إنهاء الاستعمار في الأمريكتين
من ويكيبيديا، الموسوعة encyclopedia
تشير عبارة إنهاء أو تصفية الاستعمار في الأمريكتين إلى العملية التي أفضت إلى كسب دول القارتين الأمريكيتين لاستقلالها من الحكم الأوروبي. كانت الثورة الأمريكية هي الأولى في الأمريكتين، وجاءت الهزيمة التي لحقت بالبريطانيين في الحرب الثورية الأمريكية (1775-1783) بمثابة نصر مفاجئ على دولة كبرى. تبع ذلك نشوب الثورة الفرنسية في أوروبا، وكان لهذه الأحداث المتعاقبة آثار جمعية عميقة على المستعمرات البريطانية والإسبانية والبرتغالية والفرنسية في الأمريكتين. أعقبت ذلك موجة ثورية نجم عنها إحداث عدد من الدول المستقلة في أمريكا اللاتينية، وقد دامت الثورة الهايتية من عام 1791 حتى عام 1804 وأفضت إلى استقلال مستعمرة العبيد الفرنسية. وتسببت حرب الاستقلال الإسبانية ضد فرنسا، التي نجمت عن احتلال نابليون لإسبانيا، بتشكيك الكريول الإسبان في أمريكا الإسبانية بولائهم لإسبانيا، مما أذكى حركات تحرر بلغت ذروتها في حروب استقلال أمريكا الإسبانية العديدة، التي دامت نحو عقدين من الزمن. وفي الوقت نفسه، انتقلت المَلكية البرتغالية إلى البرازيل خلال الاحتلال الفرنسي للبرتغال. وبعد عودة البلاط الملكي إلى لشبونة، بقي الأمير الوصي على العرش، بيدرو، في البرازيل ونجح عام 1822 بإعلان نفسه إمبراطور على البرازيل المستقلة حديثًا. وعلى الرغم من أن الروس أداروا هم أيضًا حصونًا في كاليفورنيا وهاواي، فقد بيعت معظم مساحة أمريكا الروسية للولايات الأمريكية في عام 1867 وتحولت إلى ألاسكا.
ولقد خسرت إسبانيا مستعمراتها الكاريبية الثلاث المتبقية بحلول نهاية العقد الأول من القرن التاسع عشر، وأعلنت سانتو دومينجو الاستقلال في عام 1821 باسم جمهورية هايتي الإسبانية. وبعد التوحد ثم الانفصال عن مستعمرة هايتي الفرنسية سابقًا، وقّع رئيس جمهورية الدومينيكان اتفاقية أعادت الدولة إلى اعتبارها مستعمرة إسبانية في عام 1861. وقدح ذلك زنادَ حرب الإصلاح الدومينيكية، التي انتهت إلى الاستقلال الثاني لجمهورية الدومينيكان عن إسبانيا في عام 1865. وقد ناضلت كوبا من أجل الاستقلال عن إسبانيا في حرب السنوات العشر (1868-1878) والحرب الصغيرة (1879-1880). وتحول التدخل الأمريكي الذي حدث في عام 1898 إلى الحرب الأمريكية الإسبانية التي أدت إلى استحواذ الولايات المتحدة على بورتوريكو (التي ما تزال منطقة تابعة للولايات المتحدة) وغوام وجزر الفلبين في المحيط الهادي. وتحت الاحتلال العسكري، أصبحت كوبا محمية أمريكية حتى نالت استقلالها عن الولايات المتحدة في عام 1902.
بات الاستقلال السلمي الناتج عن الانسحاب الطوعي للقوى الاستعمارية هو النموذج المعتاد في النصف الثاني من القرن العشرين، بيد أنه ما يزال ثمة العديد من المستعمرة البريطانية والهولندية في أمريكا الشمالية (معظمها في جزر الكاريبي)، وقد دمجت فرنسا معظم مستعمراتها السابقة بشكل كامل على اعتبارها أقاليم دستورية تمامًا من فرنسا.