الأزمة الفنزويلية 1902-1903
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
الأزمة الفنزويلية في فترة 1902-1903 هي عبارة عن حصار بحري فرضته المملكة المتحدة وألمانيا وإيطاليا على فنزويلا بين ديسمبر عام 1902 وفبراير عام 1903، وذلك بعد أن رفض الرئيس سيبريانو كاسترو سداد الديون الخارجية والأضرار التي عانى منها المواطنون الأوروبيون في فنزويلا أثناء الحروب الأهلية الأخيرة. إذ افترض الرئيس كاسترو أن مبدأ مونرو الأمريكي سيجعل الولايات المتحدة تمنع التدخل العسكري الأوروبي. لكن ثيودور روزفلت، الرئيس الأمريكي آنذاك، ووزارة الخارجية ارتأوا أن مبدأ مونرو يطبق فقط في حال استيلاء الأوروبيين على الأراضي، وليس للتدخل الأوروبي بحد ذاته.
الحصار البحري الفنزويلي بين 1902-1903 | |||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
لوحة حول الحصار بريشة ويلي ستورتصور | |||||||||
معلومات عامة | |||||||||
| |||||||||
المتحاربون | |||||||||
فنزويلا الأرجنتين |
المملكة المتحدة الإمبراطورية الألمانية ايطاليا إسبانيا | ||||||||
تعديل مصدري - تعديل |
وقفت الولايات المتحدة موقفًا محايدًا بشكل رسمي إثر الوعود التي حصلت عليها بشكل مسبق بعدم احتلال أيه أراضٍ، وسمحت للهجوم أن يبدأ دون اعتراض. عطل الحصار البحري الأسطول الفنزويلي بسرعة، لكن كاسترو رفض الاستسلام، وبدلًا من ذلك وافق من حيث المبدأ على تقديم بعض المطالبات للتحكيم الدولي، وهو ما كان يرفضه سابقًا. اعترضت ألمانيا في البداية على ذلك، بحجة أن فنزويلا يجب أن تقبل ببعض المطالبات دون اللجوء للتحكيم الدولي.
أجبر الرئيس روزفلت الألمان على التراجع عن طريق إرسال أسطوله الأكبر تحت قيادة الأدميرال جورج ديوي، وهدد بشن الحرب في حال نزل الألمان الأرض الفنزويلية. وبسبب فشل كاسترو في التراجع، بالإضافة إلى الضغط الأمريكي، وتزايد ردود الفعل السلبية البريطانية والأمريكية إعلاميًا حول هذه القضية، وافقت الدول المحاصرة على التوصل إلى تسوية، لكنها أبقت على حالة الحصار أثناء المفاوضات حول التفاصيل. أدى ذلك إلى توقيع اتفاقية في 13 فبراير 1903، ونتيجتها رفع الحصار عن فنزويلا والتزامها بتسديد نسبة 30% من الرسوم الجمركية لتسوية المطالبات.
عندما منحت محكمة التحكيم الدائمة في لاهاي فيما بعد معاملة تفضيلية للقوى المحاصرة ضد مطالبات الدول الأخرى، خشيت الولايات المتحدة أن يشجع ذلك التدخل الأوروبي في المستقبل. ساهمت هذه الحادثة في التعديل الذي أدخله روزفلت على مبدأ مونرو وسُمي «نتيجة روزفلت»، إذ أكد على حق الولايات المتحدة في التدخل لتحقيق الاستقرار في الشؤون الاقتصادية للدول الصغيرة في منطقة البحر الكاريبي وأمريكا الوسطى إذا لم تتمكن من سداد ديونها الدولية، وهذا لأجل منع التدخل الأوروبي من القيام بذلك.