Loading AI tools
نوع من الطيور من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد، أو الدُّوري المُغَرِّد، أو العُصفُور المُغَرِّد، هو أحد أنواع عصافير الدوري الأمريكيَّة متوسطة الحجم، وأغزرها عددًا وأكثرها تميزًا وتأقلمًا.
العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد | |
---|---|
حالة الحفظ | |
أنواع غير مهددة أو خطر انقراض ضعيف جدا [1] | |
المرتبة التصنيفية | نوع[2][3] |
التصنيف العلمي | |
النطاق: | حقيقيات النوى |
المملكة: | الحيوانات |
الشعبة: | الحبليات |
الطائفة: | الطيور |
الرتبة: | العصفوريات |
الفصيلة: | العنبريَّات |
الجنس: | العصافير المُغرِّدة |
النوع: | العُصفُور الدُّوري المُغرِّد |
الاسم العلمي | |
Melospiza melodia [2][4] ألكسندر ويلسون، 1810 | |
الأصفر: زائر صيفي، الأزرق: مُشتٍ، الأخضر: مقيم مُفرخ | |
معرض صور عصفور الدوري المغرد - ويكيميديا كومنز | |
تعديل مصدري - تعديل |
هو نوعٌ واسع الانتشار استوفيَ دراسة، بعض جمهراته آبد وبعضها الآخر من القواطع في أمريكا الشماليَّة. موطن التفريخ لهذا النوع آخِذ، في الوقت الحاضر، في التَّوسّع في الجنوب الشرقي من الولايات المتحدة، وقد وَصل الآن إلى الأجزاء الشماليَّة من تلك الولايات وإلى ساحل خليج المكسيك في بعض الأنحاء.[5]
سُلالاتٌ مُختلفة من هذا الطَّائر تُظهرُ تغيُّرات كبيرة في القد واللون، ومن هذه السُلالات على سبيل المِثال: السُلالة الكبيرة (Melospiza melodia maxima) مِن جُزُر ألُوشان، وهي أكبر السُلالات، والسُلالة السَّلطُونيَّة أو الصَّحراويَّة الفاتحة (M. m. saltonis) من جنوبيّ غرب الولايات المتحدة. كما أنَّ التغريد يختلف من جَمهرة إلى أخرى. حتى أنَّ بعض الباحثين يَستطيعون معرفة هويَّة الطيور من «لهجاتها».[5] يعتقد بعض العلماء أنَّ كِسوة العصافير المُغرِّدة قاطنة المناطق الساحليَّة أقتم لونًا لتُشكِّل دفاعًا ضد الطُفيليَّات المُختلفة وعوامل العفن العديدة التي تعيش في البيئات الرطبة.
أثناء موسم التفريخ ترفع الذكور عقيرتها بالغناء من الفجر إلى الغسق، وقد تستمر أحيانًا في الليل. تبدأ كل أغنية بمُقدمة موسيقيَّة يّعقبها تَرجيع لِتنتهي بِسلسلة من النَّغمات المُفتقرة إلى الانتظام. والذكر على درجةٍ عالية من الإقليميَّة، يُدافعُ عن مساحة تقل قليلاً عن 0.4 هكتارات من موقع سكناه الرَّئيسيّ. يتغذى العُصفُور الدُوري المُغَرِّد بالبزور بالدرجة الأولى، غير أنَّ الحشرات واللافقاريات الأخرى تُشكِّلُ ما يصل إلى ثُلث قُوته.[5]
القسم العلوي من أجساد عصافير الدوري المُغرِّدة بُنيّ اللون، وظهرها مُخطط بخطوط داكنة، أمَّا قسمها السفليّ فأبيض ومُخطط بخطوط داكنة أيضًا، وتظهر في وسط الصدر بُقعةٌ بُنيَّة قاتمة. الرأس ذو قلنسوة بُنيَّة والذيل طويل مُستدير بُنيّ اللون. أمَّا الرأس فرمادي يعبره خط بُني من جهة إلى أخرى.
يختلفُ حجم هذه الطيور باختلاف سُلالاتها اختلافًا واضحًا. يتراوح طول الجسد بين 11 إلى 18 سنتيمتر (4.3 إلى 7.1 إنش)، ويتراوح باع الجناح بين 18 إلى 25.4 سنتيمترات (7.1 إلى 10.0 إنشات).[6][7] أمَّا الزنة فتتراوح بين 11.9 إلى 53 غرامًا (0.42 إلى 1.9 أونصات).[8]
يُمكنُ لغير العارف أن يُخطأ بسهولة بين هذه العصافير وأنواعٌ أخرى بحال شاهدها في البريَّة، ومن أكثر الأنواع التي يُخطأ الناس بينها وبين العصافير المُغرِّدة: عُصفُور الدوري للنكولن، وعُصفُور الدوري السڤنائيّ، المُتجانسان شكلاً مع عصافير الدوري المُغرِّدة. يُمكنُ تمييز الأوَّل عبر ذيله الأقصر والأكثر ميولاً للون الرمادي، ورأسه مُختلف النمط، ووجنتاه البُنيتان التي تُشكّلُ كُلاً منها لطخةً بارزةً للعيان. أمَّا العُصفُور الدوري السڤنائيّ فيمكن تمييزه عبر ذيله المتشعب والرقط المصفرَّة على وجهه عند رؤيته من قرب.
ذكور هذا النوع مناطقيَّة عدائيَّة، تلجأ إلى تغريدها الموسيقيّ المُعقَّد لتحديد حدود حوزها ولاجتذاب الإناث إليها. يتألَّفُ تغريد عصافير الدوري هذه من مزيجٍ من النغمات المُتكررة، سُرعان ما تتحول إلى نغماتٍ وزغردات مُسقلَّة. تغريدها هشٌ ناضر، وصافٍ، وواضح للسامع، مما يعني أنه بالإمكان التعرّف عليها عبر السمع فقط. يُمكنُ تمييز تغريدةٍ عن أخرى عبر النغمة والإيقاع، وعبر تردد الزغردات بشكلٍ خاص. مُعجم التغريدات عند هذه العصافير غنيّ واسع، فالطائر منها قد يُصدر ما يقرب من 20 نغمة، وحوالي 1000 شكل مُختلف من التغريدة الأساسيَّة، لكنَّها على العكس من السمَّان، تُكرر أغنيتها عدّة مرّات قبل أن تنتقل لأغنية أخرى.
تتعلَّمُ عصافير الدوري المُغَرِّدة تقليد تغريدات العصافير وحتى الأنواع الأخرى المُجاورة لها، ويُحتمل أنها تتعلم تلك المُشتركة بين الطيور مُتجاورة الحوز، وفي نهاية المطاف تنتقي حوزها على مقربةٍ من حوز الطائر الذي تلقنت منه التغريد، أو تحل مكانه في حوزه إن كان قد هجره. تسمحُ هذه الخاصيَّة للعصافير أن تتواصل بنفس الطريقة مع بعضها البعض على الرغم من اختلاف الأفراد المُتواصلة. أظهرت التجارب أن عصافير الدوري المُغَرِّدة قادرة على تمييز تغريد جيرانها من تغريد العصافير الغريبة، وأنَّ الإناث منها قادرة على تمييز تغريد أليفها من تغريد غيره من الذكور، وأنَّ كُلاً منها تنجذب إلى وتُفضّل تغريد شريكها على تغريد جيرانها. بعض أنواع الطيور الأخرى، مثل المُحاكي، لا تقدر على تقليد تغريد عصافير الدوري هذه بأسلوبٍ فعَّال.
تنتشرُ هذه الطيور عبر القِسم الأعظم من أمريكا الشماليَّة. الجمهرات الجنوبيَّة مُقيمة دائمة، أمَّا الجمهرات الشماليَّة فتُهاجرُ إلى جنوب الولايات المتحدة والمكسيك في الشتاء، والجدير بالذكر أنَّ تلك المناطق سالفة الذكر تأوي أيضًا بضعة جمهرات مُقيمة طيلة السنة. يُعثرُ في بعض الأحيان النادرة على أفرادٍ من هذه العصافير في أوروبا الغربيَّة، بعد أن تكون قد شردت عن سربها، أو حملتها عاصفةٌ ما عبر المحيط الأطلسي وألقتها على إحدى شواطئ الدول المُطلَّة عليه، ومن الدول التي سُجِّل فيها وجود هذه العصافير: بريطانيا والنرويج.
هذه الطيور عموميَّة المسكن، أي تقطن طائفةٌ واسعة من الموائل الطبيعيَّة،،[9] لكنها تُظهرُ تفضيلاً لأراضي الأشجار القمئية والسبخات، بما فيها سبخات الملح، عبر مُعظم أنحاء كندا والولايات المتحدة. كذلك يُمكن العثور عليها في الموائل البشريَّة، مثل ضواحي المدن، وأطراف الأراضي الزراعية، وعلى طول الطرق والشوارع.
تسعى هذه الطيور وراء غذائها على الأرض، أو في الآجام، أو المياه شديدة الضحولة. تقتات بشكلٍ رئيسيّ على الحشرات والبزور، والطيور قاطنة سبخات الملح تأكل القشريات الصغيرة أيضًا. كما أنَّ بعض الأفراد منها شوهدت وهي تبحث عن الطعام في براز النوارس مزرقَّة الجناح.
يقوم كلٌ من الذكر والأنثى بالبحث عن موقعٍ مُلائم لإنشاء العُش، وغالبًا ما ينتقيان موقعًا بين الأعشاب الكثيفة أو الحشائش، وفي بعض الأحيان يجعلانه على الأرض، وفي أحيانٍ أخرى في موقعٍ مُرتفع يصل إلى 15 قدمًا؛ وكثيرًا ما تُفضَّلُ المواقع قرب المياه. كما يُمكن أن يُعثر على أعشاشها على مقربة من الموائل البشريَّة، وحتى في أحواض الزهور بالحدائق أو على الشرفات والنوافذ.
تتولَّى الأنثى مُهمَّة بناء العش، وتعمل غالبًا خلال وضح النهار وبالأخص عند الفترة الصباحيَّة. والعُش عبارة عن كأسٍ بسيطة متينة البنيان مصنوعة من الأعشاب، والحشائش الضارَّة، ويُغلَّف من الخارج ببعض اللحاء، ويُبطَّن في الداخل بواسطة الأعشاب والجُذيرات، وشعر الحيوانات. يتطلب إنشاء العش حوالي 4 أيَّام، ويتراوح عرضه بين 4 و8 إنشات، وعمقه بين 2.5 و4 إنشات، عند الانتهاء. تضعُ الأنثى حضنةً يتراوح عدد البيوض فيها بين 3 و5 بيضات بُنيَّة اللون مُبرقشة برُقطٍ بيضاء مُخضرَّة.
تتعرَّض عصافير الدوري المُغَرِّدة لافتراس طائفةٍ واسعة من الضواري، أبرزها: القطط، والبيزان، والبوم. كذلك يُمكن للعواسق الأمريكيَّة، والكلاب، والأفاعي، أن تُشكِّلَ خطرًا على حياة هذه الطيور، لكنها تتعامل معها بطريقةٍ غامضة، مما يُفيد بأنها قد لا تُشكِّلُ خطرًا كبيرًا عليها. تتعرَّفُ العصافير على الخطر عبر وسائل غرائزيَّة وأخرى تكتسبها عبر التعلُّم (بما فيه التعلم الثقافي)، فتُكيّف سلوكها المُستقبلي بحسب خبراتها المُكتسبة مع المُفترسات، وعبر مُراقبة كيفيَّة تعامل الطيور الأخرى مع الخطر المُحدق بها جمعاء. أظهرت المقارنة بين طيورٌ نشأت في الأسر وأخرى بريَّة، أن خوفها من البوم والبيزان خوفٌ غريزيّ، أمَّا خوفها من القطط فمُكتسب، تتعلمه من خلال المُواجهة مع إحداها.[10]
تتعرَّضُ أعشاش عصافير الدوري المُغَرِّدة إلى التطفّل من قِبل شحارير البقر بُنيَّة الرأس. تتشابه بيوض النوعان بشكلٍ ملحوظ، على أنَّ بيضة الشُحرُور أكبر حجمًا بعض الشيء، والعصافيرُ تُميّزُ الشحارير على أنها خطرٌ مُحدقٌ بذريتها، فتطاردها ما أن تراها على مقربةٍ من العش، وبعضُ الأدلَّة تُشير إلى أنَّ هذا السلوك مُكتسب وليس بغريزيّ.[10] أظهرت دراسةٌ حديثة أن مُهاجة أنثى الشُحرُور على مقربة من العُش قد يؤدي إلى نتائج عكسيَّة لا تُحمد عُقباها في واقع الأمر، فيرفع من نسبة تطفّل الشحارير على العُش، ذلك أنَّ أنثى الشُحرُور تتعرف بذلك على إناث العصافير الأكثر نشاطًا وقوَّة ومُثابرة، وأشدها حمايةً للعش، أي تلك التي تزيد نسبة نجاحها في تربية حضنة من البيض على فشلها، فتبذلُ جهدًا في وضع بيضتها داخل عُشها إيمانًا منها بارتفاع نسبة بقاء فرخها.[11] أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على إحدى جمهرات العصافير قاطنة جزيرة ما، أنَّ إدخال شُحرُور البقر بُني الرأس إلى الجزيرة لم يكن لهى تأثيرٌ مهم على أعداد العصافير، على الرغم من أنَّ نسبة الفشل في تربية الحضنات قد ارتفعت، ومن الأسباب التي أشارت إليها تلك الدراسة وأفادت بأنها ما حمى العصافير من تطفّل الشحارير: إنتاج العصافير عدّة فقساتٍ في السنة، وقدرتها على تربية فرخ الشُحرُور بنجاح إلى جانب فراخها الأصليَّة.[12]
العُصفُور الدُّوري المُغَرِّد هو أحد أغزر أنواع الطيور بالسُلالات في أمريكا الشماليَّة، ومُنافسٌ عالميّ على المركز الأوَّل حتى، حيث يقرب عدد سُلالاته من سُلالات أنواع أخرى من شاكلة: القبّرة القرناء، والذعرة الصفراء، والصفَّار الأسترالي الذهبي، وسُمنة الجزر. حدد العُلماء 52 سُلالة من هذه الطيور، منها 24 مؤكدة في الوقت الحالي، مما يجعل هذا النوع نوعًا «مُلغزًا» حسب التعبير العلمي، أي يُمكن اعتباره نوعًا مُستقلاً على الرغم من أنَّ جمهراته بعضها معزولٌ عن بعض وتشكّلها العلميّ غير معروف على وجه اليقين بعد.
طيورٌ صغيرة لونها ضاربٌ إلى البُنيّ، ذات أجنحةٍ طويلة وظهورٍ مُقلَّمة بخطوط سوداء.
طيورٌ أكبر حجمًا وأقتم لونًا وتخطيطًا. أظهرت الدراسات التي أُجريت على الحمض النووي للمتقدرات أنَّ التباين في ألّوزيمات أغلب أشكال هذه المجموعة أن جميع أفرادها تفرَّعت من أصلٍ واحد مؤخرًا، وأنَّ تلك قاطنة الجُزر مُستقلَّةُ عن بعضها من ناحية الأصل.[13]
طيورٌ صغيرة الحجم، واضحة التقليم، وقصيرة الأجنحة، ولونها يميل إلى البُنيّ. كُلها مقيمة، عدا بعض الجمهرات قاطنة المناطق المُرتفعة، فتلك قد تهبط أو تُهاجر إلى مواقع أكثر دفئًا في الشتاء.
طيورٌ صغيرة باهتة، مغراء التقليم؛ كلها مُقيمة.
طيورٌ سوداء الرُقط، بيضاء الحلق، كُلها مقيمة.
يُصنِّفُ الاتحاد العالمي للحفاظ على الطبيعة (IUCN) هذه الطيور على أنها غير مُهددة بالانقراض، وذلك لسعة موطنها وكثافة أعدادها. أمَّا السُلالات mailliardi ،maxillaris ،samuelis، pusillula، وgraminea، فمُصنَّفة في كاليفورنيا على أنها أنواعٌ ذات شانٍ خاص.[16]
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.