لا يوجد إجماع على السبب، ونشأ حول ذلك جدل كبير. يرى الرأي التقليدي، الذي ما يزال مؤكدًا، أن هذا الانهيار الديموغرافي الهائل كان نتيجة تأثير الأمراض التي جرى إدخالها، وليس نتيجة للسياسة.[3][4][5] مثلًا، كتب جوفري بليني أنه بحلول عام 1830 في تاسمانيا: «قتل المرض معظمهم، لكن الحرب والعنف الشخصي كانا مُهلكين أيضًا». نسب هنري رينولدز هذا الاستنزاف إلى خسائر الحرب السوداء. زعم كيث ويندشتل أنه إضافة إلى المرض، تفسر المتاجرة بالجنس بين نساء مجتمع يتدهور بالفعل الانقراض. يرى العديد من مؤرخي الاستعمار والإبادة الجماعية، مثل بين كيرنان وكولين تاتز وبينجامين مادلي، أن الإبادة التاسمانية مؤهلة لتُعتبر إبادة جماعية بناء على تعريف رافاييل ليمكين المعتمد في اتفاقية الأمم المتحدة للإبادة الجماعية.[6][7][8]
بحلول 1833، كان جورج أغسطس روبنسن، برعاية نائب الحاكم جورج آرثر، قد أقنع نحو مئتي تاسماني أصلي بتسليم أنفسهم بضمانات أنهم سيتلقون الحماية والرعاية، وفي آخر الأمر سيستعيدون أراضيهم. لم تكن هذه الضمانات إلا حيلة من روبنسن أو نائب الحاكم آرثر لنقل التاسمانيين بهدوء إلى منفًى دائم في جزر فورنو. نُقل الناجون إلى مُنشأة وايبالينا للسكان الأصليين على جزيرة فلندرز، حيث استمر المرض بخفض أعدادهم. في 1847، نُقل آخر 47 ناجٍ في وايبالينا إلى شرم أويستر جنوب هوبارت. يعُتبر فردان هما تروغانيني (1812- 1876) وفاني كوشران سميث (1834- 1905)، على نحو منفصل، آخر الأشخاص المنحدرين من أصل تاسماني صِرف.[9]
فُقدت اللغات التاسمانية الأصلية الكاملة، وتقترح الأبحاث أن اللغات المنطوقة على الجزيرة تنتمي إلى عدة عائلات لغات مميزة. ظل شعب البالاوا يستخدم بعض كلمات اللغة التاسمانية الأصلية في جزر فورنو، وثمة بعض الجهود لإعادة تجميع لغة من قوائم الكلمات المتاحة. اليوم، يصف بضعة آلاف من سكان تاسمانيا أنفسهم بأنهم تاسمانيون أصليون، نظرًا إلى أن عددًا من نساء البالاوا حملن من رجال أوروبيين في جزر فورنو وبر تاسمانيا الرئيسي. اعتبارًا من 2017، صار المرء لا يحتاج إلا إلى «تعريف ذاتي واعتراف مجتمعي» ليُعترف به على أنه تاسماني أصلي.