هجوم ممر العقرب أو مذبحة معاليه عقرابيم، كان هجومًا على حافلة ركاب إسرائيلية نُفِّذ في منتصف يوم 17 مارس1954 م، أسفر عن مقتل 11 راكباً برصاص الفدائيين الذين نصبوا كمينًا وركبوا الحافلة وأطلقوا النار على بعض الركاب واحدا تلوالآخر، وتوفي واحد بعد 32 عامًا من إصابته في حالة من الشلل والإدراك الجزئي، ونجا أربعة ركاب بعد إصابة اثنين منهم على أيدي المسلحين.
ممر العقرب ((بالعبرية: מעלה עקרבים)، معاليه عقرابيم) هو منحدر ضيق متعرج على الطريق القديم الذي يربط بين إيلاتوبئر السبع، إلى الجنوب مباشرة من جرن حتيرا، وحوالي 60 ميلًا جنوب بئر السبع. كان الممر على الطريق الرئيسي بين إيلات ووسط إسرائيل في عام 1954. انتهت حرب 1948 بتوقيع العديد من اتفاقيات الهدنة بين إسرائيل ودولها العربية المجاورة، لكن الاشتباكات الحدودية بدأت على الفور بعد توقيع الاتفاقيات. على الحدود الأردنية - الإسرائيلية، لم تكن عمليات التسلل غير المسلحة (71٪) والمسلحة (29٪) نادرة من الجانبين.[بحاجة لمصدر]
وفقًا للمصادر الإسرائيلية، بين يونيو1949 ونهاية عام 1952، قُتل ما مجموعه 57 إسرائيليًا، معظمهم من المدنيين، على أيدي متسللين من الأردن، وبلغ عدد القتلى الإسرائيليين خلال التسعة أشهر الأولى من عام 1953 حوالي 32.[1] خلال نفس الوقت تقريبًا (نوفمبر1950 - نوفمبر1953)، أدانت لجنة الهدنة المشتركة بين المملكة الأردنية وإسرائيل أعمال الانتقام العسكرية الإسرائيلية 44 مرة[2] وادعت وقوع 629 قتيلاً وجريحًا جراء الغارات الإسرائيلية.[2]
تم تنفيذ هجمات مماثلة إلى حد كبير من قبل قوات الكوماندوز الفلسطينية مع بعض الدعم المصري عبر الحدود المصرية وقطاع غزة. يقول المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس أنه بين عامي 1949و1956، قُتل ما بين 200 و250 إسرائيلي على أيدي متسللين وقتل عدد مماثل من الجنود الإسرائيليين في العمليات. مصادر أخرى تعطي ما مجموعه 1300 قتيل خلال هذه الفترة،[3][4] وكتب موريس في كتابه حروب الحدود الإسرائيلية 1949-1956 أن «التدابير الدفاعية الإسرائيلية المناهضة للتسلل أدت إلى مقتل عدة آلاف من العرب معظمهم غير مسلحين بين عامي 1949-1956.»[5]
نفذت مجموعى تدعى «اليد السوداء» تألفت من أغلبية قبائل العزازمةوترابين البدوية الذين يعيشون داخل منطقة العوجة منزوعة السلاح «غارات انتقامية» أساسا ضد المخبرين المشتبه بهم وضد أهداف إسرائيلية إسرائيلية أيضًا.[6][7] في النقب، شرعت إسرائيل في مشاريع تنموية أصبحت هدفًا للسرقة من قبل البدو، تسبب استهداف قوات الأمن الإسرائيلية لهؤلاء البدو في نزاع دموي في المنطقة.[8]
في ليلة 16 مارس، توجهت حافلة من قِبل جمعية إيجد التعاونية في رحلة غير مقررة تقل 14 راكبًا من إيلات إلى تل أبيب،[9] وأثناء صعودها المنحدر، نصب فدائيون كمينًا وأطلقوا النار وقتلوا السائق وكذلك الركاب الذين حاولوا الهرب؛ ثم شرعوا في ركوب الحافلة وإطلاق النار وسلب الركاب الآخرين.[10] قُتل كل من السائق والسائق البديل إلى جانب سبعة من الركاب الذكور واثنتين من الإناث (مات أحد عشر شخصًا في مكان الحادث)،[11][12] وكان الناجون الأربعة عبارة عن جنديين إسرائيليين وامرأة وفتاة تبلغ من العمر 5 سنوات بعد أن دافع عنها أحد الجنود الذين كانوا يستقلون الحافلة وعن شقيقها بجثته.[13] بعد خروج الفدائيين من الحافلة، نهض شقيقها وسألها، «هل ذهبوا؟» فسمعوا صوته وعادوا وأطلقوا النار عليه في رأسه، وقضى 32 عامًا في حالة من الشلل والإدراك الجزئي حتى وفاته، ليصبح بذلك الوفاة الثانية عشرة للمذبحة.[بحاجة لمصدر]
في اليوم التالي، قام متتبعون إسرائيليون بمساعدة كلاب الشرطة وبرفقة مراقبي الأمم المتحدة بتتبع مسارات المهاجمين إلى نقطة على بعد 6 أميال غرب الحدود الأردنية، حيث فقدوا أثرهم.[12][14][15]
بالاعتماد على المخبرين، حددت مصادر المخابرات الإسرائيلية 3 من المشتبه بهم من غور الصافي الأردني،[16] وواصل الأردنيون مساعيهم لاكتشاف مرتكبي الهجوم.[17]
على الرغم من الغضب العلني والدعوة إلى الانتقام العسكري ضد الأردن، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي موشيه شاريت إلى ضبط النفس واتخاذ التدابير الدبلوماسية، قبل أقل من ستة أشهر من الأحداث، هاجمت الوحدة 101 قرية قبيا كجزء من سياسة إسرائيل الانتقامية، مما أدى إلى مقتل 69 شخصًا مصحوبًا بإدانة عالمية.[18][19]
«في إسرائيل، كان هناك احتجاج عنيف من أجل الانتقام من الأردن، لكن شاريت فضل ضبط النفس، الأمر الذي ساعد في إصلاح صورة إسرائيل في الغرب، وعارض الانتقام حيث أن ذكرى قيبة لا تزال حية، كما أن عدم التيقن من هوية الجناة يسهل من ضبط النفس.»[20]
طلبت إسرائيل أن تدين لجنة الهدنة المشتركة الأردن بسبب هذه الجريمة. أشار ممثل الأردن لدى اللجنة إلى احتمال حدوث العملية من قبل البدو في إسرائيل، وامتنع رئيس اللجنة، كالفن هتشيسون، عن اتخاذ قرار بسبب عدو وجود دليل قاطع لهذا الادعاء،[19][21] ونتيجة لذلك، انسحبت إسرائيل من لجنة الهدنة.[19]
اقترح هتشيسون أن المهاجمين كانوا إما بدوًا في غزة أو من البدو في إسرائيل، كما اقترح جون باجوت غلوب أن الجناة من غزة. اكتسبت هذه النظرية مصداقية عندما تم العثور على بطاقة هوية من الحادثة في غزة عام 1956،[22] ويعتقد الكثيرون أن غلوب كان على حق وإسرائيل مخطئة، وأن المهاجمين جاءوا بالفعل من الأراضي التي تسيطر عليها مصر وليست الأردن.[23][19][24][25]
يقول هاشم عزام (وهو من الإخوان المسلمين الفلسطينيين، منذ سنة 1952، من مخيم عقبة جبر في الضفة الغربية، ومن رواد حركة فتح في الضفة الغربية) فيرى أن هذه العملية تمت بإشراف الإخوان؛ ويضيف "لقد أُخبرت أن اثنين نفذا هذه العملية... وكلاهما مسلمَيْن ملتزمَيْن؛ وكانا يقولان إنهما كانا مع أبي جهاد وكامل الشريف".[23]
أشارت وزارة الخارجية الإسرائيلية إلى حادثة معاليه أكريبيم، ضمن أشياء أخرى كثيرة، كدليل على أن «الهجمات الإرهابية العربية الكبرى» سبقت حرب 1967، والتي احتلت فيها إسرائيل الضفة الغربيةوقطاع غزة، لتحدي المزاعم العامة للمتحدثين الفلسطينيين والعرب بأن «الإرهاب الفلسطيني الأخير كان نتيجة الاحتلال الإسرائيلي».[1] في عام 2007، وضعت حافلة في متحف مدينة إيلات كذكرى للعملية.[26]
Morris, Benny (1997) Israel's Border Wars, 1949–1956: Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War, Oxford University Press, pg. 415;
Hutchison, E. (1955) Violent Truce: A Military Observer Looks At The Arab-Israeli Conflict 1951–1955, pp. 73–75 "Black Hand" organization was finally made when one of the sheikhs stated that many of the Bedouins who were mistreated by the Israelis had formed groups to carry out acts of revenge. He claimed these groups had mined roads, raided Israeli villages as well as camps of the Bedouins who were suspected of acting as Israeli informers, and stolen herds of cattle from Israeli shepherds.
Thefts were quite common, mostly among the poorer Bedouin who utilised the opportunity to steal valuable property and machinery used by the Israeli Government in developing the southern part of the country. The shooting of these Bedouin by Israelis incited blood feuds and resulted in vendettas which caused a chain reactions, culminating in additional killings. Many such incidents occurred in the Negev and might be explained as Bedouin actions of blood revenge. The massacre of the bus passengers in Maleh ha-Akrabim (The Scorpion Pass) on the way to Eilat was possibly one of them. Avi Plascov, (1981) The Palestinian Refugees in Jordan 1948–1957, Routledge; (ردمك 0-7146-3120-5) pg. 86
Morris, Benny (1993), Israel's Border Wars, 1949–1956: Arab Infiltration, Israeli Retaliation, and the Countdown to the Suez War, Oxford University Press; (ردمك 0-19-829262-7), pp. 309–13.
Violent Truce, pg. 53. "The shoes had been removed from some of the victims, the ring finger had been cut from another, a handbag was taken, the bus tool box and a suitcase were stolen, the ammunition and weapons of the military guards on the bus were taken, and one of the survivors testified that 'one [of the attackers] also went to the roof [of the bus] to steal something'."
Rosalyn Higgins. United Nations Peacekeeping, 1946–1967: Documents and Commentary under the auspices of the Royal Institute of International Affairs, Oxford University Press, 1981, pp 121–22.
"On 19 March 1954, a United Nations observer and an Israel officer heard statements from and put questions to the two adult survivors who had escaped unscathed—an Israel army sergeant and a girl. It was also possible to put a few questions to a wounded girl — a private in the Israel army — and to a small child." (Report dated 19 June 1954 by the Chief of Staff of the UNTSO in Palestine to the Secretary-General concerning the Scorpion Pass incident)
"In subsequent days, a joint Israeli-Jordanian posse managed to follow a second set of tracks as far as 2 miles from the border, a connection between the two sets of tracks was never established. The same United Nations observer returned to the Scorpion Pass in the early morning of 18 March 1954, together with the Israel representatives on the Mixed Armistice Commission, who were accompanied by three trackers, three dogs and two dog-masters. At 07.00 h they picked up tracks on the narrow path explored by the United Nations observer on the previous evening. Tracks which seemed to be those of about four to seven persons who had walked towards the east led to Wadi Fuqra and were followed in the bed of the wadi and sometimes, where the walls were not steep, on one of its sides, until 1500 h. At that time, after having been followed for about 17 kilometers, the tracks were lost at approximately MR 1724-0376 (about 9.5 kilometers, in a straight line, in the scene of the incident, and about 11.5 kilometers, a straight line, from the nearest point on the armistice demarcation line between Israel and Jordan).
From the spot where the tracks were lost, Wadi Fuqra continues to go down in a north-easterly direction until it opens up, over 5 kilometers from the armistice demarcation line, into the flat land of the Ghor, to the south of the Dead Sea. In addition, about 1.5 kilometers from the spot were the tracks were lost, a path provides another natural exit from the wadi towards the south, and a short distance further on there are numerous other natural exits leading to the north and to the south.
The tracks followed on 18 March were those of persons who walked down the wadi. Now and then, in the bed of the wadi, near the water pools and at other places where the ground was soft, there were tracks of persons who had walked in the opposite direction. On 19 March, the senior Israel delegate was informed that tracks had been found by the Israel trackers some 8 kilometers to the south-east of the spot where the tracks had been lost on the previous afternoon. Accompanied by two United Nations observers, he went to approximately MR 1785-0300.
Tracks of apparently two persons, one of them barefooted, were followed for a [f]ew hundred meters until nightfall. The connection between those tracks and those followed on the previous day was not established.
On Wednesday of last week, the Mixed Armistice Commission was shocked by the news of an attack on an Israel bus near Ma'ale Akrabim [Scorpion Pass]. United Nations military observers were sent immediately to the scene of the incident, and their initial reports were graphic in describing this horrible crime. Since that first day, most of the military observers assigned to the Jordan-Israel Mixed Armistice Commission have working on this case. These observers, working with members of the Israel delegation to the Mixed Armistice Commission, Israel police and army officials, dog handlers with highly trained tracking hounds, expert Israel trackers, joined later by experienced Bedouin trackers from Jordan, have worked almost beyond endurance to establish the guilt for this crime. At no time during the years since the conclusion of the armistice agreement has a more intensive investigation been carried out. Even so, the evidence brought out is far from being conclusive. I do regret the Israel delegation's refusal to allow the Mixed Armistice Commission the opportunity completely to investigate Israel's claim of knowledge concerning the actual perpetrators of this crime. The possibility of Jordanians being responsible for this crime still exists; however, persons from outside Jordan could also be guilty of this outrage. True, tracks were found, perhaps connected to this crime, but they were lost approximately 10 kilometers in a straight line from the demarcation line. The empty cartridges found at the scene of the incident do not point conclusively to any one group. The testimony of the witnesses indicates that Arabs were involved; however, the description of the two men who allegedly entered the bus a doubt as to whether they were all Arabs. And the establishment of the fact that Arabs were involved does not in the least connect this crime to the inhabitants of any one country. This Mixed Armistice Commission will always avoid condemning a government on inconclusive evidence." UN Docنسخة محفوظة 8 فبراير 2012 على موقع واي باك مشين."نسخة مؤرشفة". مؤرشف من الأصل في 2012-02-08. اطلع عليه بتاريخ 2020-04-14.{{استشهاد ويب}}: صيانة الاستشهاد: BOT: original URL status unknown (link)
Violent Truce, pg. 63 "On March 23, immediately following the final meeting concerning the bus incident, Jordan had been asked to continue searching for the three men named by Israel as the leaders of the attacking group. It was also requested at the same time that a thorough check be made on the movements of Bedouin tribes, as well as individual Bedouins, during the period just preceding and following the raid. Officials of all villages from north of Hebron to the Gulf of Aqaba were requested to forward any information obtained that might shed light on the incident. A short time later the MAC was notified that six Arabs from Quseima in the Egyptian Sinai had been arrested for illegal entry into Jordan on the day preceding the bus attack. Although the time of their arrest cleared them from suspicion in that case, they had admitted the killing of an Israeli Arab before entering Jordan. The incident, as described by the prisoners, seemed to match the details of a complaint that had been filed by Israel."
"When Israel occupied the Gaza Strip in 1956, two years later, considerable evidence was found that the Scorpion Pass incident was the work of Arab Bedouins", Political Affairs By Trade Union Educational League, Political Affairs Publications, 1967, pg. 15
"In an internal memorandum, Hutchison wrote the day before the MAC vote that, while the Israeli authorities were busy 'whipping public sentiment into a white heat' against Jordan, it was equally possible that the murders had been carried out by vengeful 'Israeli Bedouin' or Bedouin from Israeli-Egyptian DMZ. The US embassy in Tel Aviv felt Hutchison's abstention had been 'reasonable' ... The Jordanians proved unable to trace the three named suspects by Israel. From the first, Glubb had been convinced that Jordanians were not involved. Rather he looked to Egypt for those responsible: ‘We have information regular armed parties from Sinai and Gaza Strip are committing terrorist acts in Israel. Some of these deliberately escape into Jordan after[wards]. ... Seems probable ... incidents may be organised by [ex-] mufti from Egypt. E.L.M. Burns, agreed with the assumption that the murders had been committed by Egyptians or persons under Egyptian jurisdiction. But there was no definite proof, he added. Possible proof of Egyptian responsibility surfaced during Israel’s brief occupation of Gaza Strip following the Sinai-Suez War. According to an article in the Jerusalem Post of 7 December 1956, the identity cards of the Ma'ale ‘Akrabim killers had indeed come from Egyptian-controlled territory rather than Jordan..."
موريس، بيني (1997) حروب إسرائيل الحدودية، 1949-1956: التسلل العربي، الانتقام الإسرائيلي، والعد التنازلي لحرب السويس، مطبعة جامعة أكسفورد. (ردمك 0-19-829262-7)ISBN0-19-829262-7
هوتشيسون هـ (1955) الهدنة العنيفة: مراقب عسكري ينظر إلى الصراع العربي الإسرائيلي 1951-1955
الشؤون السياسية من قبل رابطة التجارة النقابية (الولايات المتحدة)، إيرل برودر، هربرت أبتيكر، الحزب الشيوعي للولايات المتحدة الأمريكية، جوس هول، نشر بواسطة دار الشؤون السياسية، 1967
آفي بلاسكوف، (1981) اللاجئون الفلسطينيون في الأردن 1948-1957: 1948-1957 بقلم دار النشر روتليدج، 1981 (ردمك 0-7146-3120-5)
ميري فورستنبرغ، (2018) الفتاة من سكوربيونز باس: إن البقاء على قيد الحياة في مذبحة الصحراء كان مجرد البداية، أمازون للخدمات الرقمية ذ.م.م (أمازونB0791B1MPQ)