كاتبة بريطانية من ويكي الاقتباسات، موسوعة الاقتباسات الحرة
كارن أرمسترونغ (14 نوفمبر 1944) كاتبة بريطانية من أصول كاثوليكية إيرلندية تشتهر بكتبها عن مقارنة الأديان.
منذ حقبة الحروب الصليبية والنبي [محمد] يُصوَّرُ في الغرب على أنَّه مُشَعْوِذٌ يفرض إرادته بالقوة الغاشمة وشخصٌ مصابٌ بالصَرَع شهوانيٌ. وصورة الإسلام المشوَّهة هذه نشأت في نفس الوقت الذي نشأ فيه العداء الأوروبي للساميَّة، حيث هُزئ باليهود وصُوِّروا باعتبارهم أعداء أوروبا المتنفذين الخبثاء العنيفين المنحرفين. لذلك جاء الهجوم على المجلة الساخرة جزئيًا نتيجةً للازدراء الغربي.
يتملك بعض المسلمين الانطباع بأنَّ حياة الفلسطينيين نساءً وأطفالاً ومسنين ليس لها عندنا نفس قيمة حياة إنساننا في الغرب.
كان الإسلام حتى بداية الحداثة أكثر تسامحًا بكثيرٍ من المسيحيَّة الغربيَّة. وعندما احتل الصليبيون القدس سنة 1099، أصيب الشرق الأوسط بصدمةٍ جرَّاء مجازرهم التي ارتكبوها بحق سكَّان المدينة المسلمين واليهود. ممارسة هذا العنف المنفلت من عقاله لم يكن معروفًا هناك. ومع ذلك، استغرق الأمر خمسين عامًا إلى أنْ قام المسلمون بردِّ العدوان بشكلٍ فعليٍ. وهنالك عنف في الكتاب المقدَّس العبري وفي العهد الجديد يفوق ما في القرآن من عنف.
جميع الكتب المقدسة تحوي فقرات عُنْفٍ يتمُّ اقتباسها واستخدامها خارج سياقها وتُولى أهميَّةً مفرطةً تهدم رسالتها السلميَّة التي تكمن من حيث المبدأ في جميع الأديان.
الاعتقاد بأنَّ الإسلام كان دائمًا دين السيف، نشره رهبانٌ مسيحيون في القرن الثاني عشر – حيث أسقطوا قلقهم بشأن سلوكهم الخاص على ضحاياهم.
في فجر الإسلام، عندما كان المسلمون لا يزالون أقليَّةً مضيَّقًا عليها في مكَّة، منعهم القرآن من الردِّ على الاعتداءات. لكن عندما اضطروا بسبب تعرضهم للاضطهاد إلى الفرار إلى المدينة وتأسيس دولةٍ هناك، كان لا بدَّ للمسلمين – شأنهم في ذلك شأن مؤسسي الدول الأخرى – أنْ يقاتلوا، والقرآن أيَّد ذلك. بيد أنَّ المؤرخين العسكريين يقولون إنَّ محمدًا والخلفاء الأوائل كانوا استثناءً في اعتمادهم الدبلوماسية لبناء إمبراطوريتهم أكثر من استخدامهم العنف.
نشوء العلمانيَّة في الغرب في غُضون القرن الثامن عشر كان ابتكارًا جذريًا. وكان الدين قبل الحداثة ينفذ إلى جميع مجالات الحياة بسبب رغبة الناس في إضفاء مغزى على حياتهم. إنَّ فكرة النظر إلى "الدين" باعتباره مسعى خاصًا مفصولاً عن نشاطات الحياة الأخرى كانت قبل الحداثة غير معروفة في أوروبا كما هي الحال في بقيَّة أنحاء العالم.... وهذا ليس لأنهم أغبياء غير قادرين على تمييز مجالين مختلفين بعضهما عن بعض، إنما بسبب الأهميَّة المقدسة التي كانت تولى لقضايا مثل مصير الفقراء والحفاظ على النظام العام والعدالة.
ارتبطت العلمانيَّة في العالم العربي بالخضوع أكثر مما ارتبطت بالحريَّة السياسيَّة. وبعد مغادرة السادة المُسْتَعْمِرين، فُرضت العلمانيَّة بالعنف في الكثير من الأحيان، بحيث بدت وكأنها شرٌّ.