الاستكشاف الأوروبي لقارة إفريقيا
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
كانت جغرافية شمال إفريقيا معروفة جيدًا من قبل الأوروبيين منذ العصور القديمة الكلاسيكيّة في الجغرافيا اليونانيّة الرومانيّة. عُرِف شمال غرب أفريقيا (المغرب) باسم ليبيا أو أفريقيا، بينما كانت مصر تعتبر جزءًا من قارّة آسيا.
بدأ الاستكشاف الأوروبي لجنوب الصحراء الكبرى لأفريقيا مع بداية عصر الاستكشاف في القرن الخامس عشر، كانت البرتغال بقيادة المستكشف هنري أوّل الروّاد لهذا الاستكشاف. أول الواصلين إلى رأس الرجاء الصالح هو باتولوميو دياز في 12 مارس 1488، مما أدى إلى فتح الطريق البحري الهام إلى الهند والشرق الأقصى، ولكن الاستكشاف الأوروبي لأفريقيا نفسها بقي محدودًا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر. كانت القوى الأوروبية راضيةً عن إنشاء مراكز تجارية على طول الساحل في الوقت الذي كانوا فيه يستكشفون العالم الجديد ويستعمرونه بفعالية. تُرك استكشاف المناطق الداخلية في أفريقيا بمعظمها لتجّار العبيد العرب، الذين أقاموا مع الفتح الإسلامي للسودان شبكاتٍ بعيدةَ المدى ودعموا اقتصاد عدد من الممالك الساحلية خلال القرنين الخامس عشر والثامن عشر.
في بداية القرن التاسع عشر، كانت المعرفة الأوروبية للجغرافيا الداخلية لجنوب الصحراء الأفريقية لا تزال محدودة إلى حد ما، والرحلات الاستكشافية لجنوب أفريقيا حدثت خلال ثلاثينيات وثمانينيات القرن التاسع عشر، وحتى في منتصف القرن التاسع عشر وبداية التدافع الاستعماري لأفريقيا، اقتصرت الأجزاء غير المستكشفة الآن على ما اتضح كونه حوض الكونغو والبحيرات الأفريقية العظمى. بقي «قلب إفريقيا» هذا واحدًا من آخر «المناطق الفارغة» المتبقية على خريطة العالم في أواخر القرن التاسع عشر (إلى جانب القطب الشمالي والقطب الجنوبي وداخل حوض الأمازون). تُرك استكمال استكشاف أفريقيا بحلول سبعينيات القرن التاسع عشر للمستكشفين الأوروبيين في القرن التاسع عشر، بما في ذلك أولئك الذين يبحثون عن المصادر المشهورة لنهر النيل، ولاسيما جون هانينج سبيك والسير ريتشارد بيرتون وديفيد ليفينجستون وهنري مورتون ستانلي. بعد ذلك، كانت الجغرافيا العامة لأفريقيا معروفة، لكنها تُركت لمزيد من الرحلات الاستكشافية التي حدثت خلال الثمانينيات من القرن التاسع عشر وصاعدًا، خاصةً تلك التي قادها أوسكار لينز، لتجسّد المزيد من التفاصيل مثل البنية الجيولوجية للقارة.