Remove ads
من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
ميندوغاس (بالإنجليزية: Mindaugas) (و. 1203 – 1263 م) هو أول دوق أكبر لليتوانيا والملك الوحيد الذي اعتلى عرشها.[1][2] لا يعرف الكثير عن أصوله أو نشأته أو وصوله لسدة الحكم، ولكن ورد ذكر اسمه كأحد الدوقات الكبار في معاهدة تعود إلى عام 1219، وورد اسمه كذلك في معاهدة أخرى تعود إلى عام 1236 كزعيم جميع الليتوانيين. تذكر المصادر الحديثة والمعاصرة التي تناقش اعتلاؤه العرش دخوله في زيجات إستراتيجية وما صاحب ذلك من تعرضه للنفي وإقدامه على قتل خصومه. استطاع ميندوغاس توسيع نطاق سيطرته لتشمل المناطق الواقعة جنوب شرقي الأراضي الليتوانية خلال الفترة الممتدة من ثلاثينيات القرن الثالث عشر حتى أربعينياته. تعمد ميندوغاس واعتنق الرومانية الكاثوليكية في خضم الصراع الداخلي على السلطة في عام 1250 أو عام 1251. مكنته هذه الخطوة من تأسيس تحالف مع التنظيم الليفوني الذي كان عدوًا للشعب الليتواني منذ أمدٍ طويل. توج ملكًا على عرش ليتوانيا خلال صيف عام 1253 ليحكم رعية تراوح عدد أفرادها من 300 ألف إلى 400 ألف شخص.[3]
ميندوغاس | |
---|---|
معلومات شخصية | |
الميلاد | سنة 1203 ليتوانيا |
الوفاة | 12 سبتمبر 1263 (59–60 سنة) ليتوانيا |
مواطنة | ليتوانيا |
بوابة الأدب | |
تعديل مصدري - تعديل |
استمرت صراعات ميندوغاس مع أقاربه والدوقات الآخرين على الرغم من تميز عهده كملك والذي استمر لعقد من الزمن، بالعديد من الإنجازات التي أسهمت في بناء الدولة الليتوانية. قابلت ساموغيتيا -وهي الجزء الغربي من ليتوانيا- حكم التحالف بمقاومة شديدة. كذلك تحدى التتار المكاسب التي حققها على الأرض في جنوب شرقي البلاد. أخل ميندوغاس بالسلام الذي عقده مع التنظيم الليفوني في عام 1261، ومن المحتمل أنه ارتد عن المسيحية واغتيل على يد ابن أخته ترينوتا وخصم آخر وهو دومنتاس دوق بسكوف في عام 1263. لم يتحلحل الاضطراب حتى نال تريدينس لقب الدوق الأكبر في نحو عام 1270.[4]
حظي ميندوغاس بمكانة تاريخية خاصة خلال القرنين التاسع عشر والعشرين بعدما كانت سمعته متزعزعة إلى حد كبير خلال القرون اللاحقة التي أعقبت وفاته وعدم ملحوظية خلفائه. يعد ميندوغاس الملك الوحيد الذي وصل إلى عرش ليتوانيا؛ ففي حين أن معظم الذين تبوؤوا عرش دوقية ليتوانيا الكبرى بدءًا من يوغيلا ومن تبعه كان يحكمون تحت لقب ملك بولندا غير أن هذين اللقبين ظلا منفصلين.[5] يعتبر ميندوغاس الآن مؤسس الدولة الليتوانية. وكذلك يعود إليه الفضل في دحر تقدم التتار نحو بحر البلطيق وترسيخ اعتراف دولي بالدولة الليتوانية وتوجيهها صوب الحضارة الغربية. نشر المؤرخ إدفاردس غودافايتشوس خلال تسعينيات القرن العشرين ورقة بحثية تدعم وجود تاريخ دقيق لتتويج ميندوغاس في يوم 6 يوليو عام 1253. يعد هذا اليوم عطلة وطنية رسمية في ليتوانيا تحت اسم يوم قيام الدولة.[6]
تعد المصادر المكتوبة المعاصرة حول حياة ميندوغاس نادرة للغاية. معظم المعلومات المعروفة حول عهده مأخوذة من وثيقتي السجل الليفوني المقفى والمخطوطة الهيباتية. كان مؤلفو هاتين الوثيقتين التاريخيتين أعداء لليتوانيا ولذلك فإنهما تحملان تحيزًا معاديًا لليتوانيا ولا سيما المخطوطة الهيباتية. كذلك فهما غير كاملتين وينقصهما وجود تواريخ وأسماء أماكن معظم الأحداث التاريخية الهامة. فمثلًا كرست وثيقة السجل الليفوني المقفى 125 سطرًا شعريًا للاحتفاء بتتويج ميندوغاس ولكنها لم تأتي على ذكر تاريخ الحدث أو مكان وقوعه. تعد البراءات البابوية من المصادر الأخرى التي توثق معمودية وتتويج ميندوغاس. لم يكتب الليتوانيون أي سجلات تاريخية باقية عدا مجموعة من القوانين التي نصت على منح مجموعة من الأراضي للتنظيم الليفوني، ولكن ليس هناك اتفاق حيال أصالة هذه القوانين. لا يمكن الإجابة على بعض الأسئلة الهامة المطروحة حول ميندوغاس وعهده نتيجة شح المصادر التاريخية.[7]
لم تُحدد أصول ميندوغاس وشجرة عائلته بصورة قطعية بسبب ندرة المصادر المكتوبة التي تتناول هذه الحقبة. تعرضت مصداقية وثيقة سجلات بيتشوفيتش العائدة إلى القرنين السادس عشر والسابع عشر للطعن في هذا الصدد، وذلك نظرًا لتأكيدها على انتماء أجداد ميندوغاس للبالمونيديين وهم من العائلات النبيلة التي أشيع انحدار أصولها إلى الإمبراطورية الرومانية.[8] يُقدر عام ميلاده أحيانًا في نحو عام 1200، في حين تترك إشارة استفهام عنده في أحيانٍ أخرى. ورد ذكر اسم والده في السجل الليفوني المقفى بوصفه دوقًا صاحب نفوذ ولكن دون ذكر اسمه. أطلقت السجلات التاريخية اللاحقة عليه اسم رينغولد. يُفترض أن دوسبرونغاس الذي ورد اسمه في نص معاهدة عام 1219 هو شقيقه وأن أبناه توتفيلاس وغدفيداس وبالتالي هما أبناء أخيه. كان عنده شقيقتين تزوجت إحداهما من فيكنتاس والأخرى من دانيال الهاليتشي. لعب فيكنتاس وابنه ترينوتا دورًا هامًا في الصراعات اللاحقة على السلطة. تزوج ميندوغاس من امرأتين على الأقل وهما مورتا وشقيقتها التي لم يعرف اسمها، ومن المحتمل أنه تزوج من امرأة قبلهما. إذ يفترض وجود تلك المرأة بسبب طفليه وهما ابنه المدعو فيشفلكاس وابنته مجهولة الاسم التي تزوجت من سفارن في عام 1255. ويبدو أن كليهما كانا يعيشان حياةً مستقلةً بالفعل حين كان أطفال مورتا ما يزالون صغارًا. جاءت المصادر المكتوبة على ذكر اسم ابنين وهما روكلس وروبيكس بالإضافة إلى فيشفلكاس وشقيقته. اغتيل روبيكس مع أبيه. تعد المعلومات المتاحة حول أبناءه محدودة ولا يزال المؤرخون يناقشون عددهم الحقيقي. إذ قد يكون عنده ولدين آخرين خلط نسّاخ المخطوطات اللاحقين بين اسميهما ليتحرف إلى روكلس وروبيكس.[9]
لم تكن ليتوانيا على اتصال يذكر بالبلاد الأجنبية خلال القرن الثالث عشر. بدا نطق الأسماء الليتوانية غامضًا وغير مألوف بالنسبة للعديد من مؤلفي السجلات التاريخية الذين قاموا بتعديلها حتى تتشابه أكثر مع ألفاظ الأسماء في لغاتهم الأم. ورد اسم ميندوغاس في النصوص التاريخية في عدة أشكال محرفة. قدمت المصادر التي كتبها شعب الروس الكم الأكبر من المعلومات حول حياة ميندوغاس، ولذلك يعتبرها اللغويون المصادر الأكثر موثوقية من أجل إعادة تشكيل الاسم الليتواني الأصلي.[10]
كانت ليتوانيا واقعة تحت حكم ثلة من الدوقات والأمراء الذين ترأسوا عددًا من الإقطاعيات والقبائل المختلفة خلال مطلع القرن الثالث عشر. ارتبط هؤلاء ببعضهم البعض بصورةٍ فضفاضة من خلال عدة قواسم مشتركة على غرار الدين والتقاليد والتجارة وصلة القربى والحملات العسكرية المشتركة ووجود الأسرى المسجونين من المناطق المجاورة. بدأ التجار والمبشرون الغربيون بالسعي للسيطرة على المنطقة خلال القرن الثاني عشر وأسسوا مدينة ريغا في لاتفيا سنة 1201. ومع ذلك أحبِطت جهودهم في ليتوانيا مؤقتًا بعد الهزيمة التي منيوا بها في معركة سول في عام 1236، ولكن ظلت التنظيمات المسيحية المسلحة تشكل تهديدًا. كذلك تعرضت البلاد لعدد من الغزوات التي شنتها الإمبراطورية المغولية.[11] تُعتبر المعاهدة التي وقِع عليها مع إمارة غاليسيا فولينيا في عام 1219 أول دليل حاسم على توحد القبائل البلطيقية في المنطقة من أجل التصدي لهذه التهديدات. تألف الموقعين على المعاهدة من عشرين دوقًا ليتوانيًا بالإضافة إلى أرملة أحد الدوقات. كان خمسة من هؤلاء كبارًا وبالتالي أخذوا الأسبقية قبل الستة الباقين. وضِع اسم ميندوغاس وشقيقه دوسبرونغاس تحت فئة الدوقات الكبار على الرغم من صغر سنهما، وهو ما يعني أنهما ورثا لقبيهما. وصفت وثيقة السجل الليفوني المقفى ميندوغاس بحاكم جميع الأراضي الليتوانية في عام 1236، ولكن ليس من الواضح بمكان كيف نال الأخير هذا اللقب. تذكر السجلات الروثينية إقدامه على قتل أو نفي عدد من الدوقات ومن بينهم أقاربه. وصف المؤرخ إس سي رويل صعوده إلى السلطة في إطار «العمليات المألوفة المشتملة على الزواج والقتل والغزو العسكري».[12]
تولى منصب king of Lithuania (1253–12 سبتمبر 1263).
Seamless Wikipedia browsing. On steroids.
Every time you click a link to Wikipedia, Wiktionary or Wikiquote in your browser's search results, it will show the modern Wikiwand interface.
Wikiwand extension is a five stars, simple, with minimum permission required to keep your browsing private, safe and transparent.