تاريخ إسبانيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
يعود تاريخ إسبانيا إلى بدايات القرون الوسطى. ففي سنة 1516 وحدت إسبانيا هابسبورغ عددا من الممالك المتباينة. ثم قدمت الشكل الحديث للملكية دستورية في 1813، ويعود الدستور الديمقراطي الحالي إلى سنة 1978.
بعد الانتهاء من حروب الإسترداد، تمكنت إسبانيا من التوحد تحت حكم آل هابسبورغ سنة 1516. وفي نفس الوقت بدأت الإمبراطورية الإسبانية بالتمدد تجاه العالم الجديد عبر المحيط، فكان ذلك بداية عصرها الذهبي الذي استغرق مابين سنوات 1500 إلى عقد 1650، مما جعل إسبانيا هابسبورغ إحدى أقوى دول العالم. فخلال تلك الفترة شاركت إسبانيا في جميع الحروب الأوروبية الكبرى، بما في ذلك الحروب الإيطالية و"حرب الثلاثين عاما وحرب الثمانين عاما والحرب الفرنسية-الإسبانية. ولكن ومع انتهاء القرن 17 بدأت عظمة إسبانيا بالانحدار بعد وفاة آخر حكام هابسبورغ، حيث اندلعت حرب الخلافة الإسبانية التي انتهت بخفض منزلة إسبانيا -والتي بدأت بحكم البوربون- إلى قوة من الدرجة الثانية مع ضعف في تأثيرها بالشؤون الأوروبية. حاولت إصلاحات البوربون تجديد مؤسسات الدولة، وقد نجحت بعض الشيء. ولكن مع انتهاء القرن بدأ كل شيء ينجرف أمام الصخب الذي تخطى إسبانيا وأوروبا في مطلع القرن 19 وهي الثورة الفرنسية وحروب نابليون. والحرب في شبه الجزيرة، وبذا بدا أن إسبانيا لا يمكنها العودة إلى سابق مجدها وقوتها.
وفي بداية القرن 19 ظهرت إسبانيا متشظية بسبب الحرب، وبدأت الأحزاب السياسية التي زعزعت من استقرار أسبانيا بالظهور وهي تمثل مجموعات من القوى «الليبرالية» و«الرجعية» و«المعتدلة» حيث تقاتلت تلك الأحزاب خلال الفترة المتبقية من القرن من أجل سيطرة لم تدم طويلا من دون أي إدارة قوية لتحقق الاستقرار الدائم. فقد تفككت الإمبراطورية الإسبانية العتيقة في الأمريكتين بسرعة مع حروب استقلال أمريكا اللاتينية، ثم فقدت ماتبقى لها من مستعمراتها في الحرب الإسبانية الأمريكية سنة 1898. وقد أصاب التوازن الهش بين القوى الليبرالية والمحافظة في إقامة ملكية دستورية في الفترة 1874-1931 ولكنه لم يقدم حل دائم لمشاكل إسبانيا، فدخلت إسبانيا في مستنقع الحرب الأهلية بين الجمهوريين والفصائل القومية.
انتهت الحرب بانتصار الدكتاتورية القومية بقيادة فرانسيسكو فرانكو الذي سيطر على الحكومة الأسبانية حتى 1975. فتمكن من تحقيق الإستقرار النسبي في فترة مابعد الحرب (مع استثناء ملحوظ لحركة الاستقلال المسلحة في إقليم الباسك)، وقد شهد البلد نمو اقتصادي سريع في عقد 1960 وأوائل عقد 1970. وبعد وفاة فرانكو سنة 1975 تمكنت إسبانيا من استعادة الملكية الدستورية. فاستلم الأمير البوربوني خوان كارلوس الملك في إسبانيا وبدأت عملية انتقال إسبانيا نحو الديمقراطية. ثم دخلت السوق الأوروبية المشتركة في 1986 (حولت إلى الاتحاد الأوروبي بعد معاهدة ماستريخت سنة 1992) ثم منطقة اليورو في 1999. ولكن أتت الأزمة المالية 2007-2008 فأنهت عقدا من الازدهار الاقتصادي [الإنجليزية] لإسبانيا مما أدخلها في أزمة ركود وديون ولا تزال تعاني من بطالة عالية جدا وضعف في الاقتصاد.
تعتبر إسبانيا قوة متوسطة قادرة على بسط نفوذها الإقليمي ولكنها ليست مثل بعض القوى الأخرى التي تماثلها (ألمانيا وإيطاليا واليابان) فهي ليست جزءا من مجموعة الثماني ولكنها ضيف في مجموعة العشرين. وأيضا هي جزء من مجموعة الست الأوروبية.