العبودية في الولايات المتحدة
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
العبودية في الولايات المتحدة كان الرق في الولايات المتحدة الأمريكية يتّخذ صفة المؤسسة، بموجب التشريعات. فقد انتشر في أمريكا الشمالية في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين، واستمر في الولايات الجنوبية حتى إقرار التعديل الثالث عشر لدستور الولايات المتحدة في عام 1865 نتيجة للحرب الأهلية.[1] كان هذا الشكل من العبودية يتمثل في إخضاع العمال الذين يتم شراؤهم من تجار الرقيق في أفريقيا لاستخدامهم كخدم وعمال في مزارع المستعمرات. كانت فرجينيا أول مستعمرة إنجليزية استقدمت العبيد إلى أمريكا الشمالية عام 1619، بعد وصول سفينة تحمل 20 أفريقياً،[2][3] إذ كانت بمثابة نقطة الانطلاق لانتشار الرق وصولاً إلى المستعمرات الإسبانية في أمريكا الجنوبية، [4] كان العديد من العبيد من الأفارقة السود وكانت نسبة ضئيلة منهم من الأمريكيين الأصليين، وكان بعض السود الأحرار يملكون عبيداً، وكان القليل من عمال السُخرة من البيض.[5] انتشر الرق أول الأمر في المناطق ذات الأراضي الخصبة جداً التي تصلح لزراعة المنتجات عالية الطلب مثل التبغ والقطن والسكر والبُن، حيث كان العبيد يحرثون الأراضي ويجمعون المحاصيل يدوياً في هذه المساحات الشاسعة. تركز معظم العبيد في العقود الأولى من القرن التاسع عشر في الولايات الجنوبية، حيث استُقدموا للعمل في حقول القطن والسكر، وكان يُشرف على كفاءة العمل حرّاس السجون، الذين كفلوا - باستخدام وسائل العنف - أن العبيد سيبذلون أقصى الجهد لانجاز الأعمال المطلوبة. قبل انتشار العبودية على نطاق واسع، نُظمت الكثير من الأعمال في المستعمرات من خلال مجموعات من العمال الذين يتم تعيينهم بالتعاقد (أجراء)، وانتشرت ظاهرة عمال الأجرة لسنوات، سواء كانوا من العمال البيض أو السود، حيث يدفع الأشخاص تكلفة الرحلة إلى المستعمرات عن طريق العمل حتى يتم سداد الدين، حيث كانوا يهاجرون إلى أمريكا الشمالية هرباً من البؤس والفقر في بلادهم.[6]
صنف فرعي من | |
---|---|
البداية | |
البلد | |
تسبب في | |
لديه جزء أو أجزاء |
في الفترة ما بين عامى 1680 و1700 بدأ العبيد يحلون محل عمال الأجرة في العديد من المستعمرات الأمريكية. ولأهمية العبودية أصبح منزل بورجيسيس رمزاً جديداً للعبودية في 1705 وأول جمعية تشريعية تجمع بين التشريعات القائمة في القرون السابقة مع إضافة مبدأ أن العرق الأبيض هو المتفوق والمهيمن ضد العرق الأسود.[7] قبل القرن الثامن عشر، كان التشريع المتعلق بالعبودية يعتمد على العنصرية، خالقاً نظاما يكون فيه معظم العبيد من الأفارقة وأحفادهم، وأحياناً من الأمريكيين الأصليين، بينما ألغت المستعمرات الإسبانية الإسترقاق من السكان الأصليين عام 1769.
في الفترة بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر تم نقل ما يقرب من 12 مليون أفريقي إلى الأمريكتين،[8][9] ونُقِلَ منهم ما يقارب من 645,000 إلى الأقاليم التي صارت جزءاً من الولايات المتحدة الأمريكية فيما بعد.[10]
في عام 1860 بلغ تعداد العبيد في الولايات المتحدة حوالي 4 ملايين عبد.[11]
كان الرق موضع جدل في سياسة الولايات المتحدة من 1770 إلى 1860، وأصبح موضوعاً هاماً للمناقشة في جميع الدول بشأن التصديق على الدستور، أقرّ الكونغرس الفيدرالى قانون العبيد الهاربين (أي قانون العبيد الهاربين) في عام 1793 وعام 1850، الذي ينظم عودة العبيد الهاربين إلى أصحابهم، في حين كان مبدأ التعصب للرق في محافل أخرى أقل بسبب قرارات المحكمة العليا، مثل قضية دريد سكوت الشهيرة. سعى العبيد إلى التمرد ضد العبودية مع حركات التمرد وعدم التعاون في الأعمال، وتمكن البعض من الفرار الي الدول التي ألغت الرق أو إلى كندا، عن طريق السكك الحديدية تحت الأرض. شارك المحامون الذين كانوا يؤيدون إلغاء الرق في المناقشات السياسية حيث نددوا بالمبادئ الأخلاقية المتدنية بسبب هذه الممارسات، وشجعوا على إنشاء مناطق حرة خالية من الرق وصولا إلى الأقاليم المحتلة غربا. كان الجدل الأخلاقي حول الرق واحداً من الأسباب الرئيسية للخلاف الذي أدى إلى الحرب الأهلية الأمريكية. بعد انتصار دول الاتحاد أصبح الرق غير قانوني في كل الولايات المتحدة بالتصديق على التعديل الثالث عشر للدستور،[12] ولكن الممارسة استمرت لبضع سنوات مع إخضاع الهنود من قبل الأمريكيين.